رغم الانتقادات.. هكذا تعزز دول خليجية علاقاتها بعمالقة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
عززت شركات أميركية ناشطة في مجال الذكاء الاصطناعي علاقتها الاستثمارية مع دول خليجية بارزة مثل السعودية والإمارات، في وقت انتقد فيه حقوقيون تلك العلاقة، محذرين أن ما وصفوها بـ"الدول القمعية" ربما تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييد الحريات وحقوق الإنسان، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، كانوا يتجنبون التمويل القادم من الشرق الأوسط، خاصة بعد حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قبل أن يتغير الحال وتصبح الأموال القادمة من الشرق الأوسط القوة الجيوسياسية الأقوى في صناعة التكنولوجيا.
وتبارك واشنطن هذا التوجه لإبعاد الصين عن المنطقة العربية، خاصة عن الإمارات العربية المتحدة، الشريك الأمني الرئيسي للولايات المتحدة.
وتطرق تقرير الصحيفة الأميركية إلى اجتماع استضافه البيت الأبيض، في يونيو الماضي، جمع مسؤولين تنفيذيين من شركات مايكروسوفت وغوغل وشركات أخرى، مع طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني الإماراتي.
وفي الاجتماع الذي لم يتم الكشف عنه سابقا، أوضح طحنون بن زايد أن الإمارات منفتحة على الاستثمار مع شركات الذكاء الاصطناعي الأميركية وشركات التكنولوجيا الأخرى، منوها إلى أن هذه المشروعات يمكن أن تحل محل شركات التكنولوجيا الصينية، التي تعمل منذ فترة طويلة في المنطقة.
وتستعين دول بالشرق الأوسط بشركات فاعلة في وادي السيليكون لتحقيق أهدافها المتمثلة في التحول إلى مركز قوة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقليل الاعتماد الاقتصادي على النفط.
كما تخطط شركة "G42" الإماراتية، لإدخال اللغة العربية في برامج الذكاء الاصطناعي، مما يسهل لتلك البرامج التحدث بلغة يتكلم بها حوالي 400 مليون شخص.
خطة السعودية في الذكاء الاصطناعي والكمبيوتر الخارق.. لماذا تثير القلق في واشنطن؟ تنفق المملكة العربية السعودية أموالا طائلة في مسعى منها لتصبح قوة خارقة في مجال الذكاء الاصطناعي وسط صراع متصاعد بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ التكنولوجي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".وتشير الصحيفة، إلى إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حصلت، قبل دخول شركة مايكروسوفت في الاستثمار مع G42، على تأكيدات بأن الشركة الإماراتية ستسحب استثماراتها من الشركات الصينية، وتزيل التكنولوجيا الصينية من مراكز البيانات الخاصة بها.
وحث النائب مايك غالاغر (جمهوري من ولاية ويسكونسن) وزارة التجارة الأميركية في يناير الماضي، على تقييم ما إذا كان ينبغي إدراج شركة G42 في القائمة السوداء، إلى جانب شركة هاواوي الصينية، مشيرا إلى علاقات تجارية للشركة مع كيانات صينية.
واستشهد النائب بالمنصب القيادي السابق لبينغ شياو، أحد أشهر التنفيذيين في صناعة التكنلوجيا، بإحدى الشركات التابعة لشركة "دارك ماتر" الإماراتية الناشطة في الأمن السيبراني.
وتتهم "دارك ماتر" بتطوير برامج تجسس وأدوات مراقبة تستخدم ضد الناشطين والصحفيين. وفرضت وزارة العدل الأميركية غرامات على أعضاء سابقين في الجيش والمخابرات الأميركية عملوا في شركة دارك ماتر.
وتأسست "دارك ماتر" في 2014، وتروج لنفسها كمطور ابتكاري لتكنولوجيا الأمن الإلكتروني الدفاعية. بينما أفاد تقرير نشرته انترسبت في 2016 أن الشركة تساعد قوى الأمن الإماراتية في جهود المراقبة وأنها كانت تحاول تجنيد خبراء أجانب في الأمن الإلكتروني، وفق رويترز.
وحذر بعض المسؤولين في مجال التكنولوجياK وعدد من الحقوقيين والباحثين الأمنيين، من العمل مع الدول التي ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، التي يمكن أن تستخدم التقنيات الأميركية للمراقبة، بما في ذلك استهداف مواطنين أميركيين، وفق الصحيفة ذاتها.
وتصاعدت تحركات بعض الشركات العاملة في الذكاء الاصطناعي للحصول على رأس المال الأجنبي، بعد انخفاض أسهم التكنولوجيا، وصعود أسعار رقائق أشباه الموصلات والطاقة اللازمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي.
وبرأي صحيفة "واشنطن بوست"، فإن عددا من دول الشرق الأوسط تتجه إلى التكنولوجيا وتخطط للابتعاد عن النفط. إذ تعمل الخطة الوطنية العشرية للسعودية، على تجنيب الدولة الخليجية الغنية تقلبات أسعار النفط، بينما يشير عدد من قادة الإمارات إلى أن "نفط المستقبل هو البيانات".
وقال المهدي المحمدي، الباحث في مجال أمن الذكاء الاصطناعي، الأستاذ المساعد في جامعة إيكول بوليتكنيك الفرنسية، إن "الشركات الأميركية يجب أن تكون حذرة من سجل الشرق الأوسط في الحرب الإلكترونية ومراقبة المدنيين، بغض النظر عما إذا كانت الدولة حليفة أم لا".
وأضاف المحمدي "من حق أي شخص يرى شركات الذكاء الاصطناعي تتعاون مع الديكتاتوريات أن يشعر بالقلق".
شركة إماراتية تبحث "صفقة" مع "أوبن إيه آي" تبحث شركة إماراتية، أعلن عن إنشائها مؤخرا، "صفقة استثمارية" مع شركة "أوبن إيه آي" المطورة لبرنامج "تشات جي بي تي"، وفق ما نقلته "فاينانشال تايمز"، الجمعة، عن مصدَرين، مشيرة إلى أنها "آخر جهود الإمارات لتصبح "مركز نفوذ عالمي" في تطوير الذكاء الاصطناعي".وبحسب "بلومبرغ"، تخطط الإمارات لتصبح رائدة عالميا في اختبار وتنظيم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إذ تعتمد على شركة G42 الإمارتية التي تصنف ضمن كبريات الشركات الناشطة في الذكاء الاصطناعي.
وتتعاون الشركة الإماراتية مع شركة OpenAI، الناشطة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تخطط للتوسع داخل الإمارات والمنطقة الأوسع.
ويرفض إداريون في شركات الذكاء الاصطناعي اهتمام المستثمرين السعوديين بمجال التكنلوجيا الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن مؤسس إحدى الشركات الأميركية الناشئة، بعد أن اشترط حجب هويته، قوله "إن معظم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة ستصل في النهاية إلى أيدي جيوش أجنبية".
وأنشأت المملكة العربية السعودية صندوقا بقيمة 100 مليار دولار هذا العام للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والمجالات التكنولوجيا الأخرى.
وفي مارس الماضي، قالت الحكومة السعودية إنها ستستثمر مليار دولار في مجموعة شركات ناشئة مستوحاة من وادي السيليكون لجذب رواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي إلى المملكة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی مجال الذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی الشرق الأوسط إلى أن
إقرأ أيضاً:
الحوسبة اللغوية.. مبادرات جامعية مبتكرة ركيزتها الذكاء الاصطناعي
تنفذ مؤسسات التعليم العالي في الدولة مبادرات مبتكرة في مجال حوسبة اللغات الطبيعية ، لاسيما اللغة العربية واستثمار الذكاء الاصطناعي لإطلاق مجموعة من النماذج اللغوية العالمية المتطورة التي يمكن استخدامها في عدة مجالات.ويبرز معهد النماذج التأسيسية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كأحد أهم الجهات التي فتحت آفاقاً جديدة في مجال أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتعزيز الحوسبة اللغوية.
وتم إطلاق المعهد في عام 2023 ليكون مركزاً يتيح لكبار العلماء والمهندسين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير نماذج واسعة النطاق.
"جيس" النموذج اللغوي الكبير للغة العربية الأعلى جودة على مستوى العالم
وجاء إطلاق نموذج "جيس" النموذج اللغوي الكبير للغة العربية الأعلى جودة على مستوى العالم، نتيجة للتعاون بين "إنسبشن" مركز الذكاء الاصطناعي التابع لمجموعة “G42” ، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم؛ وشركة "سيريبراس سيستمز".
ويستند نموذج "جيس" الذي تم إطلاقه عام 2023 إلى 13 مليار مؤشر، وتم تدريبه على مجموعة بيانات مطورة تضم 395 مليار رمز باللغتين العربية والإنجليزية، ويتيح لأكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية فرصة مهمة لاستكشاف القدرات الكامنة للذكاء الاصطناعي التوليدي.
نماذج لغوية في العديد من اللغات
وأطلقت الجامعة، إلى جانب هذا النموذج ، نماذج لغوية في العديد من اللغات الطبيعية الأخرى.بدورها أبرمت جامعة نيويورك أبوظبي شراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية العام الماضي لتطوير منصّة رقمية لتقييم سهولة القراءة بالعربية باستخدام التعلم الآلي ومن خلال توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي، وجرى وفق هذا الشراكة تطوير مجموعة تقييم القراءة العربية المتوازنة "BAREC".
أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد يستقبل وزير خارجية الهند ويبحثان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين "الأرصاد" يصدر تنبيهاً من الضبابوقال البروفيسور بريسلاف ناكوف، رئيس قسم معالجة اللغة الطبيعية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي : إن الجامعة نجحت في تطوير العديد من النماذج اللغوية المهمة بالتعاون مع شركائها، ومن أبرزها النموذج اللغوي الكبير "جيس" النموذج اللغوي الأكبر والأعلى جودة على مستوى العالم في مجال اللغة العربية حيث نجح في إحداث تحولات جذرية في مجال معالجة اللغة العربية، وساهم في تعزيز إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي باللغة العربية لأكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية حول العالم.
وأشار إلى نماذج أخرى تم تطويرها مثل "ناندا" وهو نموذج لغوي كبير مفتوح المصدر ويعد الأكثر تطوّراً في العالم للّغة الهندية، ونموذج " K2-65B " الجديد وهو نموذج لغوي رائد مفتوح المصدر يستند إلى 65 مليار مُعامِل ويوفر نهجاً محتملاً لتوثيق ودراسة دورة الحياة الكاملة للنماذج اللغوية الكبيرة، بما في ذلك جميع تفاصيل عملية الاستنساخ.
المدرسة الشتوية لحوسبة اللغة العربية
وقال البروفيسور بريسلاف ناكوف الذي ترأس اللجنة المحلية لمؤتمر اللغويات الحاسوبية الدولي الذي عقد مؤخرا في أبوظبي، : إن دولة الإمارات تعد مركز عالميا رائدا للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم حيث استضافت مؤخرا وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط مؤتمر اللغويات الحاسوبية الدولي بنسخته الحادية والثلاثين الذي يعد الأكبر على مستوى العالم في مجال الحوسبة اللغوية، واستقطب مشاركون من مختلف أنحاء العالم.
من جانبه قال البروفيسور نزار حبش، مدير مختبر الأساليب الحاسوبية في نمذجة اللغة بجامعة نيويورك أبوظبي ومسؤول المدرسة الشتوية لحوسبة اللغة العربية، في تصريح لـ "وام" : إن مؤتمر اللغويات الحاسوبية الدولي كان من أهم الفعاليات التي استضافتها الدولة في مجال معالجة اللغات الطبيعية والحوسبة اللغوية.
وأوضح أن المعالجة الآلية للغات أو حوسبة اللغات يحظى باهتمام كبير في مؤسسات التعليم العالي، مشيرا إلى أن جامعة نيويورك أبوظبي تضم مختبر الأساليب الحاسوبية في نمذجة اللغة الذي نجح على مدار عشر سنوات في تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع المبتكرة في مجال حوسبة اللغة العربية، ومنها مشروع “BAREC” الذي تم تنفيذه بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، حيث يستند إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في تصنيف المستويات القرائية للنصوص العربية.
وأشار البروفسير حبش إلى أن المدرسة الشتوية لحوسبة اللغة العربية استقطبت نحو 100 طالب خلال الدورة الحالية ممن خاضوا على مدار يومين رحلة تعليمية متميزة عززت من مهاراتهم في مجال الحوسبة اللغوية، وساهمت في تعزيز تبادل المعرفة والخبرات في مجال معالجة اللغات الطبيعية.