«فخراني» ملك «العقدة والغرزة» بالمحلة.. 60 سنة يبدع في صنع السجاد اليدوي
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
يقف عم فخراني، وحيدًا داخل زقاق بمدينة المحلة، في يده إبرة مدببة من طراز قديم، يعقد بها الخيط، لتأخذه هذه اللحظة إلى ذكريات بداياته في مهنة صناعة السجاد اليدوي، ويتذكر بفخر اللحظة التي زار فيها الرئيس جمال عبد الناصر مصانع غزل المحلة قبل 60 عامًا، عندما كان عاملًا فيها.
تعود بدايات الفخراني، ابن محافظة الغربية مع مهنة حياكة السجاد إلى عام 1962، حينما بدأت هذه المهنة في الانتشار، حيث اكتسب خبرته الأولى عندما كان عاملًا في مصنع غزل المحلة: «بدأت المهنة وأنا صغير السن، وكان في ذلك الوقت الرئيس جمال عبد الناصر مهتمًا بصناعة السجاد، ورغم مرور السنين وتغير الزمن، ما يزال السجاد له قيمته العالية، وتزداد كلما تقدم الزمن».
يعمل «الأسطى فخراني» البالغ من العمر 84 عامًا، بطريقة معينة ودقة فائقة، ويكشف أنها طريقة ليست سهلة وتتطلب مهارة عالية، أما عن سر صنعة السجاد اليدوي، يكمن في مصطلح «عقدة نص»، الذي يشكل أساس صنعة السجاد الفنية يقول الفخراني بابتسامة: «بمشي بطريقة معينة أثناء عملي في السجاد، وأحسب العقدة بالسنتيمتر، لأنها عملية صعبة ومعقدة تحتاج إلى دقة فائقة».
سجادة الماضي والحاضرتتنوع أعمال صاحب الـ84 عاما، في صناعة السجاد، من حيث الأشكال والأنماط، إذ يصنع بيده مجموعة متنوعة من السجاد بالأساليب الحديثة، وكذلك السجاد الذي يحمل عبق الماضي مثل الطراز الإيراني والتبريزي والعربي وغيرها، ويؤكد لـ«الوطن»: «بشتغل على تنفيذ كل أنواع السجاد، عشان يناسب كل الأذواق، سواءً في الشكل الحديث أو الطراز القديم».
إصلاح السجاد بالرسم والشراشيبلم يكتف عمل الفخراني، بصناعة السجاد، بل يعمل على إصلاحه وإضفاء لمسات خاصة عليه، مثل إضافة الشراشيب أوالرسومات المختلفة: «بصلح السجاد وبحط فيه لمستي أنا، سواء إضافة الشراشيب أو الرسومات حسب رغبة العميل».
سجاد عمره طويليشير الفخراني، إلى أن السجاد اليدوي يتميز بمتانته وقدرته على التحمل أكثر من السجاد المصنوع بالآلات، فهو يتحمل الثقوب والأتربة والعوامل الخارجية الأخرى، كما أنه يمكن إصلاحه بسهولة: «بفضل السجاد اليدوي عشان بيتصلح بسهولة، فبمجرد إعادة العقدة والغرزة، بيرجع زي ما كان وبيستعيد جماله وعمره الطويل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السجاد اليدوي المهن القديمة مصانع غزل المحلة الحرف اليدوية السجاد الیدوی
إقرأ أيضاً:
صيادو غزة أو مهنة الموت على بعد 300 متر من الشاطئ
في الثامنة صباحا من يوم الجمعة 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، استهدفت الزوارق الحربية الإسرائيلية صيادين فلسطينيين كانوا يصطادون باستخدام قارب يدوي صغير يعمل دون محرك، وذلك على بعد 300 متر من الشاطئ الواقع غرب مخيم الشاطئ في ميناء القرارة وسط قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد صياد وإصابة آخر، وهذا المشهد يلخص جانبا أساسيا من المعيش اليومي لصيادي القطاع جراء سياسة القتل والتجويع الإسرائيلية.
وهذا الاعتداء الإسرائيلي أدى لاستشهاد الصياد ماهر خليل أبو ريالة وإصابة صياد آخر أسفرت عن بتر يده، وقال ابن العم نايف أبو ريالة -وهو أيضا عضو في نقابة الصيادين- إن الشهيد (50 عاما) كان يصطاد لإعالة أسرته المكونة من 14 فردا، مضيفا أن الشهيد أراد توصيل رسالة للاحتلال مفادها أنه رغم منعه الصيادين من ارتياد البحر، فإن هذا البحر للصيادين وإنهم لن يتركوا مهنتهم.
ويضيف نايف أن ابن عمه كان يعرض نفسه للخطر، وأنه شعر بقرب استشهاده قبل أيام من الحادث، إذ طلب منه أن يعتني بأسرته التي نزحت إلى جنوب قطاع غزة، مما منعها من وداع معيلهم عندما قتل شهيدا.
الاحتلال يشن حربا ممنهجة لحرمان صيادي غزة من مورد رزقهم (الجزيرة)ويتحدث رئيس لجان الصيادين في غزة زكريا بكر عن اليوم الذي استشهد فيه ماهر "كانت جمعة قاسية علينا، خاصة وأن زوارق الاحتلال والطائرات الحربية استهدفت منذ ساعات الفجر في حادث آخر بالقذائف الصاروخية شاطئ خان يونس" ويضيف أن مقدرات صيادي غزة تتعرض بشكل يومي للقصف والتدمير، مشيرا إلى أن عدد الشهداء من الصيادين ناهز 150، ضمنهم 40 صيادا استشهدوا أثناء ممارسة عملهم.
ويضيف رئيس لجان الصيادين في تصريحات للجزيرة نت "هذه مهنة ورثناها عن أجدادنا، وأنا حتى الآن أمارسها وأبنائي وأبناء عمي، ولن نتخلى عنها رغم المعوقات والضغوطات التي يفرضها الاحتلال علينا".
إعلان
ويقول نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة نزار عياد إن قرابة 5 آلاف صياد بالقطاع يعيلون نحو 50 ألف شخص من عائلاتهم، وهم في خوف دائم من الاستهداف الإسرائيلي أثناء عملهم. ونتيجة لذلك، "يمارس 200 صياد فقط من إجمالي الصيادين عملهم رغم المخاطر" ويذكر أن خسائر الصيادين قُدّرت بـ60 مليون دولار، علما بأن الصيد ثاني أهم مهنة في القطاع بعد الزراعة.
رئيس لجان الصيادين: لن نتخلى عن مهنتنا وأجدادنا رغم المعوقات والضغوط التي يمارسها الاحتلال (الجزيرة)ويضيف نقيب الصيادين أن شاطئ رفح شهد تدمير قوات الاحتلال مراكب الصيادين الكبيرة والصغيرة، بالإضافة إلى حرق معدات الصيد في المنطقة الوسطى من القطاع، كما دمرت إسرائيل ميناء غزة بالكامل، فضلا عن غرف الصيادين بالميناء، في حين حولت مقرات نقابة الصيادين في كل من خان يونس ودير البلح وشمال رفح والمنطقة الوسطى إلى مراكز إيواء للنازحين.
الأوضاع اليوميةويقول عياد إن صيادي غزة يواجهون مخاطر يومية صباحا ومساء، إذ تطلق قوات الاحتلال النار عليهم بمجرد ابتعادهم مسافة 300 متر فقط عن شواطئ القطاع، مشيرا إلى أن الاحتلال يمنع الصيادين من ارتياد البحر منذ بداية الحرب عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو "ما يدفعهم للمغامرة بأرواحهم لتأمين قوت يومهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار".
ميناء غزة تعرض للقصف الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للحرب (مواقع التواصل-أرشيف)وأضاف نقيب الصيادين "هذه المهنة بحاجة إلى إعادة تأهيل شامل للصيادين للعودة إلى العمل. كما أثرت الحرب على التجار وبائعي الشباك ومعدات الصيد وصانعي المراكب وأماكن صيانتها، مما زاد من تأزم الوضع الاقتصادي في غزة".
تدمير الدعم الدوليتفيد نقابة الصيادين في غزة أن الحرب الإسرائيلية دمرت الكثير من مقدرات قطاع الصيد البحري في القطاع، وفيما يلي أبرز هذه الخسائر:
إعلان تدمير مزارع سمك بقيمة مليوني دولار، جرى إنشاؤها قبل الحرب بأسبوعين، قبل أن تتعرض للتدمير الكلي بسبب القصف الإسرائيلي. قدم المركز الفلسطيني الاقتصادي والاجتماعي دعما ماليا قبل بدء الحرب بشهرين لفائدة مشروع مصنع ثلج لتبريد الأسماك، بالإضافة إلى تركيب ألواح طاقة شمسية لإنارة أحد موانئ غزة، وتشغيل المصنع والمحطة الثلجية، وكل ذلك كان بقيمة ناهزت ربع مليون يورو، إلا أن كل مكونات هذا المشروع ذهبت أدراج الرياح بنيران قوات الاحتلال. قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعما بقيمة 200 ألف دولار قبل اندلاع الحرب بشهرين لإنشاء جدار استنادي لحماية المراكب من الأمواج، وبناء 15 غرفة لحفظ ممتلكات الصيادين، وقد تم تدمير جميع هذه المنشآت أثناء الحرب. دعمت جمعية قطر الخيرية بناء غرف للصيادين، وتقديم مبالغ لهم، والمساهمة في إصلاح مراكبهم وذلك بقيمة 8.5 ملايين دولار. قدمت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) دعما سنويا بقيمة 800 ألف دولار لتشغيل وصيانة المراكب، إلا أن هذه الأخيرة تعرضت أيضا للتدمير الكامل أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع. صيادو غزة يلجؤون لهياكل الثلاجات لاستخدامها جراء تدمير الاحتلال أدوات عملهم المعتادة (الجزيرة) ندرة التغطية الإعلاميةوينبه نقيب الصيادين في غزة إلى أن المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق الصيادين لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، إذ يركز الإعلام غالبا على الأحداث التي تخلف أعدادا أكبر من الشهداء والجرحى. وذكر أن هناك شهيدا أو جريحا يوميا في صفوف الصيادين جراء الاستهداف المتواصل لهم.
وأضاف نزار عياد أن بعض الصيادين يضطرون لاستخدام وسائل بدائية، مثل الثلاجات المثبتة ببطاريات ومصابيح، لجذب الأسماك ليلاً بسبب نقص المعدات والأدوات اللازمة والتي تعرضت للتدمير بفعل القصف الإسرائيلي.
إعلانوحسب عياد فإن ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في غزة وائل الداية قام بتوظيف أفراد لحصر خسائر قطاع الصيد البحري وتوثيقها، ودعا إلى حراك دولي لإعادة تأهيل الصيادين ومعداتهم بعد انتهاء الحرب.