وكيل الأزهر: التراث في عقيدتنا الأزهرية نقطة ارتكاز ثابتة
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، عن «دور مشايخ الأزهر الشريف في خدمة العلوم الشرعية والعربية»، إن علماء الأزهر لا توفي حقهم الكلمات، ولا تترجم العبارات عنايتهم بهذه المؤسسة العريقة، فمن الواجب علينا وفاء لعلمائنا أن نذكرهم بالخير دائما، ونثني عليهم بما هم أهله أبدًا، وكلامي هنا ليس من باب التعصب للأزهر، وإن كانت العصبية للحق محمودة، فمن واجبنا أن يعرف الجميع أن أنوار الأزهر الشريف بعلومه وتراثه أشرقت على ربوع الدنيا: علما وحكمة، ورحمة وهداية، ونورا وبركة منذ أكثر من ألف سنة، وما زالت؛ حتى نري المشككين في تراثنا، والمتهمين رجالنا، والمتهكمين على علومنا؛ نريهم هذا التراث، ودوره في المحافظة على هوية الأمة، وهل يسعنا حقا أن نتخذه وراءنا ظهريا؟!
وبين وكيل الأزهر خلال كلمته اليوم الثلاثاء بمركز الأزهر للمؤتمرات أن هذا المؤتمر يتزامن مع محاولة بعض الألسنة والأقلام التطاول على التراث، وعلى العلوم الشرعية والعربية، ليتناول المؤتمر علاقة واضحة بين رجال الأزهر الشرفاء وبين علوم التراث التي نمت في ربوعه، والتراث في عقيدتنا الأزهرية نقطة ارتكاز ثابتة حولها نطوف، ومنها نبدأ حركة علمية حرة، فلم يمنعنا التراث يوما من الحركة، ولم يمنعنا التراث يوما من التفكير، وإن نفرًا من الناس يحاولون أن يوهموا الشباب أن التراث سبب كل مشكلات الأمة، ويغرونهم بأن إنسانَ العصر إنسانٌ حرٌّ له أن يفكر وينتقد كيفما شاء، وهكذا في مغالطة عارية من كل ما يسترها.
متعجبا فضيلته: هل فقدنا الحرية في تراثنا حتى يأتيَ مَن لم يترب على التراث، ومن لم يعرف مفاتيحه ليعلمنا الحرية الفكرية؟ وهل كان النقد مجرما عند العلماء ومحرما عند الفقهاء حتى أباحه لنا هؤلاء؟ وكيف يتهمون التراث بالجمود، وهذه المذاهب المتعددة يخلف بعضها بعضا؟!
واستنكر وكيل الأزهر اتهام العلماء في عصرنا والعصور السابقة بعدم الحرية في التعامل مع المسائل والنصوص، ولدينا المذاهب يخالف بعضها بعضا، بل يخالف تلاميذ المذهب إمامه وأستاذه الأكبر، ولدينا مؤلفات شرق الأمة تسود في غربها، ومؤلفات غربها تسود في شرقها، متسائلًا: فأين هذا الجمود الذي يتهم به التراث؟ مضيفًا فضيلته أن سبب إطالته في الكلام في هذا الجانب أن الاتجاه الحداثي يعمل على إلغاء قدسية النص، بل يعمل على تفكيك مكونات الهوية من عقيدة ولغة وتاريخ وقيم، وإذا كنا نُقر بأهمية التراث في المحافظة على هويتنا، وصد أي محاولة لعدوان فكري على الأمة وثوابتها، فإن من الأمانة والموضوعية الكاملة أن نوجه الشباب إلى التعامل مع التراث بطريقة متوازنة، تستخرج منه كنوزه المخبوءة فيه، مع عدم إغفال الواقع وما يحمله من مستجدات، وتلك مهمة قومية وطنية بامتياز.
وأوضح د. محمد الضويني أن العلوم الشرعية والعربية فروع نابعة من أصل واحد هو الوحي الإلهي: قرآنا وسنة، وقد تميز علماء الأزهر الشريف بتضلعهم في هذه العلوم الشرعية والعربية، وشدة اعتنائهم بها، حتى إنك لا تكاد تجد عالما أزهريا بحق إلا وله حظ وافر ودراية تامة بهذه العلوم، وإذا كانت العلوم الأزهرية تندرج في قسمين: علوم المقاصد وعلوم الوسائل، فإن الأزهري المتأصل على درجة كبيرة من إتقان هذه العلوم بما يمكنه أن يحافظ عليها، وينقلها، ويناقش مسائلها، ويضيف إليها، ومن تربى على أنوار هذه العلوم يتخرج قادرا على فهم اللسان العربي، وأمينا على فهم القرآن والسنة المشرفة، وقد عني علماء الأزهر بهذه العلوم تأليفا وتدريسا، وتحقيقا وتحشية، فما من علم إلا ولمشايخ الأزهر فيه باع كبير.
واستعرض الدكتور الضويني بعض إسهامات علماء الأزهر وأشهر كتبهم، وأبرزها في علوم القرآن الكريم كتاب العلامة الكبير أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي المصري، صاحب كتاب: (البرهان في تفسير القرآن)، وهو من أوائل الذين درسوا بالجامع الأزهر، وكتب الجلال السيوطي المتنوعة في التفسير وعلوم القرآن: (الإتقان في علوم القرآن)، (الإكليل في استنباط التنزيل)، (نواهد الأبكار وشوارد الأفكار)، وللعلامة محمد دراز مصنَّفٌ متفرد في بابه، وهو: (النبأ العظيم)، في بيان إعجاز القرآن وألوهية مصدره، وانتهاء بالإمام الراحل أ.د/ محمد سيد طنطاوي صاحب: (التفسير الوسيط)، وأما السنة المطهرة، فلعلماء الأزهر باع طويل في شرحها وتدريسها والذب عنها، وأما علوم الوسائل فحدث ولا حرج، فقد نظم علماؤه المتون، ووضعوا شروحا لها، منها الشروح الميسرة، ومنها المطولات، كما عقدوا مجالس لإقراء كتبها، ولو ذهبنا نستقصي ما قدمه مشايخ الأزهر للعلوم الشرعية والعربية لاحتجنا إلى ساعات طوال، وما ذكرناه إشارة يسيرة إلى جهودهم العلمية التي ما زال علماء الأزهر يبذلون فيها أوقاتهم وأنفسهم.
كما استعرض وكيل الأزهر جانبًا من الجهود العلمية لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مبينا أن لفضيلته إسهامات علمية لا تُنكر، في مجال العقيدة والفلسفة، والدفاع عن السنة، وفي مجال الدعوة إلى الله، وفي مجال الإصلاح المجتمعي، وتفكيك الفكر الجامد، وإصلاح العقل والقلب، وعبر البرامج التليفزيونية التي تلقتها الجماهير بالقبول الحسن، والتي طبع محتواها في كتب متعاقبة، ويكفي أن تقرأ لفضيلته كتاب «مقومات الإسلام» الذي جمع فيه الإسلام ومقوماته في إيجاز عميق، ويكفي أن تقرأ له كتاب «القول الطيب» الذي يقع في ثلاثة مجلدات، جمع فيها خلاصة فكره وتجربته المجتمعية والعلمية والوظيفية.
واختتم وكيل الأزهر كلمته بأن فضيلة الإمام الأكبر استطاع أن يحول النتائج الأزهرية التي تحويها بطون الكتب إلى واقع عملي، ويوجد من الصيغ ما ينبغي أن تؤدي إليه عملية التثقيف والتعليم، ومن ذلك: إعادة إحياء هيئة كبار العلماء، وإنشاء أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ والمفتين، ومركز الأزهر للفلك الشرعي، ومدرسة الإمام الطيب لحفظ القرآن، ومكتب إحياء التراث، ومركز تعليم اللغات الأجنبية، وإحياء الأروقة الأزهرية بالمحافظات، وبيت العائلة المصرية، ومركز الحوار، ومركز الترجمة، ومركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، واللجنة العليا للمصالحات، ووحدة لم شمل الأسرة المصرية، وغير ذلك من صيغ عملية، حولت نور التراث الأزهري إلى واقع مجتمعي يكشف ادعاءات المزيفين، ويمنحهم فرصة للإنصاف وإعادة النظر إلى هذا التراث الثري العبقري، وإلى هؤلاء الرجال العظماء الذين بذلوا من أنفسهم وأوقاتهم للمحافظة عليه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بجامعة الأزهر العلوم الشرعية والعربية الدكتور محمد الضويني مشايخ الأزهر الشريف الدراسات الاسلامية الامام الاكبر العلوم الشرعیة والعربیة علماء الأزهر وکیل الأزهر الأزهر ا
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس جامعة الأزهر: سوف أبذل قصارى جهدي لخدمة الجامعة
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، على أن الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يعمل على خدمة العلم وطلابه، وأن مهمتنا جميعًا هي العمل على رفعة الأزهر الشريف وتقدمه؛ ليظل محافظًا على مكانته منارةً للعلم يفد إليها الطلاب من شتى بقاع الأرض.
الوحدة الوطنية وبناء الإنسان.. ندوة لـ”خريجي الأزهر” ببني سويف مدير الجامع الأزهر يتفقد اختبارات مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالإسكندريةومن جانبه أعرب الدكتور سيد بكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، عن بالغ شكره لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة؛ لثقتهما فيه وتعيينه نائبًا لرئيس الجامعة.
كما أعرب عن بالغ تقديره لمعالي السيد المهندس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء؛ لاستصداره قرار التعيين، مؤكدًا أنه سيبذل قصارى جهده في خدمة الأزهر الشريف وأبنائه من طلاب العلم ، ليكون أهلًا لهذه الثقة.
ولد نائب رئيس الجامعة في محافظة بني سويف، وتدرج في التعليم الأزهري، والتحق بكلية العلوم بنين القاهرة، وكان الطالب المثالي عام 1995م، ونال شهادة التميز العلمي؛ لنبوغه وتفوقه في دراسته.
وحصل على بكالوريوس العلوم وكان ترتيبه (الأول) على الدفعة، وعين معيدًا بالكلية.
وبعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر عين مدرسًا في تخصص علم الأجنة التجريبي بالكلية عام 2006م، ثم أوفدته الجامعة في العام نفسه في مهمة علمية من وزارة التعليم العالي والدولة للبحث العلمي إلى وحدة بيولوجيا التكاثر بقسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعتي ييل ونيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
انضم الدكتور سيد بكري للفريق البحثي الذي يقوده العلامة فرديريك نافتولين أحد أكبر علماء بيولوجيا التكاثر على مستوى العالم، ونال عديدًا من المنح والجوائز العلمية في مجال التخصص على مستوى العالم حتى تم تضمين اسمه في موسوعة (من هو في أمريكا) في عام 2011م.
وحصل على (منحة فريد بكسباي في مجلس السكان الدولي بالأمم المتحدة في نيويورك ومقرها جامعة روكفلر ) في منافسة تقدم لها ما يربو على 150 متقدمًا من كافة أنحاء العالم، وقد رشحت اللجنة منهم 12 مرشحًا طبقًا للدرجات التي نالتها أوراقهم ليتم اختيار 4 منهم وكان ترتيبه (الأول) من بين الذين تم اختيارهم للمنحة التي يتم فيها بناء قدرات الباحثين الأكاديميين من الدول النامية في الصناعة وفي التعليم الجامعي، وبعد مضي فترة التعليم والتدريب يتم سؤاله عما إذا كان سيلتحق بالعمل في الولايات المتحدة أم سيعود، فاختار العودة للوطن؛ لنقل ما أكتسبه من خبرات لجامعته وللجامعات المصرية.
بعدها حصل على منحة من أكاديميات دول العالم الثالث ومقرها تريستا - إيطاليا - للسفر لمدة عام لعمل بحوث بقسم النساء والتوليد بكلية الطب - جامعة كامبينيز - البرازيل.
وشارك بكري مع آخرين في تأسيس الاتحاد العربي للصحة والغذاء تحت مظلة منظمة الوحدة الاقتصادية العربية، وحاليًا يرأس اللجنة العلمية بالاتحاد، وأسس مع زملائه الأزهريين في أمريكا فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الولايات المتحدة الأمريكية، وشغل منصب رئيس الفرع، ونال شهادة شكر وتقدير من النادي العربي الدبلوماسي في الأمم المتحدة عن محاضراته حول «وسطية الأزهر الشريف وعلم الخلايا الجذعية».
كما شارك في تأسيس مركز الهندسة الوراثية بجامعة الأزهر بالقاهرة، ويشغل الآن مدير المركز، ومنذ عام 2008 عمل بجد ونجح في إدراج المركز ضمن مبادرة منح علماء الجيل في أكاديمية البحث العلمي بوزارة التعليم العالي.
أشرف على عديد من طلاب الدراسات العليا، وقد أشرف على أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه منحت لأصحابها، ولا يزال يشرف على عديد من طلاب الماجستير والدكتوراه ومنها ما هو في طور الإعداد للمناقشة، وقام بتحكيم مثلهم من الرسائل أيضًا.
وشارك أيضًا في إنشاء وتأسيس مركز الأزهر الدولي لطب التجدد بفرع جامعة الأزهر بالوجه القبلي بأسيوط، ويشغل منصب مديره التنفيذي، وكذلك تأسيس وإنشاء مركز جامعة الأزهر لبحوث الخلايا الجذعية وهندسة الأنسجة.
وبالنظر في إنتاجه العلمي قام بنشر نحو 90 بحثًا تطبيقيًّا ومرجعيًّا و3 كتب باللغة العربية لدور نشر أقليمية ومحلية و4 أبواب في كتب لدور نشر عالمية في العلوم والطب، وشارك في عديد من المشاريع البحثية وحضر عديدًا من المؤتمرات العلمية في الداخل والخارج كمتحدث وكرئيس للجلسات العلمية؛ حيث يعد ممثلًا قويًّا لجامعة الأزهر في المحافل الدولية.
وشارك النائب الجديد لرئيس الجامعة في عديد من المؤتمرات العالمية وحصل على جوائز وتكريمات عديدة؛ تقديرًا لأبحاثه العلمية وإسهاماته في تطوير العلم، شملت مشاركاته مؤتمرات في: كندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسبانيا، وهولندا، وغيرها من الدول؛ حيث عرض أبحاثه المتعلقة بتقنيات العلاج بالخلايا الجذعية وابتكارات الهندسة الوراثية وعلم الأجنة وبحوث أدوية منع الحمل وتنظيم الأسرة.
وألقى النائب الجديد لرئيس الجامعة عديدًا من المحاضرات العامة في مجال تخصصه وفي الثقافة الإسلامية، كما أن له أكثر من 15 مقالًا في عديد من الصحف المصرية والعالمية، وله حاليًا 9 دراسات إكلينيكية جديدة ومبتكرة بالتعاون مع باحثين من مختلف الجامعات في علاج أمراض مختلفة بالخلايا الجذعية مسجلة بالمعهد القومي للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية في وقت كانت كل الدراسات الإكلينيكية المصرية عددها 21 فنشر تسع رسائل باسم جامعة الأزهر متفردًا، وكانت التجارب حول التطبيقات العلاجية للخلايا الجذعية في مجالات طبية متعددة، مما يدل على إسهاماته في التطورات العلمية الحديثة التي تخدم المجتمع المحلي والدولي.
وبعد عودته من منحته العلمية بالولايات المتحدة الأمريكية في خريف عام 2011م تم تكليفه للعمل مستشارًا لجامعة الأزهر ومنسقًا للعلاقات العلمية الخارجية والإعلام والمراسم والمؤتمرات بالجامعة، ثم عضوًا بلجنة وضع الخطة الإستراتيجية للجامعة.
وتبني عديدًا من المبادرات بالجامعة؛ كمبادرة جامعة الأزهر لدعم المؤسسات العسكرية وقت الأزمات؛ حيث تواصل مع وزارة الداخلية لترتيب زيارة المصابين في حادث الواحات في أسرع وقت لتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهؤلاء الأبطال وتقديم وورود وهدايا رمزية، ومبادرة تشغيل أوائل الدفعات من خلال إصداره برنامجًا تليفزيونيًّا وإذاعيًّا تعليميًّا لتبسيط العلوم وربط البحث العلمي بالصناعة، وبالتواصل مع الغرفة التجارية لصناع وتجار الآلات والمستلزمات الطبية والكواشف المعملية لتوظيف أوائل الكلية في شركة يور وميد، وعمل مشروعات تخرج طلابية عنها وتم التواصل مع شركات صناعة الدواء والمستلزمات المحلية لإنتاجها، ومبادرة (نظف كليتك بيدك) وهي تهدف لتعليم الطلاب حب المؤسسة والوطن وغرس الانتماء؛ لتعزيز أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لرؤية مصر 2030 – الجمهورية الجديدة وذلك بتنمية روح الولاء والانتماء لدى طلاب الجامعة، بتعميق حب العلم، وتجسيد ذلك في صورة سلوك يدعم الاستمرار في بناء الوطن وتقدمه؛ حرصًا على بناء خريج أزهري متميز متوازن، يتمتع بوعي مجتمعي، وعلى دراية بقيم المواطنة ويسهم في بناء وطنه، وتنمية مجتمعه، وتلبية متطلبات التنمية المستدامة، والتي تتطلب مواطنين مدركين لمسئولياتهم تجاه مجتمعهم ووطنهم وتحقيقًا لرؤية مصر 2030.
كما كان أول من حاضر عن التصنيف الأكاديمي بجامعة الأزهر عام 2010م، وبعدها أسهم مع آخرين في تأسيس وإنشاء مكتب جامعة الأزهر للتميز الدولي الذي يهدف لتحسين الوضع التصنيفي للجامعة؛ لتكون في مصاف الجامعات العالمية بما يتناسب وقيمة جامعة الأزهر، وقد شغل نائب مدير المركز بعد إنشائه، وقد تم تكريمه وفريقه بعد حصول الجامعة على المركز الثاني على مستوى جامعات شمال أفريقيا.
وأيضًا كان من أوائل من اقترحوا تبني تقنيات التعليم عن بعد وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي بجامعة الأزهر في عهد فضيلة الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، بالشراكة مع شركة ميكروسوفت لإنشاء حرم ذكي للجامعة عام 2012م، وتم عمل نموذج لكلية الدراسات العليا عرض على مجلس الجامعة وقتها، وفي عام 2015 تم دعوة فريق مؤسسة ميكروسوفت لدراسة تحويل قطاع المستشفيات بالجامعة لقطاع ذكي.
وقد حضر عديدًا من الدورات في المجالين: الإداري، والعلمي، منها ما حضره بمركز ضمان جودة التعليم والاعتماد بجامعة الأزهر؛ مثل: (إدارة الأزمات والكوارث - التخطيط الاستراتيجي - الاتجاهات الحديثة في تطوير التعليم العالي - تنمية المهارات الإدارية والقانونية - تنمية المهارات الإدارية والقانونية - الإدارة الفعالة للوقت وضغوط العمل). وكذلك دورة الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية ودورات بمعهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي بمصر لمناقشة قضايا التعليم العالي، أيضًا حضر دورة نشر إجراءات قيم النزاهة والشفافية والتوعية بمخاطر الفساد وسبل منعه بهيئة الرقابة الإدارية بمصر، ودورة طرق البحث الأكاديمية- بنك المعرفة المصري – جامعة الأزهر – القاهرة – مصر.
أما عن عضوية الجمعيات والمؤسسات العلمية فهو عضو في عديد من الجمعيات العالمية، ومنها: (أكاديمية نيويورك للعلوم وسيجما ذي للعلماء المتميزين بأمريكا) وإقليمية (المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا - الشارقة، الإمارات) ومحلية (الجمعية العربية للخلايا الجذعية والبيولوجيا الجزيئية).
هذا ويتمتع النائب الجديد بنظرة إستراتيجية؛ حيث دشن وهو وكيل لكلية العلوم (صالون العلوم) وعقد ندوة تعريفية في صالون العلوم بالكلية لجميع منسوبي جامعة الأزهر بحضور الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية مستشار فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وممثلي وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وكان عنوانها: «الوقاية من الأمراض المعدية والفيروسات» كمبادرة استباقية قبل تفشي جائحة كورونا وشارك في الإسهام في وضع خطط طوارئ لضمان استمرار العملية التعليمية بأعلى معايير الجودة والسلامة.
وقام بإنشاء فصول افتراضية لعدد 23 برنامجًا و6 فرق لثلاث معاهد فوق متوسطة ملحقة بالكلية، إضافة إلى 21 برنامجًا لدبلوم تمهيدي ماجستير بإجمالي 50 فصلًا إفتراضيًّا وترتيب جداول محاضرات وفرق للمتابعة الإلكترونية على مدار اليوم وحتى إنتهاء الأزمة.
وفي أثناء عمله عميد لكلية العلوم (بنين) جامعة الأزهر نال عديدًا من خطابات الشكر والتقدير على حسن الإدارة وانتظام العملية التعليمة والانضباط وحسن الأداء، وحصلت الكلية على اعتماد برامجي لأربع برامج في تخصص الجيولوجيا متفردة عن باقي كليات العلوم في جامعات مصر، ثم تلى ذلك اعتماد برامجي لبرامج قسم الكيمياء بالكلية، كذلك تم تضمين 20 عالمًا من علماء الكلية ضمن نسبة ال 2% من العلماء الأكثر تأثيرًا في البحث العلمي حسبما ورد في تقرير جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2023 ثم 22 عالمًا في عام 2024م. وأيضًا حصل 6 من علماء الكلية على جوائز الدولة التشجيعية والافراد خلال عامين رافعين تصنيف الجامعة في الحصول على الجوائز عام 2023 إلى المركز الخامس وفي عام 2024 إلى المركز الرابع بعدما كانت في المركز 12.
حضر البرنامج التدريبي الخاص بتنمية المهارات الإدارية للقيادات الأكاديمية (التغيير – العمل الجماعي- التخطيط الاستراتيجي – التحفيز - التفويض) بمركز الأزهر للتدريب والتطوير، وشغل منصب مدير مركز الهندسة الوراثية بجامعة الأزهر في عام 2018م وقام بتطويره وتحديث أجهزته وعقد دورات تدريبية، وفي أثناء جائحة كورونا قدم مشروعًا بحثيًّا بالاشتراك مع مركز الطب التجديدي بوزارة الدفاع عن استخدام الخلايا الجذعية في علاج إصابة الرئة بفيروس كوفيد 19 وقد نال المشروع البحثي موافقة لجنة التحكيم برئاسة وزير التعليم العالي لتفرد رؤية وإمكانية تنفيذ المشروع البحثي.
وفي فترة تولي وكالة وعمادة كلية العلوم للبنين بالجامعة عمل على تطوير النظم الإدارية والبنى التحتية؛ فقد أنشأ معمل تخزين الطاقة بمنحة من هيئة تمويل العلوم مقدارها 535 ألف دولار أمريكي، وتم شراء ثاني أحدث ميكروسكوب إلكتروني في مصر (فائق التكبير – قوة تكبيره مليون ونصف مرة) يعمل الآن لخدمة الباحثين في شتى أنحاء الجمهورية، ويستخدم في عقد دورات تدريبية للباحثين كمصدر من مصادر التمويل الذاتي، كما أنشأ وحدة للاستزراع السمكي بغرض تدريب وتعليم الطلاب بالكلية وكذلك إدارة منفصلة لشئون الطلاب والتعليم. وأيضًا حصل عديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب على منح مشروعات ممولة من الدولة، بل إن الغالبية العظمى من مشروعات الطلاب الممولة بجامعة الأزهر حصل عليها طلاب كلية العلوم.
ويشرف حاليًا على عديد من الرسائل العلمية في القضايا الفقهية المعاصرة التي تسهم في تجديد الخطاب الديني بمنظور عصري، كذلك قام بالتدريس في ورش عمل عقدت بمركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية عن بنوك الألبان البشرية وإصلاح البويضات ونقل الخلايا الجذعية واللحوم المهندسة نسيجيًّا والهندسة الوراثية.
وكل ما سبق يعكس تمتع نائب رئيس الجامعة برؤية واضحة لتطوير قطاع التعليم الجامعي، تتضمن التركيز على الابتكار والبحث العلمي، وتعزيز الشراكات الدولية، وتطوير البيئة التعليمية لتكون أكثر دعمًا لإبداع الطلاب وتفوقهم، كما أنه يمتلك رؤية شاملة لتحسين جودة البرامج الأكاديمية مما يعكس رؤية استباقية لإصلاح التعليم؛ من خلال تطبيق المعايير الدولية، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات العالمية، وضمان توافق البرامج مع رؤية مصر 2030 للتعليم وتحسين البنية التحتية التكنولوجية للجامعة لدعم التعلم الإلكتروني والمنصات التعليمية المتقدمة، وهو أمر حيوي لتحديث الإطار التعليمي بجامعة الأزهر.
وأكد على أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة في التعليم، وضرورة مواكبة التغيرات التكنولوجية السريعة واحتياجات سوق العمل؛ بهدف خلق بيئة أكاديمية تعزز من قدرات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حد سواء، وتدفع بالجامعة نحو التفوق الأكاديمي والبحثي على المستويين المحلي والدولي، وكل هذه الجهود تسهم بشكل كبير في مبادرة فخامة السيد رئيس الجمهورية «بداية جديدة لبناء الإنسان».