يقع حصن طاقة وسط مدينة طاقة في مركز الولاية التي تبعد عن مدينة صلالة بحوالي 30 كيلومترا، ويعد من المعالم التاريخية المهمة بالولاية ويعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وبلغ زوار حصن طاقة في عام ٢٠٢٣ نحو ٥٢٢٤ زائرا.

وخلال فترة الستينيات من القرن العشرين أجريت على الحصن إضافات وشملت هذه الإضافات بناء ثلاثة أبراج والبرزة ومخزنين، ويتوسط الحصن فناء واسع ومرافق متعددة، حيث يوجد به بئر ماء عذب، كما أن الفناء يقود الزائر إلى مختلف مرافق الحصن العسكرية والمدنية، ولأدواره السفلية والعلوية، وكان الدور الأرضي يستخدم من قبل حرس الوالي وبه سجن غير مسقوف لتسهيل مراقبة السجناء، كما توجد به مخازن الأسلحة وخشب الوقود ومخازن أخرى للسمك المجفف والحبوب والتمور كانت تستخدم لإكرام ضيوف الوالي في المناسبات المهمة.

ويحوي الدور العلوي جناح سكن الوالي وأسرته، وهو مكان رحب كما يحوي مجلسا يتناول فيه الوالي وأسرته القهوة، بالإضافة إلى غرفة الجلوس الرسمية التي كانت تعقد فيها الجلسات الخاصة والسرية، وزينت تلك المرافق بمختلف اللوحات الجدارية المستخدمة قديما في البيت الظفاري عامة، بالإضافة إلى الأدوات الشخصية للأفراد كالمكاحل والأحزمة، وخصصت أماكن للجلوس على السطح فترات الصباح وما بعد الظهر والمساء في الشهور الباردة من العام.

وتولت وزارة التراث والسياحة الإشراف على الحصن من عام 1991م وبعدها بعام واحد تم ترميمه على الطراز المعماري القديم نفسه، حيث بلغت تكلفة الترميم 280 ألف ريال عماني، ونفذ المشروع شركة متخصصة في أعمال الترميم تحت إشراف مهندسين عمانيين، واستخدم كمتحف وتم تأثيثه بالحرف والمشغولات اليدوية والتحف النادرة، وتم افتتاحه في مايو 1994م بمناسبة عام التراث العماني، ثم قامت وزارة التراث والسياحة عام 2005م بترميمه من جديد مع مراعاة الحفاظ على الطابع المعماري، وآخر أعمال ترميم الحصن كانت في يوليو 2023م، وبتكلفة بلغت أكثر من 120 ألف ريال عماني.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الأقاليم في العراق.. جدل قديم بوجوه جديدة

17 مارس، 2025

بغداد/المسلة: عادت فكرة الأقاليم إلى الواجهة في العراق وسط اضطراب في المواقف السياسية، حيث انقلبت المواقف رأساً على عقب، فمن كان ضد الأقاليم أصبح الآن أحد المدافعين عنها، والعكس صحيح أيضاً.

ولمح رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي إلى أهمية الأقاليم، مشيراً إلى أن الثروة النفطية تتركز في المحافظات الجنوبية، في إشارة إلى عدم استفادة تلك المناطق من عائداتها بالشكل المطلوب. المالكي، الذي كان من أشد المعارضين للفيدرالية في السابق، يبدو اليوم أكثر تقبلاً لها في ظل التطورات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العراق.

وأصبح النقاش حول الأقاليم محكوماً بمعادلة جديدة، حيث يرى البعض أن إثارة هذا الملف تأتي ضمن سياقات انتخابية لكسب التأييد الشعبي في المحافظات الجنوبية، فيما يحذر آخرون من أن الأمر قد يكون استباقاً لخطر وجودي تواجهه المكونات السياسية الشيعية، خاصة في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والتغيرات الداخلية في توزيع النفوذ داخل العراق.

وأبرز ما أثار الجدل هو موقف القوى الشيعية المسلحة، حيث صرح النائب حسين مؤنس، العضو في كتائب حزب الله، بأن الوضع الحالي يفرض على الشيعة أحد خيارين: إما القبول بالفيدرالية والاستقلال عن المركز مع تسع محافظات، أو التمسك بالحاكمية (رئاسة الحكومة). هذه التصريحات أثارت ردود فعل متباينة بين رافض للفكرة باعتبارها خطوة نحو تقسيم العراق، وبين من يرى أنها الحل الأمثل لحماية حقوق الجنوب.

وتعود الدعوات إلى تأسيس إقليم شيعي إلى إحساس المحافظات الجنوبية بالتهميش، حيث تنتج هذه المناطق أغلب ثروة العراق النفطية، لكنها لا تحصل على حصة موازية من الموازنة. هذا التفاوت دفع إلى إعادة إحياء نقاشات قديمة حول جدوى استمرار النظام المركزي في ظل عدم تحقق العدالة التنموية بين الأقاليم.

وجدل الأقاليم في العراق ليس جديداً، فقد سبق أن طالبت شخصيات وأحزاب سياسية سنية بإقامة إقليم خاص بها، لكنها اتُهمت حينها بالخيانة والسعي إلى تقسيم البلاد. اليوم، نجد أن من كانوا يرفضون هذه الطروحات هم أنفسهم من يرفعون راية الفيدرالية، وهو ما دفع مراقبين إلى اعتبار أن الخطاب السياسي بشأن الأقاليم يخضع لمصالح مرحلية وليس لمواقف مبدئية.

والسؤال الذي يطرحه الشارع العراقي الآن: هل تمثل هذه التحركات مقدمة فعلية لتغيير شكل الدولة العراقية، أم أنها مجرد مناورة سياسية تسبق الانتخابات المقبلة؟ في كلتا الحالتين، يبقى ملف الأقاليم أحد أكثر القضايا حساسية في المشهد السياسي العراقي.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: رسالة تقوية وتشجيع: ذكريات خالدة وحب متجدد
  • بلدية دبا الحصن تخصص حديقة حي الدوب للنساء والأطفال
  • الأقاليم في العراق.. جدل قديم بوجوه جديدة
  • البنك الوطني العماني يطلق حملة "شهر العطاء" لدعم المجتمع
  • انطلاق مسابقة القرآن الكريم في دبا الحصن
  • الحياة تعود إلى سوق أم درمان.. الوالي يزف اابشريات
  • الألعاب الشعبية.. تراث متجدد يجمع الأجيال المختلفة في الشرقية
  • مذكرة تفاهم بين "البنك الوطني العماني" و"إنجاز عمان" لتمكين الشباب
  • الكشافة السعودية.. عطاءٌ متجدد في خدمة زوار المسجد النبوي الشريف
  • الوالي اليعقوبي يُعيد طاقم طبي “هارب” إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا