استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم الثلاثاء بمشيخة الأزهر،  أمارا كالون، وزير الإدارة العامة والشؤون السياسية لجمهورية سيراليون، يرافقه وفدٌ رفيع المستوى؛ لبحث سبل تعزيز التعاون العلمي المشترك، والاستفادة من خبرات الأزهر الشريف في المجال الدعوي.


أكد فضيلة الإمام الأكبر اعتزاز الأزهر بالعلاقات التي تربطه بسيراليون، مشيرًا فضيلته إلى أنَّنا نسعد لاستقبال عشرات الطلاب والطالبات الملتحقين للدراسة بمختلف المراحل التعليمية بالأزهر، ويوفر الأزهر ١٠ منح دراسية لأبناء سيراليون للالتحاق بجامعة الأزهر، كما أننا لدينا ٣٥ مبعوثًا أزهريًّا في سيراليون ينشرون المنهج الأزهري، ويقومون بتدريس العلوم الشرعيَّة والعربيَّة لأبناء سيراليون.

 

وأكَّد فضيلته استعداد الأزهر لإنشاء مركزٍ أزهريٍّ لتعليم اللغة العربية في سيراليون، خدمة لأبناء سيراليون في تعلم لغة القرآن الكريم ودراسة العلوم الشرعية، وتأهيل الطلاب الراغبين في الالتحاق بجامعة الأزهر في القاهرة، واستعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية المقدَّمة لأبناء سيراليون إلى العدد الذي يمكن من خلاله تحقيق نهضة سيراليونية في شتَّى المجالات، واستقدام الأئمَّة من سيراليون للدراسة في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وفق منهج دراسي وتدريب أكاديمي متخصص ومصمم لرفع مهارات الأئمة في تفنيد الشبهات المثارة حول الإسلام، ونشر قيم التسامح والتعايش.

 

من جانبه، قال الوزير السيراليوني "نحمل لفضيلتكم تحيات الرئيس السيراليوني، جوليوس مادا بيو، وتقديره لجهود فضيلتكم في نشر قيم التَّعايش والأخوة، ونشكر لكم دعمكم المتواصل لأبناء سيراليون من خلال المبعوثين الأزهريين في بلادنا ورعايتكم لأبنائنا الدراسين في الأزهر الذين يتحلون بالأخلاق والرَّغبة الجادة في تحصيل العلوم، ويساعدون في نهضة بلادنا بعد تخرجهم وعودتهم، ويتمتعون بتولي المناصب القيادية في مختلف الهيئات والمؤسسات في بلادنا".

 

التعامل مع قضايا العصر،

 

ووجَّه الوزير السيراليوني دعوةً رسميَّةً لشيخ الأزهر لزيارة سيراليون، وأن الشعب السيراليوني ينتظر هذه الزيارة بشغف كبير، كما رحَّب الوزير السيراليوني بمقترح شيخ الأزهر بتدريب أئمة سيراليون في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتعويل بلاده على الأزهر الشريف في رفع مهاراتهم في التعامل مع قضايا العصر، وخلق قيادات دينية قادرة على تأهيل الشباب ورفع وعيهم بأهمية التعليم، مشيرًا إلى أن سيراليون تسعى للقضاء على الأمية، ولذا خصصت أكثر من ٢٠٪؜ من الميزانية العامة للدولة لدعم التعليم، مصرحًا "نهتم بتعليم أبنائنا العلوم والطب والهندسة والتكنولوجيا الحديثة، وبدون وجود كفاءات في هذه المجالات لن نستطيع مواكبة التطور العالمي، كل هذا جنبًا إلى جنب مع الالتزام بالأخلاقيات؛ ولذا فإننا نود إرسال المزيد من أبنائنا إلى الأزهر للدراسة والتدريب، خاصة في مجالات الطب والهندسة".

ورحَّب شيخ الأزهر بتدريب أطباء سيراليون في كليَّات الطب بجامعة الأزهر، وتصميم معايشة لدارسي الطب في مستشفيات جامعة الأزهر، ووجه القيادات الأزهريَّة بدراسة الأمر والتنسيق مع سفارة سيراليون بالقاهرة لتنفيذه في أقرب وقت وبما يلبي احتياجات الشعب السيراليوني.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر الإمام الأكبر سيراليون المجال الدعوى التعاون العلمى

إقرأ أيضاً:

الأزهر يرد على حالة الجدل المثارة بشأن كلمة الطيب باحتفالية مولد النبي

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

رد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على حالة الجدل التي أثيرت عقب كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال كلمته في احتفالية المولد النبوي الاثنين الماضي.

وأوضح الأزهر للفتوى عبر حسابه على فيس بوك: حول حديث فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن تفضيل بعض أنبياء الله على بعض، مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يؤكد أن اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها عمَّا سيقت له بغرض التشويه؛ افتراءٌ وتدليس ينافي الأمانة وقواعد العلم. وتابع: لا تفهم جملة من الكلام إلا بوصلها بما قبلها وما بعدها، لما فيه من ربط للكلام بغاية المتحدث منه، وبيان لمُجمله، ونفي للاحتمالات والظنون غير المرادة، وهذه قاعدة عامة في فهم النصوص العربية ذات النسيج اللغوي المتماسك، وإذا كان كلام الله المُعجِز -الذي لا يضاهيه في البلاغة كلامٌ- إذا اقتطع من سياقه لم يدل على مراد الحكيم الخبير منه، فإن احتياج ما هو دونه من الكلام لفهمِه في ضوء السياق أولى.

وأضاف الأزهر للفتوى: معرفةُ سِياقِ كلامِ المتحدث في نصٍّ معين، وفي سياقات سابقةٍ من نُصوص أخرى، مُعبرةٍ عن فكره وعِلمه؛ تَمنعُ حَمْلَ بعض عباراته -المجتزأة من سياقها- على غير المُراد منها، ومعلومٌ أن اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها عما سِيقت له؛ افتراءٌ وتدليسٌ ينافي الأمانة وقواعد العلم.

وتابع: خلال كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر، في احتفالية المولد النبوي الشريف 1446هـ، تحدث عن الأخلاقِ الكاملة لصاحب الرسالة ﷺ، والعلاقة بينها وبين خاتميّة رسالته وعالميّتها، وسِعَتها للعالَمين جميعًا: إنسًا وجِنًّا، كائنًا وجمادًا، زمانًا ومكانًا؛ بينما جاءت الرسالات السَّابقة محدودةً بأقوامٍ بعينِهم وفي زمانٍ مُعيَّن ومكانٍ محدَّد لا تتجاوزه لآخَر.

وواصل: وهذا بلا شك تقرير لِعظم شأن هذه الرسالة وصاحبها ﷺ؛ لا للخصائص المذكورة في ذاتها؛ بل للأدلة الواردة في هذا الشأن والحاكمة بالأفضلية، -وتلك منزلة أعلى في التفضيل- والمعنى أنه لا يُعتَمد على الخصائص بل على التفضيل الإلـٰهي، وهو المقصود من الاستثناء المُقتَطع من كلمة فضيلة الإمام، حين قال: «اللهمَّ إلا اتباعًا لما يَرِدُ من الشَّرع الكريمِ في هذا الشَّأن»، مشيرًا بهذا الاستثناء إلى ما ورد من الأدلة المعلومة للعامّة والخاصة، والتي منها، قوله سبحانه وتعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 11]، وقوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ». [أخرجه مسلم]، وعن أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِﷺ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ».

وأكمل: بيد أن فضيلة الإمام الأكبر نوه إلى أن تفضيل الرسالات -التي نزلت على الأنبياء في أزمانهم- بعضها على بعض، والأنبياء بعضهم على بعض، لا ينبغي أن يكون محل خلاف وتنازع، أو مبني على رأي عارٍ عن دليل، بأن يُفتح باب المفاضلة فيه للعامّة؛ لما في ذلك من خطر كبير على المجتمعات واستقرارها وشواهد التاريخ تؤكد ذلك؛ بل الأصل فيه تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى والتسليم والإيمان بما نزّله؛ عملًا بالأدلة الواردة في هذا الشأن، والمذكورة في كلمة فضيلة الإمام، والتي منها قول الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: 253]، وقوله أيضًا: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْض} [الإسراء: 55]، وقول سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا تُخَيِّروني مِن بينِ الأنبياءِ»[أخرجه البخاري]، وفي لفظٍ آخَر: «لَا تُخَيِّرُوا بيْنَ الأنْبِياءِ» [متفق عليه]، وقوله ﷺ: «لَا تُخَيِّرُونِي علَى مُوسَى» [متفق عليه]، وقوله لما جاءه رجل من أصحابه، فقال: يا محمَّد! يا سَيِّدَنا وابنَ سَيِّدِنا، ويا خيرَنا وابن خيرِنا: «مَا أُحِبُّ أنْ تَرفَعوني فوقَ مَنزلتي الَّتي أنزلنيها اللهُ» [أخرجه أحمد في مسنده]، وهي منزلةُ النُّبُوّة والرِّسَالةِ.

مقالات مشابهة

  • الأزهر الشريف يرد على اجتزاء تصريحات الإمام الأكبر حول المفاضلة بين الأنبياء
  • الأزهر يرد على حالة الجدل المثارة بشأن كلمة الطيب باحتفالية مولد النبي
  • "الأزهر للفتوي" يحسم الجدل حول كلمة الإمام الأكبر في احتفالية المولد النبوي
  • الأزهر للفتوى: اجتزاء كلمات الإمام الأكبر عن تفضيل بعض الأنبياء تدليس
  • نهلة الصعيدي: 10 آلاف طالب يدرسون على منح الأزهر
  • محافظ جاوا الإندونيسية: نقدر عناية الإمام الأكبر بطلابنا الدارسين في قلعة الوسطية والاعتدال
  • الوزير السقطري يعلن عن توقيع أتفاقية تعاون سمكي مع روسيا الاتحادية
  • «القاصد» يوجه التهنئة لأبناء جامعة المنوفية بمناسبة قرار إنشاء معهد الأورام
  • الإمام الأكبر يهدي السيسي النسخة الأولى من ترجمة الأزهر لمعاني القرآن إلى الإنجليزيَّة
  • اليوم غلق باب تسجيل الرغبات للالتحاق بجامعة الأزهر