هل يمهّد الهجوم الروسي على خاركيف لحسم الحرب الأوكرانية؟
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
موسكو- باتت الحرب الروسية الأوكرانية أمام منعطف ميداني بالغ الأهمية، بعد أن حققت القوات الروسية تقدما مباغتا وسريعا على محور خاركيف، المدينة الأوكرانية الإستراتيجية والقريبة من الحدود مع روسيا.
ويأتي ذلك بعد أن فتح الجيش الروسي جبهة جديدة بهجومين كبيرين، استولى إثرهما على مدينة فولتشانسك الأوكرانية، الواقعة على بُعد نحو 5 كيلومترات من خاركيف.
ووفق مراقبين روس وغربيين، يمثل هذا الهجوم بداية لمعركة حاسمة يمكن أن تصبح نقطة تحول في نتيجة الحرب، مرجحين أنه في حال تمكنت القوات الروسية من إحكام السيطرة على خاركيف -ثاني أكبر مدن أوكرانيا- فإن نتائجها ستكون خطيرة على كييف وحلفائها.
في الوقت نفسه، يشير المحللون إلى آراء العديد من الضباط الأوكرانيين رفيعي المستوى، الذين لم يستبعدوا انهيار الكثير من خطوط المواجهة في حال شنت روسيا هجوما جديدا، وهي التي تتمتع بجيش متفوق، ومستعدة لتحمل خسائر فادحة، حسب رأيهم.
لماذا قررت روسيا فتح جبهة خاركيف؟يرى الخبير العسكري يفغيني نورين أن كييف ارتكبت خطأ جسيما بمهاجمتها المتكررة للمناطق الحدودية لروسيا بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وهو الشيء الذي منح روسيا مبررا لشن هجوم مضاد، يضمن بالحد الأدنى حماية السكان والبنى التحتية في تلك المناطق، إضافة للمنشآت العسكرية ومجمّعات الطاقة، لا سيما في بيلغورود، التي تتعرض بشكل مستمر لهذا النوع من الهجمات.
ويتابع، في حديث للجزيرة نت، أن كييف واصلت استفزازاتها ضد المناطق الحدودية الروسية، رغم تحذيرات خبراء عسكريين غربيين بأن موسكو ستشن حتما حملة عسكرية لوقف هذه الاعتداءات، لكن كييف ردت لفترة طويلة بالنفي، وبتأكيد أن محور خاركيف محمي بأقصى قدر من الحماية.
علاوة على ذلك، يرجح الخبير أن تكون روسيا حصلت على معلومات بأن الجانب الأوكراني لم يقم ببناء تحصينات كاملة، لأسباب تتعلق بالفساد وأوجه قصور أخرى في الإدارة العسكرية، وبدلا من ذلك، انصب التركيز على الدفاع عن المدن الكبرى الواقعة داخل العمق الأوكراني.
ما المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية خلال هجومها الأخير على خاركيف؟خلال الأيام الأربعة من الهجوم، تمكّن الجيش الروسي من الاستيلاء على حوالي 12 بلدة صغيرة بالقرب من الحدود الدولية، وتقدمت قواته بحوالي 5-6 كيلومترات في عمق الأراضي الأوكرانية وبعرض 30 كيلومترا.
ويوضح الخبير العسكري نورين أن السيطرة على خاركيف تحقق عدة أهداف للجيش الروسي، كـ"تطهيرها" من الجماعات القومية والمتطرفة من القوميين، وتحريك خطوط التماس العسكرية بعيدا عن الحدود الروسية، وبالتالي التقليل، وربما وقف، قصف المدن والبلدات الحدودية، وتجنب محاولات الجماعات التخريبية الأوكرانية مهاجمة المناطق المأهولة بالسكان.
دمار في حي سالتوفكا شمال خاركيف أقرب أحياء المدينة إلى بيلغورود الروسية (الجزيرة) ما العلاقة بين السيطرة على خاركيف وتسريع إنهاء الحرب؟يعتبر العقيد احتياط فيكتور ليتوفكين أن روسيا ستنتصر بالحرب في المحصلة، لكن هذا لن يحدث قريبا جدا، ويرى أنه من الضروري الآن تشديد الضربات على القوات الأوكرانية، وعدم منحها الفرصة لـ"التقاط الأنفاس".
ويرى أن تحقيق ذلك يمكن أن يمهد الطريق نحو سيطرة الجيش الروسي على كل من خاركيف وأوديسا، ومن ثم إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على التوقيع على اتفاق سلام وفق الشروط الروسية.
ويضيف أن تصريحات مسؤولين غربيين، كمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، التي دعا فيها لوقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، تعكس مزاجا جديدا بدأ يتشكّل داخل المنظومة الأوروبية لصالح وقف هذه الحرب، على ضوء وضوح أن هزيمة أوكرانيا فيها باتت مسألة وقت.
هل هناك رابط بين ترشيح وزير جديد للدفاع في روسيا وبدء التقدم على محور خاركيف؟يقول الباحث في الشؤون الإستراتيجية رولاند بيجاموف أن تغيير وزير الدفاع أمر تقليدي، حيث يجري تعيين وزراء جدد في روسيا منذ فترة طويلة، ولا علاقة بين تعيين وزير جديد للدفاع وبين التطورات الميدانية على محور خاركيف، بل ببدء مرحلة جديدة من الحرب التي تتواصل للعام الثالث على التوالي.
ويرى الباحث أنه قد أصبح من الواجب اتخاذ إجراءات عسكرية كمّية ونوعية جديدة لحسم الحرب، لا سيما مع مواصلة المنظومة الغربية تقديم الدعم السياسي والعسكري لكييف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات على خارکیف
إقرأ أيضاً:
القوات الروسية تدمر محطة اتصال "ستارلينك" تابعة للقوات الأوكرانية
نشرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، مشاهد لتدمير القوات الروسية منظومة "ستارلينك" للاتصالات الفضائية، التي تستخدمها القوات الأوكرانية.
الدفاع الروسية: أوكرانيا تكبدت أكثر من 280 جنديًا في محور كورسك الدفاع الروسية: تدمير 5 طائرات مسيرة أوكرانية وتحرير بلدة في مقاطعة خاركوفوقالت الوزارة - في بيان نقلته وكالة الأنباء الروسية "سبوتنك" : "دمرت وحدات من قوات مجموعة (الغرب) سيارة صغيرة بيك آب، وشاحنة، ومحطة اتصالات عبر الأقمار الصناعية (ستارلينك)، بالإضافة إلى مخبأ للقوات المسلحة الأوكرانية في منطقة العمليات الخاصة".
وفي وقت سابق من اليوم، صرح سيرغي ليبيديف، منسق العمل السري في مقاطعة نيكولاييف، لوكالة "سبوتنيك"، بأن غارة استهدفت مطارًا في مقاطعة أوديسا جنوبي أوكرانيا، حيث توجد مستودعات لتجميع الطائرات دون طيار.
كشفت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أن خسائر الجيش الأوكراني في محور كورسك خلال اليوم الماضي شملت أكثر من 280 جنديًا ودبابة وناقلة جند مدرعة و6 مركبات قتالية مدرعة ومعدات أخرى.
وقالت الدفاع الروسية في بيان لها إن وحدات من مجموعة قوات "الشمال" ألحقت خلال عملياتها الهجومية خسائر بتشكيلات من 12 لواء أوكرانيا في محيط 16 بلدة وقرية حدودية بمقاطعة كورسك، كما صدت 5 هجمات مضادة.
روسيا تُعلن سيطرتها على قرية جديدة في دونيتسك الأوكرانية
أصدرت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، بياناً أكدت فيه أن وحدات من مجموعة قوات "الوسط" قامت بالسيطرة على بلدة زيليونويه في دونيتسك بأوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية تأكيد وزارة الدفاع على خسارة أوكرانيا 1470 عسكرياً خلال اليوم الماضي فقط.
وقال بيان وزارة الدفاع الروسية :"حسنت تشكيلات مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي وألحقت بالقوات الأوكرانيةة في خاركوف ودونيتسك خسائر تجاوزت 390 عسكريا".
وأضاف :"سيطرت تشكيلات مجموعة قوات "الجنوب" على خطوط أكثر ملاءمة في دونيتسك، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي".
وتابع البيان :"واصلت تشكيلات مجموعة قوات "الشرق" تقدمها في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية في دونيتسك، حيث فاقت الخسائر الأوكرانية 150 جندياً".
وأضاف :"ألحقت مجموعة قوات "دنيبر" خسائر بالقوات والمعدات الأوكرانية فيزابوروجيه وخيرسون، وبلغت خسائر العدو هناك نحو 40 عسكرياً".
وأكمل البيان :"تعرضت مرافق للطاقة يستخدمها الجيش والمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا للتخريب، بنية تحتية للمطارات العسكرية، وورش إنتاج ومستودعات تخزين للطائرات والزوارق المسيرة، ومواقع للتدريب على استخدامها القتالي".
وأردف :" حدثت خسائرة في تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 153 منطقة، كما إسقاط 3 صواريخ من أنظمة HIMARS الأمريكية و68 طائرة بدون طيار.
من الطرفين. تقع المدينة في إقليم دونباس الشرقي، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية مثل الفحم والمعادن، مما يجعلها مركزًا صناعيًا واقتصاديًا حيويًا لأوكرانيا. منذ اندلاع الصراع في عام 2014، أصبحت دونيتسك معقلًا رئيسيًا للقوات الانفصالية المدعومة من روسيا، التي أعلنت استقلال الإقليم عن أوكرانيا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
الأهمية الجغرافية لدونيتسك تعود إلى قربها من الحدود الروسية، مما يسهل إمداد القوات الانفصالية بالمعدات والموارد. كما أن السيطرة على دونيتسك تمنح روسيا نفوذًا عسكريًا واقتصاديًا كبيرًا في المنطقة. بالنسبة لأوكرانيا، يمثل الإقليم رمزًا للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي، ما يدفعها للقتال بشراسة للحفاظ عليه.
دونيتسك ليست مجرد منطقة صراع عسكري، بل تمثل أيضًا ساحة معركة إعلامية وسياسية. تسعى روسيا لإظهار دعمها للانفصاليين كجزء من استراتيجيتها لتعزيز نفوذها في شرق أوكرانيا، بينما تحاول كييف استعادة السيطرة على المنطقة كخطوة أساسية نحو استقرار البلاد.
مع استمرار العمليات العسكرية، تظل دونيتسك منطقة ذات أهمية قصوى في تحديد مسار الحرب ونتائجها السياسية، مما يجعلها نقطة اشتباك رئيسية بين الأطراف المتنازعة.