الأسبوع:
2024-12-27@20:07:37 GMT

«تكوين» جاء بهم لفيفا

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

«تكوين» جاء بهم لفيفا

لم أنزعج كثيرا من تدشين مركز "تكوين للفكر العربي"، إذ أنه لم يأت بجديد سوى أنه جاء بالمتربصين بالفكر الإسلامي لفيفا، وكعادتى لا أحب الحكم على الأشياء دون التثبت من صحة الأخبار والتأكد من المعلومات المتداولة، التى لا ترقى إلى درجة اليقين، وأول الأخبار التى ثبت كذبها، وقد اتخذها البعض ذريعة لمهاجمة الدولة، إذ سمحت بهذا التكوين، ووافقت على إنشائه، وتبين في النهاية أن هذا الكيان غير مرخص ولم يتم شهره رسميا، أما المؤكد واليقينى أنه تم تدشينه إعلاميا وبدا واضحا ضخامة التمويل والقدرة المالية مجهولة المصادر حتى الآن، وهذا ما سوف يتكشف من تحقيقات نيابة أمن الدولة إذا صحت الأخبار المتداولة بهذا الشان.

وفى لقائه مع الإعلامى عمرو أديب فى برنامج "الحكاية" يوم السبت الماضي قال إسلام بحيري عضو مجلس أمناء مركز "تكوين" عن الذين يهاجمون أفكارهم: "إنهم يعانون هشاشة رهيبة غير قادرة على المواجهة"، وإسلام بحيري هذا معروف بأفكاره المنحرفة وإعادة إنتاج شبهات أكل عليها الدهر وشرب، وتم الرد عليها فى حينها بل جمعها العلماء وردوا عليها جميعا بما لا يدع مجالا للجهل، الذى يعيد هؤلاء "التكوينيون" تدويره، وهو نفسه الذى يعانى هشاشة رهيبة فى الفكر، وغير قادر على المواجهة، بعد أن وعى الدرس من المواجهات المحدودة التى حدثت مع بعض علماء الإسلام، وخرج منها مفضوح الجهل، يلفه الخزى من كم المغالطات التى كشفها العلماء، وهذا ما جعله يشترط بعد ذلك على البرامج التى تستضيفه، أن يكون وحده، ولا يسمح بالمداخلات، حتى يكون الكلام من طرف واحد، فيلقى بخرافاته دون الرد عليها، ومهما بلغت ثقافة المحاور، فلن يستطيع الرد عليه.

ولأننى أزهرى تتلمذت فى كلية أصول الدين بالقاهرة على قامات كبيرة أصلت فينا عدم الانزلاق إلى التكفير، بل تربينا فى هذه المؤسسة العريقة على أننا لا نكره الكافر واضح الكفر، بل نكره منه كفره ومعتقده الفاسد، وفى الوقت نفسه نحب له الخير، وهو بضاعتنا التى نقصدها بالدعوة إلى الله وإلى العقيدة الصحيحة، ولا أدل على ذلك من أن الأزهر الشريف وعلى رأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رفض تكفير الدواعش لمجرد انهم ينطقون الشهادتين ويستقبلون قبلتنا.

ولعل رائدنا فى عدم الانزعاج من الكفر قول الله تعالى: "ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ" (23: لقمان).

ومعلوم أن خطر المنافق على الإسلام أكثر من خطورة الكافر، لأن المنافق عدو خفي، والكافر عدو ظاهر، والعدو الخفي ضرره أكثر، وإيذاؤه أشد، ولذلك جعل الله المنافقين في أسفل النار، قال تعالى: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا" (145: النساء).

وقد حذر الإسلام من خطورة النفاق والمنافقين علي المجتمع الإسلامي، وأنزل الله عز وجل في القرآن الكريم سورة "المنافقون"، وفيها ذكر لبعض صفاتهم، قال تعالي: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" (المنافقون:4:1).

وفي السيرة النبوية بيان أسلوب وطريقة وحكمة معاملة النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين، مع بيان خطورتهم، فبلية المؤمنين بهم أعظم من بليتهم بالكفار المجاهرين والمحاربين، لأنهم لا يظهرون ما يعتقدون من كفر، ويعملون ويكيدون في الخفاء.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إبراهيم نصر مركز تكوين تكوين

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا لسنا في حفل تتخرج فيه طبيبات ماهرات بعلوم الطب والتشريح فحسب، ولكننا أمام دليل عملي وبرهان واقعي يكشف بهتان المفترين الذين أظلمت عقولهم، وظلمت ألسنتهم فراحوا ينشرون بين الحين والآخر أن الإسلام ظلم المرأة! فكيف ظلمها وقد فتح لها آفاق العلم الرحبة؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد أباح أن تطلع على المراجع والكتب الأجنبية بما يثقفها ويوجهها ويعلمها؟ وهل ظلم الإسلام المرأة وقد جعلها طبيبة تعالج الأمراض وتخفف الآلام؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!

وأضاف وكيل الأزهر خلاف حفل تخرج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة، أن من تأمل تاريخ الإسلام وجد سجلا حافلا من الإنجازات الحضارية التي وصلت فيها المرأة المسلمة إلى أسمى الدرجات العلمية والعملية، دون أن تخل أو تفرط في واجباتها بنتا وزوجا وأما، ومن الأعاجيب أن بعض المتصدرين يحاولون وضع المرأة بين مسارين: إما أن تثبت ذاتها، وتحقق مكانتها، وإما أن تقوم بواجبها الذي يناسب فطرتها، وكأنها بين خيارات متقابلة متعارضة!.

حكم إخراج الزكاة لشراء أدوية وملابس للمرضى والفقراء.. الإفتاء تجيبحكم خروج المرأة إلى المسجد مُتعطرة .. دار الإفتاء تجيب

وتابع أن الأغرب أن هذا الخطاب المنحرف يحاول بالإغراء مرة وبالإلحاح ثانية وبالخداع أخرى أن يجبر المرأة على السير في هذا الطريق الذي قد يتعارض في بعض ملامحه مع خصائصها، فالتاريخ المشرق لهذه الأمة يقف شاهدا على المحرفين الذين يحاولون تجذير القطيعة بين المرأة وطبيعتها وطموحها، فكم حمل التاريخ من نماذج النساء اللاتي جمعن بين هذه الأمور كلها في غير تدافع ولا معارضة، وهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول عنها عروة بن الزبير ابن أختها: «ما رأيت أعلم بالطب من عائشة»، فأين المفترون من هذا التاريخ ؟!.

وأردف الدكتور الضويني أن حفلنا اليوم هو فرحة تتجدد بزهرات من خير أمة أخرجت للناس، يقد من برهانا أزهريا وردا عمليا على من يتهمون الإسلام بظلم المرأة، مؤكدا أن الأزهر الشريف ليقف مع المرأة وينتصر لقضاياها، ويسعى في تمكينها، بما يحفظها من التقاليد الراكدة، ويصونها من العادات الوافدة، ويقدم للعالم نموذجا أزهريا للمرأة المسلمة القادرة على مواجهة العالم بالعلم والفكر والإبداع.

وأوضح وكيل الأزهر أن هذا الحفل نجني فيه ثمرة التعب والسهر والآمال، وأثق تماما أن الخريجات والآباء والأمهات لتمتلى قلوبهم اليوم فرحا وسعادة، ولكني أدعوكنّ إلى مزيد من الطموح، فلا ينبغي أن تتوقف أحلامكنّ عند شهادة التخرج، وإنما أريدكنّ جميعا أن ترفعنّ راية الأزهر فتكنّ إضافة جديدة في عالم الطب الأزهري» إن صحت التسمية، وأن تسعى كل واحدة منكنّ إلى الحصول على شهادة الخيرية بخدمة الناس ونفعهم، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس»، وأريدكنّ أن تجمعنّ إلى جنب ذلك دعوة الناس إلى الله، وبث الأمل والرجاء والتفاؤل في قلوبهم، بعيدا عن مفردات المرض والوجع والألم واليأس والإحباط.

وبيّن فضيلته أنه ما أحوج واقعنا إلى خطاب الأمل بعيدا عن خطاب الألم، وما أحوجه إلى خطاب الفرح والسعادة بعيدا عن خطاب الحزن والكآبة، فإن الناظر إلى الواقع الذي نعيشه اليوم، وما فيه من سباق علمي يرفع المجتمعات أو يضعها ، وما يتعرض له الدين والأزهر والوطن من هجمات يدرك أنه واقع متسارع معقد يوجب على المخلصين والمخلصات من أبناء الأمة البررة أن يتحملوا الأمانة بحب، وأن يعبروا عن الأمة ودينها ورسالتها وتاريخها وقيمها وحضارتها بالحكمة والموعظة الحسنة.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنه لا أشد لحظة واحدة في أنكنّ - أيتها الطبيبات - قادرات - بوعيكنّ الديني وحسكنّ العلمي - على إدراك هذه التحديات والمخاطر التي تحيط بنا وتحاك لنا، وتقف بالمرصاد تتنظر لحظة غفلة منا لتتسلل داخل حدودنا وعقولنا وعافيتنا؛ ولذا فعلينا جميعا أن نقوم بواجبنا، وأن نعمل جاهدين للحفاظ على ديننا وعلى هُويتنا، وعلينا أن نكون صورة مشرقة للإسلام والمسلمين بطريق عملي، ولا أفضل ولا أقدر على نقل تلك الصورة منكنّ أيتها الطبيبات الداعيات إلى الله بالعلم والعمل.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء تُحذر من العنف ضد المرأة بجميع أشكاله
  • 103 سنة على ميلاد العالم والمفكر الراحل مصطفى محمود.. تعرف على أهم مؤلفاته
  • لهذه الأسباب يمتنع حزب الله عن الردّ
  • "آل الشيخ": حادث الدهس في ألمانيا أمر مقزز ولا ينم عن دين أو عقل
  • فعالية خطابية بصنعاء احتفاءً بذكرى مولد فاطمة الزهراء عليها السلام
  • وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة 52 بكلية طب البنات فرع القاهرة
  • الضويني: الأزهر يقف مع المرأة ويسعى في تمكينها بما يحفظها من التقاليد الراكدة
  • وكيل الأزهر يشارك في حفل تخريج الدفعة الـ ٥٢ لكلية طب البنات بالقاهرة
  • استعدادات أسوان لأعياد الكريسماس ورأس السنة والميلاد المجيد والعيد القومي.. تعرف عليها
  • حقوق الطفل في الإسلام.. الإفتاء توضح