أنباء عن تشكيل فيلق ليبي_أوروبي في غرب البلاد.. هل يستهدف حفتر والروس؟
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
أثارت الأنباء الواردة عن قرب تشكيل الفيلق " الليبي_الأوروبي" في غرب البلاد عبر شركة أمنية أمريكية شبه رسمية مزيدا من التساؤلات والتكهنات عن علاقة الخطوة بمواجهة الفيلق الروسي الأفريقي في شرق ليبيا والتي تدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ولوحظ مؤخرا عدة تحركات عسكرية أمريكية في غرب ليبيا سواء بالتدريب أو زيارة عسكريين أميركيين لقواعد وتمركزات عسكرية ليبيا رفقة رئيس الأركان التابع لحكومة الوحدة الوطنية، محمد الحداد دون الكشف عن طبيعة وأهداف هذه الزيارات.
"قوات الفيلق الجديد"
وبدأت هذه التحركات عبر زيارة وفد رسمي تابع لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لعدد من القواعد العسكرية في الغرب الليبي، وسط تبرير من قبل واشنطن بأن هذه التحركات اعتيادية وتقليدية وتتم طبقا لبرامج تخص وزارة الدفاع الأمريكية.
وكشفت عدة مصادر محلية ودولية عن وصول عناصر من الشركة الأمنية الأمريكية "أمنتوم" إلى ليبيا بموجب اتفاق مع رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبدالحميد الدبيبة، لتوفير التدريب لمجموعات مسلحة عدة في العاصمة طرابلس، وبالأخص ثلاثة ألوية مسلحة لها نفوذها وسيطرتها وهي: اللواء (444) بقيادة محمود حمزة، واللواء (111) بقيادة عبدالسلام زوبي، واللواء (166) بقيادة محمد الحصان، وتهدف التدريبات، وفق الرواية الأمريكية، إلى توحيد هذه التشكيلات المسلحة وتكليفها بتأمين الحدود وعمليات نزع السلاح.
ولم يصدر أي تعليق من قبل حكومة الدبيبة بخصوص طبيعة هذه التحركات والتدريبات ورفض مكتبها الإعلامي الرد على أي أسئلة تخص هذا الملف.
"مواجهة حفتر وروسيا"
وذكرت منصات محلية أن شركة "أمنتوم" الأمريكية اجتمعت اليومين الماضيين مع مجموعة من قادة التشكيلات العسكرية في غرب ليبيا في قاعدة بوستة البحرية، بحضور عدد من المسؤولين الأمريكيين من أجل بحث آخر الترتيبات والتجهيزات لمشروع الفيلق"الليبي_الأوروبي" وذلك لمواجهة الفيلق الروسي في شرق ليبيا.
وكشفت بعض وسائل الإعلام أن "ميزانية الفيلق الجديد في غرب ليبيا ستخصص من الأموال الليبية المُجمدة بالخارج وأن فك الحظر على هذه الأموال ببعض الدولة الغربية سيكون بالاتفاق مع محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير وأن بعض الدول الكبرى أبلغت الكبير بالبدء في اتخاذ الإجراءات المطلوبة لفك تجميد الأموال المستهدفة، وفق منصة "ليبيا برس" المحلية.
فما حقيقة تشكيل فيلق " الليبي_الأوروبي" في غرب ليبيا وعلاقته بمواجهة حفتر وفيلق روسيا؟
"واشنطن عاجزة عن المواجهة"
من جهته، رأى الكاتب والمحلل الليبي المقيم في أميركا، محمد بويصير أن "الأمور في ليبيا صار يحكمها الصراع بين الغرب والشرق، وأن ليبيا في طريقها لتكون جبهة الصراع الثانية، فحلف "الناتو" وبدون إعلان يريد أن يتصدى للتغلغل الروسي الذي بدوره يستهدف السيطرة على ليبيا بالكامل وتحويلها إلى رأس المثلث الأفريقي الموالي لموسكو".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الغرب غير قادر على المواجهة المباشرة، كما لا يثق في أن تقوم تركيا بدور مشابه لدورها عام 1919، ولذلك فهو بصدد إعداد قوة ليبية للقتال والموت، الصراع هنا صراع إرادات وإذا سارت الأمور في مسار النيجر وأخواتها تنتقل ليبيا إلى التبعية لروسيا في تغيير لاتفاقات "بوتسدام" فى نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالتالي تغير الموقف الاستراتيجي المواجه لجنوب أوروبا"، بحسب كلامه.
"السيطرة على الجنوب الليبي"
في حين قال عضو تكتل "فزان" والناشط السياسي الليبي، وسام عبدالكبير إن "تطور الاستراتيجية الأمريكية في ليبيا لمواجهة التمدد الروسي هو أمر متوقع، فالحراك الدبلوماسي الأمريكي الآن في أعلى مستوياته ويتم في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، أما فكرة تشكيل قوة عسكرية ليبية مشتركة فليست بالطرح الجديد".
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "عملت واشنطن على هذه الفكرة خلال السنتين الماضيتين بحيث تخضع هذه القوة لسيطرة رؤساء الأركان في الشرق والغرب، وهدفها الانتشار في المنطقة الجنوبية للحد من انتشار قوات "فاغنر" الروسية والسيطرة على حدود ليبيا الجنوبية المطلة على منطقة الساحل الإفريقي حيث الصراع الروسي الغربي"، بحسب تقديره.
وتابع: "حتى هذه اللحظة لا توجد معلومات دقيقة ومؤكدة عن حقيقة هذا الفيلق أو طبيعته، لكن الاستراتيجية الأمريكية أصبحت واقعية الآن وسيكون هدفها العمل على تشكيل قوة عسكرية من الغرب الليبي من القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة لمواجهة أي تمدد روسي للجنوب ثم إلى الساحل الأفريقي".
"استهداف أمريكي متوقع"
الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية الليبية، جلال حرشاوي رأى من جانبه أن "بوتين يسعى لسحب البساط من تحت أقدام حلف الناتو عبر ليبيا، وأن واشنطن والمملكة المتحدة على دراية تامة بكل التحركات الروسية في ليبيا، لكن رد الفعل والاستجابة كانت خجولة وصغيرة، وتتحرك بوتيرة بطيئة خاصة من قبل واشنطن التي تمتلك قواعد عسكرية في شمال غرب ليبيا لكن تحركها من هذا الجانب سيكون قليل جدا ومتأخر".
وأكد أن "الهجومين اللذين وقعا على معدات روسية في المطارات الليبية في حزيران/ يونيو وكانون الأول ديسمبر 2023 كانتا عمليتين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ما يعني أن الأمريكان يمكنهم تكرار نفس الأمر الآن لكن للأسف هناك ندرة في الإرادة السياسية لواشنطن"، وفق تصريحات صحفية له.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا أوروبا ليبيا امريكا أوروبا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غرب لیبیا
إقرأ أيضاً:
محجوب: فقدان الأشجار النادرة والمواشي يبرز أزمة بيئية في ليبيا
ليبيا – صرح محمد بالقاسم محجوب، المهتم بالشأن المحلي، بأن المنطقة الشرقية شهدت فقداناً كبيراً للثروة الحيوانية نتيجة التغيرات المناخية، إلا أن الوضع بدأ يتحسن تدريجياً. وأوضح أن تربية المواشي تُعد من الأنشطة البارزة في شرق البلاد، لكن إعصار دانيال ألحق أضراراً كبيرة بالنشاط الزراعي، خاصة على مستوى التربة.
وفي تصريح خاص لموقع “إرم نيوز“، أشار محجوب إلى خسارة العديد من الأشجار النادرة، التي كانت مهددة بالانقراض في الأصل. وأضاف أن الجهود المبذولة لإنقاذها تقتصر حالياً على المبادرات الفردية ومنظمات غير حكومية، داعياً إلى التركيز على القضايا البيئية كضرورة ملحة، وليست مجرد مسألة ثانوية، مشيراً إلى أن ليبيا تواجه مشكلات كبيرة في بنيتها التحتية، ما يستدعي مضاعفة الجهود لمعالجة هذه التحديات.
وأكد محجوب أن جنوب ليبيا يعاني أيضاً من آثار التغيرات المناخية، بما في ذلك العواصف المفاجئة التي تسبق موسم الشتاء. وأضاف أن ليبيا تتعرض بشكل دوري لعواصف متوسطية غير متوقعة، وعلى الرغم من أنها لا تُسبب عادة خسائر بشرية كبيرة، إلا أنها تلقي بثقلها على البيئة والأنشطة الاقتصادية.
واختتم محجوب حديثه قائلاً: “حالياً، لا توجد مؤشرات على تحسن في كفاءة المؤسسات الليبية في سرعة الاستجابة لمواجهة الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية. البلاد لا تزال تعاني من موجات حر طويلة، مواسم جفاف، وعواصف شديدة، وهو ما يؤكد الحاجة الملحة للاستعداد بشكل أفضل”.