أبو الغيط: «ما يحدث في غزة إبادة جماعية».. ولا رجعة عن إقامة الدولة الفلسطينية
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية كلمة في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزارء الخارجية التحضيري للقمة العربية (33) المنعقد في المنامة اليوم أن ما يحدث في فلسطين إبادة جماعية.
وقال أبو الغيط في مستهل كلمته إنه لا تكفي أي كلمات للتعبير عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن لدينا جميعًا.. لقد تحكمت مشاعر الانتقام الأسود من قادة الاحتلال الاسرائيلي حتى فقدوا أساسيات الحس البشري السليم.
وأكد أبو الغيط أن العالم أمام جريمة مكتملة الأركان مشيرًا إلى أنها ليست جريمة قتل فحسب.. ولكنها اغتيال كامل لمجتمع.. بتمزيق نسيجه وتدمير مقدارته ومؤسساته بشكل كامل.. بحيث لا تصير هذه الأرض قابلة للحياة.. ويدفع الناس دفعًا للفرار، من ملاذ إلى آخر، بلا أي جدوى.. لأنه، وكما صار واضحًا، لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة.
وأضاف أبو الغيط: اليوم ينتهي الحال بالمكدسين في رفح.. أكثر من مليون فلسطيني.. للنزوح إلى مناطق أخرى داخل القطاع بناء على أوامر إخلاء يصدرها الاحتلال.. بعضهم ينزح للمرة الرابعة أو الخامسة.. إلى العراء بلا مأوى أو أٍي من مقومات الحياة البشرية.. .بل وتطاردهم في الطرقات رصاصات الاحتلال وقنابله.. بين الأنقاض والخيام.. بل وفي أماكن توزيع المساعدات.. وكأن المطلوب هو أن يفنى أهل غزة عن آخرهم حتى ُيحقق الاحتلال نصره المزعوم.. ما أشنعه من مطلب وما أخسها من وسائل.
وأكد أبو الغيط أن هذا العدوان هو وصمة عار.. ليس على جبين الاحتلال.. لأن الاحتلال تجرد حتى من الشعور بالعار.. ووقف مندوبه بوجه مكشوف قبل أيام ُيمزق ميثاق المنظومة الأممية بلا خجل.. .هو وصمة عار في جبين العالم الذي يقبل بأن تجري هذه الجرائم في هذا الزمان.. وأن تمتد شهورا طويلة قبل أن ُتطالب بعض الدول بوقف فوري لإطلاق النار.. .رغم أن ما تمارسه إسرئيل من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.. أي قانون الحرب.. لا يمس الفلسطينيين وحدهم، بل المنظومة العالمية وقواعدها الحاكمة والمبادئ التي تتأسس عليها. إن كل تحرك سواء كان عربيًا أو دوليًا لوضع حد لتلك الجريمة يظل ضرورة قصوى..
وأوضح أبو الغيط أن المساعي العربية في هذا الصدد جادة وصادقة ومتواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض في نوفمبر 2023 لتكوين قاعدة صلبة من المواقف الدولية المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، وكشف الاحتلال وممارساته، بعد أن حاولت إسرئيل عبثًا استغلال أحداث السابع من أكتوبر والتعاطف الدولي معها لتبرير مخططاتها لإنزال عقاب جماعي بالفلسطينيين.. .مشيرا إلى أن التصويت الدولي الكاسح قبل أيام في الجمعية العامة لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفتها عضوا كاملا يعد مؤشرًا واضحا علي الموقف الدولي عموما من كل ما يحدث في فلسطين منذ أشهر.
واضاف أبو الغيط قائلًا: عرف العالم أن الاستقرار الإقليمي يظل هشًا وقابلًا للانفجار طالما ظلت المشكلة الفلسطينية قائمة من دون حل.. وأن إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة هما السبيل الحقيقي الوحيد لتحقيق استقرار إقليمي طال انتظاره.. وبرغم الألم الذي يعتصرنا جميعًا لمرأى الجرائم المشينة للاحتلال، فإننا أيضًا نشعر بالرضا لهذا المشهد العالمي غير المسبوق، من الوعي والإدارك لدى جيل جديد على اتساع العالم من السويد إلى الولايات المتحدة.. يرى الأمور على حقيقتها.. ويدرك بحسه السليم أن ما يجري في فلسطين جريمة.. وأن ُ الجريمة ليست مرتبطة بالسابع من أكتوبر.. وإلا كيف ُنفسر جرائم المستوطنين وعنفهم الدموي وبلطجتهم في الضفة الغربية؟ وكيف ُنفسر جرائم إسرائيل في السجون التي ُكشف عنها حديثًا؟ وكيف نفسر جرائم الاحتلال السابقة على 7 أكتوبر، والتالية عليه من المقابر الجماعية والتعذيب في السجون؟ الاحتلال هو الجريمة الحقيقية.. هذا ما أدركه الشباب في العالم ويسعون اليوم إلى كشفه والتنبيه إليه.. .ومطلبهم بسيط وواضح: أوقفوا هذه الحرب الظالمة فوًار.. وأنقذوا الناس من المجاعة.. .ولا ُتقدموا الغطاء للإجرام لكي يباشر خطته المجنونة في غزة.. فلا ُيعقل أن ُيهدد سعي شخص واحد للحفاظ على مستقبله السياسي مصير الملايين في المنطقة.
وأوضح أبو الغيط أن الجهد العربي، عبر الشهور الماضية، سواء في إطار اللجنة الوازرية المعنية بالقضية الفلسطينية أو غيرها من الأُطر.. تحرك على مستويين.. الأول وقف الحرب فورًا وإغاثة أهل غزة ودعم صمودهم على أرضهم بالتصدي لمخطط التهجير المرفوض عربيًا ودوليًا.. .والثاني هو العمل من دون تأخير من أجل تحقيق رؤية الدولتين وخلق مسار لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
قائلا: إننا نسعى لحشد التأييد للاعتراف بفلسطين.. ليس كإجراء رمزي مهم، ولكن كجزء من مسار له معالم واضحة.. ُيفضي إلى مؤتمر دولي ُتشارك فيه كافة الأطراف المقتنعة بحل الدولتين والراغبة في تعزيز فرص تحققه.. .فالطرفان، الفلسطيني والإسرائيلي، غير قادرين بمفردهما على التوصل إلى حل.. و ويحتاجان لتدخل دولي مكثف ومتواصل.. والطرف الأضعف في هذه المعادلة هو الشعب الذي ُيمارس عليه الاحتلال.. والذي، من دون حماية دولية، ُيمكن أن يتعرض لمذابح تفوق بشاعتها كل وصف.. لذلك فإن التدخل الدولي، بكل صورة، صار ضرورة.. والعودة لمسار المفاوضات الثنائية لم يعد خيارًا ممكنًا.. فكيف يجري هذا التفاوض بينما هناك طرٌف يرفضه ابتداًء.. بل ويرفض الإطار الذي يجري على أساسه، أي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية؟
وقال أبو الغيط: مع أن مأساة غزة تسيطر على الأذهان وتدمي القلوب.. الا أن جدول أعمال هذا المجلس مزدحم بقضايا عربية أخر، فرضت نفسها بواقع الحاحها وأهميتها للأمن القومي العربي.. أو بسبب التدهور الشديد الذي تشهده بعض الأوضاع.. وفي هذا الصدد، فإن الوضع الصعب في السودان بالذات يستحق كل الانتباه.. فالحرب المستعرة هناك منذ أكثر من عام، توشك أن تعصف بوحدة هذا البلد العربي المهم.. .والكلفة الإنسانية للحرب تجاوزت كل الحدود.. هناك أكثر من عشرة ملايين نازح.. منهم أكثر من مليون غادروا البلاد.. وهناك 25 مليوناً يعيشون في حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي.. وشبح المجاعة ُيطل بوجهه القبيح.
وهناك مخاوف حقيقية من سقوط المزيد من الضحايا في دارفور، وغيرها من جبهات القتال
المشتعلة. هذه الحرب يجب أن تتوقف.. لقد ُبذلت جهود عربية على أكثر من مستوى.. في إطار محادثات جدة وغيرها.. من أجل وقف الحرب، والتوصل إلى تسوية تحفظ وحدة البلاد و مؤسساتها.. ولكن من دون جدوى.. إننا ُنناشد الجميع إدارك المخاطر الشديدة التي ينطوي عليها استمرار الحرب.. أناشدهم بالشروع في مسار جاد لوقف إطلاق النار.. فالحلول مازالت ممكنة إذا صدقت النوايا.. وشعب السودان يستحق الاستماع إلى آلامه ومعاناته.
وأضاف أبو الغيط: إن الوضع في ليبيا واليمن وسوريا-والمطروح بشأنها قرارات على القمة- يعد مجمداً الي حد كبير.. والتجميد هنا ليس حلًا مع الأسف لأنه يخلق أوضاعاً قابلة للانتكاس.. ولا يرفع المعاناة عن كاهل الشعوب ولا يوفر الاستقرار الإقليمي المنشود.. .إن هذه الأزمات العربية تحتاج من المنظومة العربية جهداً متواصلاً لأننا لا نقبل أبداً أن تتحول الي ازمات منسية ولو إلى حين. الا ُتشعرنا جسامة التحديات سوى بحتمية العمل الجماعي.. فالاستقطاب المستحكم على الصعيد الدولي يدفعنا دفعًا لعمل متضافر ولتنسيق عربي أكبر.. فصوتنا الجماعي له وزن وقيمة، ويسمع له وينتبه الآخرون إليه.
واختتم أبو الغيطقائلًا: أثق في ُأن هذه القمة ستكون عند مستوى تطلعات المواطن العربي في رسالتها ومخرجاتها.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدولة الفلسطینیة أبو الغیط أن أکثر من من دون
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يطالب بإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين ووقف إطلاق النار
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين ووقف إطلاق النار في غزة .
وقال غوتيريش في كلمة متلفزة وجهها إلى الجلسة العامة التاسعة عشرة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، المنعقدة في روما، الليلة الماضية، إن المنطقة يجري إعادة تشكيلها، لكن ليس من الواضح ما الذي سيظهر، حيث ستقع على "عاتقنا مسؤولية المساعدة على ضمان خروج شعوب الشرق الأوسط بالسلام والكرامة وأفق من الأمل يرتكز على الفعل".
وأضاف أن الشرق الأوسط يمر بفترة من التحول العميق، مليئة بعدم اليقين، ولكن أيضا بالاحتمالات.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين استشهاد مواطن إثر صدم آلية للاحتلال لمركبته في طولكرم الهباش : الاحتلال تعمد تدمير كل مظاهر الحياة في غزة حماس ترد على تصريحات السفير حسام زكي الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة 14 فبراير أحوال طقس فلسطين اليوم الجمعة 14 فبراير وزير الخارجية الأميركي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة الأونروا: الاحتلال استخدم أحد مرافقنا لاحتجاز فلسطينيين قُرب بيت لحم عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025