الوطن:
2025-05-01@23:14:59 GMT

نافذ الرفاعي يكتب: ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

نافذ الرفاعي يكتب: ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني

تعود الذكرى السادسة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطينى، بما شملت من التشريد والتهجير والتشتيت فى أقطار العالم، وحالة الفقر والجهل فى تلك الحقبة من الزمن، حيث كان يرزح العالم العربى تحت الاستعمار والجهل، وحدثت الكارثة، وكان العالم نائماً فى عام 1948.

تعاطف الغرب وبعض الدول مع دولة الاحتلال تحت مسمى «الهولوكوست» وما واجهه اليهود من المذابح النازية.

وتنفيذاً لوعد بلفور المشئوم، والادعاء بأن فلسطين أرض بلا شعب.

كان العالم مباحاً خلال السنوات الست والسبعين أمام سماع حقيقة أن هذه الأرض ليس لها شعب، والآن تعود الذكرى، وراهن الحال عدوان إجرامى ومجابهة عنيدة، والمذابح والإبادة والهدم، ولكن نوايا الترحيل فشلت من خلال وقفة حقيقية من الدولة المصرية.

لقد فضحت الدولة المصرية الأهداف المعلنة للعدوان على غزة وأهمها التهجير، الذى تم بترحيل سكان منطقة شمال غزة نحو رفح، والتى يسكنها فى الوضع الطبيعى 300 ألف مواطن، ولكن وصل العدد إلى ما يزيد على مليون ونصف المليون.

موقف مصر منذ اللحظة الأولى كشف هذه الأهداف الخبيثة، ورفضها علناً وقال لا للتهجير ورفض كل الأثمان، التى عرضها الاحتلال والولايات المتحدة، وهى نحو 160 مليار دولار فوراً وشطب ديون مصر.

إلا أن الموقف الصلب والمؤتمر الذى عقدته مصر ومواقفها التى تؤكدها بعدم السماح باجتياح رفح وعدم الدفع بقوة القصف والموت والإبادة للفلسطينيين، للهرب نحو صحراء سيناء، وعليه فإن هذه النكبة الحالية تختلف عن نكبة 1948، حيث فشل التهجير، وفرضت مصر معطيات جديدة.

وتعود الذكرى الأليمة وما صاحبها من مجازر وحروب وتعسف.

ولكن يوجد موقف عالمى متغير، وتعود الذكرى والعالم يستيقظ وتشارك 200 مدينة عالمية بالمظاهرات المندّدة بجرائم الاحتلال، وتصل إلى عقر أمريكا، وتنفجر الثورة الطلابية فى عشرات الجامعات الأمريكية، وتتداعى عدوى حراك طلابى عالمى فى أوروبا، خاصة الدول المناصرة للعدوان مثل جامعات فرنسا، وأهمها السوربون وغيرها.

تعود الذكرى وتكسر الرقابة التى تمنع الصوت الفلسطينى والعربى ولا تسمح إلا للصوت الصهيونى عبر احتكار الولايات المتحدة «فوكس نيوز وسى إن إن ونيوزويك» والسيطرة على وسائل الإعلام، التى تركز على الرواية الصهيونية.

والآن ثورة الإعلام وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى تقتحم مجدداً الوعى الأمريكى وحتى اليهودى فى نيويورك، وتشتعل المظاهرات المؤيدة لفلسطين وتدين العدوان وتطالب بقطع علاقات الجامعات مع مؤسسات الكيان. هذه التطورات تقود إلى نهايات متوقعة، سواء رغبنا أم لم نرغب، وهى تسوية شبه دائمة، أرادت أمريكا أم لم ترد، وهى التى تخطط لليوم التالى ما بعد الحرب، والذى لن يكون أمريكياً، بل سيكون فلسطينياً وعربياً وعالمياً، لأن أمريكا أمامها 57 دولة عربية وإسلامية غير معادية لها، بل تتوافق فى مصالحها مع ما تفرضه أمريكا والغرب.

إن استمرار المواجهة لا يعنى سوى أن هذا المعسكر سيتفتّت وتتغير الولاءات والمعادلات والمعسكرات، ولن تعود أمة العرب مرهونة لأمريكا وللتطبيع. بل إن معسكر التطرف الصهيونى، الذى يرى فى المسجد الأقصى مكاناً للهيكل سيُفجر المنطقة ويتم استدعاء الموروث الدينى، وبذلك فإن الخيارات أمام هذه الذكرى خطيرة جداً، ولا بديل عن منح الفلسطينيين دولة وأماناً وأمناً واقتصاداً وحياة، وغير ذلك، حتى لو انتهت الجولة الحالية فيها إلى الدمار والهدم، ولكن كما قال الروائى العالمى «إرنست هيمنجواى»: «الإنسان قد يحطم ولكنه لن يُهزم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

أمريكا.. استراتيجية (عولمة) الفوضى.!

 

 

يحسب لملحمة (طوفان الأقصى) – كواقعة غير مسبوقة في فعلها وفي تداعيات ما بعد الفعل – أنها أسقطت الكثير من أقنعة الزيف التي كانت تخفي خلفها أوجه النفاق والزيف والكذب، وعلى مختلف المستويات والاتجاهات فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا، ناهيكم أن هذه الملحمة عرت الكيان الصهيوني وأظهرته على حقيقته ككيان عنصري استيطاني مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية، كيان مجرم متوحش، والإجرام والتوحش ليسا مجرد ظواهر عابرة تأتي في سياق رد الفعل، بل هما عقيدة وهوية الكيان، والأمر ذاته ينطبق على النظام الدولي ورموزه وأعمدته التي ما برحت على مدى نصف قرن من تسويق قيم ومفاهيم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والقانون الدولي وحرية التجارة والانفتاح الاقتصادي، وحرية الصحافة والحريات السياسية.
مفاهيم ومصطلحات ظلت المنظومة الغربية ومؤسساتها ومراكزها البحثية تعمل على تكريسها في الوعي الجمعي الإنساني كثوابت وتذاكر دخول دول وأنظمة وشعوب العالم الثالث إلى منتديات التحضر الإنساني المعولم الذي شكلت أطيافه وحددت مساراته _ واشنطن _بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار (جدار برلين) وتنصيب أمريكا نفسها زعيمة للعالم .
طوفان الأقصى، برغم كل المآسي التي نتجت عنها إلا أن من أبرز فوائدها أنها أظهرت حقيقة العالم وأسقطت عن وجهه أقنعة الزيف وأظهرته على حقيقته، وكشفت هذه المعركة أننا نعيش في عالم متوحش مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية.
إذ ظهر العالم «المتحضر» الذي تقوده أمريكا، بأنه مجرد من كل القيم ولا يؤمن بأي من الشعارات التي رفعها لتطويع شعوب العالم الثالث وتطويعها لتؤدي دور (الكلاب في إسطبلاتهم).
كما سقطت قيم الحلم الأمريكي، وبدت أمريكا بمخالبها الإمبريالية المتوحشة، إذ عملت على إهانة القانون الدولي بكل أبعاده الإنسانية والأخلاقية والحضارية والقانونية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فظهرت أمريكا كعدو لكل القوانين المنظمة للعلاقات الدولية، وسعت إلى إحلال قانون القوة بديلا عن قوة القانون، مجردة القانون الدولي من دوره ومهامه لتفرض على العالم قانون قوتها، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات، ساعية بكل غطرسة ووقاحة إلى ترسيخ قانون الغاب، ليحل بديلا عن القوانين الإنسانية المنظمة للعلاقات الدولية.
لم يقف هذا الانحلال في نطاق المشهد الفلسطيني والغزاوي على وجه التحديد الذي يجرد كل المنظومة الدولية من إنسانيتها، بل طال السقوط كل مسارات العلاقات الدولية وليس ما يقوم به ويتفوه به الرئيس الأمريكي _ترامب _إلا انعكاسا لهذا الانحطاط القيمي والسلوكي الذي تحاول واشنطن فرضه وترسيخه ليحل محل القانون في تنظيم العلاقات الدولية.
إن العالم لا يمكن له أن يستمر في ظل قوانين أمريكا وترامب التي تنسف وتدمر كل ما بناه المجتمع الدولي من قوانين تنظم العلاقة فيما بين مكوناته الحضارية، والغرب الأوروبي هو أول من سيدفع الثمن لما تسعى أمريكا إلى ترسيخه ليحل محل القانون الدولي.
إن جرائم الصهاينة في قطاع غزة وفي لبنان وسوريا والمسنودة بجرائم أمريكا في اليمن وبتأييد أمريكي مطلق ودعم لا محدود للصهاينة وفي ظل تواطؤ غربي وعربي وإسلامي، سلوك سيدفع ثمنه المجتمع الدولي على المدى القريب لأن لا أحد يمكنه القبول بشريعة الغاب التي تحاول أمريكا بواسطة رئيسها ترامب فرضه على المجتمع الدولي.
بل أن أمريكا نفسها كشعب وقدرات ومؤسسات سوف يدفعون ثمن هذا الجنون الذي تسير عليه إدارة البيت الأبيض الساعية إلى (عولمة الفوضى وقانون الغاب)، بديلا عن العولمة الحضارية التي عملت أمريكا والغرب على فرضها طيلة الثلاثة العقود المنصرمة من نهاية الحرب الباردة.
في هذا السياق لا نستبعد أن تكون ( حرب غزة بكل همجية ووحشية العدو الصهيوني) وما يرتكبه من جرائم غير مسبوقة ومن قتل ودمار، أقول لا نستبعد أن تكون هذه الحرب نموذجا لحروب قادمة قد تشهدها أي من قارات العالم، وهذا يعني أن العالم في طريقه لتصفية المنظمات الأممية وإلغائها وتجاوز قوانينها وهذا ما قامت وتقوم به أمريكا والكيان الصهيوني اللذان لم يكترثا بما يصدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما يصدر عن مجلس الأمن، وما يصدر عن المنظمات الأممية ، وحتى محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وما يصدر عن المنظمات الحقوقية، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
هذا التهميش والتجاهل لكل هذه الجهات الدولية يجعل العالم يعيش في ظل قوانين الغاب وشرعية البقاء للأقوى، وهذا يفقد أمريكا ذاتها مكانتها الدولية ويجردها من هيمنتها ونفوذها ويضع العالم أمام مرحلة فوضوية يصعب التحكم بها أو إلزام أي من عليها باحترام القانون غير المتفقين عليه والمفروض بقوة الغطرسة والهمجية السلوكية، كما تمارسه أمريكا .

مقالات مشابهة

  • وقفة في جامعة صعدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالعدوان الأمريكي على اليمن
  • أمريكا.. استراتيجية (عولمة) الفوضى.!
  • إبراهيم النجار يكتب.. 100 يوم من حكم ترامب.. هل أهتز توازن العالم؟!
  • الباعور يستقبل السفير الفلسطيني ويؤكد موقف طرابلس الثابت
  • وزير الخارجية: مصر لن تشارك في أي ظلم يقع على الشعب الفلسطيني
  • منصور : الشعب الفلسطيني في قفص يُقتل ويُجَوَّع يومًا بعد يوم
  • تدشين فعاليات الذكرى السنوية للصرخة بمحافظة إب
  • وقفة في مديرية صنعاء الجديدة إسناداً للشعب الفلسطيني وتأكيد الجهوزية لأي تصعيد
  • إصابة طالب ثانوى بجرح نافذ على يد آخر فى مشاجرة بالشرقية
  • في ذكرى ميلاده.. زكي طليمات رائد النهضة المسرحية في العالم العربي