«يويفا» لحكام «يورو»: اترك مسافة واشرح قراراتك
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
لندن (د ب أ)
تقرر أن يقوم حكام بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2024) بشرح القرارات الحاسمة والرئيسة في المباريات لقادة منتخبات البطولة مع مطالبة اللاعبين الآخرين بالحفاظ على مسافة بينهم مع الحكام، تجنباً لحصولهم على بطاقات صفراء.
ويبدو الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عازماً على خلق بيئة محترفة في المباريات، حيث يتم إبلاغ المكالمات الرئيسة داخل الملعب، بما في ذلك المناقشات التي تدور مع حكام تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) أو فحص الشاشة.
وقال روبرتو روزيتي، رئيس لجنة الحكام في يويفا «تفسير أي قرار بوجود ما يصل إلى 22 لاعباً يهاجمونك أمر مستحيل بالنسبة للحكم»، أضاف روزيتي «يمكن أن يؤدي ذلك لانهيار في التواصل، حيث تتحول اللعبة الجميلة إلى قبيحة للغاية بسرعة كبيرة، وهو ما يتفق عليه الجميع، وهو أمر سيئ لصورة كرة القدم».
أوضح روزيتي «ستتم بالطبع مناقشة بعض القرارات دائماً. ومع ذلك، في محاولة لتحسين الوضع الراهن، نريد في يويفا من الحكام أن يشرحوا المزيد من قراراتهم لجميع الفرق المتنافسة في البطولة المقبلة»، وتابع «كيف سنفعل ذلك؟ الفكرة بسيطة: نطلب من جميع الفرق التأكد من أن قائد كل منتخب هو اللاعب الوحيد الذي يتحدث للحكم. نطلب من القادة التأكد من عدم تعدي زملائهم على الحكم ومحاصرتهم له، ما يسمح بإجراء محادثات مباشرة من أجل نقل القرار في الوقت المناسب وبطريقة محترمة». وأشار «الأهم من ذلك أننا نريد فقط أن يتمكن قائد الفريق الذي يرغب في مناقشة القرار من التواصل مع الحكم، كما تقع على عاتق القائد مسؤولية التأكد من احترام زملائه للحكم، والحفاظ على مسافة بينهم، وعدم محاصرته».
أكد روزيتي في تصريحاته التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أنه سيتم توجيه بطاقة صفراء لأي لاعب يتجاهل دور القائد، ويظهر «أي علامة على عدم الاحترام أو المعارضة». كشف المسؤول الإيطالي أنه إذا كان القائد هو حارس مرمى الفريق، سيتم ترشيح لاعب آخر يمكنه القيام بهذا الدور في حالة وقوع حادث في الطرف المقابل من الملعب. ويأتي تحرك يويفا من أجل تحسين السلوك في أعقاب تقديم تجربة أجراها مشرعو اللعبة في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب)، لإنشاء منطقة يوجد فيها قائد الفريق فقط حول الحكام. ورغم ذلك، فإن مبادرة يويفا ليست جزءاً من التجربة، فهي مفتوحة فقط للمسابقات على المستوى المحلي بدوريات الدرجة الثالثة وما دونها. أخبار ذات صلة «كيس خبز» يكشف انضمام فيهريش لقائمة ألمانيا في «يورو 2024»
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحكام قضاة الملاعب يورو 2024 أمم أوروبا
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا والسلاح الأبيض من مسافة ما تحت الصفر
للوهلة الأولى يُخيّل لمن يشاهد أو يسمع عن المواجهات الأخيرة بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال، بأن الذخيرة قد نفدت من المقاومين حتى لجأوا إلى استخدام السلاح الأبيض للالتحام مع العدو من مسافة ما تحت الصفر، لكنها الشجاعة والإقدام التي يتحلى بها المقاومون والذين ما برحوا يحملون روحهم على أكفهم، ويزرعون الرعب في قلوب الجنود الصهاينة، إنها الجرأة والقدرة على التحكم بإيقاع ووتيرة الاشتباك.
مع تعاظم مجازر الإبادة التي ترتكبها القوات الغازية في شمالي غزة، وخاصة في مخيم جباليا وجباليا البلد، شهدت الفترة الأخيرة عمليات نوعية عديدة اتخذت أساليب جديدة، من الاقتحام المباشر واستخدام السلاح الأبيض والأحزمة الناسفة إلى العمليات الاستشهادية في الإجهاز على ضباط وأفراد جنود العدو.
ولقد حملت هذه العمليات دلالات عديدة؛ أبرزها الروح الاستشهادية لمقاتلي المقاومة، والاستعداد الدائم للتضحية بالغالي والنفيس. وثانيها، أكدت على جرأة وشجاعة المقاتل الفلسطيني في مواجهة عدو مدجج بأحدث انواع السلاح والتكنولوجيا. وثالثها، أبرزت المهارات اليدوية والبدنية والقتالية التي يتمتع بها المقاتلون الفلسطينيون برغم مرور أكثر من 440 يوما على معارك طوفان الأقصى؛ وهذا ما لم يتوقعه القادة الصهاينة في أن تبلغ المواجهة إلى هذه المسافة ما تحت الصفرية. ورابعها، أشارت إلى قدرة المقاومة على الاستطلاع والمراقبة الدقيقة لتحركات العدو أفرادا أو آليات.مع تعاظم مجازر الإبادة التي ترتكبها القوات الغازية في شمالي غزة، وخاصة في مخيم جباليا وجباليا البلد، شهدت الفترة الأخيرة عمليات نوعية عديدة اتخذت أساليب جديدة، من الاقتحام المباشر واستخدام السلاح الأبيض والأحزمة الناسفة إلى العمليات الاستشهادية في الإجهاز على ضباط وأفراد جنود العدو وخامسها، افتضاح الفشل الاستخباري الإسرائيلي أمام الجمهور الإسرائيلي، والذي أدى إلى فشل ميداني متكرر ما أفقد الثقة بقادة القوات الغازية. وسادس هذه الدلالات، امتلاك المقاومة عنصر المفاجأة وتوظيف التكتيك والتوقيت المناسب. ولقد أبرزت هذه العمليات امتلاك أفراد المقاومة المهارة التكتيكية الميدانية، والقدرة على المناورة والتمويه في ظروف بالغة التعقيد والخطورة، وتوظيف كافة الإمكانات المتاحة والاستفادة من طبيعة الأرض والبيوت المدمرة، والعمل وسط الأنقاض.
من ناحية أخرى، حملت هذه العمليات رسائل ومضامين عديدة:
أبرزها، بأن لدى المقاومة لا زال هناك الكثير في جعبتها لمواجهة قوات الاحتلال ومواجهة الضغط العسكري، الذي يمارسه نتنياهو للضغط على طاولة المفاوضات لفرض شروط جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى، والتأثير على مجرياتها. كما تحمل رسالة أخرى إلى الشارع الإسرائيلي، وخاصة إلى عائلات الأسرى لإظهار هشاشة، وضعف جنود الاحتلال، وعدم قدرتهم على القضاء على المقاومة، وانحطاط روحهم المعنوية، وتفشي الأمراض النفسية في صفوفهم، وحالات الهلع والرعب التي تنتابهم.
ولعل أهم الرسائل تكمن في فشل القوات الغازية في عزل شمال غزة عن جنوبه، وفشل حصاره وتهجير أهله على الرغم من مضي نحو 80 يوما، وخاصة فشله في مخيم جباليا الذي دُمّر نصفه والذي لا زال يشهد هذه العمليات والمواجهات النوعية برغم صغر المساحة الميدانية فيه؛ مما يعني أن المقاومة أفشلت ما سمِّي بخطة الجنرالات.
في واقع الأمر، إن ما تقوم به القوات الإسرائيلية في قطاع غزة هو مواجهات بلا أهداف عسكرية، بل هناك أهداف سياسية لدى نتنياهو موجهة نحو الداخل باتجاه عائلات الأسرى، وأخرى باتجاه المعارضة والأحزاب، التي تتربص به لإنهاء حياته السياسية وخروجه من المشهد نهائيا. ولكن في الوقت ذاته موجهة ضد شعبنا، بهدف تدمير حياته ومستقبله، وبالتالي تهجيره من خلال شن مجازر الإبادة الجماعية بكل أشكالها وصورها، من التجويع والتعطيش، ومنع الحصول على المساعدات، إلى نشر الأوبئة والأمراض وتلويث البيئة، وضرب البنى التحتية من مرافقٍ ومشافٍ، وكل ما له علاقة بجوانب الحياة.
في نهاية المطاف، يبقى صمود شعبنا الاسطوري هو الفيصل، وتبقى قوة إرادة المقاومين على المواجهة بسلاحهم الأبيض وكافة السبل، الكفيلة بهزيمة أهداف حرب نتنياهو الإجرامية.
[email protected]