جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-28@00:23:17 GMT

البحرين.. والحلم العروبي الكبير!

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

البحرين.. والحلم العروبي الكبير!

 

 

مدرين المكتومية

حَظيتُ بشرفِ الدعوةِ لتغطيةِ أعمالِ القمَّة العربية في مملكة البحرين، والمقرَّرة غدًا الخميس، ولا أخفي سرًّا أنني وما إنْ وطأت أقدامِي شوارع المنامة حتى انتابتني حالة من الاعتزاز؛ حيث أعلام الدول العربية وصور الزعماء والقادة العرب تُزيِّن شوارع العاصمة وتعلو الجسور، واللافتات المُحمَّلة بعبارات الترحاب: "أهلا بقادة الأمة في بحرين العروبة"، و"مرحبا بضيوف جلالة الملك المعظم في أرض العروبة والسلام"، و"البحرين بيت العرب"، أضاف إليها جميعًا كرم الضيافة وحسن الاستقبال بريقًا خاصًّا زاد التجربة ألقًا، ورفعَ سقف الطموح في التوصُّل لنتائج إيجابية تُلامس وتلبِّي طموحات الشعوب العربية، وتعزِّز التحالفات والمواقف العربية الموحَّدة، استنادًا للظرفية الاستثنائية والتوقيت الصعب الذي تنعقد خلاله القمة.

فآلةُ العدوان الغاشم التي لا تزال تفتك بكل عنف وغطرسة بمقدَّرات وأرواح إخواننا هناك في أرض العزة في حرب إبادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وما آلت إليه الأوضاع الإنسانية المؤلمة في القطاع ورفح وخان يونس وجباليا..وغيرها، ومعاناة الأبرياء مع عمليات القتل الممنهج والجوع والحصار، وتدمير البنى التحتية، من إجل إسكات أصوات المقاومين المرابطين هناك في أرض الجهاد، الحالمين بنيل حقوقهم المسلوبة، وإقامة دولتهم المستقلة، إضافة لجُملة الأزمات السياسية والاقتصادية التي تحيق بالمنطقة العربية، في السودان، واليمن، وليبيا، وسوريا والصومال؛ كلها معطيات تدفع بالآمال والتطلعات العربية لأن تضع هذه القمة قواعدَ جديدة لمرحلة متجدِّدة من العمل العربي المشترك، وأن تخرج بقرارات تجسِّد وحدة الصف في مواجهة اتساع رقعة الصِّراع في الإقليم والشرق الأوسط قاطبة.

وأعود لأكرر بأنَّ توقيت انعقاد "قمة البحرين" يجعل منها حدثاً استثنائياً في غاية الأهمية، ينظُر إليه الجميع بتفاؤل، كحدثٍ له دلالاته من حيث المكان، وأهميته من حيث التوقيت؛ وهو ما نأمل معه أن تكتسب هذه الدورة مزيداً من الخصوصية والواقعية الملبية للطموح العربي الكبير؛ لما فيه خير وأمن واستقرار المنطقة وشعوبنا العربية، نحو مرحلة جديدة من العمل المشترك.

وعلى هامش الحديث، فإنَّه وإن كانت استضافة البحرين لهذه القمة تعدُّ الأولى في تاريخ المملكة والقمم العربية، إلا أنَّ الاستعداد المبهر لها فرض نفسه على المشهد؛ من خلال هذا الزخم الكبير الذي عاينته، لقد أبدع البحرينيون في إظهار قدرتهم على استضافة هذا العُرس العربي المُوسَّع؛ فكلُّ الشوارع التي تمرُّ فيها تُخبرك بأنَّ القمة هنا، كما أسجِّل تقديرًا مستحقًا لجهود المملكة في تسخير جهودَها لاستضافة هذا العدد الضخم من مُمثِّلي المؤسسات الإعلامية والصحفية الخليجية منها والعربية ووسائل الإعلام الأجنبية؛ إيمانًا منها بالدور الذي يقوم به الإعلام الحر المسؤول من مهام رسالية لنقل الصورة الحقيقية لهذه القمة التي تتجه أنظار العرب قاطبة نحوها.

دعواتنا الصادقة جميعًا نرفعها إلى السماء، بأن تتهيَّأ لهذه القمةِ الاستثنائيةِ الأسبابَ التي تُعين المجتمعين فيها على التوصُّل لقرارات تُوْقِف نزيف الجسد العربي، وتعيد الأمور إلى نصابها.. فهذا هو الحلم العروبي الكبير.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: سر البقاء على القمة

هناك سر غامض يربط البدايات بالنهايات، كأن الزمن يهمس لنا أن الرحلة ليست إلا انعكاسًا لخطواتنا عليها.. كم من نجمة تألقت لحظة ثم خبت، وكم من شعلة اشتعلت لكنها أبت أن تنطفئ، لأن صاحبها أدرك أن التوهج ليس هدية تُمنح، بل عهدٌ يُحفظ، إن النجاح، في جوهره، ليس نقطة وصول! بل دائرة مفتوحة لا تكتمل إلا بالاستمرارية، والاستمرارية ليست رفاهية يختارها البعض، بل هي قانون كوني يفرض نفسه على كل من أراد أن يُخلّد اسمه في ذاكرة الزمن.

مؤمن الجندي يكتب: رسالة إلى فاطمة مؤمن الجندي يكتب: إعدام حصان مؤمن الجندي يكتب: البنطلون في وزارة الهوى مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى

في أعماق كل نجاح يلمع كبريق نجم في سماء الليل، هناك حكاية خفية عن الاستمرارية.. هي تلك الشعلة التي تأبى أن تنطفئ مهما عصف بها الزمان، الاستمرارية ليست مجرد عمل يتكرر، بل هي لغة الحياة التي تتجدد مع كل محاولة، وصبر يتسلل إلى روح الإنسان ليعيد تشكيلها بعد كل سقوط.

الاستمرارية نبض الحياة وسر الخلود

عندما نبحث عن صورة حية للاستمرارية، تطل علينا حكاية محمد صلاح.. الفتى الذي غادر قريته الصغيرة في نجريج إلى ملاعب العالم الكبرى، لم يكن ليصل إلى ما هو عليه اليوم لو لم يكن يحمل في قلبه بذرة الاستمرارية “وتعني هنا الكثير، من تدريبات لثقافة لتطوير الذات للعمل الشاق والاستغناء، الخ"، لم تكن موهبة صلاح وحدها كافية، بل كان إيمانه بأن كل إنجاز هو محطة عبور نحو تحدٍ جديد.. أما وأنت تقرأ هذه الكلمات الآن جاء دورك لتكتب قصتك باستمراريتك، وكن متيقنًا من وصولك، ولكن عليك بالبقاء على القمة.

في الملاعب الأوروبية، حيث تشرق شمس المجد وتختبرها عواصف المنافسة، برز صلاح كنجم لا يخفت بريقه، نجاحه لم يكن لحظة عابرة، بل كان رحلة مليئة بالعمل والصبر.. ومع كل هدف يسجله وكل إنجاز يحققه، كان يعود ليبدأ من جديد، كأنه يعلن للعالم أن النجوم لا تتوقف عن السطوع، بل تتجدد لتظل حاضرة في سماء الإبداع.

في النهاية، قصة محمد صلاح رغم كونها لا تتعدى مسيرة لاعب كرة قدم ناجح، إلا أنني أرى أنها ليست إلا امتدادًا لمعجزة أكبر يعيشها الإنسان.. هي تذكير بأن النجاح لا يُقاس بما نحققه، بل بما نستمر في الحفاظ عليه! في عالم يمضي سريعًا، حيث اللحظات تذبل قبل أن تُزهر، تظل الاستمرارية هي الطريق الوحيد لتجاوز حدود الزمان والمكان، ولتحقيق الخلود في ذاكرة الحياة.. فالخلود ليس في الوصول بل في الثبات على القمة.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • مؤمن الجندي يكتب: سر البقاء على القمة
  • لهذه الأسباب يمتنع حزب الله عن الردّ
  • ضمن خطوات الثقافة لنشر التراث.. ليلة في حب أم كلثوم لمواهب الأوبرا بمعهد الموسيقى العربية
  • تحذير من تخزين البطاطس بجانب البصل لهذه الأسباب
  • البحرين تهزم العراق وتعبر إلى نصف نهائي كأس الخليج العربي
  • صندوق النقد العربي: قطاع المالية في الجزائر يتميز بالإنفاق الكبير لدعم الاستقرار الاقتصادي
  • رئيس البرلمان العربي يشيد بدور ملك البحرين في تعزيز التضامن بين دول الأمة
  • أسوأ 3 فيضانات قاتلة خلال 2024.. واحد منها في المنطقة العربية (شاهد)
  • أسوأ 3 فيضانات قاتلة خلال 2024.. واحد منها بالمنطقة العربية (شاهد)
  • مجلس الشباب العربي للتغير المناخي يطلق تقرير “تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية”