حصن طاقة.. إرث قديم متجدد يعكس الفن المعماري العماني
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
يقع حصن طاقة وسط مدينة طاقة في مركز الولاية التي تبعد عن مدينة صلالة بحوالي 30 كيلومترا، ويعد من المعالم التاريخية المهمة بالولاية ويعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وبلغ زوار حصن طاقة في عام ٢٠٢٣ نحو ٥٢٢٤ زائرا.
وخلال فترة الستينيات من القرن العشرين أجريت على الحصن إضافات وشملت هذه الإضافات بناء ثلاثة أبراج والبرزة ومخزنين، ويتوسط الحصن فناء واسع ومرافق متعددة، حيث يوجد به بئر ماء عذب، كما أن الفناء يقود الزائر إلى مختلف مرافق الحصن العسكرية والمدنية، ولأدواره السفلية والعلوية، وكان الدور الأرضي يستخدم من قبل حرس الوالي وبه سجن غير مسقوف لتسهيل مراقبة السجناء، كما توجد به مخازن الأسلحة وخشب الوقود ومخازن أخرى للسمك المجفف والحبوب والتمور كانت تستخدم لإكرام ضيوف الوالي في المناسبات المهمة.
ويحوي الدور العلوي جناح سكن الوالي وأسرته، وهو مكان رحب كما يحوي مجلسا يتناول فيه الوالي وأسرته القهوة، بالإضافة إلى غرفة الجلوس الرسمية التي كانت تعقد فيها الجلسات الخاصة والسرية، وزينت تلك المرافق بمختلف اللوحات الجدارية المستخدمة قديما في البيت الظفاري عامة، بالإضافة إلى الأدوات الشخصية للأفراد كالمكاحل والأحزمة، وخصصت أماكن للجلوس على السطح فترات الصباح وما بعد الظهر والمساء في الشهور الباردة من العام.
وتولت وزارة التراث والسياحة الإشراف على الحصن من عام 1991م وبعدها بعام واحد تم ترميمه على الطراز المعماري القديم نفسه، حيث بلغت تكلفة الترميم 280 ألف ريال عماني، ونفذ المشروع شركة متخصصة في أعمال الترميم تحت إشراف مهندسين عمانيين، واستخدم كمتحف وتم تأثيثه بالحرف والمشغولات اليدوية والتحف النادرة، وتم افتتاحه في مايو 1994م بمناسبة عام التراث العماني، ثم قامت وزارة التراث والسياحة عام 2005م بترميمه من جديد مع مراعاة الحفاظ على الطابع المعماري، وآخر أعمال ترميم الحصن كانت في يوليو 2023م، وبتكلفة بلغت أكثر من 120 ألف ريال عماني.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لو كانت جدران دير سوميلا القديم في شرق تركيا قادرة على التحدث، لروت العديد من القصص.
منذ تأسيسه في القرن الرابع الميلادي على يد بعض المسيحيين الأوائل الذين وصلوا إلى ساحل البحر الأسود، شهد هذا المزار تطوّر الإمبراطورية الرومانية وصولًا إلى العصر البيزنطي، وصعود العثمانيين، والنضال من أجل استقلال تركيا بعد الحرب العالمية الأولى، وصولًا إلى عقود من التخريب والإهمال.
يقع دير سوميلا في منتزه وادي ألتينديري الوطني، ويبعد ساعة بالسيارة جنوب طرابزون، مدينة المنتجعات السياحية على ساحل البحر الأسود الشرقي في تركيا.
في عام 2010، شهد الدير أول خدمة صلاة أرثوذكسية منذ 88 عامًا، عندما ترأس رئيس أساقفة القسطنطينية قداس احتفالي لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء مريم. ومنذ ذلك الوقت يحتفى بهذا اليوم سنويًا، في سوميلا.Credit: Mik122/iStockphoto/Getty Imagesوما يفوق جاذبية تاريخ سوميلا المضطرب يتمثل بموقعه الذي يبدو وكأنه من صنع الذكاء الاصطناعي أو رسومات الحاسوب أكثر من كونه مكانًا حقيقيًا، حيث يتضمن ساحات، ومكتبة، وأماكن المعيشة، وبرج الجرس، وقنوات مائية، ونبع مقدس محاط بالحجارة يقع على حافة صخرية على ارتفاع 1000 قدم (300 متر) فوق وادي نهر في جبال الألب البنطية.
يزوره كل يوم الآلاف، وبعضهم من الحجّاج الدينيين، حيث يتجول هؤلاء بين اللوحات الجدارية والعمارة المسيحية المبكرة التي تبدو وكأنها تتحدى الجاذبية، على طول مسار مرصوف بالحصى إلى الدير.
ومن عوامل الجذب الأخرى حقيقة أن سوميلا مدرجة ضمن قائمة اليونسكو المؤقتة للتسمية كموقع للتراث العالمي.
وحاليًا، بعدما أصبح الدير متحفًا حكوميًا لا مجتمعًا دينيًا نشطًا، خضع لسنوات من الترميم الدقيق لجعل الموقع آمنًا للسياحة.
خطر من الأعلى: لحل مشكلة سقوط الصخور، يقول المسؤولون إنه تمت الاستعانة بمتسلقين محترفين لتثبيت شبكة فولاذية على وجه الجرف.Credit: Muhur/iStockphoto/Getty Imagesيقول ليفنت أليناك، مدير المتاحف والمواقع التاريخية في مقاطعة طرابزون: "كنا نعاني دومًا من مشكلة الصخور المتساقطة. وبغية الحد من الضرر اللاحق بالهياكل والأذى بالزوار، قمنا بتأمين المنحدر بواسطة متسلقي الجبال المحترفين".
وكشفت أعمال الترميم الجارية عن كنوز غير متوقعة مثل: نفق سري يؤدي إلى كنيسة لم يتم اكتشافها من قبل ربما كانت تستخدم كنقطة مراقبة للدفاع عن الدير. وداخل الكنيسة الصغيرة، وجد علماء الآثار لوحات جدارية درامية تصور الجنة، والجحيم، والحياة، والموت.
مفاجآت خفية: أثناء أعمال الترميم، تم العثور على نفق سرّي يؤدي إلى كنيسة لم يتم اكتشافها من قبل، تحتوي على لوحات جدارية درامية تصوّر الجنة والجحيم.Credit: Ali Balikci/Anadolu Agency/Getty Images ترميم اللوحات الجدارية كنيسة الصخرة في سوميلا، التي بنيت في جانب الجرف، تحتوي أيضًا على تصاميم داخلية مزخرفة بلوحات جدارية .Credit: Rainer Hacken/dpa/picture alliance/Sipa USAتجري عملية تجديد اللوحات الجدارية على قدم وساق. وقد يستلزم إنجاز هذا المشروع سنوات عدة من العمل الدقيق والمكثّف من قبل خبراء ترميم الأعمال الفنية. وخلال موسم الصيف، عندما يكون الجو جافًا بدرجة كافية للقيام بهذه المهمة الدقيقة، يمكن للزوّار إلقاء نظرة عن قرب على المُرمّمين وهم يزيلون كتابات الغرافيتي وغيرها من الأضرار التي لحقت بالدير بعدما أصبح غير مأهول وغير محمي، بين عشرينيات وستينيات القرن العشرين.
وقال المرمم سينول أكتاش خلال استراحة من عمله على لوحة جدارية تعود إلى القرن الثامن عشر تصور العذراء مريم تتحدث مع ملاك على واجهة كنيسة الصخرة الرائعة في سوميلا: "لم يكن هناك سيطرة كافية هنا لسنوات عديدة، وشهد الموقع الكثير من التخريب. كتب الناس أسماءهم وأشياء أخرى على اللوحات الجدارية التي نحاول إزالتها من خلال الطلاء فوق كتابات الغرافيتي بأسلوب وألوان مماثلة لما استخدمه الفنانون الأصليون".
رسمان كبيران للسيد المسيح والسيدة العذراء مريم ينظران من سقف كنيسة الصخرة.Credit: esatokyay/iStockphoto/Getty Imagesرغم أن اللوحات الجدارية الخارجية قد تكون مبهرة، إلا أنها تبدو باهتة مقارنة بالصور الأقدم الموجودة بالداخل. فخلف واجهتها، تختفي الكنيسة داخل كهف كبير مليء بصور نابضة بالحياة رُسمت في القرن الثالث عشر.