كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تزايد الاستياء بين القادة العسكريين الإسرائيليين تجاه الحرب في غزة، الذين يرون المهمة العسكرية بالقطاع ينتهي بها الأمر للتكرار، في ظل عدم وجود رؤية واضحة لما بعد الحرب.

التقرير الذي نشر الثلاثاء أوضح أن القادة العسكريين الإسرائيليين يرون خطرا في عدم وجود خطة لحكم غزة بعد الحرب، خاصة مع تزايد حدة الاشتباكات مع حركة حماس شمالي وجنوبي القطاع.

وبدأ كبار ضباط الجيش الحاليين والسابقين يؤكدون بصراحة أن فشل الحكومة في طرح خطة لما يلي القتال في غزة، جعل القوات مضطرة في الشهر الثامن من الحرب إلى القتال مرة أخرى، خاصة في مناطق الشمال التي عاد إليها مقاتلو حماس، مؤكدين أن المهمة القتالية ينتهي بها الأمر إلى التكرار.

إحباط بين الجنرالات

ومع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق للقتال، وتوقف محادثات وقف إطلاق النار على ما يبدو، فإن المخاطر التي يواجهها الجنود تتزايد.

وقال مسؤولان إسرائيليان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن بعض الجنرالات وأعضاء مجلس الوزراء الحربي يشعرون بالإحباط من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لم يعلن عن أي بديل لحماس في حكم غزة.

كما لفتوا إلى أن عدم رغبة نتنياهو في إجراء محادثة جادة حول "اليوم التالي"، سهّل على حماس إعادة تشكيل نفسها في أماكن مثل جباليا شمالي غزة، التي هاجمتها إسرائيل لأول مرة في أكتوبر الماضي.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2015 عيران ليرمان، إن رد الفعل العنيف الذي تواجهه إسرائيل من معظم أنحاء العالم بشأن الحرب، وارتفاع عدد القتلى بين الفلسطينيين في غزة، يأتي بسبب "الافتقار إلى رؤية متماسكة للوضع الراهن".

وقد قاوم نتنياهو الدعوات لإنهاء القتال بحجة أنه لا يمكن أن تكون هناك حكومة مدنية في غزة حتى يتم تدمير حماس.

لكن مع تزايد عدد المحللين والمسؤولين الذين يتساءلون عما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق مثل هذا الهدف الواسع، فإن الانتقادات الأكثر صراحة من داخل الجيش تعكس اتساع الفجوة تدريجيا مع حكومة نتنياهو.

المسؤولان الإسرائيليان أكدا أن البدء في تشكيل سلطة حكم جديدة في غزة من شأنه أن يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لحماس وقد يخفف الحمل على الجيش الإسرائيلي.

 وقال المحلل في منتدى السياسة الإسرائيلية مايكل كوبلو، إن قادة الجيش "يشعرون بالإحباط لأنه تم تكليفهم بمهمة عسكرية تنتهي بتكرارها، والحكومة لم تجب على الأسئلة الاستراتيجية والسياسية الأكبر".

بالنسبة لنتنياهو، تشمل الاعتبارات السياسية محاولة تشكيل حكومة تضم الأحزاب اليمينية التي طالبت بشن هجوم شامل على غزة رغم الاعتراضات الأميركية، وغير مستعدة لدعم ما طالبت به الدول العربية كشرط أساسي لمساعدتها وهو إقامة الدولة الفلسطينية.

وإذا انحرف نتنياهو بعيدا عن مطالبهم، فقد هددوا بإسقاط الحكومة، الأمر الذي قد يتركه يواجه سلسلة من تهم الفساد من دون الصلاحيات التي يتمتع بها كرئيس للوزراء.

وقد نشر ليرمان، النائب السابق لمستشار الأمن القومي، مؤخرا خطة مقترحة مع باحثين آخرين تدعو إلى إنشاء سلطة متعددة الجنسيات لإدارة ومراقبة غزة، بقيادة الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى، وتمت مشاركتها مع السلطات الإسرائيلية.

وتضمنت المقترحات الأخرى بذل جهود لتعزيز السلطة الفلسطينية التي تحكم الآن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت أيضا هذه الفكرة، بحجة أن السلطة ليست شريكا كفؤا وذا مصداقية.

وقد أطلق مسؤولون إسرائيليون سابقون تحذيرات بشأن الافتقار إلى التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، حتى قبل بدء الهجوم البري على غزة.

في 14 أكتوبر، أي بعد أسبوع من الهجوم الذي قادته حماس وأدى إلى مقتل 1200 شخص كما يقول المسؤولون الإسرائيليون، والذي أدى إلى الهجوم العسكري الإسرائيلي، دعت وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني الحكومة إلى النظر في مستقبل غزة بعد الحرب، وإلا "سيظل الجيش عالقا هناك من دون داع وبثمن باهظ".

وقالت ليفني في مقابلة يوم الثلاثاء إن ما حذرت منه سابقا هو ما حدث، مضيفة: "تخيل لو أننا قررنا ذلك من قبل، وبدأنا العمل في وقت سابق مع الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية ومصر والإمارات والسعودية، سيكون الأمر أسهل بكثير".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات غزة بنيامين نتنياهو حماس الدولة الفلسطينية الضفة الغربية تسيبي ليفني الولايات المتحدة إسرائيل العمليات العسكرية قطاع غزة حركة حماس غزة بنيامين نتنياهو حماس الدولة الفلسطينية الضفة الغربية تسيبي ليفني الولايات المتحدة أخبار إسرائيل بعد الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

«القاهرة الإخبارية»: إحباط يسيطر على الشارع اللبناني بسبب قصف بلدات الجنوب

قالت قناة «القاهرة الإخبارية» إن هناك «حالة من الإحباط والقلق والحيرة تسود الشارع اللبناني جراء تكثيف قصف الاحتلال الإسرائيلي على بلدات جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، رغم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار، فإما الموت أو النزوح».

وأضافت في تقرير بعنوان «حالة من القلق والإحباط تسيطر على الشارع اللبناني جراء تصاعد قصف الاحتلال على بلدات الجنوب»: «هكذا أصبحت حياة أهالي جنوب لبنان والضاحية الجنوبية في خضم قصف الاحتلال المستمر ومن ثم يجدون أنفسهم محاصرين في دائرة من المأساة تجبرهم على النزوح القسري من بلداتهم أو الاستشهاد تحت وطأة نيران جيش الاحتلال غير المسبوقة الموجهة لهم بشكل مكثف دون رحمة».

وتابعت: «التصعيد من جانب الاحتلال أسفر عن تدمير الكثير من الأحياء والمباني تزامنا مع الجهود والتحركات لوقف إطلاق النار».

مقالات مشابهة

  • الجيش: 3 شهداء من العسكريين جرّاء غارة على مركز في الصرفند
  • تقرير صادم من الأمم المتحدة حول ميناء الحديدة: ما الذي يحدث؟
  • بعد مرور 1000 يوم.. ما حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا بسبب الحرب؟
  • من هو القسام الذي بدأ المقاومة.. وماذا ورثت عنه الكتائب في غزة؟
  • شبان سودانيون: نقاتل إلى جانب الجيش الذي عارضناه بالأمس
  • تقييم "قاتم" لحالة الرهائن الإسرائيليين لدى حماس
  • هآرتس: ثلث قتلى الحرب الإسرائيليين من قوات الاحتياط
  • «القاهرة الإخبارية»: إحباط يسيطر على الشارع اللبناني بسبب قصف بلدات الجنوب
  • "هآرتس": ثلث قتلى الحرب الإسرائيليين من قوات الاحتياط
  • هآرتس: ثلث قتلى الحرب الإسرائيليين هم من أفراد قوات الاحتياط