قال الإعلامي أحمد الطاهري، إن مصر تصدت بقوة لعمليات التهجير القسري في الأراضي الفلسطينية منذ اندلاع المشهد في 7 أكتوبر، مشيرا إلى أن معبر رفح بقي مفتوحاً طوال الوقت وتم تسهيل مرور المساعدات بضغط دولي، وزادت المساعدات المقدمة. 

وأكد أن الشعب المصري ومؤسسات المجتمع المدني قدموا دعماً كبيراً لإخوانهم في فلسطين، حيث تبرعوا بكل ما هو غالٍ وقدموا دمائهم للمستشفيات في رفح والعريش.

 

وفد الأزهر الشريف بالإسماعيلية يزور مصابى غزة قطر وبولندا تبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة

وأضاف أن مؤسسات الدولة المصرية تعمل على وقف نزيف الدماء الفلسطينية وكبح العدوان الإسرائيلي، ونجحت في قمة القاهرة في تحويل اهتمام المجتمع الدولي لهذه الأزمة.

 

وأشار إلى أن مصر نجحت في تحقيق تغيير كبير في موقف الولايات المتحدة وجذبها إلى موقف متوازن بعد الدعم الكامل الذي قدمته لإسرائيل، مؤكدا أن مصر قاومت بشدة العملية الإسرائيلية في رفح وبذلت جهودًا كبيرة في عملية التفاوض.

وأضاف، أن آخر جولة من المفاوضات التي استضافتها القاهرة استمرت لمدة 48 ساعة، ولكن يبدو أن القاهرة تسعى لفرض واقع جديد لا يرغب فيه أي طرف في هذا الصراع، سواء كانت إسرائيل أو حماس.

وأوضح أن الخطورة تكمن في استمرار هذا الصراع وتوسعه، مشيرا إلى "التوتر الإسرائيلي الإيراني الذي شهدناه مؤخرًا وتأثيره على الأمن الإقليمي العربي، حيث تعرضت أربع دول عربية لاستهداف أمنها، وكانت السماء العربية مستهدفة في هذا الصراع الذي وقع في أبريل". 

وأكد أن مصر تحملت العبء الأكبر وهذا هو دورها ومسؤوليتها تجاه إخوانها، وأنها قادرة على إعادة صياغة موقف عربي يتناسب مع هذه اللحظة المصيرية.

وأكد أن التنسيق بين الدول العربية مستمر في مجالات مختلفة، حيث شهدت المفاوضات تنسيقًا مباشرًا بين مصر وقطر، وتم التنسيق مع دول عربية أخرى فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وتم أيضًا التنسيق في المجال السياسي والأمني مع دول أخرى.

وأضاف: "لا يجب الآن التحدث عن وكلاء إيران في المنطقة، ولا نرغب في الاستماع إلى هذه الأصوات، إن الأمن الإقليمي في خطر، ولم تعد القضية الفلسطينية مجرد تطهير عرقي، بل نحن أمام أزمة سياسية واستراتيجية تهدد منظومة الأمن العربي، وتؤثر على المشرق العربي والعراق وسوريا ولبنان، وتؤثر أيضًا على أمن دول الخليج، وتأثيراتها تمتد إلى المنظومة الأمنية العربية بشكل عام".

وأكمل قائلاً: "تعتبر هذه القمة قمة عربية عادية، ولكن الظروف الزمنية والتاريخية تجعلها قمة عربية تستحق اهتمام الشارع العربي".

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد الطاهري رفح معبر رفح الدماء الفلسطينية إسرائيل التوتر الإسرائيلي الإيراني

إقرأ أيضاً:

كيف تستغل إسرائيل اللغة العربية من أجل طمس الهوية الفلسطينية؟

اعترفت قوانين الانتداب البريطاني على فلسطين المحتلة، باللغة العربية إلى جانب العبرية والانجليزية كلغات رسمية منذ عام 1922، وهو ما استمر لدى الاحتلال الإسرائيلي من بعدها لفترة طويلة.

ورغم أن دولة الاحتلال أقرت في تموز/ يوليو 2018 قانون أساس: "إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي"، الذي أحدث تغييرات واسعة ومنها اعتبار اللغة العبرية الرسمية والوحيدة، بينما تراجعت العبرية من رسمية إلى "لغة بمكانة خاصة".

ولم يأتِ تبني "إسرائيل" للقوانين البريطانية المتعلقة باستخدام اللغة العربية "احتراما" للسكان الفلسطينيين الأصليين المتبقين داخل الأراضي المحتلة عام 1948 جراء أحداث النكبة، إنما على ما يبدو من أجل استكمال مهمة التهجير وطمس آثارها، بحسب ما جاء في دراسة لمركز "أركان للدراسات والأبحاث".

جاءت قرارات المحكمة العليا الإسرائيلية بالاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية إلى جانب العبرية والإنجليزية لتعمل على ترسيخ استخدام العربية وضرورة وجودها في الحيز العام، وظهر ذلك بشكل واضع عام 2012، عندما جرى إلزام بلدية تل أبيب بوضع أسماء الشوارع والمناطق والمرافق العامة باللغة العربية إلى جانب العبرية والإنجليزية.

 وبات قرار المحكمة العليا ملزما لجميع مؤسسات "إسرائيل" الرسمية والبلديات وكل ما يتبع لها، وذلك بنشر اللفتات العامة مثلا باللغات الثلاثة.



ومع حلول عام 2018 وإقرار قانون القومية، لم يعد إلزاميا وضع اللغة العربية في الأماكن العامة على اللافتات، إلا أن "إسرائيل" واصلت وضعها لأهداف أخرى، لعل أهمها هو "عبرنة" الأسماء العربية، من خلال كتابة لفظها واسمعا العبري بحروف عربية.

الفظ العبري 
تغيرت لافتات الشوارع التي تشير إلى الاتجاهات إلى مدينة عكا التاريخية إلى اسم "عكو أو "أكو"، وهو اللفظ والاسم الذي أقرته "إسرائيل" للمدينة بعد احتلالها وتهجير غالبية سكانها عام 1948.


ووضعت على اللافتات اسم "يافو"، مكان اسم يافا، و"لود" مكان اسم مدينة اللد، وذلك بهدف طبع هذه الأسماء في أذهان الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948، الذين يمرون يوميًا على العشرات منها، وكذلك أمام السياح الأجانب وكل من يرى هذه اللافتات، بحسب ما ذكرت الدراسة.

وفي القدس، تقوم لجنة التسميات التابعة لبلدية الاحتلال في القدس بوضع الأسماء العبرية والتوراتية للمناطق، مثل "شمعون هتسديك" مكان الشيخ جراح، و"هجفورا" مكان طريق الواد التاريخي، كما حولت اللافتات الإرشادية لمدينة القدس من القدس إلى "أورشليم".

View this post on Instagram A post shared by Kharita ™ | خــــريـــــطة (@mykharita)
ورغم ذلك، بقيت مثلا قرية بذات الاسم رغم محاولات "إسرائيل" لتحويل اسمها لـ "تسيبوري"، وبقي الأسم الفلسطيني الأصلي على اللافتات الإرشادية بدل الاسم واللفظ العبري.

أصل المخطط
منذ أواخر القرن التاسع عشر، شرع "صندوق استكشاف فلسطين" بعملية مسح للأرض، وجمع خلالها أسماء عربية للمواقع، ثم ربطها بأسماء توراتية لتأكيد علاقة اليهود بالأرض، وأكد مسؤولون في هذا الصندوق أنهم "أعادوا البلاد إلى العالم" عبر الخرائط التي ربطت فلسطين بالتوراة، بحسب ما جاء في دراسة لمركز "بيت المقدس للدراسات التوثيقية".

وأوضحت الدراسة أنه قبل قيام "إسرائيل"، اعتُبرت "الهوية اليهودية" لفلسطين من المسلمات في الفكر الصهيوني الرافض لوجود شعب فلسطيني، وسط مزاعم أن العرب هم مهاجرون حديثون من الدول المجاورة.

وأكدت أن "الدعاية الصهيونية وسعت إلى تكريس فلسطين كأرض بلا شعب، وجعلت "إيرتس يسرائيل" (أرض إسرائيل) الاسم البديل لفلسطين.

وبعد النكبة مباشرة، جرى تأسيس "اللجنة الحكومية للأسماء" لتبديل الأسماء العربية بأخرى عبرية، ولا تزال فاعلة حتى الآن، وعملت على فرض الأسماء العبرية في المناهج التعليمية، وإجبار المعلمين والتلاميذ العرب على استخدامها.


وعملت اللجنة على إصدار خرائط جديدة باللغة العبرية تشمل تسميات جديدة، واستبعاد التسميات العربية من الخرائط البريطانية القديمة.

وأكدت الدراسة أن تغيير الأسماء يُعدّ جزءاً من استراتيجية "التشريش" (زرع الجذور) لإضفاء شرعية على الوجود الصهيوني، إذ تعمل "إسرائيل" على خلق هوية عبريّة جديدة تستمد شرعيتها من نصوص العهد القديم والتلمود، في تجاهل تام للهوية الفلسطينية.



ويظهر ذلك أيضا في مذكرات رئيس الوزراء التاريخي للاحتلال دافيد بن غوريون، التي قال فيها إنه خلال جولة إلى منطقة سدوم في النقب ثم إلى إيلات جنوبا، صادف أن كل الأسماء للحيز المكاني كانت عربية.

وأضاف بن غوريون: "اتجهت إلى إيلات بتاريخ 11 حزيران/ يونيو 1949 في يوم السبت، مررنا في منطقة العارابا، وصلنا إلى عين حاسوب، ثم إلى عين وهنة، لذا من الضروري إكساب هذه الأماكن أسماء عبرية قديمة، وإذا لم تتوفر أسماء كهذه، فلتعط أسماء جديدة".

المواجهة
وتُبذل في فلسطين جهود متعددة من قِبَل مؤسسات ومبادرات تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية، خاصة في مواجهة التحديات التي تفرضها السياسات الإسرائيلية. 

وفي 2021، جرى تأسيس جمعية حماية اللغة العربية في فلسطين "ضاد" بمبادرة من أدباء ونقّاد وأكاديميين فلسطينيين، وتهدف إلى أن تكون حلقة وصل بين المؤسسات والهيئات المختلفة، بالإضافة إلى كونها ملتقى للأفراد المهتمين باللغة العربية. 

وتسعى الجمعية إلى تعزيز البحث والدراسة في مجال اللغة، وتشجيع النقاد والمجددين على إغناء المكتبة الفلسطينية والعربية، وإيصال الجهود إلى المتلقين والمعنيين بوسائل وآليات فعّالة.

وفي داخل الأراضي المحتلة عام 1948، جرة إطلاق "مبادرة اللغة العربية في يافا" وهي برنامج شاملًا لتعليم اللغة العربية يستهدف الأطفال والشباب في المدينة، يهدف البرنامج إلى تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على اللغة كجزء من التراث الفلسطيني.


وجرى إطلاق أيضا مبادرة من قبل جمعية الثقافة العربية في مدارس الداخل الفلسطيني بهدف تعزيز استخدام اللغة العربية كلغة هوية في المدارس، خاصةً في ظل مناهج التعليم الإسرائيلية التي لا تتعامل مع العربية على هذا الأساس. 

وتسعى المبادرة إلى تعريف الجيل الشاب بالأدب الفلسطيني وباللغة العربية كجزء من هويتهم الثقافية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو الهند وباكستان إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس
  • أمين مساعد جامعة الدول: الدعم العربي للقضية الفلسطينية جيد جدا
  • أهم حدث رياضي في مايو 2025.. البطولة العربية للجولف بمشاركة 110 لاعبين من 12 دولة عربية
  • تشويه بالجسد.. سيدة عربية تحرر محضرًا ضد مستشفى تجميل في أكتوبر
  • السعودية ترصد هزة أرضية في الخليج العربي بقوة 4.36 درجات
  • الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للتوعية بضحايا الإرهاب
  • رصد هزة أرضية في الخليج العربي بقوة 4.36 درجات
  • جبران: متغيرات سوق العمل تتطلب أعلى درجات التنسيق والتفاهم لمواجهة كافة التحديات
  • كيف تستخدم إسرائيل اللغة العربية في طمس الهوية الفلسطينية؟
  • كيف تستغل إسرائيل اللغة العربية من أجل طمس الهوية الفلسطينية؟