رأي اليوم:
2024-07-01@05:18:29 GMT

د. مفضي المومني: أنقذوا الأردن منا!

تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT

د. مفضي المومني: أنقذوا الأردن منا!

 

 

د. مفضي المومني يتزاحمون عليك… مرةً حباً وأخرى نحراً… وبين الحب والنحر… نحن..نحن…وهم… هم…وانت أنت..! والطريق تطول… على الجميع..!. ايها الوطن الذي اثخناك حباً تارةً… وتارةً أخرى هيبةً… وأخرى… وجعاً وأرقا… نسبح الله بحمدك… وفي لحظة بلهاء نستبيحك… أنا لست مع نهج القطيع… ولا مع نظرية ومقولة الخبيث بوش الأبن ( إذا لم تكن معي فأنت ضدي)، فلو وقفت مع الحكومة لأصبحت مسحجاً… ولو ناصرت المعارضة والحراك والمعلم لأصبحت مطلوباً.

. وأنا لا أريد لا هذه ولا تلك… ! ولا اطيق أن أكون مطلوباً في وطني ووطنيتي..! أريده وطنا لنا جميعا… رغم كل إختلاف…!.  أريد وطنا أرجوانياً… أريده أخضراً يانعاً… أو قاحلا..أو خصباً…أو يباباً…  لكنه وطن، يحتمل كل الوان الطيف، وكل تقلبات الإنسان، وكل عنجهيتنا وصلفنا… وعنفواننا..وحبنا وبغضنا… ، أريد وطنا صاخباً… شاحباً لا فرق… فأنا لست أنا من غير وطن، ووجودي فيه ليس صدفة… ولا أنا مرتزق…!. أيها العابثون اياً كنتم… رفقا بهذا الأردن، فقد احتمل عنطزتكم… وحلمكم… وفقركم… وغناكم… وشيطنتكم… ونفاقكم وكذبكم وفسادكم وحبكم وجوعكم ..، وأغمض عينيه عن كل أفعالكم وتقلباتكم… وصبر وصبر، وما زال يؤيكم بليله ومساءاته الجميله، بقيظه وحره، وبرده … ويغمض عينيه لعلكم تخجلوا منه…  ولم يسألكم عن سوءاتكم ولا (برطعاتكم)، يظلكم بظله… ويلفح جباهكم بهوائه ونسيمه وشمسه… حسَنَكم وقبيحُكم… ويحفكم بحنانيه…وتشرق شمسه عليكم كل صباح… لترسم لكم بداية جديدة نقية… فلا تعقوه ولا تخذلوه أيا كنتم واينما حللتم. هو الأردن…كما غناه حيدر محمود:  حلو.. أو مر.. هذا وطني.. وانا اهواه! يسعدني.. او يشقيني..  لا أرضى بسواه! واذا ما شاء العشق له،  أن أغدو حجرا.. او زهرة دفلى.. او قطرة ماء..  فله ما شاء، له.. ما شاء.. وليحفظه المولى.. موالا للفرح الاخضر، فوق شفاه الزعتر، والحناء… وصلاة للعطر، بقلب الزهر تفجر منه مواسم عشق، ومراسيل.. وبيادر صحو، ومناديل.. وصبايا، مثل مروج القمح، تميل! وليحفظه المولى.. شمسا دافئة الوهج، ووعد غرام..! وجديلة زهو في الحدقات السود، تنام! هذا وطني..  هل في الدنيا وجه احلى من وجه حبيبي!؟ هو حبنا وارضنا وذاتنا… هو الاردن… لن ارسل سهام كلامي نحو أحد… كنت سأصمت… تحت ظل القانون القادم والذي ينازعنا حب الوطن كل ذات نقد أو فزعة… أو تنفيس، أو تدليس..! فالكلام لم يعد (حكي فاضي)… أصبح مغرماً ومجرماً..وثمن الكلمة ( إن حيدت هيك ولا هيك، الكاف بال ch) ستدفع ثمنها السجن وآلاف العصافير العزيزة المتبخرة والطائرة والمسافرة بعيدا عن جيوبنا… في زمن الفقر المطقع… فنقد الحكومة واولي الأمر ولو من باب الشبهة قد يودي بصاحبه (لخشة خالته…مع غرامات ألفية ابن مالك)…  والحل إما الصمت من باب درء الشبهات، أو الإنضمام  لساحة الإنبطاح والتسحيج… فلا الحكومة ستسمح لي ولا القانون سيسعفني ولا الآخر سيغفر لي…  وبين كل تخرصات الفكر… والعقل الذي يتعب صاحبه ويتعبه… ينادي صوت الوطن…عاتباً… ويهمس لي… أنا من يحتملك… مثلما أنت… أفعلها اليوم وفعلتها بالأمس…أتذكر يا هذا… احتملتك واحتضنتك… طاهراً أو فاجراً… فسدتم وأفسدتم… سرقتم …تآمرتم… عبثتم… تماديتم… وفي كل المرات كنتم تعودون مساءً لحضني… ومحبتي، فأحتضنكم من جديد لعل وعسى أن تتوبوا وتبروني… .  فلماذا تتخاصموا..؟ يا ابنائي… يا كل الأردنيين… حكومة ونواب وساسة وعامة وخاصة…كل يسعى ويقف لذاته…ولا تتذكروني إلا في عودة المساء أو حضنة الموت الأخيرة… فأنا لا أستحق عقوقكم…  توقفوا… رفقا بي… لدي مساحات كثيرة وكبيرة لأصالحكم… لدي أشجار خضراء تظلكم…اتركوا كل أخطاءكم خلفكم… وسامحوا وتسامحوا… ولا تبعثروني في فصاحة أو تدليس قوانينكم…ولا تتخاصموا لأغراضكم الصغيرة… وتذكروا أن حلمي وحضني لن يكون أبدياً… (إعملوا إللي بدكم اياه… بس وحياتكوا إذا ظليتوا على هالذربه لاتركلكم البلد وأهج)… انقذوا الأردن منا… يا رعاكم الله… حمى الله الأردن. كاتب اردني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

كلام حساس عن ملف الضفة الغربية

المخطط الإسرائيلي الاستراتيجي يريد تفكيك السلطة الحاكمة في قطاع غزة، وسيلحقها تفكيك السلطة الحاكمة في رام الله، بما يعنيه ذلك من نتائج مستقبلية خطيرة على جبهات مختلفة.

قصة غزة يتابعها الكل، لكن الذي يجري في الضفة الغربية خطير، على الفلسطينيين من جهة، وعلى الأردن، وأمن الأردن، والقصة هنا لا تقوم على اساس التهويل والمبالغات، واذا كان سيناريو التهجير من قطاع غزة فشل حتى الآن، فإن اسرائيل تراهن عليه في الضفة الغربية.

لكن الخطر الاكبر لا يتعلق بقصة التهجير من الضفة الغربية، لان هناك موانع وعراقيل في هذا السيناريو، من بينها ان الضفة الغربية مقطعة الاوصال اصلا، وعدد الفلسطينيين فيها يتجاوز ثلاثة ملايين شخص، ومهما فعلت اسرائيل فلا يمكنها دفع الناس للخروج من بيوتهم، نحو الأردن، مما قد يأخذنا الى حلول اسرائيلية للتوطئة لهذا السيناريو والتجهيز له. 

الأردن يعلن موقفه دوما من خطط الاسرائيليين، والجانب الاسرائيلي يتحرش بالأردن علنا، من خلال التصريحات ونشر الخرائط والتهديد المبطن، وغير ذلك من طرق من بينها تحكم تل ابيب في سياسات دولية واقليمية من اجل ترك الأردن ضعيفا، وقرب حافة الخطر بما تعنيه الكلمة، والاتهامات التي يتبناها البعض داخل الأردن بتأثير داخلي او خارجي، لاتعبر الا عن سطحية، وعن عدم ادراك لثقل التوقيت، واللحظة، والمعادلات التي تحشرنا جميعا في زاوية حرجة، وهي اتهامات للمفارقة يتم تخصيص الأردن بها، واستثناء عشرات الاطراف العربية والاسلامية منها، فيما الفرق كبير بين حق النقد لسياسات البلد وهذا مصون ومتاح، وبين التخوين والتجريح. 

رهان الأردن على استحالة العبث الاسرائيلي، واستمرار الدعم الاميركي، ووجود اطراف اقليمية يفترض انها مع الأردن، تدعمه وتؤازره، عناوين لا بد من اعادة تقييمها، لأن المشروع الاسرائيلي اليوم دخل اخطر مراحله، ولا بد ان يقال صراحة ان مصلحة الأردن الاولى والاخيرة تكمن استراتيجيا في غرق اسرائيل وتدهورها في طين غزة، حتى يبقى الخطر بعيدا عن هنا.

الأردن جزء من المشروع الاسرائيلي الاكبر، واسرائيل ذاتها ربما تستمزج سيناريوهات مختلفة داخل الأردن، من بينها اضعافه اكثر، او اشعال فتنة داخلية، او التسبب بفوضى او هزات مختلفة، وغير ذلك من اجل تجهيزه لمرحلة ما، ونقاط الضعف المؤهلة للتوظيف في حياتنا واضحة، مثلما ان لدينا نقاط قوة يجب ان تطغى على كل شيء، ولهذا يتوجب على الجميع التنبه  اين يصب خطابنا اليومي وماذا تقول تعبيراتنا المتسرعة، ولصالح من في النهاية.

عبر الأردن ازمات كثيرة، وكان قويا، بوجود مؤسسات، وبنية شعبية تريد الحفاظ على البلد، ولا تجد بين الناس من يريد كسر لوح زجاج في الأردن، الا مجموعة شاذة، يتم التعامل معها بوسائل مختلفة، وما يراد قوله هنا من جهة ثانية ان اي نقد شعبي للسياسات العامة، يجب ألا يأخذنا الى التسبب بتشظية داخلية وتنافر وطني، مثلما ان اثارة الشكوك بطريقة متسرعة لاعتبارات مختلفة في الداخل الأردني امر لا ينم عن ذكاء اصلا ولا يعبر عن وطنية، بل عن سوء تقدير، والاستثمار في الشكوك يؤدي الى مآلات سيئة، والاولى ان نستثمر جميعا في الايجابيات، وفي ادراكنا كلنا ان هذا البلد ليس عابرا للتاريخ والجغرافيا، وفي معرفتنا ان واجبنا الاخلاقي حمايته.

ما يجري في الضفة، من مواجهات داخل جنين وبقية المناطق، وبحق المسجد الاقصى، والمساعي لتفكيك سلطة اوسلو بعد انتهاء دورها الوظيفي يفتح الاخطار بشدة على الأردن وهذه الاخطار لا توجب التوتر في التصرفات والتعبيرات وردود الفعل، بل تفرض علينا معالجة وازنة من نوع آخر، يتوحد فيها الكل امام السيناريو المحتمل المقبل، وتحدد هوية العدو المعرّف اصلا لدينا جميعا، ولا تستبدل العدو بأعداء جانبيين او وهميين او مصنوعين، في سياق مكلف من حيث النتائج النهائية، ويخدم المآلات التي تريد اسرائيل وتسعى لصنعها اصلا.

(الغد الأردنية)

مقالات مشابهة

  • بعيو: لا دولة ولا سيادة ولا أمن ولا تنمية دون وجود جيش وطني قيادته واحدة ويحتكر السلاح
  • الاصطفاف الشعبي واجب وطني عند الأزمات.. !!
  • شارك فيه الخبراء والنواب ووزيرة البيئة.. حوار وطني لإنقاذ منظومة الأشجار في مصر
  • الحكومة تقرر تخفيض أسعار المشتقات النفطية لشهر تموز /يوليو 2024
  • كلام حساس عن ملف الضفة الغربية
  • الوحدات بطلا لكأس الأردن
  • ”أنقذوا مرضاكم”.. استغاثة بخصوص زارعي الكلى والكبد
  • حصاد «البيئة».. استعراض خطط تنفيذ مبادرة 100 مليون شجرة.. وعقد حوار وطني حول المسئولية المشتركة فى تسريع تنفيذها
  • خارجية الأردن تدعو مواطنيها لتجنب السفر إلى لبنان
  • «الجيل الديمقراطي»: المشاركة في مبادرة ترشيد استهلاك الكهرباء واجب وطني