د. مفضي المومني: أنقذوا الأردن منا!
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
د. مفضي المومني يتزاحمون عليك… مرةً حباً وأخرى نحراً… وبين الحب والنحر… نحن..نحن…وهم… هم…وانت أنت..! والطريق تطول… على الجميع..!. ايها الوطن الذي اثخناك حباً تارةً… وتارةً أخرى هيبةً… وأخرى… وجعاً وأرقا… نسبح الله بحمدك… وفي لحظة بلهاء نستبيحك… أنا لست مع نهج القطيع… ولا مع نظرية ومقولة الخبيث بوش الأبن ( إذا لم تكن معي فأنت ضدي)، فلو وقفت مع الحكومة لأصبحت مسحجاً… ولو ناصرت المعارضة والحراك والمعلم لأصبحت مطلوباً.
. وأنا لا أريد لا هذه ولا تلك… ! ولا اطيق أن أكون مطلوباً في وطني ووطنيتي..! أريده وطنا لنا جميعا… رغم كل إختلاف…!. أريد وطنا أرجوانياً… أريده أخضراً يانعاً… أو قاحلا..أو خصباً…أو يباباً… لكنه وطن، يحتمل كل الوان الطيف، وكل تقلبات الإنسان، وكل عنجهيتنا وصلفنا… وعنفواننا..وحبنا وبغضنا… ، أريد وطنا صاخباً… شاحباً لا فرق… فأنا لست أنا من غير وطن، ووجودي فيه ليس صدفة… ولا أنا مرتزق…!. أيها العابثون اياً كنتم… رفقا بهذا الأردن، فقد احتمل عنطزتكم… وحلمكم… وفقركم… وغناكم… وشيطنتكم… ونفاقكم وكذبكم وفسادكم وحبكم وجوعكم ..، وأغمض عينيه عن كل أفعالكم وتقلباتكم… وصبر وصبر، وما زال يؤيكم بليله ومساءاته الجميله، بقيظه وحره، وبرده … ويغمض عينيه لعلكم تخجلوا منه… ولم يسألكم عن سوءاتكم ولا (برطعاتكم)، يظلكم بظله… ويلفح جباهكم بهوائه ونسيمه وشمسه… حسَنَكم وقبيحُكم… ويحفكم بحنانيه…وتشرق شمسه عليكم كل صباح… لترسم لكم بداية جديدة نقية… فلا تعقوه ولا تخذلوه أيا كنتم واينما حللتم. هو الأردن…كما غناه حيدر محمود: حلو.. أو مر.. هذا وطني.. وانا اهواه! يسعدني.. او يشقيني.. لا أرضى بسواه! واذا ما شاء العشق له، أن أغدو حجرا.. او زهرة دفلى.. او قطرة ماء.. فله ما شاء، له.. ما شاء.. وليحفظه المولى.. موالا للفرح الاخضر، فوق شفاه الزعتر، والحناء… وصلاة للعطر، بقلب الزهر تفجر منه مواسم عشق، ومراسيل.. وبيادر صحو، ومناديل.. وصبايا، مثل مروج القمح، تميل! وليحفظه المولى.. شمسا دافئة الوهج، ووعد غرام..! وجديلة زهو في الحدقات السود، تنام! هذا وطني.. هل في الدنيا وجه احلى من وجه حبيبي!؟ هو حبنا وارضنا وذاتنا… هو الاردن… لن ارسل سهام كلامي نحو أحد… كنت سأصمت… تحت ظل القانون القادم والذي ينازعنا حب الوطن كل ذات نقد أو فزعة… أو تنفيس، أو تدليس..! فالكلام لم يعد (حكي فاضي)… أصبح مغرماً ومجرماً..وثمن الكلمة ( إن حيدت هيك ولا هيك، الكاف بال ch) ستدفع ثمنها السجن وآلاف العصافير العزيزة المتبخرة والطائرة والمسافرة بعيدا عن جيوبنا… في زمن الفقر المطقع… فنقد الحكومة واولي الأمر ولو من باب الشبهة قد يودي بصاحبه (لخشة خالته…مع غرامات ألفية ابن مالك)… والحل إما الصمت من باب درء الشبهات، أو الإنضمام لساحة الإنبطاح والتسحيج… فلا الحكومة ستسمح لي ولا القانون سيسعفني ولا الآخر سيغفر لي… وبين كل تخرصات الفكر… والعقل الذي يتعب صاحبه ويتعبه… ينادي صوت الوطن…عاتباً… ويهمس لي… أنا من يحتملك… مثلما أنت… أفعلها اليوم وفعلتها بالأمس…أتذكر يا هذا… احتملتك واحتضنتك… طاهراً أو فاجراً… فسدتم وأفسدتم… سرقتم …تآمرتم… عبثتم… تماديتم… وفي كل المرات كنتم تعودون مساءً لحضني… ومحبتي، فأحتضنكم من جديد لعل وعسى أن تتوبوا وتبروني… . فلماذا تتخاصموا..؟ يا ابنائي… يا كل الأردنيين… حكومة ونواب وساسة وعامة وخاصة…كل يسعى ويقف لذاته…ولا تتذكروني إلا في عودة المساء أو حضنة الموت الأخيرة… فأنا لا أستحق عقوقكم… توقفوا… رفقا بي… لدي مساحات كثيرة وكبيرة لأصالحكم… لدي أشجار خضراء تظلكم…اتركوا كل أخطاءكم خلفكم… وسامحوا وتسامحوا… ولا تبعثروني في فصاحة أو تدليس قوانينكم…ولا تتخاصموا لأغراضكم الصغيرة… وتذكروا أن حلمي وحضني لن يكون أبدياً… (إعملوا إللي بدكم اياه… بس وحياتكوا إذا ظليتوا على هالذربه لاتركلكم البلد وأهج)… انقذوا الأردن منا… يا رعاكم الله… حمى الله الأردن. كاتب اردني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
المفتي قبلان: حركة أمل وحزب الله ثنائي وطني بوزن ثقيل
أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان البيان الاتي: "لا شك أن قضية البلد معقدة إلا أن العيش المشترك ضرورة وطنية مطلقة، وهذا يفترض توظيف الحلول الجامعة وتقديم مصالح العائلة اللبنانية على المصلحة الطائفية، بخاصة أن التعدد والتنوع لا يمنع من عيشنا المشترك وتطوير واقعنا وتنظيم قدراتنا وتعزيز وحدتنا الجامعة. ولأنّ الأهمية القصوى الآن مجيّرة لوقف الحرب أسأل البعض: لماذا إطلاق النار على الرئيس نبيه بري الذي يقود جهود أخطر لحظة تاريخية بمصير البلد، وهو يكاد يكون قيمة وطنية نادرة بقدراته وخبراته الدولية فضلاً عن إيمانه بالإنسان كقيمة حقوقية بعالم المواطنة، فهل المصلحة اللبنانية تمر بإطلاق النار على أهم شخصية ميثاقية ووطنية تقود جهود وقف نار أخطر حرب وأسوأ مشاريع إقليمية؟ وهل البديل يصب في الصالح الوطني، رغم أنّ القضية هنا قضية لبنان ووجوده بعيداً من الحصص والتفاصيل التي لا قيمة لها دون لبنان السيادي؟"
وتابع: "للتاريخ أقول: لبنان قوي بتاريخه وتاريخ شراكته الوطنية وتاريخ بعض شخصياته النادرة والقادرة والعابرة للطوائف، وما تقوم به المقاومة بالشقين السياسي والميداني شرف وطني لا سابق له، والتوظيف الوطني لا يجوز أن يكون على حسابها، ولحظة التاريخ على باب عين التينة وميادين الجنوب وكل أماكن الإغاثة التي يقودها الشارع المسيحي والمسلم، ولا قيمة للبنان بلا لهفة وطنية ووحدة أهلية وميثاقية ودعم مطلق لجهود الشراكة ووقف النار، وكفانا تمزيقاً لهذا البلد، بخاصة أنّ التسوية بالمربّع الأخير، وما يجري الآن تثبيت لميزان الإتفاق بالنار، والبلد والمقاومة بخير، وخير المقاومة للبنان".
وختم: "للبعض أقول: حركة أمل وحزب الله ثنائي وطني بوزن ثقيل وجذور تاريخية وقدرات عيش مشترك لا يتزعزع، والثنائي الوطني لا يشترط لنفسه بل للبنان وطوائفه الكريمة، واللحظة لتكريم لبنان وتكريم طوائفه المنصهرة ومشروعه الوطني ومقاومته العظيمة".