أطلق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، مشروعًا لتقييم حالة الموائل البحرية في المياه السعودية بالخليج العربي، وذلك لبناء خط أساس لتطوير خطة إدارة متكاملة للبيئات البحرية والمحافظة على التنوع الأحيائي والحد من التهديدات.

يأتي المشروع لتعزيز استدامة البيئات البحرية في المياه السعودية في الخليج العربي في ظل ما تتمتع به من قيمة اقتصادية واجتماعية وثقافية وتوفيرها للعديد من خدمات النظم البيئية القيمة.


وقال الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان، إن المشروع يهدف إلى توفير تقييم أساسي لحالة الشعاب المرجانية، ومروج الحشائش البحرية وغابات المانغروف وما يرتبط بها من حيوانات وأنواع بحرية، كما يحدد المشروع المخاطر الطبيعة والمرتبطة بالأنشطة البشرية التي تهدد هذه النظم البيئية الساحلية وإيجاد حلول للحد منها، إضافة إلى تصميم خطة فعالة لحفظ وإعادة تأهيل هذه الموائل الساحلية، بناءً على البيانات التي يوفرها المشروع.

وبين أن المياه السعودية في الخليج تغطي مساحة تتجاوز 27000 كيلومتر مربع، وتحتضن موائل بحرية مهمة للغاية تتمثل بشكل رئيسي في الشعاب المرجانية ومروج الأعشاب البحرية وغابات المانغروف التي تدعم مجموعة واسعة من الأنواع البحرية، كما تتمتع الموائل الساحلية للخليج العربي بقيمة اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة، كما تؤدي الموائل الساحلية دورًا رئيسيًا في تخزين الكربون والملوثات وحماية الساحل من تأثيرات العواصف وقوى المد والجزر.

وأشار إلى أن هذه النظم البحرية تتعرض للعديد من الضغوط وتتطلب مراقبة مستمرة وتطبيق خطة فعالة لحفظها وإدارتها بشكل مستدام، وعليه تشكل البيانات التي يوفرها المشروع عاملًا أساسيًا لإجراءات الحفظ وإعادة التأهيل وتمكين المركز والجهات الأخرى ذات العلاقة من بناء خطة إدارة لاستدامة هذه الموائل القيمة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الحياة الفطرية البيئات البحرية

إقرأ أيضاً:

تعدين قاع البحر.. طموح ترامب يهدد أعمق النظم البيئية على الأرض

في أعماق المحيط الهادي، حيث الظلام والسكينة والضغط الهائل، تعيش كائنات غريبة تتوهج في العتمة وتتسلل بين الصخور المعدنية المتكتلة. في هذا العالم المجهول، لا شيء يعكّر صفو الحياة البطيئة. لكن ذلك قد يتغير قريبا.

ففي خطوة أثارت قلق العلماء، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الماضي أمرا تنفيذيا يفتح الباب أمام التعدين الصناعي في قاع البحر للمرة الأولى، وذلك بهدف استخراج معادن تُستخدم في الإلكترونيات وبطاريات السيارات والأسلحة المتطورة.

تعد هذه الموارد، التي تتكون ببطء شديد على مدى ملايين السنين، ذات قيمة إستراتيجية واقتصادية كبيرة، لكنها تشكل أيضا حجر الأساس لنظام بيئي بالغ الهشاشة.

ماذا يوجد بالقاع؟

يستهدف التعدين في أعماق البحار بشكل رئيسي ثلاثة أنواع من الرواسب المعدنية: العقيدات، والقشور، والتلال الحرارية. لكن التركيز حاليا ينصب على العقيدات، وهي كرات معدنية صغيرة تتشكل حول نواة، مثل سن سمكة قرش تتراكم عليه معادن كالمنغنيز والحديد ببطء شديد.

هذه العقيدات لا تحتوي على المعادن فحسب، بل هي موطن لمجموعة كبيرة من الكائنات البحرية. وفقا لعالمة المحيطات ليزا ليفين، فإن ما يقارب نصف أنواع الكائنات الحية في أعماق قاع البحر تُقيم على هذه العقيدات، بحسب ما تنقله صحيفة نيويورك تايمز.

إعلان

وتقول ليفين "لا نعرف مدى انتشار هذه الأنواع أو قدرتها على إعادة استعمار مناطق مدمرة بسبب التعدين"، مشيرة إلى هشاشة هذه النظم البيئية.

تجمع للعقيدات في قاع البحار (مكتب استكشاف المحيطات والبحوث الأميركي) كيف يتم التعدين؟

هناك طريقتان أساسيتان للتعدين في قاع البحر: الأولى تستخدم أدوات كشط لجمع العقيدات من الأرض، والثانية تعتمد على شفطها بأنابيب ضخمة إلى سطح السفن. في كلتا الحالتين، تُعاد المياه والرواسب المصاحبة إلى البحر، مما يؤدي إلى اضطرابات بيئية كبيرة.

أحد أبرز المخاوف هو أعمدة الرواسب التي يمكن أن تنتشر في المياه النظيفة على أعماق تصل إلى ألف متر. هذه الأعمدة قد تخنق الكائنات الدقيقة مثل الإسفنج والروبيان، وتُعطّل الحياة البحرية من خلال التلوث السمعي والبصري، وتؤثر حتى على قدرة الكائنات على التزاوج أو اصطياد فرائسها.

كما أن المعادن الثقيلة في هذه الرواسب قد تلوث سلاسل الغذاء البحرية، بما في ذلك المأكولات البحرية التي يستهلكها البشر.

وعد بالاستدامة

تزعم شركات التعدين أنها تُطوّر تقنيات أكثر استدامة مثل استخدام روبوتات تعتمد الذكاء الاصطناعي لجمع العقيدات دون إثارة الرواسب، كما تفعل شركة "إمبوسيبل ميتالز". ففي عام 2022، نجحت شركة كندية في استخراج آلاف الأطنان من العقيدات، وجمعت بيانات بيئية خلال العملية.

لكن العلماء يحذّرون من أن النماذج النظرية والاختبارات المحدودة لا يمكن أن تعوّض المعرفة الحقيقية بتأثير هذه العمليات على المدى الطويل.

ويقول جيفري درازين عالم المحيطات في جامعة هاواي إننا نجهل مدى تأثير مثل هذه العمليات على سلاسل الغذاء، وفق نيويورك تايمز.

نوع من الرخويات يعيش على عمق آلاف الأمتار تحت سطح البحر قد يضر التعدين تعداده وبيئته (أسوشيتد برس) مخاطر بعيدة المدى

الحياة في أعماق المحيط تسير بوتيرة بطيئة جدا. بعض الأسماك تعيش مئات السنين، وبعض الشعاب المرجانية آلافا. وهذا يجعل من الصعب تقدير مدى قدرة هذه البيئات على التعافي بعد الاضطراب الذي يحدثه التعدين.

إعلان

وتشير عالمة الأحياء الجيولوجية بيثاني أوركت -في حديث إلى صحيفة نيويورك تايمز- إلى أنه "ليس لدينا إستراتيجيات استعادة لهذه النظم البيئية، كما لا يوجد دليل علمي على أننا نستطيع إصلاح ما نفسده".

وقد تتضرر العوالق، وهي أساس السلسلة الغذائية في المحيطات، بشدة من تغيرات طفيفة في البيئة، مما يؤدي إلى انهيارات بيئية يصعب وقفها.

هل نحتاج إلى التعدين؟

يشكك بعض العلماء في الحاجة الملحّة للتعدين في قاع البحر أصلا، مشيرين إلى أن المناجم الموجودة على اليابسة لا تزال قادرة على تلبية الطلب العالمي على المعادن.

من جهة أخرى، يرى المؤيدون أن التعدين في البحر قد يكون أقل ضررا من الناحية الكربونية من التعدين الأرضي.

ومع ذلك، تظل المشكلة الكبرى أن التعدين في قاع البحر لم يسبق أن جُرّب على نطاق واسع، ولا نعرف ما الذي قد يُحدثه في توازن المحيطات.

في الوقت الراهن، يظل قاع البحر أحد آخر الحدود غير المستكشفة على الكوكب، وموطنا لبيئات فريدة من نوعها قد تحمل أسرارا علمية وطبية غير مكتشفة. لكن طموح التكنولوجيا الحديثة قد يهدد هذه الكنوز الخفية قبل أن نعرف حتى ما الذي نخسره.

مقالات مشابهة

  • حملة "دوووس"..لعبة الحياة التي تُعيد القيم المفقودة للشباب المصري من طلاب إعلام عين شمس
  • التربية تطلق مشروع خزنة لتعزيز الثقافة المالية للطلبة
  • «الخليج العربي»: انتهاء مستخدمينا من دورة متخصصة في مكافحة حرائق الطائرات بتركيا
  • “صحبة” تطلق أعمالها لإدارة الفنادق خلال مشاركتها في معرض سوق السفر العربي 2025
  • تعدين قاع البحر.. طموح ترامب يهدد أعمق النظم البيئية على الأرض
  • “ريتشمايند” تطلق مشروع ‘أويسترا’ السكني الفاخر من تصميم ‘زها حديد أركيتكتس’ على جزيرة المرجان
  • تنوع لا يضاهي.. السياحة والآثار تطلق حملة دعائية في معرض سوق السفر العربي
  • الطماوي: تاريخ الحياة البرلمانية سيسجل إنجازات المجلس التاريخية
  • جامعة الحدود الشمالية تطلق المرحلة الأولى من مشروع تشجير مرافق الجامعة دعمًا للاستدامة البيئية
  • اللواء بامشموس: تم إعداد برامج مميزة لأحياء الأسبوع العربي للتوعية المرورية كمحطة لتقييم الأداء وتعزيز السلامة الطرقية