تساهم تيارات المحيط الأطلسي في إعادة توزيع الحرارة والبرودة وهطول الأمطار بين المناطق المدارية وأقصى شمال المحيط، لكن دراسة حديثة لفريق دولي بقيادة علماء من جامعة كوبنهاغن تحذر -وفقا لحسابات جديدة- من توقف تلك التيارات خلال عقدين أو 3 عقود إذا استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الحالية، وهو ما يتناقض مع آخر تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

فبحسب البيان الصحفي المنشور على موقع جامعة كوبنهاغن في 25 يوليو/ تموز الماضي، وعلى عكس ما قد نتخيله حول تأثير تغير المناخ في أوروبا، قد يكون هناك مستقبل أكثر برودة.

ووفقا للدراسة الجديدة المنشورة في دورية "نيتشر كوميونيكشنز"، توقع باحثون من معهد نيلز بور وقسم العلوم الرياضية بجامعة كوبنهاغن أن نظام تيارات المحيط الذي يوزع حاليا البرودة والحرارة بين منطقة شمال الأطلسي والمناطق الاستوائية سيتوقف تماما إذا توصل انبعاث المستويات نفسها من غازات الاحتباس الحراري كما نفعل اليوم.

الباحثون استخدموا أدوات إحصائية متقدمة وبيانات درجات حرارة المحيطات مسجلة منذ 150 عاما (غيتي إيميجز) أدوات إحصائية متقدمة

وللوصول إلى تلك النتائج، استخدم الباحثون أدوات إحصائية متقدمة وبيانات درجات حرارة المحيطات مسجلة منذ 150 عاما، حيث أكد الباحثون أن تيار المحيط المعروف باسم الدورة الحرارية الملحية أو دوران الانقلاب في خط الطول الأطلسي (AMOC)، سينهار بنسبة 95% بين عامي 2025 و2095.

ومن المرجح أن يحدث هذا في غضون 34 عاما من الآن، أي في عام 2057، ويمكن أن يؤدي إلى تحديات كبيرة، لا سيما الاحترار في المناطق المدارية وزيادة العواصف في منطقة شمال الأطلسي.

وقام الباحثون بتحليل درجات حرارة سطح البحر في منطقة معينة من شمال المحيط الأطلسي من عام 1870 إلى يومنا هذا. وتمثل درجات حرارة سطح البحر هذه "بصمات" تشهد على قوة ذلك التيار المحيطي، التي تم قياسها مباشرة فقط على مدى السنوات الـ15 الماضية.

ويعتمد توقع الباحثين على ملاحظات الإنذار المبكر التي تظهرها التيارات المحيطية عندما تصبح غير مستقرة. وقد تم الإبلاغ عن إشارات الإنذار المبكر هذه للدورة الحرارية الملحية سابقا، لكن الآن فقط تم تطوير الأساليب الإحصائية المتقدمة التي جعلت من الممكن التنبؤ بوقت حدوث الانهيار.

وتقول البروفيسورة سوزان ديتليفسن من جامعة كاليفورنيا "باستخدام أدوات إحصائية جديدة ومحسنة، أجرينا حسابات توفر تقديرا أكثر قوة للوقت الذي يحتمل فيه حدوث انهيار في الدورة الحرارية الملحية، وهو أمر لم نكن قادرين على القيام به من قبل".

التيار المحيطي المعروف بـ"دوران انقلاب خط الطول الأطلسي" هو جزء من النظام العالمي لتيارات المحيطات (غيتي) ما أهمية هذا التيار المحيطي؟

والتيار المحيطي المعروف بـ"دوران انقلاب خط الطول الأطلسي" (AMOC) هو جزء من النظام العالمي لتيارات المحيطات. ويمثل إلى حد بعيد الجزء الأكبر من إعادة توزيع الحرارة من المناطق المدارية إلى المناطق الواقعة في أقصى شمال منطقة المحيط الأطلسي، ليس أقلها أوروبا الغربية".

وفي أقصى خطوط العرض الشمالية، يضمن الدوران تحويل المياه السطحية إلى تيارات محيطية عميقة متجهة جنوبا. ويخلق الدوران مساحة لنقل المياه السطحية الإضافية شمالا من المناطق الاستوائية. وعلى هذا النحو، فإن الدوران الحراري الملحي أمر بالغ الأهمية للحفاظ على المناخ المعتدل نسبيا في منطقة شمال المحيط الأطلسي.

ويقول البروفيسور بيتر ديتليفسن من معهد "نيلز بور" إنه يمكن أن يكون لانهيار ذلك التيار عواقب وخيمة للغاية على مناخ الأرض من خلال تغيير كيفية توزيع الحرارة وهطول الأمطار على مستوى العالم"، مضيفا "تؤكد نتيجتنا أهمية الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية في أسرع وقت ممكن".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المحیط الأطلسی درجات حرارة

إقرأ أيضاً:

عشية الشهر الكريم:استمرار الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات الصهيونية في مناطق الضفة المحتلة

 

الثورة / متابعة

أحرق جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، منزلين بمخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية المحتلة، حيث تتواصل العملية العسكرية “الإسرائيلية” منذ 20 يوما.

وتصاعدت جرائم سلطات الاحتلال في مناطق الضفة بشكل واسع عشية حلول الشهر الكريم في ظل ما يطلق عليه جيش العدو عملية” السور الحديدي” في مدن ومخيمات الفلسطينيين شمال الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم وطوباس

وواصل الاحتلال الاسرائيلي امس عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ39 على التوالي، وعلى مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ33 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ20،مخلفاً 27 شهيداً وعشرات الإصابات، ودماراً واسعاً في البنية التحتية والممتلكات، ووسط تعزيزات عسكرية، ومداهمات وحرق للمنازل.

واقتحمت قوات الاحتلال أمس الجمعة، أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، واعتقلت عددا من المواطنين، فيما اعتدى المستوطنون على شرق يطا، كما تواصل قوات الاحتلال إغلاقها مداخل بلدات ومخيمات مدينة الخليل بالبوابات الحديدية، وتشدد من إجراءاتها العسكرية في حارات البلدة القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي، وتنصب الحواجز العسكرية.

ففي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال ستة مواطنين بينهم امرأة، وبحسب مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال اقتحمت عدة بلدات وأحياء في مدينة الخليل، ودهمت عددا من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها.

وأكدت المصادر أن الاحتلال اعتقل شابا من ضاحية البلدية بمدينة الخليل، وشابا آخر من مخيم العروب، وثلاثة شبان من بلدة السموع جنوب الخليل، وهمام موسى بحر من بلدة بيت أمر شمال الخليل.

واعتدى مستوطنون على عدد من المواطنين في منطقة حوارة شرق يطا.

وأوضحت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، أن المستوطنين أطلقوا أغنامهم في المحاصيل الزراعية، مما دفع المواطنين للتصدي لهم، كما احتجزت قوات العدو الصهيوني عددًا من المواطنين وحققت معهم.

كما أفادت منظمة البيدر، أن مستوطنين قاموا بسرقة 15 رأسًا من الأغنام، صباح أمس، من تجمع شلال العوجا شمال أريحا .

وفي سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب جهاد رأفت ريان من بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت بعد أن اقتحمت البلدة ودهمت عدة منازل.

واقتحمت قوات الاحتلال المدينة من حاجز بيت فوريك العسكري، باتجاه منطقة المساكن الشعبية شرق نابلس.

في سياق متصل كشف صحفيون محررون من سجون الاحتلال عن تفاصيل مروعة بشأن التعذيب الذي تعرضوا له خلال فترات اعتقالهم، وفقًا لمركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPS).

وقال المركز في بيان صحفي، إن التحقيقات في أقبية مخابرات الاحتلال “الإسرائيلية” أظهرت تعرُّض الصحفيين لعنف جسدي ونفسي بشكل ممنهج.

ووفق المركز، فقد تعرض الصحفي محمود عليوة لتعذيب مضاعف نتيجة عمله الصحفي، حيث أخبره أحد الضباط بأن مهنته هي السبب وراء زيادة معاناته.

أما الصحفي محمد السلطان فقد خضع لجلسات تحقيق قاسية شملت اعتداءات جسدية ولفظية، بالإضافة إلى معاملة وحشية خلال فترة اعتقاله.

من جانبه، عانى الصحفي خضر عبد العال من الحرمان من الطعام والعلاج والعبادة طوال عشرة أشهر من الاحتجاز في مراكز التعذيب. حسب مركز حماية الصحفيين.

يذكر أنه منذ 7 أكتوبر 2023، تشن قوات الاحتلال حملة اعتقالات غير مسبوقة في الضفة والقدس المحتلتين طالت أكثر من 12 ألف مواطن بحسب نادي الأسير.

من جهة أخرى دعت وزارة الخارجية الألمانية، حكومة الاحتلال إلى “توفير الحماية للمدنيين والبنية التحتية المدنية في مخيمات اللاجئين بمحافظات: جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، وضمان عودة 40 ألف مواطن إلى منازلهم في أسرع وقت ممكن”.

وأوضحت الخارجية الألمانية في بيان، أمس الجمعة، تعقيبا على العدوان الإسرائيلي في مدن شمال الضفة: “أدى ذلك إلى اضطرار 40 ألف شخص في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم وطوباس، إلى النزوح من منازلهم، كما استشهد 50 شخصاً وأصيب كثيرون آخرون، بما في ذلك الضحايا المدنيين”.

وأوضحت أنه “وفقا لاتفاقيات أوسلو، فإن جنين هي المنطقة (أ)، وبالتالي فهي تخضع للمسؤولية الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية”، مشيرة إلى “أن خطط الحكومة الإسرائيلية لإبقاء (الجيش الإسرائيلي) في مخيم جنين للاجئين على المدى الطويل غير مقبولة”.

وشددت الخارجية الألمانية على أن “الإجراءات الإسرائيلية تعزز هياكل الاحتلال التي يجب تفكيكها وفقًا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 19 يوليو 2024، وزعزعة الاستقرار والأمن الهش للغاية بالفعل”.

كما ألحقت قوات الاحتلال دماراً كبيراً وكاملاً، في البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية عن كامل مخيمي طولكرم ونور شمس، وفاقم من معاناة المواطنين الذين ما زالوا في منازلهم.

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر الدولي يحذر من مخاطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • الصليب الأحمر يحذر من انهيار اتفاق وقف النار في غزة
  • الصليب الأحمر الدولي يحذر من انهيار وقف إطلاق النار في غزة
  • الصليب الأحمر يحذر من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • بسبب انهيار التومان.. البرلمان الإيراني يقيل وزير المال
  • بسبب انهيار الريال..البرلمان الإيراني يقيل وزير الاقتصاد
  • امبارك: الإيرادات والموارد متركزة لدى حكومة الدبيبة وتتسلُّط عليها التشكيلات المسلحة
  • استشهاد فلسطيني في قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان
  • عشية الشهر الكريم:استمرار الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات الصهيونية في مناطق الضفة المحتلة