جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@11:29:34 GMT

عُمان والكويت.. والعِنَاق الصادق

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

عُمان والكويت.. والعِنَاق الصادق

 

 

حمد بن سالم العلوي

عندما يتعَانق الزَّعيمان على أرض الكويت، يكُون قد سبقهما عِناق الشعبيْن العُماني والكويتي بعقود؛ بل وقرون طويلة من الزمن الجميل، وعندما لَجَأ العُمانيون إلى الكويت قبل العام 1970 طلبًا للرزق والعمل الشريف، فقد استقبلهم الكويتيون برحابة صدر، وفتحوا لهم أفق المستقبل، فعملوا ودرسوا وتعلموا وطببوا مرضاهم، وكأنهم أفراد من أبناء الشعب الكويتي العزيز، وقد سبق هذه العلاقة الطيبة بين الشعبين الكريمين في عُمان والكويت، رابطة الجغرافيا والتاريخ المشترك والعلاقات الاجتماعية وحسن العشرة، فكانا يتعاونان كدولتين مطلتين على البحر من خلال شعبي البلدين، وذلك في شد أزر بعضهم بعضًا من خلال الرحلات التجارية المشتركة بين الهند والمناطق التجارية الأخرى على ضفاف الخليج العربي.

وكان ذلك يقوم على التعاون والتعاضد لا التنافر والتحاسد، كما هي حال بعض الدول الأخرى. إذن؛ العلاقات العُمانية-الكويتية قديمة قِدم التاريخ والجغرافيا، والترابط الاجتماعي بين الشعبين يحكمه نسيج من المصاهرة، والعلاقات الإنسانية الوطيدة، والنسب الممتد في عمق التاريخ.

لتأتي هذه الزيارة اليوم، وهي في تصنيف "زيارة دولة"، لتُمثل أرفع أنواع الزيارات بروتوكوليًّا بين الدول، والتي قام بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عُمان، لأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، كدليل على عُمق أواصر الأخوة بين شعبي البلدين، وصدق المحبة وعظيم التآخي بين الزعيمين العُماني والكويت، وتوثيقًا لأواصر الأخوة الرائعة، فقد حضر سمو أمير دولة الكويت إلى سلطنة عمان في شهر نوفمبر الماضي ليُشارك في افتتاح أكبر مشروع اقتصادي مشترك بين دولة الكويت وسلطنة عمان، ألا وهو مشروع مصفاة الدقم الكبرى، لتكرير النفط في مدينة الدقم الاقتصادية، وكان يكفي أن يرسل وفدًا من المختصين لحضور المناسبة، ولكنَّه فضَّل-حفظه الله- أن يحضر بنفسه إلى السلطنة ليعطي للافتتاح الكثير من البهجة والدعم الشخصي.

وهي بالمناسبة مدينة بحرية قريبة من ساحل الشويمية، الذي أحبه سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الأسبق -طيب الله ثراه- والذي كان يجد فيه راحة النفس على الساحل العُماني الجميل والهادئ، والمطل على بحر العرب، وهذا البحر منحه العُمانيون هذا الاسم بحكم القوة والسيطرة العُمانية عليه أيام التاريخ العُماني القديم.

إنَّ عُمان التي تمتد بها جغرافيتها في الجزء الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية إلى رأس مسندم عند مدخل الخليج العربي، والكويت التي تستقر بها جغرافيتها على رأس هذا الخليج، لم تكن الجغرافيا لتفرِّق بين شعبي البلدين؛ وذلك بحكم التواصل البحري بين السفن العُمانية في المنطقة من ظفار في أقصى جنوب عُمان مرورًا بمدينة صور وساحل الباطنة إلى قلب الخليج، وصولًا إلى دولة الكويت والبصرة في العراق.

وقد كان العُمانيون ينظرون إلى الدول العربية على ضفاف الخليج، نظرة الأخوة الصادقة، وترى نفسها المُلزَم عليها -أدبيًّا وأخويًّا- حماية أشقائها من الطامعين فيهم، وكانوا إذا لزموا أنفسهم بحماية أي بلد آخر شقيق، يقومون بتشييد القلاع والحصون الدفاعية، وذلك بهدف الحماية والسيطرة، وإذا اطمأنوا باستقرار تلك البلاد سلَّموها لأهلها، وغادروها عائدين إلى مسقط، عرين العروبة في ذلك الزمان، وقد فعلوا مثل ذلك غير مرة مع أهل البحرين والبصرة، وذلك عندما طردوا الجيش الفارسي بقيادة كريم خان من البصرة العراقية، وقد كان الفرس قد أغلقوا شاطئ العرب بسلاسل الحديد، فقام الأسطول البحري العُماني بقطع سلاسل الحديد، وطرد الفرس من البصرة، وسُلِّمت البصرة إلى أهلها، وعاد الأسطول البحري العُماني إلى مسقط غير طامع في توسعة جغرافية عُمان على حساب أشقائه.

وعندما هدَّد عبدالكريم قاسم باحتلال دولة الكويت في مطلع ستينيات القرن الماضي، التزم العُمانيون المقيمون على أرض الكويت بالدفاع عنها، وكأنها وطنهم الأول، ولما دارت الأيام واحتل العراق الكويت في عام 1990، كان الجيش العُماني أول الواصلين إلى قلب الكويت، وذلك لأن عُمان ترفض الظلم والاعتداء منذ نشأتها الأولى قبل آلاف السنين.

لذا؛ فنحن لا نستغرب مشاعر الود والاحترام الكبيرين بين الشعب العُماني والكويتي، كون علاقتهما تقوم على إرث عظيم من المودة والأخوة الصادقتين منذ زمن بعيد، وأن زيارة سلطان عُمان إلى دولة الكويت، إنما جاءت تتويجًا لعلاقات قديمة وأزلية، وتوطيدًا لاستمرار نهج المحبة والأخوة الصادقة، ليس بين الزعيمين في البلدين وحدهما، وإنما بين الشعبين الذين ينعمان بدفء المحبة والاحترام المتبادل.

ولا شك أنَّ الكويت وعُمان قد أبعدتا عن شعبيهما نكبة الطائفية والتنابز بالألقاب، وهذه الآفة مدسوسة على العرب من اليهود أعداء الله ورسوله، وذلك لبث بذور الفرقة والتفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، بُغية إشعال فتنة التناحر بين شعوب الأمة العربية، وقد تعهَّد بعضُ الجهلة ممن نصَّبوا أنفسهم وكلاء عن الله في الأرض، فصاروا يُعطون صكوك الغفران لمن يحبون، والحكم بالنار على من يُبغضون والعياذ بالله، وهذه آفة خطيرة ومُدمِّرة للتسامح والتصالح مع الذات.. حفظ الله عُمان والكويت، وأعز زعيميهما عزة مباركة دائمة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نتائج مثيرة بـ"الشاطئية الخليجية".. ومباراة قوية مرتقبة بين "الأحمر" العُماني و"الأخضر" السعودي

 

مسقط- الرؤية

شهدت دورة الألعاب الشاطئية الثالثة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المقامة حاليًا في مسقط، يومًا حافلًا بالفعاليات الرياضية والترفيهية، وسط حضور جماهيري لافت وتفاعل كبير مع أجواء المنافسات التي جمعت بين روح التحدي ومتعة الأجواء الساحلية.

ورعى سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة، مساء الأحد، افتتاح منطقة المشجعين ضمن فعاليات الدورة، وذلك في موقع الموج مسقط، إذ تهدف هذه المنطقة إلى توفير تجربة ترفيهية متكاملة للجمهور، تتضمن أنشطة تفاعلية وعروضًا فنية مباشرة، إلى جانب بث حي لمجريات البطولة، في أجواء احتفالية جمعت بين الترفيه والرياضة. وانطلقت الفعالية في تمام الساعة الثامنة مساءً وسط حضور جماهيري متنوع.

وعلى صعيد المنافسات، شهدت لعبة كرة اليد الشاطئية في يومها الثاني مواجهات قوية، حيث تمكن المنتخب الإماراتي من الفوز على نظيره السعودي بركلات الترجيح بنتيجة ٢ مقابل ١، بعد مباراة مثيرة امتدت حتى اللحظات الأخيرة، وبدوره واصل المنتخب العُماني تقديم عروضه القوية وتمكن من التفوق على منتخب البحرين ٢ دون مقابل، في لقاء سيطر فيه أصحاب الأرض على مجريات اللعب وأظهروا انسجامًا لافتًا.

وتُستكمل اليوم الإثنين مباريات الجولة الثالثة من كرة اليد الشاطئية بلقاءين بارزين، حيث يواجه منتخب البحرين نظيره الإماراتي في الساعة الخامسة مساءً، فيما يصطدم المنتخب العُماني بالمنتخب السعودي في الساعة السادسة مساءً على الملعب الرملي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، ويتوقع أن تشهد هذه المواجهات حماسًا كبيرًا في ظل التنافس المحموم على بلوغ أدوار متقدمة.

وتضم قائمة منتخبنا يونس العويسي، وأمجد الحمداني، وسعيد الفارسي في حراسة المرمى، وعبدالله الصوطي، ونوح الزدجالي، وأحمد العويسي، وسالم العريمي، ومنذر العريمي، وسامي البلوشي، ومسلم العريمي، واليقظان الهنداسي، ويحيى المريكي، وعبدالرحمن الفزاري، ومشعل العريمي، وذلك بقيادة المدرب الوطني طالب بن هلال الثانوي، ومدير المنتخب عبدالله السعدي.

كما أسدل الستار الأحد على منافسات سباق الفرق لفئة قوارب اللاونجتمست، والتي شهدت حضورًا جماهيريًا في مرسى الموج، حيث تُوج المنتخب الإماراتي بالميدالية الذهبية بعد أداء متميز، فيما نال المنتخب العُماني الميدالية الفضية، وجاء منتخب الكويت ثالثًا متقلدًا الميدالية البرونزية، في أجواء احتفالية مفعمة بروح التنافس الرياضي الشريف.

وتنطلق صباح الإثنين في تمام الساعة الحادية عشرة منافسات السباقات الفردية في رياضة الإبحار الشراعي لجميع الفئات، وذلك في مرسى الموج – مسقط، وسط استعدادات مكثفة من المنتخبات المشاركة التي تسعى لتحقيق أفضل النتائج في هذه الرياضة البحرية التي تتطلب الدقة والمهارة في التعامل مع الرياح والتيارات.

وتحظى الدورة بتنظيم عالٍ بقيادة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية العُمانية، وتحت إشراف الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتشارك في دعم الحدث مجموعة من الشركات والمؤسسات الوطنية الرائدة، من بينها "أوكيو"، "عُمان للإبحار"، "الموج مسقط"، "بدر السماء"، "أسيايد"، إلى جانب شركاء إعلاميين ومجتمعيين يساهمون في إنجاح هذه التظاهرة الخليجية الشاطئية.

وعلى مستوى منافسات الكرة الطائرة، تنطلق اليوم منافسات الكرة الطائرة على شاطئ الحيل الشمالية خلال الفترة من 7 إلى 10 أبريل، بمشاركة جميع الدول الخليجية، حيث تم تقسيم الفرق إلى أربع مجموعات، ضمَّت المجموعة الأولى منتخبات قطر 1، الكويت 2، ومنتخبنا الوطني 3، فيما تضم المجموعة الثانية منتخبات عُمان 1، الكويت 1، والإمارات 1، أما المجموعة الثالثة فتتكون من منتخبنا الوطني 2، والمنتخب السعودي 2، والمنتخب البحريني 1، بينما جاءت منتخبات قطر 2، والسعودية 1، والبحرين 2، ومنتخبنا الوطني 4 ضمن المجموعة الرابعة.

وتنطلق منافسات المسابقة اليوم بإقامة 10 لقاءات، حيث يستهل الفريق الثالث لمنتخبنا الوطني مشواره في المسابقة بمواجهة المنتخب الكويتي 2، ويلتقي منتخب الكويت 1 مع المنتخب الإماراتي 1، كما يواجه المنتخب السعودي 2 نظيره البحريني 1، فيما يلتقي المنتخب القطري 2 مع الفريق الرابع لمنتخبنا الوطني، وتُختتم لقاءات هذا اليوم بمواجهة المنتخب السعودي 1 مع المنتخب البحريني 2، بالإضافة إلى لقاء المنتخب القطري 1 مع منتخبنا الوطني 3، ولقاء الفريق الأول لمنتخبنا الوطني مع المنتخب الإماراتي 1، كما يلتقي منتخبنا الوطني 2 مع المنتخب البحريني 1، ويواجه المنتخب القطري 2 المنتخب البحريني 2، بينما يواجه الفريق الرابع لمنتخبنا الوطني الفريق الأول للمنتخب السعودي.

وتتواصل اللقاءات غدًا الثلاثاء بإقامة 5 مباريات، حيث يلتقي المنتخب القطري 1 مع المنتخب الكويتي 2، ويواجه الفريق الأول لمنتخبنا الوطني نظيره الكويتي 1، كما يلتقي منتخبنا الوطني 2 مع المنتخب السعودي 2، ويواجه المنتخب القطري 2 نظيره السعودي 1، فيما يواجه منتخب البحرين 2 منتخبنا الوطني 4 في لقاءات حاسمة لتحديد المتأهلين للدور التالي.

وفي يوم الأربعاء، تنطلق منافسات الأدوار الإقصائية بإقامة مباريات تحديد المراكز من التاسع إلى الثاني عشر، إلى جانب مواجهات الدور ربع النهائي التي تجمع بين أول وثاني كل مجموعة، وتُختتم البطولة يوم الخميس المقبل بإقامة مباريات تحديد المراكز النهائية، على أن يشهد اليوم الختامي إقامة المباراة النهائية لتحديد بطل الدورة.

وتُسحب اليوم قرعة الخيل وتجريبها ضمن منافسات مسابقة التقاط الأوتاد التي تشارك فيها جميع الدول الخليجية، على أن تنطلق غدًا الثلاثاء أولى مسابقات التقاط الأوتاد، التي تقام بمزرعة الرحبة خلال الفترة من 8 إلى 10 أبريل، وتستمر حتى يوم الخميس القادم، وتُعد مسابقة التقاط الأوتاد واحدة من أكثر المسابقات في عدد الميداليات نظرًا لتنوع المسابقات، وتضم المسابقات المقررة: التقاط الأوتاد (الفردي، والزوجي، والفرق)، ومسابقة المعلّقات (الحلق، والليمون)، ومسابقة التتابع، ويشارك كل منتخب بخمسة فرسان.

وتتواصل فعاليات دورة الألعاب الشاطئية الثالثة بمسقط وسط أجواء تنافسية وأخوية تعكس روح التعاون الخليجي، في مشهد رياضي يحتفي بالتنوع والمواهب في قلب الطبيعة البحرية العُمانية.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لمجلس التعاون يستقبل سفير دولة الكويت لدى المملكة
  • الصادق: لمنع أي تصعيد غير محسوب قد يعيد البلد إلى حرب مفتوحة
  • نتائج مثيرة بـ"الشاطئية الخليجية".. ومباراة قوية مرتقبة بين "الأحمر" العُماني و"الأخضر" السعودي
  • فيديو.. احتفال ماني بهدف رونالدو يثير التفاعل
  • تأثير الحرب التجارية الأمريكية على القطاع اللوجستي العُماني
  • شاهد.. ساديو ماني يشعل السوشيال ميديا بحركة احتفالية
  • تصرف من ماني خلال مباراة النصر والهلال يشعل تفاعلاً.. ماذا فعل؟
  • اعتماد عضوية دولة الكويت في الاتحاد العالمي للمحاكم الإدارية
  • إدخال طلمبات السوكي للخدمة وتوقيع عقد لزراعة 10 آلاف فداناً بمجمع كساب
  • أول تعليق عُماني على الرسوم الجمركية الأمريكية ضد الصادرات العُمانية