افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، المرحلة الأولي من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة، ويعد مشروع جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة أحد أكبر الكيانات في العالم في مجالات وأنشطة التنمية على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعي والاقتصاد البيئي والمشروعات التكاملية.


وقال العقيد الدكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، إن القيادة السياسية حرصت منذ عام 2014 على تحديد رؤيتها بأهمية دور الزراعة في الأمن القومي المصري، خاصة في ظل التوقعات بوصول عدد سكان مصر إلى 180 مليون نسمة بحلول عام 2050، وقد شملت خطة القيادة السياسية الحرص على تعظيم دور الاستفادة من الأراضي الزراعية الحالية واستصلاح أراضٍ جديدة بالإضافة إلى الاستثمار في مجال الصوب الزراعية، وقد تعاظمت أهمية الزراعة ودورها في الأمن القومي المصري بعد تضاعف أسعار الغذاء العالمية خلال الأزمة الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا.

مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي المصري يمثل 15% من الناتج القومي، ويحتوي على 23% من الأيدي العاملة، وتقدر إجمالي صادرات مصر من الحاصلات الزراعية والتصنيع الزراعي بنحو 9 مليارات دولار عام 2023، وتعد ثاني أكبر مورد للدولار في الدولة، ومخطط الدولة المصرية هو إضافة 4 ملايين فدان جديدة إلى الرقعة الزراعية بما يمثل نحو 45% من الرقعة الزراعية الحالية، وقد حرصت القيادة السياسية على الاستفادة من الميزة النسبية المتمثلة في الظروف المناخية والأرض والمورد المائي المتاح، بالإضافة إلى الاتجاه للتصنيع الزراعي بتحويل المواد الزراعية الخام إلى منتجات نهائية لتحقيق مبدأ القيمة المضافة.

وأضاف "الغنام" في تصريحاته لـ "الفجر " أن المساحات المستهدفة للاستصلاح تدرجت من 30 ألف فدان عام 2018، حتى وصلت إلى 800 ألف فدان حاليًا، ومستهدف وصولها إلى 1.6 مليون فدان العام المقبل، حتى تصل إلى 4.5 مليون فدان بحلول عام 2027، وتتنوع مشروعات جهاز مستقبل مصر ما بين مشروعات زراعية وأخرى للتصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني، بالإضافة إلى السوق والبورصة السلعية، وتتمثل مشروعات الجهاز الزراعية في مشروعي مستقبل مصر 1 و2 بالدلتا الجديدة وسنابل سونو بأسوان، الداخلة – العوينات، السادات، المنيا وبني سويف، اللاهون، مشروع الصوب محور الضبعة، تنمية سيناء، الكفرة.

الدلتا الجديدة

وأوضح أن أحد أبرز المشروعات الزراعية العملاقة في مصر هو "الدلتا الجديدة" ويشمل مشروعي مستقبل مصر 1 و2، وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء في مشروع "مستقبل مصر 1" عام 2022، ويحتوي المشروع على 277 كم ترع مكشوفة، و450 كم مواسير، و4780 جاز ري محوري، 6 هدارات 14 مأخذ، 7 محطات رفع 54 طلمبة، 291 بوستر 1009 طلمبة، بالإضافة إلى 471 كم طرق رئيسية، و7905 طرق فرعية، و2401 شبكات مواسير فرعية، ويشتمل مشروع "مستقبل مصر 2" على 264 كم ترع مكشوفة، و94 كم مواسير، 1900 جهاز ري محوري، 17 هدارات، 2 محطة رفع 10 طلمبة، 100 بوستر 509 طلمبة، بالإضافة إلى 604 كم طرق رئيسية، و660 كم طرق فرعية، و2295 كم شبكات مواسير فرعية.

وأضاف "الغنام" أن الرئيس السيسي وجه منتصف عام 2023 بالبدء في تنفيذ مخطط التنمية الزراعية جنوب مصر حيث تم تدشين مشروع سنابل سونو بأسوان، والذي يشتمل على 90 كم ترع مكشوفة، 1543 آبار، 2300 جهاز ري محوري، 2 محطة رفع، 85 بوستر، بالإضافة إلى 370 كم طرق رئيسية، 440 كم طرق فرعية، و1326 كم شبكات مواسير فرعية، كما تم البدء في تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع "الداخلة – العوينات" بمساحة 15 ألف فدان وذلك بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والري، وقد تم البدء بمساحة صغيرة بدلًا من إهدار الوقت في الدراسات ثم التجربة، فقمنا باستغلال الوقت في التنفيذ على مساحة صغيرة وعمل الدراسات اللازمة بالتوازي، ويجري حاليًا التجهيز للبدء في استصلاح المرحلة الثانية بمساحة بمساحة 200 ألف فدان إضافية، ويشتمل المشروع على 1320 آبار، 45 مولد كهرباء، 1320 جهاز ري محوري، 1349 غرفة، 153 كم طرق رئيسية، 524 كم شبكات مواسير فرعية.

وأشار إلى أنه تم البدء أيضًا في تنفيذ مشروع استصلاح وزراعة 62 ألف فدان بمشروع المنيا وبني سويف، وذلك بتنفيذ مساري ترع في المنيا وبني سويف، ويشتمل على 109 كم ترع مكشوفة، 4 محطات رفع بقدرة 1.25 مليون م3 في اليوم، 31 بوسترات 106 طلمبة، 190 جهاز ري محوري، 142 كلاستر، بالإضافة إلى 540 كم طرق، و1.086 كم شبكات مواسير فرعية، منها 765 كم في المنيا، و321 كم في بني سويف، ولتعظيم الاستفادة من المورد المائي والاستغلال الأمثل للمياه تم تنفيذ مشروع اللاهون على مساحة 12 ألف فدان بطاقة 170 ألف متر مكعب في اليوم لزراعة (الخيار والطماطم وفلفل الألوان والمانجو والموز وغيرها من زراعات الخضر والفاكهة) بالتكنولوجيا الأسبانية والمصرية، ويشتمل على 235 كلاستر منها 58 مصري و177 أسباني، 1120 صوبة منها 412 مصرية بمساحة 2.5 فدان و708 أسبانية بمساحة 6 أفدنة، 238 بوستر 619 طلمبة، 4 موزعات كهرباء، ومحطة رفع مياه واحدة، كما تم البدء في تنفيذ مشروع الصوب الزراعية بمحور الضبعة على مساحة 4.5 ألف فدان، مشيرًا إلى إنشاء أكبر محطة في العالم لمعالجة مياه الصرف الزراعي ويتم استخدامها في الري، مؤكدًا على أن المشروعات الزراعية التي يتم تنفيذها في مصر ستحولها ليس إلى سلة غذاء للمصريين فقط بل ستكون سلة غذاء للعالم في المستقبل القريب.

مدينة السادات

وفي ذات السياق أوضح المهندس شاهين محمد، مدير الإدارة الزراعية بجهاز مستقبل مصر، أن الرئيس السيسي وجه في عام 2021 بالبدء في استصلاح وزراعة 10 آلاف فدان علاوة على مساحة 5 آلاف فدان إضافية بمدينة السادات، وفي عام 2023 تم البدء في استصلاح وزراعة مساحة 26 ألف فدان إضافية لتعظيم الاستفادة من المساحات الفضاء الصالحة للزراعة، كما تم الانتهاء من استصلاح  13 ألف فدان وزراعتها في بداية عام 2024 وجاري تنفيذ أعمال البنية التحتية لمساحة 13 ألف فدان إضافية ومخطط الانتهاء يونيو 2024، لتصبح إجمالي المساحة المستصلحة في نطاق مدينة السادات 41 ألف فدان، ويجري زراعة هذه المساحات بمحاصيل الخضر والفاكهة بالتعاون مع كبار المستثمرين.

وأضاف أنه في إطار خطة الدولة لتعمير سيناء يقوم الجهاز بتنفيذ مخطط الدولة عن طريق 3 مشروعات زراعية وتنموية في سيناء بإجمالي مساحات نحو 600 ألف فدان، مشيرًا إلى أنه في إطار توجيهات الرئيس السيسي بالتوسع في الرقعة الزراعية تم دراسة منطقة "الكُفرة" على الحدود الليبية جنوب غرب واحة سيوة، وطبقًا لدراسات التصنيف الحقلي للتربة التي قامت بها وزارة الزراعة فإن تلك المنطقة تمثل أرض خصبة صالحة للزراعة، وأوضحت دراسات وزارة الري أن منطقة الكُفرة على امتداد نحو 600 ألف فدان على الحدود الليبية هي منطقة واعدة بالإمكانيات المائية، وتقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشاء طريق ربط بطول 200 كم يصل ما بين منطقة الكُفرة وواحة سيوة.

التصنيع الزراعي

من جانبه قال المهندس هادي عنتر، مدير قطاع بالجهاز، أن أحد المجالات التي يعمل بها جهاز مستقبل مصر أيضًا هو التصنيع الزراعي، وذلك للاستفادة من المحاصيل الزراعية المحلية، وتلبية احتياجات السوق المحلي، واستهداف الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى عمل شراكات مع القطاع الخاص، وإعداد كوادر مؤهلة، ويشمل التصنيع الزراعي بالمنطقة الصناعية للدلتا الجديدة على الصناعات الغذائية والزراعية، وتدوير المخلفات الزراعية، ومعامل البحوث الزراعية، موضحًا أن المرحلة الأولى للتصنيع الغذائي والزراعي، تشتمل على 3.366 مليون طن خام، تنتج نحو 1.184 مليون طن، وذلك من خلال مصانع الخضروات المجمدة، مركزات البرتقال والرمان، البطاطس نصف الجاهزة، البصل المجفف، السكر، العلف الحيواني والدواجن، النشا والجلوكوز.

وأضاف أن المرحلة الثانية للتصنيع الزراعي هي تدوير المخلفات الزراعية، من خلال إنشاء مشروعات من شأنها تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية في مجالات صناعات الأخشاب، الأعلاف، لب الورق، البلاستيك الحيوي، إنتاج الوقود الحيوي، ثم تأتي مرحلة إنشاء معامل البحوث الزراعية التي تستخدم في فحص واختبار المنتجات الزراعية والغذائية، حيث يتم فحص الأسمدة والمخصبات الزراعية، متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة، العقاقير البيطرية، جودة الأغذية ومضافاتها، اكتشاف الملوثات العضوية، فحص السموم الفطرية، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى من مجمع الصناعات الغذائية (قها وإدفينا) تستخدم 385 ألف طن خام، لإنتاج 350 ألف طن، من خلال مصانع الخضروات والفواكه المجمدة، المركزات، المربى والصلصة، والعصائر، وتستخدم مصانع المرحلة الثانية 85.6 ألف طن خام، لإنتاج 162.6 ألف طن، من خلال مصانع البقوليات المعلبة والدواجن النباتية، الوجبات الجاهزة، اللحوم المصنعة، والعبوات المعدنية.

السوق والبورصة

وفي سياق متصل أوضح المهندس يوسف صقر، مدير قطاع بالجهاز، أنه تم إنشاء سوق وبورصة سلعية على مساحة 500 فدان، تحتوي على 792 متجر، تسع 12 مليون طن سنويًا، وتشتمل على أسواق للفاكهة، وثلاجات للموز، أسواق الخضروات والبقوليات، أسواق الفاكهة الموسمية، وأسواق السمك، مضيفًا أن مشروعات الإنتاج الحيواني بالجهاز تشمل 18 ألف رأس ماشية للتسمين، 11 ألف رأس حلاب، و4.5 آلاف رأس أغنام.

وأشار إلى أن جهاز مستقبل مصر يتعاون مع العديد من الشركاء في تنفيذ مشروعاته، يأتي في مقدمتهم وزارات الزراعة، الري، البترول، الكهرباء، التخطيط، بالإضافة إلى التعاون مع المستثمرين والشركات في مجالات مستلزمات الإنتاج، الزراعة، المشروعات، وقد حقق جهاز مستقبل مصر نماذج ناجحة قصيرة وبعيدة المدى أدت إلى تبادل الخبرات، تشارك الإنتاج، التوسع في المشروعات، وفتح آفاق التطوير والاستثمار.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السيسي مصر القطاع الخاص الأمن القومي المصري المشروعات وزارة الزراعة الأراضي الزراعية الدولة المصرية القيادة السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي الناتج القومي مستقبل مصر الصوب الزراعية مجمع الصناعات مشروع الصوب الخضروات الدواجن التصنيع الزراعي مشروعات الزراعة القطاع الزراعي المصري مستقبل مصر للتنمیة المستدامة جهاز مستقبل مصر الاستفادة من بالإضافة إلى تنفیذ مشروع مشیر ا إلى على مساحة فی تنفیذ البدء فی ألف فدان من خلال ألف طن إلى أن

إقرأ أيضاً:

القطاعان الخاص والحكومي يشتركان في تحويل المدن العلمية إلى قاطرة للتنمية المستدامة

 

أكد المشاركون في الجلسة على أهمية المدن العلمية والتكنولوجية في تعزيز الاقتصاد الوطني، مشددين على ضرورة تعزيز التعاون بين القطاع الخاص والمبادرات الحكومية للتحول إلى مجتمع ريادي ومبدع، والاستفادة من المدن العلمية في مصر كمحرك جديد لتنمية الاقتصاد القائم على المعرفة.
وأوضح الدكتور عمرو هلال، عضو اللجنة الوطنية للأدوية والرئيس التنفيذي لشركة هيلث تك، والذي أدار الجلسة، الفرق بين المدن العلمية والحرم الجامعي، مشيرًا إلى أن المدن العلمية تقدم نماذج متعددة، وقد تبنت مصر أحد هذه النماذج حتى الآن. وأضاف أن الهدف الأساسي من هذه المدن هو تأسيس شركات تسهم في خدمة المجتمع وتطوير تكنولوجيا جديدة.
وأكد هلال أهمية البحث في سرعة وطريقة بناء النظام البيئي     (Ecosystem)  لهذه المدن، متسائلًا عن الممارسات التي يمكن اتباعها لبناء بيئة متكاملة، بدلًا من الاكتفاء بتوفير مكان فقط.
وطالب هلال بتأسيس شبكة قوية من الاتصالات والتعاون بهدف تحويل العلوم والتكنولوجيا إلى أعمال تجارية ناجحة، مشددًا على أنه عند التغلب على التحديات، يمكن أن تدفعنا نحو آفاق جديدة.
وتابع هلال حديثه قائلًا: "عصر النجاح الفردي قد انتهى، وأصبح من الضروري وجود شركاء في العمل، حيث يجب أن نتعاون ونتشارك الجهود لتحقيق الأهداف المشتركة."
من جانبها، قالت شيرين محرم، القائم بأعمال رئيس معهد بحوث الإلكترونيات، إن مصر شهدت تطورًا كبيرًا في مجال ريادة الأعمال والتكنولوجيا، بالتزامن مع إنشاء حضانات تكنولوجية كبرى ومسارعات أعمال تدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا المالية (FinTech).
وأوضحت شيرين أن المدن العلمية تتميز بكونها تجمعًا ديناميكيًا يضم الجامعات والمعاهد البحثية، وتعمل الدولة على تطويرها كجزء من المشروعات القومية. وأشارت إلى أنه صدر قرار بإنشاء هذه المدن في عام 2020، بهدف تعزيز الاقتصاد المصري عبر الاعتماد على المعرفة، مما يسهم في تحقيق عوائد مادية مستدامة.
وأكدت شيرين أن المدن العلمية ليست كيانات جغرافية محددة، بل تستفيد من موقعها القريب من مصادر طبيعية أو موانئ لتسهيل الاستيراد والتصدير، كما تُنشأ بجوار المدن الصناعية لتعزيز التكامل الاقتصادي.
وفي إطار دعم هذا النموذج، أوضحت شيرين أنه تم تطوير نظام بيئي (Ecosystem) يهدف إلى تسهيل الاستثمار وتقليل القيود، مما يساعد على تعزيز الإنتاجية وخلق فرص للشباب المبتكرين. ومع ذلك، يواجه الشباب العديد من التحديات، مثل الانتقال بين الحاضنات المختلفة بحثًا عن التمويل، وهو ما يستدعي تقديم حلول فعالة لدعم أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع ناجحة.
وأكدت شيرين أهمية التوعية ونقل الخبرات إلى الشباب باعتبارها عنصرين أساسيين في بناء قدراتهم. وطالبت بوجود مؤسسة تختص بجمع الشباب معًا، حيث أن الجهود الفردية لا تكفي لتصدير المنتجات أو الدخول إلى الأسواق الدولية.
وأشارت شيرين إلى أن تدشين قاعدة بيانات وطنية لدعم هذه الجهود سيكون عاملًا مهمًا لتنسيق الجهود وتعزيز التعاون بين الشباب والمؤسسات المختلفة. وأضافت أن المدن العلمية تُبرز رؤية مصر نحو اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي في التكنولوجيا وريادة الأعمال.
استعرض الدكتور محمد شديد، الرئيس التنفيذي لجمعية اتصال، تجربة مجمع برج العرب الذي يُعد نموذجًا حقيقيًا للمدن العلمية، حيث يُعتبر أكبر من مجرد مدينة علمية نظرًا لما يضمه من مرافق وابتكارات. وأشار إلى أنه على مدار الخمس سنوات الماضية، تم تطوير تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) بشكل ملموس في هذا المجمع.
وأكد شديد أن المدن العلمية ليست محصورة في التكنولوجيا فقط، بل يمكن أن تشمل مجالات أخرى مثل الزراعة وغيرها. ونوّه إلى أن فكرة إنشاء شركة لإدارة المدينة تُعد خطوة رائعة، حيث قد تواجه الهيئات الحكومية صعوبة في إدارة ميزانية علمية بسبب انشغالاتها الأخرى.
وكشف شديد أن المجمع العلمي حقق نجاحات ملحوظة، حيث تخرج منه 25 شركة واحتضن 25 شركة أخرى حتى عام 2022. مشددًا على أن المدن العلمية يجب أن تتضمن مزيجًا من البحث التقليدي والتكنولوجيا والإنتاج.
ولفت شديد إلى أن القطاعات العلمية تواجه تحديات تتمثل في ضرورة التكامل بدلًا من التنافس. وأوضح أنه تم إنشاء وجود في أربع محافظات هي أسيوط، الإسكندرية، المنصورة، والقاهرة، مشيرًا إلى ضرورة التوسع خارج القاهرة. 
وطالب بأن تتجاوز فكرة مجمعات الإبداع نطاق الحكومة، مما يتيح الفرصة للابتكار والنمو في مجالات متعددة.
من جانبه، قال محمد ناجي، العضو المنتدب لشركة دبليو آر كيو بلس، إن فكرة إنشاء مجمعات تكنولوجية في مصر استلهمت من تجربة سيليكون فالي في الولايات المتحدة، موضحًا أنه يتم توفير مساحات عمل ودعوة الشركات ورواد الأعمال لتأسيس مكاتبهم منذ عام 2013. وأكد أن الهدف الأساسي هو بناء مجتمع يدمج بين الإبداع وريادة الأعمال.
وأضاف ناجي أن المبادرات الحالية تسعى إلى تحسين استغلال المساحات غير المستخدمة، مع التركيز على جمع المستثمرين معًا وخلق شراكات قوية لدعم الابتكار. 
وأوضح أن هذه الجهود لا تقتصر على تقديم خدمات تقنية فحسب، بل تشمل بناء أنظمة بيئية (Eco System) تُعزز من التعاون بين مختلف الأطراف وتوفر بيئة ملائمة للنمو.
وأشار ناجي إلى أن الهدف الأكبر هو دعم الأفراد بغض النظر عن طبيعة مشاريعهم أو مجالات عملهم، من خلال تهيئة بيئة تساعدهم على تطوير أعمالهم والنمو بشكل مستدام. 
وأكد أن دور المجمعات لا يقتصر على تأجير مساحات العمل، بل يتجاوز ذلك إلى خلق منظومة تفاعلية تجمع بين المستثمرين والشركاء لدعم الإبداع واستغلال الموارد المتاحة.
وتابع ناجي أن المناطق خارج القاهرة شهدت العديد من الابتكارات والإبداعات الكبيرة بفضل المواهب المنتشرة في أنحاء مصر. وأكد أن القطاع الخاص لعب دورًا مهمًا في هذا التحول، حيث دعمت مبادرات مثل مراكز "كرياتيفا" التي أطلقتها وزارة الاتصالات هذه الجهود وساعدت الشركات على توسيع رؤيتها وتعزيز دعمها للمواهب. 
وأضاف أن النهج الحالي يعكس رؤية شاملة تجمع بين القطاعين العام والخاص لبناء مجتمع يزدهر فيه الابتكار، وتتحقق فيه شراكات مستدامة تعزز من مكانة مصر كمركز ريادي في المنطقة.
وتقام فعاليات النسخة الثامنة والعشرين لمعرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT’24، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبتنظيم شركة تريد فيرز انترناشيونال، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، حيث يتم اكتشاف الموجة التالية من التقدم التكنولوجي وأحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات بحضور كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
ويأتي المعرض برعاية كل من شركة دل تكنولوجيز ومجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، والبنك التجاري الدولي (CIB) مصر، وشركة هواوي، وشركة أورنچ مصر، وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى رعاية المصرية للاتصالات وماستركارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وشركة فورتينت. كما تضم قائمة الرعاة كل من إي آند إنتربرايز، ومجموعة بنية، وشركة خزنة، وشركة سايشيلد، ومجموعة شاكر، وشركة ICT Misr وIoT Misr، ونتورك إنترناشيونال، وكاسافا تكنولوجيز، وإيجيبت تراست.

مقالات مشابهة

  • برلمانية: الدولة أطلقت مشروعات الاستصلاح الزراعي لزيادة الرقعة الزراعية
  • أستاذ زراعة: استراتيجية مصر 2030 وضعت القطاع الزراعي في صميم أولوياتها
  • استشاري تنمية: المشروعات القومية تسهم في رسم المستقبل الزراعي
  • توقيع مذكرتي تفاهم بين جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة و«مصدر» الإماراتية
  • مذكرتي تفاهم بين جهاز مستقبل مصر و"مصدر" الإماراتية لتعزيز مشروعات الطاقة
  • مدبولي يشهد توقيع مذكرتي تفاهم بين جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة و«مصدر» الإماراتية
  • مذكرتا تفاهم بين مستقبل مصر للتنمية المستدامة و"مصدر" الإماراتية لتعزيز مشروعات الطاقة المتجددة
  • القطاعان الخاص والحكومي يشتركان في تحويل المدن العلمية إلى قاطرة للتنمية المستدامة
  • منال عوض: تسجيل 9,313 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية بإجمالي 395 فدانًا
  • مركز إعلام أسيوط ينظم ندوة تحت عنوان التغييرات المناخية وتأثيرها على الرقعة الزراعية فى مصر