الفلسطينيون يحيون الذكرى 76 للنكبة وهم يعيشون كارثة أوسع في غزة
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
"النكبة" أو "الكارثة"، يوم الأربعاء يحيي الفلسطينيون ذكراها السادسة والسبعين (76) وهي تعني تهجيرهم الجماعي من أرضهم، وقيام إسرائيل، وهو حدث يقع في صميم نضالهم الوطني، ولكن الكارثة التي تتكشف الآن في غزة تبدو أكبر.
في أعقاب قيام إسرائيل عام 1948، أخرج نحو 700 ألف فلسطيني أو هُجِّروا من منازلهم تحت وقع الترهيب وارتكاب المجازر، مثل مجزرة دير ياسين وبعدها بشهر مجزرة الطنطورة ثم الدوايمة في 1948، وهو ما أثر إلى حد كبير في نفوس الأهالي ومهد لتهجيرهم.
وبعد أن غادر الفلسطينيون ديارهم، رفضت إسرائيل السماح لهم بالعودة لأن ذلك كان سيؤدي إلى وجود أغلبية فلسطينية داخل حدود الدولة العبرية، وبدلاً من ذلك، أصبحوا على ما يبدو مجتمع لاجئين دائمين يبلغ عددهم الآن حوالي 6 ملايين شخص، حيث يعيش معظمهم في مخيمات اللاجئين الفقيرة في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وفي قطاع غزة، يشكل اللاجئون وأحفادهم حوالي 3/4 السكان.
وقد كان رفض إسرائيل لحق عودة الفلسطينيين مظلمة جوهرية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكان أحد أكثر القضايا الشائكة في محادثات السلام التي انهارت آخر مرة قبل 15 عاماً.
والآن، يخشى العديد من الفلسطينيين من تكرار تاريخهم المؤلم على نطاق أكثر كارثية. ففي جميع أنحاء قطاع غزة، استقل الفلسطينيون في الأيام الأخيرة السيارات وعربات الحمير أو ذهبوا سيراً على الأقدام، إلى مخيمات مكتظة أصلاً مع توسيع إسرائيل لهجومها.
من خلال عدة جولات لعمليات التهجير الجماعية القسرية، تتطابق الصور تقريبًا مع صور بالأبيض والأسود من عام 1948.
لا يزال مصطفى الجزار، الذي يبلغ من العمر الآن 81 عامًا، يتذكر رحلة عائلته التي استمرت شهرًا من قريتهم، في ما يعرف الآن بوسط إسرائيل إلى مدينة رفح الجنوبية، عندما كان عمره 5 سنوات. وفي مرحلة ما تعرض أفراد العائلة للقصف من الجو، وفي مرحلة أخرى حفروا حفراً تحت شجرة ليناموا فيها طلباً للدفء.
"أمل العودة وأمل البقاء حيا"أُجبر الجزار، الذي أصبح الآن جدا أكبر، على الفرار مرة أخرى الأسبوع الماضي، وهذه المرة إلى خيمة في منطقة المواسي، وهي منطقة قاحلة على طول الساحل، حيث يعيش حوالي 450 ألف فلسطيني في مخيم بائس، ويقول إن الظروف أسوأ مما كانت عليه في عام 1948، عندما كانت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين قادرة على توفير الغذاء والضروريات الأخرى بانتظام، ويقول الشيخ المسن: "كان أملي في عام 1948 هو العودة، ولكن أملي اليوم هو البقاء على قيد الحياة".
أدى القصف الإسرائيلي في غزة، منذ تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" في غلاف غزة في 7 أكتوبر، إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، وفقًا لمسؤولي الصحة في القطاع، بينما أدى هجوم الفصائل في ذلك اليوم إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي.
ثم أجبر القصف الإسرائيلي نحو 1.7 مليون فلسطيني - أي ما يقرب من 3 أرباع سكان القطاع - على الفرار من منازلهم، وهذا العدد هو أكثر من ضعف عدد الذين فروا قبل وأثناء حرب عام 1948.
وقد أغلقت إسرائيل حدودها ولم تسمح مصر إلا لعدد قليل من الفلسطينيين بالمغادرة عبر معبر مغلق الآن، ويرجع ذلك جزئياً إلى خوفها من تدفق جماعي للفلسطينيين، وأزمة لاجئين أخرى محتملة طويلة الأمد، وتصفية القضية الفلسطينية.
ويعارض المجتمع الدولي بشدة أي تهجير جماعي قسري للفلسطينيين من غزة - وهي فكرة يتبناها أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية الذين يزعمون أنها "هجرة طوعية".
ولطالما دعت إسرائيل إلى استيعاب لاجئي عام 1948 في البلدان المضيفة، زاعمة أن الدعوات لعودتهم غير واقعية ومن شأنها أن تعرض وجودها كدولة يهودية للخطر، وهي تشير إلى مئات الآلاف من اليهود الذين قدموا إلى إسرائيل من الدول العربية، خلال الاضطرابات الإقليمية التي أعقبت قيامها، رغم أن العديد منهم كانوا صهاينة هاجروا طواعية.
في ذكرى النكبة.. صور تُظهر تطور وتوسع المستوطنات الإسرائيلية مع مرور الزمنبناء مخيم للنازحين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة يُعيد إلى الأذهان مأساة النكبة شاهد: 75 عامًا على النكبة.. فلسطينيون يتذكرون تلك الأحداث ويتمسكون بالعودةتحقيق بريطاني يكشف مقابر جماعية لفلسطينيين قتلوا بقرية الطنطورة بحيفا على يد القوات الإسرائيلية 1948وحتى لو لم يتم طرد الفلسطينيين من غزة بشكل جماعي، فإن الكثيرين يخشون من عدم تمكنهم من العودة إلى ديارهم، أو أن الدمار الذي لحق بالقطاع سيجعل الحياة مستحيلة فيه.
كانت الميليشيات اليهودية في حرب 1948 مسلحة بشكل أساسي بأسلحة أخف مثل البنادق والرشاشات ومدافع الهاون.
هُدمت مئات القرى الفلسطينية المهجرة من سكانها حينها، بينما احتل الإسرائيليون منازل الفلسطينيين في القدس ويافا ومدن أخرى، لا يزال الكثير منها باقٍ حتى اليوم.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فلسطيني يروي مآسي الاحتجاز شهرين ونصف بسجون إسرائيل "احجبوهم".. حملة رواد مواقع التواصل العالمية لحظر المشاهير الصامتين عن "حرب الإبادة" في غزة شاهد: طلاب وموظفو جامعة أمستردام يحتجون على طريقة التعامل مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين طوفان الأقصى حركة حماس غزة إبادة فلسطين بنيامين نتنياهوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حركة حماس فلسطين غزة إسرائيل قطاع غزة شرطة حركة حماس فلسطين غزة إسرائيل قطاع غزة شرطة طوفان الأقصى حركة حماس غزة إبادة فلسطين بنيامين نتنياهو حركة حماس فلسطين غزة إسرائيل قطاع غزة شرطة الاتحاد الأوروبي فرنسا طوفان الأقصى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رجب طيب إردوغان السياسة الأوروبية یعرض الآن Next قطاع غزة فی غزة عام 1948
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: 9 من كل 10 سوريين يعيشون في فقر
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن 9 من كل 10 أشخاص في سوريا يعيشون في فقر، وإن واحداً من كل 4 عاطلون عن العمل، ولكن اقتصاد البلاد يمكن أن يستعيد مستواه قبل الصراع في غضون عقد من الزمان في ظل نمو قوي.
جاء هذا في تقرير جديد أصدره البرنامج وحمل عنوان «تأثير الصراع في سوريا: اقتصاد مُدمَّر وفقر مستشر وطريق صعب إلى الأمام نحو التعافي الاجتماعي والاقتصادي».
وقال البرنامج الأممي إن 14 عاماً من الصراع في سوريا أفسدت ما يقارب 4 عقود من التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ورأس المال البشري.
وحذر التقرير من أنه وفقاً لمعدلات النمو الحالية، لن يستعيد الاقتصاد السوري مستواه قبل الصراع من الناتج المحلي الإجمالي قبل عام 2080، موضحاً أنه لا بد أن يرتفع النمو الاقتصادي السنوي 6 أضعاف لتقصير فترة التعافي إلى 10 سنوات، وسوف تكون هناك حاجة إلى ارتفاع طموح بمقدار 10 أضعاف على مدى 15 عاماً لإعادة الاقتصاد إلى ما كان ينبغي أن يصبح عليه لولا الصراع.
وأفاد التقرير بأن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انخفض إلى أقل من نصف قيمته منذ بدء الصراع في عام 2011، وتضاعفت البطالة ثلاث مرات. وأصبح واحد من كل 4 سوريين عاطلاً عن العمل الآن، كما أدى تدهور البنية الأساسية العامة إلى مضاعفة تأثير الصراع بشكل كبير.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، إنه إلى جانب المساعدات الإنسانية الفورية، يتطلب تعافي سوريا استثماراً طويل الأجل في التنمية لبناء الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لشعبها.
وأضاف: «إن استعادة الإنتاجية من أجل خلق فرص العمل وتخفيف حدة الفقر، وتنشيط الزراعة من أجل تحقيق الأمن الغذائي، وإعادة بناء البنية التحتية للخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والطاقة، كلها عوامل أساسية لتحقيق مستقبل مستدام، والازدهار، والسلام».
بدوره، قال عبدالله الدردري، مساعد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مدير المكتب الإقليمي للدول العربية، إن مستقبل سوريا يعتمد على نهج قوي للتعافي التنموي، مشيراً إلى أن هذا يتطلب استراتيجية شاملة تعالج إصلاح الحكم والاستقرار الاقتصادي، وإعادة بناء البنية التحتية.