عصري فياض: كيف سننجوا من الانقسام؟
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
عصري فياض فكرة إنهاء الانقسام التي ينادي بها الكُلْ، لا يمكن أن تتحقق في المنظور القريب إطلاقا، والسبب ببساطة هو أن هدف انهاء الانقسام متعارض تماما، وليس هناك تقاطعات فيه لدى جميع الاطراف الفلسطينية، ونختصرها بالتالي:- موقف فتح والسلطة واضح وصريح، اولا:- انطواء الكلِّ تحت راية م ت ف، والالتزام بالتزاماتها ومنها الاتفاقيات والتعهدات، ومن بينها الاعتراف بالشرعية الدولية والاتفاقيات مع الجانب الاسرائيلي، وثانيا: المقاومة الشعبية السلمية كسبيل نضالي، بمعنى عدم استخدام السلاح في مقاومة المحتل في هذه الظروف، والثالث يجب أن لا يكون إلا سلاح واحد ووحيد في الاراضي الفلسطينية، وهو سلاح السلطة فقط، بمعنى معالجة سلاح المقاومة بالاخفاء أو الجمع أو التسليم، أو بوسيلة اخرى يُتَفَقْ عليها بهذا الاتجاه.
بالمقابل، رأي الفصائل الاخرى وعلى رأسها حماس والجهاد والشعبية والقيادة العامة والصاعقة والديمقراطية ولجان المقاومة والمجاهدون، وحتى كتائب شهداء الاقصى هو المقاومة بكافة اشكالها بما فيها الكفاح المسلح، وعدم الاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها، بل الغائها أو تجميد الاعتراف بإسرائيل، وعدم الاعتراف بالرباعية أو القرارات التي صدرت عن الشرعية الدولية الدوليّة ولم تنفذ وفي ضمنها الاعتراف بإسرائيل، وعدم القبول بتسليم سلاح المقاومة سواء في غزة أو الضفة، مهما كانت الظروف والتفاهمات والاتفاقيات وقد عبر عن ذلك يحيى السنوار قائد حماس في غزة بالقول ” امل إبليس في الجنة” إذا بشكل واضح التباين بين الموقفين كبير وواسع جدا، بحيث لا أمل في رأبه وجسره، وكل ما ترونه من لقاءات أو تسمعونه من تصريحات ما هي إلا مجاملات أو وأمنيات تستهلك الوقت والجهد، ينطقها اللسان، وتخفي في طياتها محاولة جر كلّ طرف الطرف الاخر الى مربعه، وهذا شبه مستحيل، ولن يكون، وما يعززه يوما بعد يوم هي تصرفات حكومة اسرائيل اليمينية المتطرفة، والتي تسعى فيما تسعى إلا اعلان السلطة التي ما زالت تتمسك بالاتفاقيات مع حكومات اسرائيل السابقة، اعلانها سلطة ارهابية، أي انها ستكون لاحقا ــ إذا ما أقر هذا القانون ــ هدفا مشروعا لحكومة اليمين المتشدد الحاليّة. إزاء ذلك، وفي الوقت الذي ترفض السلطة وقيادة م ت ف لهذه اللحظة تعديل موقفها بشكل حقيقي تجاه ممارسات إسرائيل، وترفض أو لا تحرك ساكنا في اصلاح مؤسسات وهيئات م ت ف، أو تنفيذ ما صدر عن المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي من قرارات سابقة بخصوص التعامل مع إسرائيل، وعدم الاقتراب ولو خطوات مما تطالب فيه الفصائل مجتمعة، ومنها إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بحجة مشاركة سكان القدس الشرقية، وعدم البحث عن حلّ ابداعي لهذه المسألة بوسائل نضالية، هذا يعني وبشكل واضح وصريح تعزيز الانقسام وتعميقه، وتتابع نتائجه السلبية على الشعب الفلسطيني والنضال الفلسطيني إلى أن يشاء الله. إذا متى سينتهي الانقسام؟، او متى ستصدع المواقف المتباينة لنصل لقواسم جامعة يلتقي عليها الجميع في مواجهة تغوُّل الاحتلال في الدم والارض والمقدسات والحياة والمستقبل الفلسطيني ؟ الاجابة على هذا السؤال الكبير قد تكون صعبة، لكنها ليست مستحيلة، محورها هو تصدع موقف لصالح موقف، والأقرب هو تصدع موقف او تراجع موقف القيادة الفلسطينية لصالح متطلبات موقف الفصائل الاخرى مجتمعة، والتي تتناغم بشكل كبير مع موقف اكثرية الشعب الفلسطيني، والتي تنتجها استطلاعات الرأي المختلفة والمحايدة من حين الى آخر، وهذا التصدع ليس بعيدا عما يجري في المنطقة والعالم من تغيرات في مجملها تغيرات واعدة تؤشر الى تراجع النفوذ الامريكي ربيب اسرائيل وداعمها الأول، وتقدم ونمو قوى دوليّة كاسرة للقطبية الواحدة مثل روسيا والصين ودول البركس، والاهم تعزيز مكانة وصعود محور المقاومة في المنطقة بالانجازات التي حققها في كل من ايران والعراق ولبنان وسوريا واليمن، وما قد يحدث بين هذا المحور، مجتمعا او فرادى من صدام متوقع بينه وبين اسرائيل المصابة بالانقسام والتشرذم، سواء كان على الحدود الشمالية أو مع سوريا أو مع ايران، وما ستنتجه هذه المواجهات المتوقعة من أذى كبير لإسرائيل كما يتوقعه مراقبوها وخبراؤها وكبار باحثيها، وبالتالي هذا الاذى سيكون له نتائج كبيرة على مواقفها وضعفها، وسيكون له أيضا أثر كبير على الساحة الفلسطينية لصالح قوى هي من عائلة المحور، وحليف اساسي فيه، وهذا الاثر هو من سيكسر موقف القيادة الفلسطينية الحالي، ويدفع بالتقارب، ويقود الشعب الفلسطيني للنجاة من الانقسام وبراثنه، بل سيوقف عقودا من البحث عن سراب التسويات الفاشل. كاتب فلسطيني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
الفصائل الفلسطينية تعرض فيديو يجمع يحيى السنوار وهنية والعاروري
عرضت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مساء اليوم السبت مقطع فيديو تحت عنوان «يقتلونا بل ونحيا لا يموت الشهداء، نحن طوفان لأقصى فيه طاف الأنبياء» يظهر خلاله قاداتها إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري للمرة الأولى خلال تفقدهم لعملية التصنيع العسكري للأسلحة
قادة الفصائل يتابعون التصنيع العسكريوبحسب مقطع الفيديو الذي تداوله رواد السوشيال ميديا بشكل كبير، يظهر هنية والسنوار والعاروري، وهما يتابعان تصنيع الأسلحة والصواريخ المحلية، ويتحدثون مع رجال المقاومة الفلسطينية، مما يعكس التزامهم بتطوير قدرات الحركة القتالية.
وظهر هنية برفقة يحيى السنوار متحدثًا عن «أبو خالد»، وهو كنية القيادي بالفصائل محمد الضيف، المطلوب الأول لإسرائيل.
كما ظهر صالح العاروري في حديثه مع رجال المقاومة الفلسطينية، بحضور السنوار.
كتائب القسام تنشر مشاهد للسنوار وهنية تحت عنوان:
"يقتلونا بل ونحيا لا يموت الشهداء، نحن طوفانٌ لأقصى فيه طاف الأنبياء" #طوفان_الأقصى #طوفان_نحو_التحرير pic.twitter.com/EVkzCzeUMN
كانت قوات الاحتلال قد اغتالت القيادي صالح العاروري في يناير الماضي في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
فيما استشهد رئيس الفصائل إسماعيل هنية في يوليو الماضي إثر اغتيال استهدفه بصاروخ موجه خلال وجوده في طهران في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
أما القائد يحيى السنوار فقد استشهد مشتبكًا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل السلطان وهي منطقة خالية من المدنيين في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
يعكس هذا المقطع دور القيادات الثلاث في دعم وتسليح المقاومة الفلسطينية، وهو توثيق لتضحياتهم، حيث يبدو من الفيديو أنه «قديم» وتم تصويره منذ عدة سنوات.