قال الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن مناهج علمائنا تتميز بأنها يُقَوِّم بعضُها بعضًا، وقد استدركوا على بعض- فاستدرك تلاميذ أئمة المذاهب على أئمتهم- دون أن تقوم من أجل ذلك فتنة ودون أن تنتطح في ذلك عنزان.

علماء الأزهر الشريف والوصول إلى الحق والصواب

وأوضح رئيس الجامعة، خلال كلمته في مؤتمر كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، أن علماء الأزهر الشريف كانوا علماء، حين يناقش بعضُهم بعضًا يلتزم بأدب العلم وأخلاق المناظرة، ويرون جميعًا أن الهدف هو الوصول إلى الحق والصواب، لا فرق بين أن يكون لك أو عليك، ولم يكن هدفهم إثارة العوام وأشباه العوام، وإشعال نار تمتد لظاها لتأكل أمن الناس وراحتهم واستقرارهم وتمتلىء ساحاتنا ثرثرة تضيع فيها الأوقات والأعمار؛ ويأكل فيها القوي الضعيف، ويشمت الغالب بالمغلوب، وتنقلب حياة الناس بين عشية وضحاها إلى حالة من البلبلة.

المراجعة والمفاتشة والتحري

وبيَّن رئيس الجامعة أنه كان من مناهج علمائنا في الخلاف أنه «لا يرد إلا على مَن كان له صواب يؤخذ عنه، أما مَن ليس له صواب يؤخذ عنه فلا يُرَدُّ عليه، وإن ملأ الدنيا ضجيجًا»؛ لافتًا أنه قديمًا قالوا: لو سكت مَن لا يدري لاستراح الناس؛ لأنَّ العلم لا يؤخذ بكثرة الضجيج ولا بارتفاع الصوت ولا بكثرة الظهور، وإنما يؤخذ العلم بطول المراجعة والمفاتشة والتحري والتثبت وحسن النظر والإنصات، حتى قال القاضي الباقلاني: إنَّ العلم يحتاج إلى سكون طائر؛ يعني أن المسألة الدقيقة لو زقزق عصفور لطارت الفكرة وشردت وضاعت؛ ولذا كان أصحاب الفكر يستعينون بالظلام على صيد الخواطر وبنات الفكر المهذب.

وشدد رئيس الجامعة أننا اليوم أحوج ما نكون في جامعاتنا إلى إحياء ما كتبه علماؤنا في أدب الخلاف؛ لتتربى الأجيال على هذه الأخلاق السامية والقيم الرفيعة والمضامين السديدة التي تبني ولا تهدم وتصلح ولا تفسد وتقوم المعوج ولا تحطمه، وتعالج الداء دون أن تقضي على المريض.

فكر الأئمة الكبار ممن تولوا مشيخة الأزهر الشريف

وبيَّن رئيس الجامعة أنه اطلع على عناوين البحوث المقدمة للمؤتمر فوجدها تدور في مجملها حول فكر الأئمة الكبار الذين تولوا مشيخة الأزهر الشريف، ورأيت من بينها ستة بحوث تدور حول فكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ تناولت «فكر الإمام بين منابع التكوين المعرفي ومواجهة التطرف الفكري»، و«جهود الإمام أحمد الطيب في تعزيز قيم الحوار الحضاري والتعايش السلمي»، و«جهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في نصرة المستضعفين»، و«الأزهر الشريف وقوته المؤثرة في التفاعلات الدولية في عهد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب»، و«الإمام الأكبر ودوره التجديدي في التفسير.. قضايا المرأة نموذجًا»، و«ترجمة معاني القرآن الكريم بين الحظر والإباحة والموقف العلمي للشيخ أحمد الطيب في ضوء ذلك».

وأكمل رئيس الجامعة قائلًا: وأحببتُ عدم الاكتفاء في هذا المؤتمر بدور المشاهد؛ فتقدمتُ للمؤتمر ببحثٍ علميٍّ لي كتبته منذ سنوات وقت أن كنتُ عميدًا لكلية اللغة العربية بإيتاي البارود ولم أنشره بعد؛ ليكون هو البحث السابع في هذه السلسلة المباركة وعنوانه: «شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيِّب لغةٌ تُصَوِّرُ واقعَ الأُمَّة»، وهو قراءة متواضعة في فكر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وخطوة على الطريق يفتح للباحثين الباب لدراسة كلام الإمام، وهي لغة متميزة تستوقف الباحثين. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الشريف رئيس جامعة الأزهر كلية الدراسات الإسلامية مؤتمر كلية الدراسات الإسلامية الإمام الأکبر الدکتور أحمد الطیب الأزهر الشریف رئیس الجامعة

إقرأ أيضاً:

المرأة الحديدية تطيح بمنشور رئيس جامعة الأزهر!

‘‘لم يشهد تاريخ الجامعات العتيقة والحديثة فى البلاد المتقدمة أو البلاد التى تركب الأفيال؛ أن تحصل عميدة كلية على أصل شكاوى مقدمة ضدها لرئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة؛ وتمزقها أمام أعضاء هيئة التدريس بالكلية؛ وتلقيها فى سلة المهملات مرددةً:"هذا مصير أى شكوى تقدم ضدى فى رئاسة الجامعة".. والأكثر إثارة أن نائباً  لرئيس الجامعة ينحاز إليها إنحيازاً أعمى؛ ويتوعد كل من يقدم شكوى ضدها رغم  تغيبها عن الكلية طوال فترة الفصل الدراسى الأول- باستثناء يومين فقط- ليس من بينها أيام إمتحانات(التيرم الأول)؛ وتدير المجلس الإستشارى للكلية كيفما تشاء؛ وتهيمن على لجنة الكتاب الجامعى والتصرف فى مواردها؛ بالمخالفة لمنشور الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر!!’’

كشف إعتذار الدكتورة  فاطمة سلطان موافي أستاذ الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر-فرع بنى سويف؛ عن عضوية لجنة الكتاب الجامعى المختصة؛ بتسعير الكتب وتحصيل ثمنها وإعفاء غير القادرات من الرسوم وغيرها؛ تفاصيل مثيرة!!

أكدت فى حيثيات خطاب اعتذارها عن تمثيل قسم الأدب والنقد فى عضوية لجنة الكتاب الجامعى بالكلية؛ بأن قرارات اللجنة في الفترة الأخيرة؛ كانت قرارات فردية تصدر من رئيس اللجنة-وكيل الكلية الدكتورة منى عبدالله- دون الرجوع إلى أعضاء اللجنة كما حدث بعد التوزيع الأخير.

وأكدت عضو هيئة التدريس المعتذرة؛ إلتزام اللجنة إبان عضويتها لها؛ بآلية تضمن الشفافية بينها وبين أعضاء الكلية؛ بإصدار بيان يوضح ما تم تحصيله، وكيفية توزيعه بدقة.

وأضافت؛ وقد أعدت اللجنة بيانها كالمعتاد عقب التوزيع السابق؛ وأرسلته لرئيس اللجنة الدكتورة منى عبدالله وكيل الكلية؛ لنشره ككل مرة ولكن الأخيرة لم تفعل!!

وطالبت رئيس اللجنة بنسخة من البيان لتوزيعه على أعضائِها؛ فأجابت:"لن أنشر بيانات؛ واللي عايز يسأل عن حاجة يجيلي"!!

وتفاجأت، بإنهاء عمل اللجنة في مايو الماضى بدون سابق إنذار؛ موضحة بأنه بالتواصل مع رئيس اللجنة الدكتورة منى عبدالله وكيل الكلية أجابت" بأنه قرار العميدة"!!

كما تفاجأت؛ باللجوء للمجلس الإستشاري للكلية برئاسة عميدة الكلية؛ لتمديد عمل اللجنة دون أخذ رأي أعضائِها!!

ولفتت؛ إلى عرض مقترحاً مثيراً على المجلس الإستشاري؛ بأخذ جزء من حصة ٥٪ المخصصة للطالبات المحتاجات؛ وتوزيعها على الموظفين والعمال؛ بالمخالفة لمنشور الجامعة!!

وأكدت، إعتراضها وبعض أعضاء اللجنة على هذا المقترح، والمفترض مناقشته   فى اجتماع اللجنة؛ وليس اجتماع المجلس الاستشاري!!

وأضافت، بأنّ القرار لم يعد نابعاً من إرادة أعضاء اللجنة؛ وأن وجودي في هذه اللجنة لا جدوى منه؛ خاصة وقد تدنت لغة الحوار؛ وغابت الموضوعية والشفافية!!

كما أضافت؛ ولا يخفي عليكم ما تحملته من الإتهام بالتآمر وإعلان الحرب على إدارة الكلية وإثارة الفتن؛ ومع ذلك تمسكت بموقفي (بعدم وقف التحصيل).

وقالت؛ رغم أن كثيراً من الزملاء من داخل الكلية وخارجها حذرني من التنكيل الذي قد يمارس ضدي؛ وكان ردي عليهم أن حسبي قول الله تعالى: (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد).

وأضافت؛ وقد ثبت الآن صحة رأيي بعدم مشروعية إنهاء عمل اللجنة ووقف التحصيل!!

كما أضافت؛ وحرصا مني على المصلحة العامة أرى أن أترك مكاني لإحدى زميلاتي من القسم لمتابعة الأمر؛ وعدم الإستمرار في عضوية اللجنة.

وأشارت؛ إلى أن المجلس الإستشاري برئاسة عميد الكلية؛ الذى أنهى عمل اللجنة في ٣١ يوليو2024  بجلسته المنعقدة برقم ٣٥ بتاريخ ١٩ مايو ٢٠٢٤؛ بحجة أن جميع اللجان تنتهي بانتهاء العام الجامعي بقوة القانون؛ هو ذات المجلس الذى قرر فى ٣١ يوليو 2024 العدول عن قراره ومد عمل اللجنة لأجل غير مسمى!!

وأضافت؛ فترتب على ذلك الكثير من النقاش حول لماذا كان قرار ١٩ لسنة  2024؛ رغم اعتراض جميع الأعضاء؟..ثم لماذا الرجوع فيه الآن ولم يتغير القانون سند القرار السابق؟!

وأيدت الشكوى المحررة من الدكتور مصطفى فاروق أستاذ الأدب والنقد بكلية الدراسات العربية  والإسلامية ببنى سويف- قريب المستشار فاروق سيف النصر رئيس المحكمة الدستورية العليا ووزير العدل الأسبق- ضد عميدة الكلية الحالية؛  ما جاء فى خطاب إعتذار الدكتورة فاطمة سلطان موافى أستاذ الأدب والنقد بالكلية.

وأشارت؛ إلى ما نسب لعميدة الكلية من أمثال وأقوال لا تليق بجروب الواتس آب الخاص بالكلية؛ كقولها"السجن للجدعان"!!

وأوضحت؛ أنه وفقًا لصحيح أحكام القانون رقم 103 / 1961 ؛ أنه من الواجب على عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر؛ ألا يأتِ بفعلٍ من شأنّه ألا يتلاءم مع صفته كعالم مسلم؛ أو يتعارض مع حقائق الإسلام الثابتة.

وأضافت؛ كما تنص المادة (58) من قانون الخدمة المدنية على أنّ: كل موظف يخرج على مقتضى الواجب في أعمال وظيفته، أو يظهر بمظهر من شأنه الإخلال بكرامة الوظيفة بجازى تأديبًا.

 وقالت؛ إنّ الإلتزام بمستوى من السلوك يتفق مع الإحترام وكرامة الوظيفة، واجب مفروض على الموظف لا يحتاج في تقريره إلى نص خاص به؛ بل إنه في نصوص قانون الخدمة المدنية الأخرى.

وأوضحت؛ أن مفاد النصوص القانونية تؤكد أن عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات ببني سويف-المشكو في حقها- قد جانبها الصواب فيما قامت بنشره على جروب الواتس آب الخاص بالكلية، ويعد تجاوزًا في حق الجامعة وأعضاء هيئة التدريس في الكلية؛ مطالباً إدارة الجامعة بالتحقيق فى تجاوزات عميدة الكلية دون جدوى!!

وفى سياقٍ متصل؛ تتزايد حدة الغليان بين أعضاء هيئة التدريس بالكلية؛ لخصم العلاوة الثالثة من الراتب لأكثر من ثمانين عضواً دون عميدة الكلية ووكيلة الكلية؛ رغم صدور حكم قضائي، وفتوى مجلس دولة، وعدم ممانعة الجامعة من التنفيذ وتوحيد المعاملة!!

وندد أعضاء هيئة التدريس بالإنحياز السافر لعميدة الكلية من جانب الدكتور محمد فكرى خضر نائب رئيس جامعة الأزهر لكليات البنات؛ عقب تفاجأهم بتمزيق العميدة لأصل شكاوى تحمل رقم وارد لمكتب رئيس جامعة الأزهر( 633 بتاريخ 13 أغسطس 2024)؛ ورقم وارد مكتب نائب رئيس جامعة الأزهر للبنات( 295 بتاريخ 13 أغسطس 2024)؛ وهو مالم يسبقها إليه أحد فى تاريخ الجامعات الإسلامية و العربية والأجنبية؛ ويشعل الإحتقان بالكلية ويثير الكثير من علامات الإستفهام!!

مقالات مشابهة

  • خطوات التقديم على مسابقة الأزهر الشريف لتعيين 40 ألف معلم مساعد
  • بعد بموافقة السيسي..رئيس التنظيم والإدارة يبلغ شيخ الأزهر بتعيين "٤٠ ألف معلم "بالمعاهد الأزهرية
  • المرأة الحديدية تطيح بمنشور رئيس جامعة الأزهر!
  • صنعاء: فعالية ختامية لإحياء ذكرى الشهيد القائد بمركز الإمام زيد بن علي عليهما السلام
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العداوة والبغضاء سبب عدم إقامة العدل والمساواة بين الناس
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود الدولة المصرية في دعم غزة
  • رئيس جامعة الأزهر يشيد بجهود الدولة في دعم الفلسطينيين بقطاع غزة
  • عضو هيئة كبار العلماء: الإمام الأشعري وضع أسس فكرية توازن بين النقل والعقل
  • الأزهر الشريف يرفض تهجير الفلسطينيين ويؤكد تمسكه بالقضية الفلسطينية
  • رئيس جامعة الأزهر يشارك في احتفالية الاوقاف بذكرى الإسراء والمعراج