النكبة الفلسطينية: 76 عامًا من الاحتلال والتهجير
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
مسقط – أثير
في الخامس عشر من مايو تحل الذكرى السادسة والسبعين لحصول النكبة، واحتلال الجزء الأكبر من أرض فلسطين، وتهجير شعبها إلى بقاع الأرض، بترتيب استعماري يهدف إلى تقسيم النفوذ والإبقاء على مصالح القوى الاستعمارية في المنطقة.
لم تتوقف الأطماع الاستعمارية والصهيونية عند حدود نكبة عام 48، ولكن أكملت ذلك بالاستيلاء بعد عشرين عاماً على بقية الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، لتصبح فلسطين كاملة تحت الاحتلال، وتصادر حقوق شعب بأكمله، وتهجره قسرياً في مخالفات واضحة وصريحة للقانون الدولي الإنساني ومواثيق الأمم المتحدة.
لم يكن الفلسطينيون ليقبلوا بهذا الواقع، ولم ينل الاحتلال من عزيمتهم، فهبوا بثورات وحركات تحررية لم تتوقف يوماً واحداً، من أجل نيل حريتهم وتحرير أرضهم، محققين في ضوء التضحيات الكبيرة التي قدموها، اعترافاً كاملاً بحقوقهم، بما في ذلك حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة، متسلحين بالشرعية الدولية، التي انصفت نضالهم، بالاعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً وحيداً لهم، وناطقاً باسمهم، ومرة أخرى بالاعتراف بدولة مراقب في الأمم المتحدة عام 2012م، تمهيداً للاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية.
واليوم، وبعد مرور 76 عاماً على النكبة يسجل العالم بقواه المتنفذة ومؤسساته الدولية، فشلاً ذريعاً بوضع حد لتداعيات تلك النكبة، بل على العكس، يُدخل بصمته، وبعدم وجود إرادة حقيقية لديه، المنطقة والشعب الفلسطيني، بنكبة جديدة، لا تقل خطورة عن نكبة عام 1948م، من خلال حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، واستمرار العدوان الاحتلالي في باقي الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وغياب أي أمل حقيقي للشعب الفلسطيني.
إن التدمير الممنهج لكل المؤسسات الصحية والمستشفيات والمؤسسات التعليمية من جامعات ومدارس ومؤسسات اقتصادية ومنازل المواطنين وتدمير الأحياء الكاملة من المدن في قطاع غزة، وهذا الكم الهائل من الشهداء والجرحى الذين تجاوزا عشرات الآلوف، ومئات آلاف المشردين، الذين فقدوا منازلهم، إنما يهدف إلى طمس القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني، واحياء هدف التهجير لأهلنا، تمهيداً لترتيبات جديدة ولتجاوز حقوقه المشروعة، وحقه في وطن آمن ودولة مستقلة بما فيها القدس، تحقيقاً للرؤى الدولية بهذا الخصوص، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
لم يعد مقبولاً من العالم اليوم، وخاصة من قواه المتنفذة أن تستمر في ردة فعلها الباهتة، ونقص الإرادة، التي تستطيع من خلالها الدعوة إلى مؤتمر دولي فاعل ذا مصداقية يعيد كل الأطراف إلى عملية سلام فاعلة بدأت قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وظلت تراوح مكانها.
حان الوقت لأن يكون هناك توجه حقيقي مبني على أسس جديدة، يتحمل فيه الجميع مسؤوليتهم التاريخية والإنسانية، واستعمال وسائل الضغط الممكنة على أصحاب القرار في العالم من أجل الوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، الحل الذي يبعد المنطقة عن دوامة العنف، والتوترات الإقليمية، والصراعات الدولية، لتنعم المنطقة بالسلام والازدهار.
إن الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات المشهودة على مر السنين، سيتمسك وبقوة أكبر، رغم الجراح النازفة، ورغم اللامبالاة بحقوقه الانسانية والوطنية، ولن ينل من عزيمته كل ما أحيط به من احباط ومؤامرات، فهو قادر على أن يستمر بالصمود والثبات على أرض وطنه، وستبقى قيادته متمسكة بالحفاظ على حقوقه الوطنية، ساعية إلى السلام العادل الذي يعيد الحقوق طال الزمان أم قصر.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
أبناء حجة يحتشدون في 200 مسيرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
وردد أبناء حجة هتافات البراءة من أعداء الإسلام وطغاة العصر وقوى الاستكبار العالمي، رافعين شعارات مناهضة لجرائم العدو الأمريكي والصهيوني في غزة واليمن.
وأكدت الجماهير المحتشدة، على الموقف اليماني الإيماني والمبدئي والإنساني الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني الشقيق والمظلومين والمستضعفين في غزة.
وجدد أبناء المحافظة في المسيرات التي تقدّمها بمركز المحافظة والمديريات المحافظ هلال الصوفي وأمين عام محلي المحافظة إسماعيل المهيم ومسؤول التعبئة حمود المغربي التفويض والتأييد المطلق للقيادة الثورية الحكيمة في اتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة.
وأشاروا إلى الجهوزية الكاملة لخوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وتقديم الغالي والنفيس والتضحيات الجسام حتى طرد الغزاة والمحتلين من الأراضي المقدسة واليمن.
ونددوا بالمجازر التي يرتكبها العدو الأمريكي في اليمن وآخرها استهداف سوق فروة في أمانة العاصمة وميناء رأس عيسى في الحديدة وراح ضحيتهما أكثر من 350 شهيدًا وجريحًا.
وجدد بيان صادر عن المسيرات، التي شارك فيها وكلاء المحافظة وشخصيات محلية وقضائية وتنفيذية وقبلية وإدارية، التأكيد بكل قوة على الثبات على الموقف الإيماني القرآني الراسخ في نصرة الأشقاء في غزة.
وأكد عدم السماح بانفراد الأعداء بالمظلومين والمستضعفين أو التفرج عليهم بل مواصلة الجهاد المقدس ضد مجرمي الأرض أئمة الكفر "أمريكا وإسرائيل" بكل جد وعزم حتى يتوقف العدوان عليهم ويرفع الحصار عنهم، مستعينين بالله ومتوكلين عليه وواثقين بوعده تعالى.
وخاطب البيان الأعداء الأمريكان والصهاينة بالقول "عبثاً تحاولون تغيير موقفنا وردنا عن إيماننا لنصبح كافرين ومنافقين وعليكم أن تعلمون بأننا لن نرجع بعد الاستجابة لله مفرطين ومتخاذلين وبعد عزة الجهاد مهانين ومستسلمين".
وأشار البيان إلى ان العدوان على اليمن، أفشله الله على أيدي عباده المجاهدين في سبيله المتوكلين عليه وهدف الأعداء أصبح فقط هو اقتراف جرائم القتل بحق المدنيين أو استهداف معيشتهم وأسباب رزقهم بعد الفشل في إضعاف القدرات العسكرية.
كما أكد البيان أ العدو الأمريكي، الصهيوني لن يفلح في تركيع أحفاد الأنصار الذين أعدوا بقوة الله العدة لمواجهة كل منافق يتحرك مع العدو ويربط مصيره به وسيحقق الله الانتصارات العظيمة وما النصر إلا من عند الله.
وتوجه بتحية إجلال واعزاز وإكبار للأشقاء في قطاع غزة على صمودهم المذهل وصبرهم الملهم برغم جسامة التضحيات وحجم المعاناة التي لا مثيل لها.
ووجّه البيان، تحية الوفاء والفخر والاعتزاز لمجاهدي المقاومة الباسلة التي ما تزال تقاتل بكل ثبات وصبر برغم طول المدة وقلة الإمكانات .. وقال "أنتم شرف هذه الأمة ومن يعاديكم أو يجرح فيكم فهو فاقد للشرف والكرامة".
ودعا بيان المسيرات إلى الاستمرار بكل قوة في التعبئة والوقفات القبلية والأنشطة الداعمة للشعب الفلسطيني ومنها استمرار وتصعيد المقاطعة الاقتصادية بشكل فعال، ومقاطعة كل تاجر لا يقاطع البضائع الأمريكية أو الاسرائيلية لأنه يساهم في دفع ثمن الغارات التي تقتل اليمنيين وأبناء غزة