وزير التعليم: الجميع يعلم دور تعليم الكبار في التخفيف من الفقر
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
كتب- محمد فتحي:
افتتح الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، الندوة الوطنية الإقليمية الأولى حول "مفاهيم تعليم الكبار والأطر بين النظرية والممارسة".
وتأتي تلك الندوة في إطار المبادرة الوطنية للقرائية والتعلم مدى الحياة، وسلسلة بناء القدرات للعاملين بمجال تعليم الكبار، التي ينظمها مركز اليونسكو الإقليمي لتعليم الكبار في مصر بالشراكة مع معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة،.
ورحب الدكتور رضا حجازي بالحضور، مؤكدًا أن افتتاح سلسلة بناء القدرات نعول عليها الكثير؛ لتعود بالنفع على منسوبي تعليم وتعلم الكبار في المنطقة العربية كونها تتناول موضوعات معاصرة تستجيب لحاجات ملحة في الدول العربية.
وأشار إلى أن الجميع يعرف أهمية ودور تعليم وتعلم الكبار في التنمية بشكل عام، وتمكين الدارسين لممارسة حقوقهم، وإتاحة فرص المشاركة الفاعلة في مجتمعاتهم الكبيرة والصغيرة، ودور تعليم الكبار في التخفيف من وطأة الفقر، وتحسين الصحة، والرفاهية، واستدامة السلم العام.
وأعرب الوزير عن سعادته ببدء سلسلة نوعية ومترابطة لبناء القدرات يتبناها المركز الإقليمي لتعليم الكبار بسرس الليان في مصر بالشراكة مع هيئة تعليم الكبار ومنظمة اليونسكو ممثلة في معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة.
وأكد الوزيرة قناعته الراسخة بأن تطوير القدرات، والتجديد في مجال تعليم الكبار، وفي جميع المجالات أصبح ضرورة ملحة لتلبية الاحتياجات المتغيرة فى مجتمعنا، وفى عالم سوق العمل سريع التغير، وكذلك الاحتياجات الناتجة عن التحديات الصحية والبيئية التي تعاني منها دولنا، بالإضافة إلى ظروف الأزمات التي تعيشها بعض الدول العربية الشقيقة، والتي توقف فيها التعليم، وما نتج عنه من زيادة كبيرة في أعداد الأميين.
وأوضح أنه في مصر نعتبر هذه السلسلة في بناء القدرات خطوة هامة كوننا نطور مبادرة وطنية تحويلية ونوعية في تعليم الكبار تهدف للوصول إلى الصفر الافتراضي في أعداد الأميين بحلول عام ۲۰۳۰ ويتم الإعداد الجيد لبناء عناصرها لكي يتبناها جميع الشركاء في مصر، ويتم العمل الجاد لتطوير استراتيجية تنفيذية بمؤشرات للقياس والمتابعة بدعم وطني ودولي.
وقال الوزير، إنه لديه ثقة كبيرة في جهود المركز الإقليمي لليونسكو لتعليم الكبار بسرس الليان في مصر، وهيئات، وأقسام تعليم الكبار في مصر، والدول العربية؛ لقيادة هذا العمل في المنطقة العربية بالشراكة مع اليونسكو والشركاء الإقليميين، مؤكدًا أن مصر تقوم بتقديم الدعم المناسب لهذه المهمة واستدامتها.
وفى ختام كلمته، وجه الوزير الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل، كما وجه شكر خاص لمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة لدعمها المتواصل في مجال تعليم الكبار في مصر.
من جانبه، أكد الدكتور حجازي إدريس مستشار وزير التربية والتعليم للتعلم مدى الحياة، أن هذه الندوة تعد بداية لسلسلة متكاملة ومتواصلة من الندوات لتعميق فهم الموضوعات المطروحة فى مجال "تعليم الكبار وتدريسها وتقويمها بين النظرية والممارسة"، بهدف تكوين لغة مشتركة بين العاملين فى مجال تعليم وتعلم الكبار، وتبادل الكثير من الخبرات فى المنطقة العربية للاستفادة منها في هذا المجال، وتصحيح وتفادي الخلط في المفاهيم لكي تتسق مع التطبيق المحلي، والتعريف بأهم الآليات الدولية التي تأسس لتعليم الكبار في العالم، مشيرا إلى أن التعليم الجيد يعتبر الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة؛ لضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع.
ورحب الدكتور عيد عبد الواحد رئيس الجهاز التنفيذى للهيئة العامة لتعليم الكبار بالدكتور رضا حجازى، موجها له الشكر عل دعمه للهيئة العامة لتعليم الكبار و مركز اسفك، مؤكدًا أن استشراف مستقبل تعليم الكبار بات أمرا لا مفر منه، وأنه لابد أن تواكب رؤية الهيئة الجديدة ما يحدث من مستجدات في مفاهيم الأمية وأن يتم قراءة مستقبل محو الأمية وتعليم الكبار قراءة علمية سليمة تراعي التجديد واحترام الدارس الكبير.
وأكد الدكتور عيد عبد الواحد، أن دور الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين بات هامًا، حيث أنه لابد من إعادة التفكير في مستقبل تمويل تعليم الكبار ومستقبل مناهج محو الأمية وتعليم الكبار، والتفكير في مستقبل التكافل الرقمي، ومستقبل قياس وامتحانات محو الأمية وتعليم الكبار.
ومن جهتها، أكدت الدكتورة سماح شلبي أخصائي سياسات التعليم بمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة بهامبورج ألمانيا، أن سلسلة هذه الندوات بمثابة مجتمع متخصص على المستوى الإقليمي يهدف لمساعدة الدول العربية لتحقيق وتنفيذ توصيات عمل مراكش، بجانب تحقيق الفهم لأهمية تعليم الكبار فى المنطقة العربية والتعريف عن المفاهيم ومقارنتها بالسياق الوطنى مع الاختلافات بين النظرى والعملى، بالإضافة إلي التعرف على الاحتياجات والخصائص المتعددة والمتطورة لتعليم الكبار.
جاء ذلك بمشاركة الدكتور حجازى إدريس مستشار وزير التربية والتعليم للتعلم مدى الحياة، والدكتور عيد عبد الواحد رئيس الجهاز التنفيذى للهيئة العامة لتعليم الكبار، والدكتور زاهر عازر أمين عام الشبكة العربية للتربية الشعبية رئيس الحملة العربية للتعليم، والدكتور محمد القاضى مدير المركز الإقليمى لتعليم الكبار (أسفك)، والأستاذة سماح شلبي أخصائي سياسات التعليم بمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة بهامبورج ألمانيا.للمزيد من أخبار التعليم (اضغط هنا)
اقرأ أيضا:
ننشر رابط تظلمات إعادة اجتياز التدريبات في مسابقة 30 ألف معلم
توجيه من وزير التعليم بشأن منتجات المدارس الفنية وطلابها
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: معبر رفح التصالح في مخالفات البناء أسعار الذهب الطقس سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رضا حجازى وزير التربية والتعليم مركز اليونسكو الإقليمي المنطقة العربیة تعلیم الکبار فی لتعلیم الکبار مجال تعلیم فی مصر
إقرأ أيضاً:
من هو الفقير؟
دار بيني وبين أحد الأصدقاء نقاش طويل حول معنى الفقر، ومن هو الفقير الحقيقي الذي يستحق الدعم والمساندة من المجتمع والدولة. كان الفقر والفقير فـي الماضي واضح المعالم، شخص معدم بالكاد يجد قوت يومه بلا مأوى بلا مورد دخل يعيش على ما تجود به الأيدي الرحيمة من جيرانه وأقربائه. لكن مع تطور الحياة وتقدمها تغيرت كثير من المفاهيم منها مفهوم الفقير الذي لم يعد بتلك الصورة النمطية التراثية المتوارثة فقد تجد اليوم فقيرًا يسكن فـي منزل جيد ويمتلك سيارة وهاتفًا محمولًا وإنترنت، ويتمتع بعدد من وسائل الترفـيه والتسلية ويسافر فـي بعض أيام السنة القائضة مع أسرته فـي سفر داخلي، فظاهريًا يبدو ذلك الشخص وكأنه من سكان الطبقة المتوسطة لكنه فـي واقع الحال هو من قاطني الطبقة الدنيا طبقة الفقر المالي التي هي أرفع درجات الطبقة الدنيا التي تقسم إلى ثلاث طبقات مختلفة، هي طبقة الفقر المدقع التي تعيش فـي ظروف قاسية جدًا، حيث لا يتمكن الأفراد من توفـير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، والماء، والمأوى، الرعاية الصحية، والتعليم، أما الطبقة الثانية فهي طبقة الفقر النسبي وهي تلك الفئة التي لديها دخل منخفض مقارنةً بمستوى المعيشة العام فـي المجتمع الذي تعيش فـيه، لكنها قادرة على تأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، أما الطبقة الأخيرة من الطبقات الدنيا فهي طبقة الفقر المالي أو ما يمكن تسميتهم بفقراء الدخل المتعثر وهذه الفئة تشمل الأفراد الذين لديهم دخل شهري، وربما يمتلكون أصولًا مثل سيارة أو منزل، لكن التزاماتهم المالية تفوق دخلهم، مما يجعلهم غير قادرين على تلبية متطلبات الحياة بسهولة وهذه الطبقة هي محور حديثنا اليوم وهي الطبقة الغالبة على المجتمعات خصوصا المجتمعات التي تنمو ببطء فـي محاولة منها لمغادرة إطار الدولة النامية.
قد لا تسعفني هذه المساحة للحديث عن الطبقتين المتبقيتين الطبقة الوسطى والطبقة الغنية والتي هي ليست محور حديثي هنا، لكنني أحببت أن أركز على الفئتين الأخيرتين من فئات الطبقة الدنيا طبقة الفقر النسبي وطبقة الفقر المالي اللتين لم يكونا ضمن تصنيف الطبقة الدنيا وإنما ضمن تصنيف الطبقة الوسطى لكن مع تبدل أحوال الحياة أصبح من لديه دخل منخفض ولا يقوى على دفع فواتيره الاستهلاكية المرتفعة يصنف ضمن دائرة الفقير الذي يستحق العون والمساعدة من الدولة ومن الجمعيات الخيرية وأهل البر والإحسان.
تدبرت فـي شؤون الفقر والفقراء فوجدت أن مفهوم فقير المدينة يختلف كثيرا عن مفهوم فقير القرية، ففقير المدينة يئن تحت وطأة المدنية الحديثة التي تطارده مغرياتها والتزاماتها ويطوقه صخب الحياة من كل جانب فكثيرا من الكماليات فـي المدنية تتحول إلى ضروريات قد لا يمكن الاستغناء عنها كما أسلفنا سابقا مثل السيارة ووسائل التسلية والمطاعم وغيرها من الكماليات التي استطاع فقير القرية الاستغناء أو الحد من استهلاكها، قد يكون بسبب عدم توافرها فـي القرية أو بسبب بعض القناعات الشخصية فـي فقير القرية الذي لا تستنزفه الرفاهيات ولا تغريه الكماليات.
لتقريب الصورة أكثر ولتبيان العلاقة بين مفهوم فقير القرية وفقير المدينة، فإنني أسترجع هنا ما تنشره الأمم المتحدة من تصنيفات للفقر فـي الدول المتقدمة والفقر فـي الدول الفقيرة النامية، ففـي الدول المتقدمة، يُعتبر الشخص فقيرًا عندما يقل دخله عن 60% من متوسط الدخل القومي للدولة فمثلا فـي الولايات المتحدة، يُحدد خط الفقر للفرد على أنه أقل من 35 دولارا أمريكيا يوميا، أما فـي الدول النامية، فـيُعتبر الشخص فقيرًا إذا كان دخله أقل 5 دولارات أمريكية يوميًا وفـي بعض البلدان الفقيرة جدا لا يتجاوز دخل الشخص اليومي أقل من دولارين يوميا. هذه الأرقام توضح بجلاء الفرق الشاسع بين واقع الفقر فـي الدول المتقدمة والدول النامية، وتسلط الضوء على الاختلافات الكبيرة فـي مستوى المعيشة بين فقير المدينة وفقير القرية.
فـي تقرير نشرته منظمة الإسكوا، تناول أوضاع الفقر فـي دول مجلس التعاون الخليجي خلال الفترة من 2010 إلى 2021، حيث خلص إلى وجود نحو 3.3 مليون فقير فـي دول المجلس. كما أشار التقرير إلى أن خط الفقر بالنسبة للأسر الخليجية يتراوح بين 980 و1300 دولار أمريكي شهريًا، وتختلف نسب الفقر فـي المجتمعات الخليجية ما بين 2% و13% من إجمالي السكان. ورغم أن هذه الأرقام قد تبدو مقبولة فـي بعض دول المجلس، إلا أنها تظل بحاجة إلى تحسينات جوهرية فـي دعم الطبقات الفقيرة. من بين الإجراءات التي يمكن أن تسهم فـي ذلك، إصدار إعفاءات إضافـية من رسوم دفع فواتير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، وتوفـير المستلزمات الحياتية الضرورية لأبناء الأسر المعسرة، وزيادة المخصصات المالية المعتمدة للأسر الفقيرة.
عبدالله الشعيلي رئيس تحرير جريدة «عُمان أوبزيرفر»