أثارت الأنباء الواردة عن قرب تشكيل الفيلق " الليبي_الأوروبي" في غرب البلاد عبر شركة أمنية أمريكية شبه رسمية مزيدا من التساؤلات والتكهنات عن علاقة الخطوة بمواجهة الفيلق الروسي الأفريقي في شرق ليبيا والتي تدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ولوحظ مؤخرا عدة تحركات عسكرية أمريكية في غرب ليبيا سواء بالتدريب أو زيارة عسكريين أميركيين لقواعد وتمركزات عسكرية ليبيا رفقة رئيس الأركان التابع لحكومة الوحدة الوطنية، محمد الحداد دون الكشف عن طبيعة وأهداف هذه الزيارات.



"قوات الفيلق الجديد"
وبدأت هذه التحركات عبر زيارة وفد رسمي تابع لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لعدد من القواعد العسكرية في الغرب الليبي، وسط تبرير من قبل واشنطن بأن هذه التحركات اعتيادية وتقليدية وتتم طبقا لبرامج تخص وزارة الدفاع الأمريكية.

وكشفت عدة مصادر محلية ودولية عن وصول عناصر من الشركة الأمنية الأمريكية "أمنتوم" إلى ليبيا بموجب اتفاق مع رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبدالحميد الدبيبة، لتوفير التدريب لمجموعات مسلحة عدة في العاصمة طرابلس، وبالأخص ثلاثة ألوية مسلحة لها نفوذها وسيطرتها وهي: اللواء (444) بقيادة محمود حمزة، واللواء (111) بقيادة عبدالسلام زوبي، واللواء (166) بقيادة محمد الحصان، وتهدف التدريبات، وفق الرواية الأمريكية، إلى توحيد هذه التشكيلات المسلحة وتكليفها بتأمين الحدود وعمليات نزع السلاح.

ولم يصدر أي تعليق من قبل حكومة الدبيبة بخصوص طبيعة هذه التحركات والتدريبات ورفض مكتبها الإعلامي الرد على أي أسئلة تخص هذا الملف.

"مواجهة حفتر وروسيا"
وذكرت منصات محلية أن شركة "أمنتوم" الأمريكية اجتمعت اليومين الماضيين مع مجموعة من قادة التشكيلات العسكرية في غرب ليبيا في قاعدة بوستة البحرية، بحضور عدد من المسؤولين الأمريكيين من أجل بحث آخر الترتيبات والتجهيزات لمشروع الفيلق"الليبي_الأوروبي" وذلك لمواجهة الفيلق الروسي في شرق ليبيا.

وكشفت بعض وسائل الإعلام أن "ميزانية الفيلق الجديد في غرب ليبيا ستخصص من الأموال الليبية المُجمدة بالخارج وأن فك الحظر على هذه الأموال ببعض الدولة الغربية سيكون بالاتفاق مع محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير وأن بعض الدول الكبرى أبلغت الكبير بالبدء في اتخاذ الإجراءات المطلوبة لفك تجميد الأموال المستهدفة، وفق منصة "ليبيا برس" المحلية.

فما حقيقة تشكيل فيلق " الليبي_الأوروبي" في غرب ليبيا وعلاقته بمواجهة حفتر وفيلق روسيا؟


"واشنطن عاجزة عن المواجهة"
من جهته، رأى الكاتب والمحلل الليبي المقيم في أميركا، محمد بويصير أن "الأمور في ليبيا صار يحكمها الصراع بين الغرب والشرق، وأن ليبيا في طريقها لتكون جبهة الصراع الثانية، فحلف "الناتو" وبدون إعلان يريد أن يتصدى للتغلغل الروسي الذي بدوره يستهدف السيطرة على ليبيا بالكامل وتحويلها إلى رأس المثلث الأفريقي الموالي لموسكو".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "الغرب غير قادر على المواجهة المباشرة، كما لا يثق في أن تقوم تركيا بدور مشابه لدورها عام 1919، ولذلك فهو بصدد إعداد قوة ليبية للقتال والموت، الصراع هنا صراع إرادات وإذا سارت الأمور في مسار النيجر وأخواتها تنتقل ليبيا إلى التبعية لروسيا في تغيير لاتفاقات "بوتسدام" فى نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالتالي تغير الموقف الاستراتيجي المواجه لجنوب أوروبا"، بحسب كلامه.

"السيطرة على الجنوب الليبي"
في حين قال عضو تكتل "فزان" والناشط السياسي الليبي، وسام عبدالكبير إن "تطور الاستراتيجية الأمريكية في ليبيا لمواجهة التمدد الروسي هو أمر متوقع، فالحراك الدبلوماسي الأمريكي الآن في أعلى مستوياته ويتم في كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، أما فكرة تشكيل قوة عسكرية ليبية مشتركة فليست بالطرح الجديد".

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "عملت واشنطن على هذه الفكرة خلال السنتين الماضيتين بحيث تخضع هذه القوة لسيطرة رؤساء الأركان في الشرق والغرب، وهدفها الانتشار في المنطقة الجنوبية للحد من انتشار قوات "فاغنر" الروسية والسيطرة على حدود ليبيا الجنوبية المطلة على منطقة الساحل الإفريقي حيث الصراع الروسي الغربي"، بحسب تقديره.

وتابع: "حتى هذه اللحظة لا توجد معلومات دقيقة ومؤكدة عن حقيقة هذا الفيلق أو طبيعته، لكن الاستراتيجية الأمريكية أصبحت واقعية الآن وسيكون هدفها العمل على تشكيل قوة عسكرية من الغرب الليبي من القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة لمواجهة أي تمدد روسي للجنوب ثم إلى الساحل الأفريقي".


"استهداف أمريكي متوقع"
الباحث المتخصص في الشؤون الأمنية الليبية، جلال حرشاوي رأى من جانبه أن "بوتين يسعى لسحب البساط من تحت أقدام حلف الناتو عبر ليبيا، وأن واشنطن والمملكة المتحدة على دراية تامة بكل التحركات الروسية في ليبيا، لكن رد الفعل والاستجابة كانت خجولة وصغيرة، وتتحرك بوتيرة بطيئة خاصة من قبل واشنطن التي تمتلك قواعد عسكرية في شمال غرب ليبيا لكن تحركها من هذا الجانب سيكون قليل جدا ومتأخر".

وأكد أن "الهجومين اللذين وقعا على معدات روسية في المطارات الليبية في حزيران/ يونيو وكانون الأول ديسمبر 2023 كانتا عمليتين لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ما يعني أن الأمريكان يمكنهم تكرار نفس الأمر الآن لكن للأسف هناك ندرة في الإرادة السياسية لواشنطن"، وفق تصريحات صحفية له.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا أوروبا ليبيا امريكا أوروبا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غرب لیبیا

إقرأ أيضاً:

أول زيارة دبلوماسية.. أبرز الملفات الأمريكية في لقاء هيئة تحرير الشام

وصل  دبلوماسيين أمريكيين إلى سوريا للقاء السلطات السورية الجديدة، في مهمة دبلوماسية غير مسبوقة بين واشنطن ودمشق خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية .

وقالت الخارجية الأمريكية " سيلتقي الدبلوماسيون ممثلي هيئة تحرير الشام، وهي منظمة تصنفها واشنطن إرهابية، والمجتمع المدني لمناقشة “رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة دعمهم”.

وأشارت الخارجية الأمريكية الي إن 3 دبلوماسيين أمريكيين كبار سيزورون دمشق اليوم الجمعة للقاء هيئة تحرير الشام وبحث مبادئ الانتقال السياسي في سوريا.


وستكون الدبلوماسية الأمريكية البارزة في شؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، والمبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، والمستشار المعين حديثا دانيال روبنشتاين، والذي كُلف بقيادة جهود الخارجية الأمريكية في سوريا، أول دبلوماسيين أمريكيين يسافرون إلى دمشق منذ أن أطاحت المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد.

واضافت الخارجية الأمريكية: "المسؤولون الأمريكيون سيعملون على كشف معلومات عن الأمريكيين المفقودين أوستن تايس ومجد كمالمز وغيرهما".


وتأتي الزيارة ضمن جهود استئناف المشاركة الدبلوماسية الأمريكية مع الحكومة الانتقالية في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.

مقالات مشابهة

  • “راديو صوت أميركا”: المؤسسات الاقتصادية مفتاح الاستقرار في ليبيا
  • رئيس تحرير وكالة أنباء زيمبابوية: بوتين غرس في الشعب الروسي شعور الافتخار بالوطن خلال مؤتمره الصحافي
  • قصف أمريكي عنيف يستهدف صنعاء.. واشنطن تزعم قصف منشآت للحوثيين
  • معهد واشنطن: الصاروخ اليمني فرط صوتي تجاوز أنظمة الدفاع الأمريكية والصهيونية
  • “الجارديان”: تصريحات الدبيبة بشأن التواجد الروسي في ليبيا محاولة لاسترضاء الأمريكان
  • “الأرصاد الجوية”: ليبيا ستتعرض لمنخفضين جويين الأسبوع المقبل
  • واشنطن: باكستان تطور صواريخ قادرة على ضرب الأراضي الأمريكية
  • أول زيارة دبلوماسية.. أبرز الملفات الأمريكية في لقاء هيئة تحرير الشام
  • ليبيا.. «النواب» و«الدولة» يتفقان على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية
  • WSJ: روسيا نقلت أنظمة سلاح متطورة ومعدات عسكرية من قواعدها في سوريا إلى ليبيا