كتب- محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ‏إن علماء الأزهر لا توفي حقهم الكلمات، ولا تترجم العبارات عنايتهم بهذه المؤسسة العريقة، فمن الواجب ‏علينا وفاء لعلمائنا أن نذكرهم بالخير دائمًا، ونثني عليهم بما هم أهله أبدًا، وكلامي هنا ليس من باب ‏التعصب للأزهر.

وأضاف الضويني، خلال كلمته في مؤتمر "دور مشايخ الأزهر في خدمة العلوم الشرعية والدينية"، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، اليوم الثلاثاء، أنه واجبنا أن يعرف الجميع أن أنوار الأزهر الشريف ‏بعلومه وتراثه أشرقت على ربوع الدنيا: علمًا وحكمة، ورحمة وهداية، ونورًا وبركة؛ منذ أكثر من ألف سنة، ‏وما زالت؛ حتى نري المشككين في تراثنا، والمتهمين رجالنا، والمتهكمين على علومنا؛ نريهم هذا التراث، ‏ودوره في المحافظة على هوية الأمة، وهل يسعنا حقًّا أن نتخذه وراءنا ظهريًا؟!‏

وأكد وكيل الأزهر أن المؤتمر يتزامن مع محاولة ‏بعض الألسنة والأقلام التطاول على التراث، وعلى العلوم الشرعية والعربية، ليتناول علاقة واضحة ‏بين رجال الأزهر الشرفاء وبين علوم التراث التي نمت في ربوعه، والتراث في عقيدتنا الأزهرية نقطة ‏ارتكاز ثابتة حولها نطوف، ومنها نبدأ حركة علمية حرة، فلم يمنعنا التراث يومًا من الحركة، ولم يمنعنا ‏التراث يومًا من التفكير، وإن نفرًا من الناس يحاولون أن يوهموا الشباب أن التراث سبب كل مشكلات ‏الأمة، ويغرونهم بأن إنسانَ العصر إنسانٌ حرٌّ له أن يفكر وينتقد كيفما شاء، وهكذا في مغالطة عارية من ‏كل ما يسترها.

وتساءل الضويني: هل فقدنا الحرية في تراثنا حتى يأتيَ مَن لم يترب على التراث، ومن لم ‏يعرف مفاتيحه ليعلمنا الحرية الفكرية؟ وهل كان النقد مجرمًا عند العلماء ومحرمًا عند الفقهاء حتى أباحه لنا ‏هؤلاء؟ وكيف يتهمون التراث بالجمود، وهذه المذاهب المتعددة يخلف بعضها بعضًا؟!‏

واستنكر وكيل الأزهر اتهام العلماء في العصر الحالي والعصور السابقة بعدم الحرية في التعامل مع المسائل ‏والنصوص، ولدينا المذاهب يخالف بعضها بعضًا؛ بل يخالف تلاميذ المذهب إمامه وأستاذه الأكبر، ولدينا ‏مؤلفات شرق الأمة تسود في غربها، ومؤلفات غربها تسود في شرقها، متسائلًا: فأين هذا الجمود الذي يتهم ‏به التراث؟ مشيرًا إلى أن الاتجاه الحداثي يعمل على إلغاء ‏قدسية النص، بل يعمل على تفكيك مكونات الهوية من عقيدة ولغة وتاريخ وقيم، وإذا كنا نُقر بأهمية التراث ‏في المحافظة على هويتنا، وصد أي محاولة لعدوان فكري على الأمة وثوابتها، فإن من الأمانة والموضوعية ‏الكاملة أن نوجه الشباب إلى التعامل مع التراث بطريقة متوازنة، تستخرج منه كنوزه المخبوءة فيه، مع عدم ‏إغفال الواقع وما يحمله من مستجدات، وتلك مهمة قومية وطنية بامتياز.‏

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: معبر رفح التصالح في مخالفات البناء أسعار الذهب الطقس سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الدكتور محمد الضويني التعصب مؤتمر دور مشايخ الأزهر وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

تنشيط السياحة بدمياط تطلق مسابقات التراث الدمياطي

أعلنت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بدمياط، عن إطلاق مسابقة التراث الدمياطى وتتضمن العديد من المسابقات منها البحث التصوير الفوتوغرافى، الفيديو القصير ،المنتج التراثى ، وذلك تزامنًا مع قرب الاحتفالات باليوم العالمى للتراث وعيد دمياط القومى .

تهدف المسابقة إلى تعزيز الوعى السياحى وتنشيط السياحة وابراز الجوانب الفريدة التى تمتلكها المحافظة،  والتأكيد على أهمية توثيق التراث والحفاظ عليه والاحتفاء به باعتباره مكون رئيسى من التاريخ والهوية ، علاوة على تعزيز الفكر الابداعى و تحقيق التنمية، علماً بان اخر موعد لاستقبال المشاركات الخميس ١٧ ابريل ٢٠٢٥ واعلان الفائزين فى احتفالات عيد دمياط القومى ومنحهم شهادات تكريم وجوائز رمزية.

مقالات مشابهة

  • الضويني يكرم القائمين على شؤون الجامع الأزهر في رمضان: خلية عمل
  • وكيل الأزهر يكرم القائمين على شؤون الجامع الأزهر خلال شهر رمضان.. ويؤكد: الجامع كان خلية عمل على مدار الساعة
  • بالصور.. آلاف المصلين يؤدون صلاة عيد الفطر في ساحة الحرية بتعز
  • الضويني يكرم القائمين على شئون الجامع الأزهر خلال شهر رمضان .. صور
  • حلويات اللاذقية بالعيد… تميز وتراث من النكهات والأصالة
  • المشّاط: العدوان الأميركي لن يثنينا عن واجبنا.. ولدينا القدرة لتلقين العدو الدرس
  • الحرية المصري يهنئ السيسي والشعب المصري بحلول عيد الفطر المبارك
  • التعامل الراشد مع تراث الأئمة الفقهاء.. ابن تيميّة وتراثه العلمي نموذجًا
  • تنشيط السياحة بدمياط تطلق مسابقات التراث الدمياطي
  • عدلي القيعي: الأهلي لن ينسحب من الدوري.. ولدينا فرصة لحصد اللقب