انظمة وقواعد جديدة.. الذكاء الاصطناعي يتدخل بحروب المستقبل
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
يوما بعد يوم، تتزايد استخدامات الذكاء الاصطناعي وتمتد لتشمل مختلف مجالات الحياة وأصبح الآن لدى الجيش الأمريكي مجموعة من المشروعات القائمة على الذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تعيد تشكيل الحرب. ووسط تهديدات الحروب المستقبلية مع قوة عظمى مثل الصين أو روسيا، تستطيع الحرب الإلكترونية والأسلحة المضادة للأقمار الصناعية أن تترك الجيش الأمريكي بدون نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يعد أداة بالغة الأهمية للملاحة والاستهداف.
هذا التحدي دفع القوات الجوية الأمريكية إلى تجربة استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة بديلة للملاحة، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وقال العقيد جاري فلويد، مدير إدارة القوات الجوية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن الجيش ربما أضاف حلا إضافيا للتغلب على معضلة العمل في بيئة محرومة من نظام (جي بي إس).
والعام الماضي، اختبرت القوات الجوية استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي للتنقل بطائرة شحن من طراز C-17 عبر المجالات المغناطيسية للأرض، وهي طريقة صعبة نظرًا لأن الضوضاء الكهرومغناطيسية الصادرة عن عناصر أخرى، بما في ذلك الطائرة نفسها، قد تؤدي إلى تعقيد المهمة.
وأوضح فلويد، في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، أن الذكاء الاصطناعي كان قادرًا على التعلم من خلال اختبارات الطيران ما هي الإشارات التي يجب اتباعها لتوجيه الطائرة.
وأضاف "لقد تعلمنا الكثير من الحرب في أوكرانيا، حيث يستخدم الجانبان الحرب الإلكترونية وانتحال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للتشويش على الطائرات بدون طيار والصواريخ، وإلقاء الأسلحة خارج مسارها، وخلق تحديات أخرى".
ومنذ فترة طويلة، تعمل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على حلول الحرب الإلكترونية حيث تقوم بتطوير أجهزة مقاومة للتشويش وبدائل أخرى لا تعتمد على نظام (GPS) للحصول على الإحداثيات.
والعام الماضي، قال أحد مسؤولي الدفاع إن الجيش "يعيد الاستثمار بشكل أساسي في إعادة بناء قدراتنا التكتيكية في الحرب الإلكترونية بعد أن تركنا القوة إلى حد كبير على مدار العشرين عامًا الماضية".
ومشروع البديل الملاحي للقوات الجوية ليس الوحيد الذي يبحث في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة العسكرية، فعلى سبيل المثال، أعلن المسؤولون الشهر الماضي عن اختبار تاريخي بين طائرة مقاتلة من طراز F-16 يقودها الذكاء الاصطناعي ومقاتلة يقودها طيار.
ولم يكشف المسؤولون عن الفائز في الاختبار لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي إلا أن أحدهم قال إن برنامج الذكاء الاصطناعي المستخدم كان "يتقدم بشكل جيد أو أسرع مما كنا نأمل".
وخلال الأيام المقبلة، تعقد الولايات المتحدة والصين مناقشات في جنيف حول استخدام الذكاء الاصطناعي.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الحرب الإلکترونیة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟
تشهد تطبيقات المواعدة تحولًا كبيرًا مع بدء دمج روبوتات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في صياغة الرسائل، اختيار الصور، وكتابة الملفات الشخصية، مما يثير مخاوف بشأن تآكل المصداقية في التفاعلات عبر الإنترنت.
الذكاء الاصطناعي يدخل عالم المواعدةأعلنت Match Group، الشركة المالكة لمنصات مثل Tinder وHinge، عن زيادة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ستطلق ميزات جديدة هذا الشهر لمساعدة المستخدمين في تحسين ظهورهم على التطبيق، وصياغة رسائل جذابة، وتقديم نصائح حول كيفية التفاعل مع الآخرين.
لكن هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، إذ يرى خبراء أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في بناء العلاقات العاطفية قد يزيد من مشكلات العزلة الاجتماعية، ويفقد المستخدمين مهارات التواصل الفعلية عند اللقاءات الحقيقية بعيدًا عن شاشاتهم.
مخاوف بشأن المصداقية والانعزال الاجتماعيأحد أبرز التحديات التي تطرحها هذه التقنية هو صعوبة التمييز بين المستخدمين الحقيقيين وأولئك الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في تفاعلاتهم.
فيما قاد د. لوك برانينج، محاضر في الأخلاقيات التطبيقية بجامعة ليدز، حملة تطالب بتنظيم هذه الميزة، مشيرًا إلى أن "استخدام التكنولوجيا لحل مشكلات اجتماعية سببها التكنولوجيا قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، وليس إصلاحها".
وأعرب عشرات الأكاديميين من بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا وأوروبا عن قلقهم من أن التوسع السريع في ميزات الذكاء الاصطناعي على تطبيقات المواعدة قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الصحة العقلية والعزلة، إلى جانب تعزيز التحيزات العنصرية والجندرية الموجودة في الخوارزميات، مما يزيد من التحديات التي تواجه المستخدمين."
التحديات والفرص: هل الذكاء الاصطناعي حل أم مشكلة؟يرى مؤيدو هذه التقنيات أنها قد تساعد في تخفيف الإرهاق الناتج عن التفاعل المطول مع التطبيقات، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من "مساعدي المواعدة الافتراضيين" لصياغة رسائل فعالة دون الحاجة لقضاء ساعات في البحث عن العبارات المناسبة.
أحد الأمثلة البارزة هو ألكسندر جادان، مدير منتج، الذي قام ببرمجة روبوت ذكاء اصطناعي باستخدام ChatGPT للتواصل مع أكثر من 5000 امرأة على Tinder، ما أدى في النهاية إلى العثور على شريكته الحالية.
هل يجب فرض رقابة على الذكاء الاصطناعي في المواعدة؟يرى برانينغ أن تطبيقات المواعدة يجب أن تخضع لرقابة مماثلة لتلك المفروضة على منصات التواصل الاجتماعي، قائلًا: "تستهدف تطبيقات المواعدة مشاعرنا الأكثر حميمية ورغباتنا العاطفية، لذا يجب أن تكون قيد رقابة تنظيمية أكثر صرامة."
من جهتها، أكدت Match Group أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيتم بطريقة "أخلاقية ومسؤولة مع مراعاة سلامة المستخدمين وثقتهم".
بينما قالت Bumble إنها ترى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يعزز الأمان ويحسن التجربة، دون أن يحل محل التواصل البشري."
الخلاصة: إلى أين تتجه المواعدة الرقمية؟مع وجود أكثر من 60.5 مليون مستخدم لتطبيقات المواعدة في الولايات المتحدة وحدها، و4.9 مليون مستخدم في المملكة المتحدة، بات السؤال الأهم هو: هل يؤدي دمج الذكاء الاصطناعي في هذه المنصات إلى تسهيل بناء العلاقات، أم أنه سيؤدي إلى فقدان الثقة والارتباط العاطفي الحقيقي؟
بينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في تخفيف ضغوط المواعدة، فإن آخرين يحذرون من أنه قد يحول العلاقات العاطفية إلى تجربة غير واقعية، حيث يتحدث الجميع بنفس الأسلوب، ويصبح الصدق والتلقائية عملة نادرة في عالم المواعدة الرقمية.