الوطن:
2025-01-30@18:19:17 GMT

نافذ الرفاعي يكتب: ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

نافذ الرفاعي يكتب: ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني

تعود الذكرى السادسة والسبعون لنكبة الشعب الفلسطينى، بما شملت من التشريد والتهجير والتشتيت فى أقطار العالم، وحالة الفقر والجهل فى تلك الحقبة من الزمن، حيث كان يرزح العالم العربى تحت الاستعمار والجهل، وحدثت الكارثة، وكان العالم نائماً فى عام 1948.

تعاطف الغرب وبعض الدول مع دولة الاحتلال تحت مسمى «الهولوكوست» وما واجهه اليهود من المذابح النازية.

وتنفيذاً لوعد بلفور المشئوم، والادعاء بأن فلسطين أرض بلا شعب.

كان العالم مباحاً خلال السنوات الست والسبعين أمام سماع حقيقة أن هذه الأرض ليس لها شعب، والآن تعود الذكرى، وراهن الحال عدوان إجرامى ومجابهة عنيدة، والمذابح والإبادة والهدم، ولكن نوايا الترحيل فشلت من خلال وقفة حقيقية من الدولة المصرية.

لقد فضحت الدولة المصرية الأهداف المعلنة للعدوان على غزة وأهمها التهجير، الذى تم بترحيل سكان منطقة شمال غزة نحو رفح، والتى يسكنها فى الوضع الطبيعى 300 ألف مواطن، ولكن وصل العدد إلى ما يزيد على مليون ونصف المليون.

موقف مصر منذ اللحظة الأولى كشف هذه الأهداف الخبيثة، ورفضها علناً وقال لا للتهجير ورفض كل الأثمان، التى عرضها الاحتلال والولايات المتحدة، وهى نحو 160 مليار دولار فوراً وشطب ديون مصر.

إلا أن الموقف الصلب والمؤتمر الذى عقدته مصر ومواقفها التى تؤكدها بعدم السماح باجتياح رفح وعدم الدفع بقوة القصف والموت والإبادة للفلسطينيين، للهرب نحو صحراء سيناء، وعليه فإن هذه النكبة الحالية تختلف عن نكبة 1948، حيث فشل التهجير، وفرضت مصر معطيات جديدة.

وتعود الذكرى الأليمة وما صاحبها من مجازر وحروب وتعسف.

ولكن يوجد موقف عالمى متغير، وتعود الذكرى والعالم يستيقظ وتشارك 200 مدينة عالمية بالمظاهرات المندّدة بجرائم الاحتلال، وتصل إلى عقر أمريكا، وتنفجر الثورة الطلابية فى عشرات الجامعات الأمريكية، وتتداعى عدوى حراك طلابى عالمى فى أوروبا، خاصة الدول المناصرة للعدوان مثل جامعات فرنسا، وأهمها السوربون وغيرها.

تعود الذكرى وتكسر الرقابة التى تمنع الصوت الفلسطينى والعربى ولا تسمح إلا للصوت الصهيونى عبر احتكار الولايات المتحدة «فوكس نيوز وسى إن إن ونيوزويك» والسيطرة على وسائل الإعلام، التى تركز على الرواية الصهيونية.

والآن ثورة الإعلام وانتشار وسائل التواصل الاجتماعى تقتحم مجدداً الوعى الأمريكى وحتى اليهودى فى نيويورك، وتشتعل المظاهرات المؤيدة لفلسطين وتدين العدوان وتطالب بقطع علاقات الجامعات مع مؤسسات الكيان. هذه التطورات تقود إلى نهايات متوقعة، سواء رغبنا أم لم نرغب، وهى تسوية شبه دائمة، أرادت أمريكا أم لم ترد، وهى التى تخطط لليوم التالى ما بعد الحرب، والذى لن يكون أمريكياً، بل سيكون فلسطينياً وعربياً وعالمياً، لأن أمريكا أمامها 57 دولة عربية وإسلامية غير معادية لها، بل تتوافق فى مصالحها مع ما تفرضه أمريكا والغرب.

إن استمرار المواجهة لا يعنى سوى أن هذا المعسكر سيتفتّت وتتغير الولاءات والمعادلات والمعسكرات، ولن تعود أمة العرب مرهونة لأمريكا وللتطبيع. بل إن معسكر التطرف الصهيونى، الذى يرى فى المسجد الأقصى مكاناً للهيكل سيُفجر المنطقة ويتم استدعاء الموروث الدينى، وبذلك فإن الخيارات أمام هذه الذكرى خطيرة جداً، ولا بديل عن منح الفلسطينيين دولة وأماناً وأمناً واقتصاداً وحياة، وغير ذلك، حتى لو انتهت الجولة الحالية فيها إلى الدمار والهدم، ولكن كما قال الروائى العالمى «إرنست هيمنجواى»: «الإنسان قد يحطم ولكنه لن يُهزم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين غزة الاحتلال النكبة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

الرئيس المقاول

دونالد ترامب اكثر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية إثارة للجدل لا يكاد يمر يوم واحد دونما ان يصدر قرارا او تصريحا يشعل ضجيجا اعلاميا ينتهى بتوجيه سهام النقد الحاد بسبب سلوكه الطائش فهذا الرجل كسر الرقم القياسى فى فترة وجيزة بتوقيع 350 امرا تنفيذيا طبقا لما تعهد به فى حملته الانتخابية، شملت هذه الأوامر قضايا الهجرة والاقتصاد والمساواة والعفو الجنائى وغيرها، وألغى أيضا قرارات تنفيذية كان اتخذها سلفه جو بايدن لذا ثمة تساؤلات مشروعة عن هوية ترامب السياسية بسبب خطابه الشعبوى المقلق وسياسته الهوجاء فتوجهاته الصادمة تبث الرعب والهلع بين الاصدقاء قبل الأعداء فهل هو مجرد رئيس جمهوري بالمفهوم الكلاسيكى أم انه يشكل ظاهرة سياسية قائمة بذاتها لذا يعد التحليل السيكولوجى لشخصية أقوى رئيس فى العالم فرض عين وقد خلص مجموعة مرموقة من أساتذة علم النفس الأمريكيين بعدما قاموا باجراء أبحاث علمية حول شخصيته استندت إلى نظريات عالم النفس الشهير سيجموند فرويد بأنه شخص لديه الكثير من العقد النفسية التى تجعله غير لائق أو مؤهل ليكون على رأس السلطة وخرجت تلك التحليلات بنتيجة مثيرة تفيد بأنه مريض بالنرجسية الخبيثة فهو كما يصفونه سياسى ميكافيلى غشاش سادى عنصرى محتال معتل اجتماعيا مجرد من الانسانية مؤمن ايمانا عميقا بفلسفة القوة على غرار هتلر وموسولينى قد يظن البعض ان ذلك من قبيل المبالغة ولكن بنظرة متعمقة لتاريخه المشبوه كرجل أعمال فى مجال التطوير العقارى الذى جعل منه نجما لامعا فى محيط الصفوة المدهش انه اقر بنفسه بكل هذه الصفات المشينة فى كتابه The art of deal فن الصفقة والذى نشر فى عام 1987 بمشاركة الصحفى تونى شوارتز وحصل على المركز الأول فى الأكثر مبيعا فى قائمة نيويورك تايمز فهو يعده من اعظم انجازاته الفكرية وانه كتابه المفضل بعد الكتاب المقدس!! يسعى بشكل حثيث فى هذا العمل الركيك إلى سرد سيرته الذاتية منذ الطفولة وتوضيح تجربته الشخصية واسلوبه ونجاحه فى مجال الأعمال، حيث يشارك استراتيجياته ومبادئه التى اعتمد عليها خلال صفقاته الكبرى من خلال 11 خطوة للنجاح فى الأعمال مستوحاة من كتاب «قوة التفكير الإيجابي» لنورمان فينسنت بيل. يذكر ترامب مراحل تعليمه المتواضعة فقد قضى سنتين فى جامعة فوردهام فى عام 1964، انتقل بعدها إلى مدرسة وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا لكن التأثير الاكبر يعود إلى والده فريد ترامب المطور العقارى الذى كون ثروته الطائلة عن طريق بناء الشقق السكنية فى نيويورك وتشييد مساكن للعسكريين الأمريكيين. وكان يرفض بعنصرية مقيتة بيع الوحدات السكنية الى الملونين وخاصة السود وسار الابن على نفس نهج أبيه ولا يستحى من ان يقدم نصائحه للجمهور عن فن عقد الصفقات حيث يعتقد أن الصفقة الناجحة تعتمد على مهارات التفاوض والإقناع، واختيار التوقيت السليم، والقدرة على التحكم فى الرأى العام ويعتبر استراتيجيته التضخيم الصادق جزءا مهما من فلسفته، حيث يمزج بين المبالغة والتفاؤل ما يمكنه من خلق اهتمام زائف بمشروعاته، فمن خلال هذا النهج الملتوى ، يستطيع تشكيل تصورات إيجابية عن مشاريعه، وزيادة قيمتها، وتحقيق زخم يعزز النجاح.

مفتاح فهم سياسات الرئيس ترامب هى كونه يفكر كمقاول بناء وليس كقائد لدولة عظمى فهو مصاب بتضخم الأنا فكل افكاره السياسية غير عقلانية أو واقعية ولأنه يتصف بالعناد والحماقة معا فهو يرى فى معتقداته غير العقلانية حقائق مطلقة يستطيع اجبار الآخرين على تنفيذها. ومثل هذه الأوهام لها سوابق مثل جعل كندا الولاية 51 وسرقة جزيرة جرينلاند من الدانمارك والاستيلاء على قناة بنما وجوب تنظيف غزة بتهجير قسم كبير من سكانها الى مصر أو الأردن أو حتى ألبانيا أو إندونيسيا ومن هنا كان خوف العالم الذى أصبح يدرك مخاطر حكم هذا الامبراطور الشعبوى واعتقد ان البداية الحقيقية كانت من ردة فعل الأبطال الغزاويين الذين قاموا بمشهد أسطورى اذهل العالم اجمع بالسير عشرات الكيلومترات على الأقدام الى ارضهم التى دمرها النازيون الجدد على أمل جعلها خرابات غير قابلة للحياة الادمية لكنهم خالفوا كل توقعات اعدائهم وقرروا التشبث بأرضهم وهم يعلمون أن لا ضمانة لهم ولا مكانة ولا احترام ولا وعد ولا عهد فى أى مكان آخر اعتقد أن بهكذا ارادة فولاذية وعزيمة انسانية عظيمة قادرة على تحدى جبروت عقلية الرئيس المقاول الذى يريد ان يغير العالم باتجاه معاكس لدوران عقارب الساعة بالقضاء على العولمة بالخروج من التجارة العالمية واتفاقية باريس للمناخ التى تعنى انفلات الاحتباس الحرارى وتغيير تقاليد الناتو بالحصول على أجور نقدية لحماية أوروبا وحلفائها فى جنوب اسيا والخليج العربى إلغاء اتفاقية البرنامج النووى مع ايران إنهاء رؤية حل الدولتين.

 دونالد ترامب هو خليط مدهش من رؤية توفيق عكاشة وذكاء رضا عبالعال وفهلوة حمو بيكا وقد قال الروائى الامريكى جوزيف هيلر مقولة عظيمة عن جنون العظمة «مجرد أنك تعانى جنون العظمة لا يعنى أنهم لا يطاردونك».

مقالات مشابهة

  • الرئيس المقاول
  • بسبب ملعب كرة القدم.. طالب يطعـ.ن آخر في المنوفية
  • جامعة البيضاء تنظم فعالية ثقافية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • الحوثي يستنكر تصريحات أمريكا بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة
  • بوتين: الحرب في أوكرانيا قد تنتهي خلال شهرين والمفاوضات ممكنة ولكن ليس مع زيلينسكي لأنه “غير شرعي”
  • عدنان الروسان يكتب … الأردن في مواجهة الحقيقة … مالعمل..!!
  • عثمان جلال يكتب: وتتوالى بشارات معركة الكرامة
  • د.حماد عبدالله يكتب: حياتى فى منطقة "المغربلين" !!
  • أحمد ياسر يكتب: الملك الأمريكي.. يرسم العالم من جديد!