في غضون 3 عقود.. انهيار أهم تيارات المحيط الأطلسي بسبب استمرار الانبعاثات وتغير المناخ
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
تساهم تيارات المحيط الأطلسي في إعادة توزيع الحرارة والبرودة وهطول الأمطار بين المناطق المدارية وأقصى شمال المحيط، لكن دراسة حديثة لفريق دولي بقيادة علماء من جامعة كوبنهاغن تحذر -وفقا لحسابات جديدة- من توقف تلك التيارات خلال عقدين أو 3 عقود إذا استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الحالية، وهو ما يتناقض مع آخر تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
فبحسب البيان الصحفي المنشور على موقع جامعة كوبنهاغن في 25 يوليو/ تموز الماضي، وعلى عكس ما قد نتخيله حول تأثير تغير المناخ في أوروبا، قد يكون هناك مستقبل أكثر برودة.
ووفقا للدراسة الجديدة المنشورة في دورية "نيتشر كوميونيكشنز"، توقع باحثون من معهد نيلز بور وقسم العلوم الرياضية بجامعة كوبنهاغن أن نظام تيارات المحيط الذي يوزع حاليا البرودة والحرارة بين منطقة شمال الأطلسي والمناطق الاستوائية سيتوقف تماما إذا توصل انبعاث المستويات نفسها من غازات الاحتباس الحراري كما نفعل اليوم.
وللوصول إلى تلك النتائج، استخدم الباحثون أدوات إحصائية متقدمة وبيانات درجات حرارة المحيطات مسجلة منذ 150 عاما، حيث أكد الباحثون أن تيار المحيط المعروف باسم الدورة الحرارية الملحية أو دوران الانقلاب في خط الطول الأطلسي (AMOC)، سينهار بنسبة 95% بين عامي 2025 و2095.
ومن المرجح أن يحدث هذا في غضون 34 عاما من الآن، أي في عام 2057، ويمكن أن يؤدي إلى تحديات كبيرة، لا سيما الاحترار في المناطق المدارية وزيادة العواصف في منطقة شمال الأطلسي.
وقام الباحثون بتحليل درجات حرارة سطح البحر في منطقة معينة من شمال المحيط الأطلسي من عام 1870 إلى يومنا هذا. وتمثل درجات حرارة سطح البحر هذه "بصمات" تشهد على قوة ذلك التيار المحيطي، التي تم قياسها مباشرة فقط على مدى السنوات الـ15 الماضية.
ويعتمد توقع الباحثين على ملاحظات الإنذار المبكر التي تظهرها التيارات المحيطية عندما تصبح غير مستقرة. وقد تم الإبلاغ عن إشارات الإنذار المبكر هذه للدورة الحرارية الملحية سابقا، لكن الآن فقط تم تطوير الأساليب الإحصائية المتقدمة التي جعلت من الممكن التنبؤ بوقت حدوث الانهيار.
وتقول البروفيسورة سوزان ديتليفسن من جامعة كاليفورنيا "باستخدام أدوات إحصائية جديدة ومحسنة، أجرينا حسابات توفر تقديرا أكثر قوة للوقت الذي يحتمل فيه حدوث انهيار في الدورة الحرارية الملحية، وهو أمر لم نكن قادرين على القيام به من قبل".
والتيار المحيطي المعروف بـ"دوران انقلاب خط الطول الأطلسي" (AMOC) هو جزء من النظام العالمي لتيارات المحيطات. ويمثل إلى حد بعيد الجزء الأكبر من إعادة توزيع الحرارة من المناطق المدارية إلى المناطق الواقعة في أقصى شمال منطقة المحيط الأطلسي، ليس أقلها أوروبا الغربية".
وفي أقصى خطوط العرض الشمالية، يضمن الدوران تحويل المياه السطحية إلى تيارات محيطية عميقة متجهة جنوبا. ويخلق الدوران مساحة لنقل المياه السطحية الإضافية شمالا من المناطق الاستوائية. وعلى هذا النحو، فإن الدوران الحراري الملحي أمر بالغ الأهمية للحفاظ على المناخ المعتدل نسبيا في منطقة شمال المحيط الأطلسي.
ويقول البروفيسور بيتر ديتليفسن من معهد "نيلز بور" إنه يمكن أن يكون لانهيار ذلك التيار عواقب وخيمة للغاية على مناخ الأرض من خلال تغيير كيفية توزيع الحرارة وهطول الأمطار على مستوى العالم"، مضيفا "تؤكد نتيجتنا أهمية الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية في أسرع وقت ممكن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المحیط الأطلسی درجات حرارة
إقرأ أيضاً:
37 شهيدا بغزة وسوء التغذية يبطش بأطفالها
أفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 37 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على مناطق عدة في غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن أطفال القطاع في أشد مراحل سوء التغذية.
وقد أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة جرادة في شارع مشتهى بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
كما دمر القصف الإسرائيلي المنزل المستهدف وألحق أضرارا في المنازل المجاورة، ووصفت مصادر طبية جروح عدد من المصابين بالخطيرة.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أكد مراسل الجزيرة سقوط مصابين إثر قصف من مسيّرة إسرائيلية على فلسطينيين في بلدة بيت لاهيا شمالي غزة، مشيرا إلى انتشال جثماني شهيدين إثر قصف أمس على منزل وسط خان يونس جنوبي القطاع.
سوء التغذيةواليوم الأربعاء، قال مدير مستشفى التحرير في مجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا إن أطفال قطاع غزة في أشد مراحل سوء التغذية وصعوبة متابعتهم طبيا بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال.
وأوضح الفرا أن القطاع يمر في المرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية، وهي المرحلة الأشد وفق منظمة الصحة العالمية.
وأكد أن استمرار منع الإمدادات الغذائية والدوائية يشير الى أن أطفال قطاع غزة أمام مشهد خطير وكارثي، مشيرا إلى أن انعدام التغذية المناسبة والأدوية للأمهات الحوامل ينعكس بشكل خطير على المواليد، خاصة الأطفال الخدج.
إعلانويعاني قطاع غزة من أزمة نقص الدم بسبب سوء التغذية المنتشر، مما يمنع العديد من السكان من التبرع بالدم بسبب انخفاض مستويات الهيموغلوبين.
وبحسب منظمات محلية ودولية، فإن هذه الأزمة تتفاقم بسبب استمرار الحرب والحصار، الأمر الذي يمنع وصول الغذاء والمساعدات إلى سكان قطاع غزة، ويمنع أيضا نقل الدم من خارج القطاع لعلاج الجرحى.
طفل يجمع بقايا الطحين المحروق، في ظل المجاعة؛ جراء استمرار الحصار وعدوان الاحتلال على غزة. pic.twitter.com/7gs2VsyNrC
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 23, 2025
وقد استنكرت وزارة الصحة الفلسطينية استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الدرة للأطفال شرق مدينة غزة، قائلة إن القصف ألحق اضرارا كبيرة بقسم العناية المركزة ومنظومة الطاقة البديلة داخل المستشفى.
بدوره، قال المدير العام في وزارة الصحة منير البرش إن الهجوم على مستشفى الدرة يعد جريمة حرب جديدة وإمعانا في استهداف المنشآت الصحية.
وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت قسم العناية المركزة في مستشفى الدرة للأطفال بحي التفاح شرق مدينة غزة.
ومنذ قرابة 45 يوما تحكم قوات الاحتلال الإسرائيلي الحصار على قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات والمواد الغذائية، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة في القطاع المحاصر.
وفي وقت سابق، قالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ للأناضول إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة في القطاع يعانون سوء التغذية.
بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من اقتراب غزة من حالة "الجوع الشديد للغاية" جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.
ويترافق ذلك مع مواصلة إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة في غزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.
إعلان