رأي اليوم:
2024-09-19@03:04:54 GMT

عصري فياض: كيف سننجوا من الانقسام؟

تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT

عصري فياض: كيف سننجوا من الانقسام؟

 

عصري فياض فكرة إنهاء الانقسام التي ينادي بها الكُلْ، لا يمكن أن تتحقق في المنظور القريب إطلاقا، والسبب ببساطة هو أن هدف انهاء الانقسام متعارض تماما، وليس هناك تقاطعات فيه لدى جميع الاطراف الفلسطينية، ونختصرها بالتالي:- موقف فتح والسلطة واضح وصريح، اولا:- انطواء الكلِّ تحت راية م ت ف، والالتزام بالتزاماتها ومنها الاتفاقيات والتعهدات، ومن بينها الاعتراف بالشرعية الدولية والاتفاقيات مع الجانب الاسرائيلي، وثانيا: المقاومة الشعبية السلمية كسبيل نضالي، بمعنى عدم استخدام السلاح في مقاومة المحتل في هذه الظروف، والثالث يجب أن لا يكون إلا سلاح واحد ووحيد في الاراضي الفلسطينية، وهو سلاح السلطة فقط، بمعنى معالجة سلاح المقاومة بالاخفاء أو الجمع أو التسليم، أو بوسيلة اخرى يُتَفَقْ عليها بهذا الاتجاه.

بالمقابل، رأي الفصائل الاخرى وعلى رأسها حماس والجهاد والشعبية والقيادة العامة  والصاعقة والديمقراطية ولجان المقاومة والمجاهدون، وحتى كتائب شهداء الاقصى هو المقاومة بكافة اشكالها بما فيها الكفاح المسلح، وعدم الاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها، بل الغائها أو تجميد الاعتراف بإسرائيل، وعدم الاعتراف بالرباعية أو القرارات التي صدرت عن الشرعية الدولية الدوليّة ولم تنفذ وفي ضمنها الاعتراف بإسرائيل، وعدم القبول بتسليم سلاح المقاومة سواء في غزة أو الضفة، مهما كانت الظروف والتفاهمات والاتفاقيات وقد عبر عن ذلك يحيى السنوار قائد حماس في غزة بالقول ” امل إبليس في الجنة” إذا بشكل واضح التباين بين الموقفين كبير وواسع جدا، بحيث لا أمل في رأبه وجسره، وكل ما ترونه من لقاءات أو تسمعونه من تصريحات ما هي إلا مجاملات أو وأمنيات تستهلك الوقت والجهد، ينطقها اللسان، وتخفي في طياتها محاولة جر كلّ طرف الطرف الاخر الى مربعه، وهذا شبه مستحيل، ولن يكون، وما يعززه يوما بعد يوم هي تصرفات حكومة اسرائيل اليمينية المتطرفة، والتي تسعى فيما تسعى إلا اعلان السلطة التي ما زالت تتمسك بالاتفاقيات مع حكومات اسرائيل السابقة، اعلانها سلطة ارهابية، أي انها ستكون لاحقا ــ إذا ما أقر هذا القانون ــ هدفا مشروعا لحكومة اليمين المتشدد الحاليّة. إزاء ذلك، وفي الوقت الذي ترفض السلطة وقيادة م ت ف لهذه اللحظة تعديل موقفها بشكل حقيقي تجاه ممارسات إسرائيل، وترفض أو لا تحرك ساكنا في اصلاح مؤسسات وهيئات م ت ف، أو تنفيذ ما صدر عن المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي من قرارات سابقة بخصوص التعامل مع إسرائيل، وعدم الاقتراب ولو خطوات مما تطالب فيه الفصائل مجتمعة، ومنها إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بحجة مشاركة سكان القدس الشرقية، وعدم البحث عن حلّ ابداعي لهذه المسألة بوسائل نضالية، هذا يعني وبشكل واضح وصريح تعزيز الانقسام وتعميقه، وتتابع نتائجه السلبية  على الشعب الفلسطيني والنضال الفلسطيني  إلى أن يشاء الله. إذا متى سينتهي الانقسام؟، او متى ستصدع المواقف المتباينة لنصل لقواسم جامعة  يلتقي عليها الجميع في مواجهة تغوُّل الاحتلال في الدم والارض والمقدسات والحياة والمستقبل الفلسطيني ؟ الاجابة على هذا السؤال الكبير قد تكون صعبة، لكنها ليست مستحيلة، محورها هو تصدع موقف لصالح موقف،  والأقرب هو تصدع موقف او تراجع موقف القيادة الفلسطينية لصالح متطلبات موقف الفصائل الاخرى مجتمعة، والتي تتناغم بشكل كبير مع موقف اكثرية الشعب الفلسطيني، والتي تنتجها استطلاعات الرأي المختلفة والمحايدة من حين الى آخر، وهذا التصدع ليس بعيدا عما يجري في المنطقة والعالم من تغيرات في مجملها تغيرات واعدة تؤشر الى تراجع النفوذ الامريكي ربيب اسرائيل وداعمها الأول، وتقدم ونمو قوى دوليّة كاسرة للقطبية الواحدة مثل روسيا والصين ودول البركس، والاهم تعزيز مكانة  وصعود محور المقاومة في المنطقة بالانجازات التي حققها في كل من ايران والعراق ولبنان وسوريا واليمن، وما قد يحدث بين هذا المحور، مجتمعا او فرادى من صدام متوقع بينه وبين اسرائيل المصابة بالانقسام والتشرذم، سواء كان على الحدود الشمالية أو مع سوريا أو مع ايران، وما ستنتجه هذه المواجهات المتوقعة من أذى كبير لإسرائيل كما يتوقعه مراقبوها وخبراؤها وكبار باحثيها، وبالتالي هذا الاذى سيكون له نتائج كبيرة على مواقفها وضعفها، وسيكون له  أيضا أثر كبير على الساحة الفلسطينية لصالح قوى هي من عائلة المحور، وحليف اساسي فيه، وهذا الاثر هو من سيكسر موقف القيادة الفلسطينية الحالي، ويدفع بالتقارب، ويقود الشعب الفلسطيني للنجاة من الانقسام وبراثنه، بل سيوقف عقودا من البحث عن سراب التسويات الفاشل. كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أحزاب وفصائل المقاومة الفلسطينية: العدوان السيبراني الإسرائيلي على لبنان جريمة حرب موصوفة

دمشق-سانا

أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية العدوان السيبراني الإسرائيلي الذي استهدف يوم أمس لبنان عبر تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال اللاسلكية بايجر في مناطق لبنانية عدة، وراح ضحيته عدد من الشهداء وآلاف الإصابات، معتبرة إياه جريمة حرب وعملاً إرهابياً غادراً.

وأكدت القيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومنظمة الصاعقة في بيان تلقت سانا نسخة منه، أن هذه الجريمة اللاأخلاقية تؤكد همجية العدو الصهيوني، الذي لم يكتفِ أبداً من الدم المسفوك يومياً جراء حربه الوحشية الغاشمة التي يشنها في قطاع غزة ولبنان وكل منطقتنا، حيث تجاوزت أفكاره المريضة كل الخطوط الحمراء، عبر تنفيذ عمليات دموية واغتيالات تستهدف الآلاف دون أخذ أي اعتبار للأعراف الدولية والقيم والأخلاق.

من جانبها، شددت جبهة التحرير الفلسطينية على أن الضربات الغادرة بتفجير أجهزة اتصالات يستخدمها المواطنون في لبنان لن تثني المقاومة عن مواصلة توجيه الضربات للعدو، حتى تحقيق أهدافها على طريق القدس.

بدورها اعتبرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن العدوان السيبراني على لبنان والمقاومة يأتي تعبيراً عن حالة الفشل والقلق والخوف التي يواجهها نتنياهو وحكومته المجرمة، واستمراراً لجرائمه الإرهابية، والتي يحاول من خلالها التعويض عن فشله في قطاع غزة والضفة، والهروب لتصعيد وتوسيع الحرب في مواجهة المقاومة الوطنية اللبنانية، التي تقوم بجبهة الإسناد الرئيسية للمقاومة في فلسطين المحتلة.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ القيادة العامة رأت أن هذا العدوان الإرهابي يأتي بعد فشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية على جبهة غزة، حيث ظن العدو واهماً أنه ومن خلال عملية الاغتيال الجماعي والمجزرة في لبنان بالأمس، يمكن أن تقدم له صورة نصر تغطي عجزه وفشله، وتخلخل عوامل القوة التي بنى كيانه عليها.

هادي عمران

مقالات مشابهة

  • «الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية
  • فياض: متضامن إلى أبعد الحدود مع المقاومة
  • أحزاب وفصائل المقاومة الفلسطينية: العدوان السيبراني الإسرائيلي على لبنان جريمة حرب موصوفة
  • الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية.. أَزِفَت الآزفة!
  • الرئيس الفلسطيني يوجه بفتح المستشفيات الفلسطينية في لبنان لاستقبال جرحى التفجيرات
  • المقاومة الفلسطينية: نثق بقدرة حزب الله على لجم العدوان الإسرائيلي بعد التفجيرات الأخيرة في لبنان
  • موقع إسرائيلي: مقتل 4 عسكريين إسرائيليين بـ كمين كبير نفذته فصائل المقاومة في غزة
  • المقاومة الفلسطينية تنفذ 24 عملًا مقاومًا خلال 24 ساعة في الضفة الغربية المحتلة
  • حماس: السنوار سيوجه رسالة للشعب الفلسطيني والعالم قريبا
  • حمدان: رسالة مباشرة من السنوار للشعب الفلسطيني والعالم قريبا