رام ألله- رأي اليوم- خاص يمكن القول بان السيناريو  التكتيكي الذي اقترحه ثم استطاع فرضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش لقاءات وحوارات الفصائل والسلطة في القاهرة في الساعات القليلة الماضية هو ذلك السيناريو الذي يجعل السلطة الفلسطينية والرئيس عباس اكبر المستفيدين عمليا سياسيا ودبلوماسيا من كيفية انعقاد الشكل والمضمون في حوارات القاهرة التي بدا للمراقبين المصريين تحديدا حسب الانباء والمعلومات والمعطيات المتسربة من الدوائر المصرية ان الرئيس عباس يجيد او اجاد التحكم بتفاصيل مشهدها.

ما الذي حصل بصورة خاصة ودفع باتجاه مثل هذه القراءة؟.   يبدو ان الرئيس عباس تمكن من قمع او منع عدة مبادرات تحت عنوان إصدار بيان ختامي تجنبا لإنحراف البيان الختامي باتجاه مقررات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وباتجاه وثائق مؤتمرات ولقاءات مماثلة تحت عناوين الحوار  الوطني اتخذت توصيات شديدة اللهجة . ويبدو ان أهم مبادرة تم طرحها وتجاهلها وعمل وفد الرئيس عباس في كواليس حوارات القاهرة ضدها هي تلك المبادرة التي قدمتها الجبهة الديمقراطية والقائمة على فكرة  واساس الالتزام بقرارات الشرعية الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير ولجنتها التنفيذية بإعلان انتهاء  مرحلة اتفاق اوسلو. ويبدو ان حركة حماس دافعت بشدة عن خيار من هذا النوع وناضلت للضغط على وفد السلطة الفلسطينية والرئيس عباس باتجاه تمرير تلك العبارة في بيان ختامي.  لكن تكتيكات الرئيس عباس ومرافقيه دفعت حسب مصادر مطلعة جدا باتجاه تجنب مثل هذه العبارة الكمين لأنها تعبر عن موقف غير مسبوق تحت عنوان ذريعة عدم وجود تصور وسيناريو لما يحصل في الاراضي الفلسطينية المحتلة او سيحصل في اليوم الثاني التالي لانتهاء اتفاقية اوسلو خلافا للذريعة التي تثير  القلق والرعب وهي تستذكر القول بان اعلان الجانب الفلسطيني انتهاء مرحلة اوسلو باي صيغة يعني تسليم مقادير  الامور فورا ومجانا لحكومة اليمين الاسرائيلي. ولإستبعاد هذه المقترحات والخيارات والبيانات الختامية التي اقترحت خلال حوارات  القاهرة اصر الرئيس عباس خلف الستارة والكواليس على ان القرار الأكثر حكمة هو تجنب اصدار بيان ختامي اصلا وهي صيغة انتهت بإقناع ممثلي الفصائل الموجودين في القاهرة بان تجنب اصدار بيان ختامي باسم حوارات القاهرة مفيد في هذه المرحلة  خلافا لان الخلاف حول ذلك مع الرئيس عباس ووفده يعني تفخيخ لقاءات القاهرة وانعقادها بدون طائل او فائدة او مكسب من اي صنف .  وعليه استبعدت فكرة اصدار بيان ختامي لصالح اصدار بيان  رئاسي وخلال هوامش المفاوضات  على هامش اللقاءات الحوارية مع ممثلي الفصائل و مفوضي الرئيس الفلسطيني تم منح فصائل المقاومة رشوة تنظيمية سياسية الطابع كما وصفها احد القيادات الفتحاوية المشاركة بالحوارات المصرية وهي عبارة عن النص في تصريح او بيان لرئاسة السلطة الفلسطينية على ان الحوار الوطني للفصائل  سيبقى مفتوحاز  وبمعنى اقناع  المفاوضين والمتداخلين بان ابقاء  الباب مفتوحا امام حوار القاهرة بتركيبته وجوهره يعني امكانية العودة في اي وقت لإصدار بيانات ختامية او لاتخاذ  توصيات من النوع الاستثنائي تناسب حقائق ووقائع المرحلة تحت عنوان الدفاع عن الشعب الفلسطيني و المشروع الوطني الفلسطيني .  المستوى التكتيكي في  الاشتباك في عمق حوارات  القاهرة كان سيد الموقف وفصائل المقاومة اظهرت مرونة حتى لا يتحكم الرئيس عباس ووفده بكل التفاصيل ويغادر الاجتماعات ويعلن اخفاقها ز لكن مصادر حماس ايضا تؤكد على قناعتها ويقينها بان الرئيس عباس حضر بدون نية مسبقة لإحياء مشروع المصالحة الفصائلية او المصالحة بين حركتي حماس وفتح.  وبالتالي لا مبادرات كبيرة بقدر ما توجد جملة اعتراضات للرئيس عباس برزت خلال النقاشات وبصورة وصيغة حادة احيانا ومن بينها قوله بانه غير مهتم بمقاطعة حركة الجهاد الاسلامي وحضورها للحوار ولا مهتم بمقاطعة وحضور تنظيمات اخرى مثل القيادة العامة او الصاعقة خلافا  لتأكيد بانه مصر على عدم الافراج عن اي معتقل سياسي في هذا المرحلة . وتذكيره  ثلاث مرات على  الاقل بان الخيار الوحيد هو البقاء في دائرة الضغط على الاسرائيليين من جهة الادارة الامريكية.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الرئیس عباس

إقرأ أيضاً:

تجسد محطات من ذاكرة الثورة السورية… توقيع رواية “بين ساعتين” في مديرية الثقافة بحمص

حمص-سانا

احتضنت دار الثقافة في حمص حفل توقيع رواية “بين ساعتين” للكاتب الروائي عبد اللطيف محمد البريجاوي، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لاعتصام ومجزرة الساعة في حمص، التي جسّدت واحدة من أبرز محطات الثورة السورية ومعاني التضحية والصمود.

وخلال قراءته للرواية، عبر سرد أدبي يوثّق تفاصيل الألم والأمل، سلّط الكاتب الضوء على المشاهد التي عايشها المتظاهرون، حيث كان الهتاف في المساجد بمنزلة تحدٍّ خطير يُواجه المحتجين عند ترديدهم “الله أكبر”، كما وثّق الكاتب العديد من الأحداث البارزة، منها بيان جمعية العلماء الذي لا يعرف تفاصيله سوى القليلون، باعتباره أول بيان رسمي صدر في حمص يحمل مطالب ثورة الكرامة.

وتناولت الرواية أيضاً أول عملية استهداف وإجهاز للجرحى في مشفى حمص الوطني من قبل النظام البائد، إلى جانب أحداث “الجمعة العظيمة”، التي حرص الناشطون على توافقها مع أعياد الطائفة المسيحية لإيصال رسالة احترام وتضامن.

كما وثّق الكاتب تشييع شهداء باب السباع في الجامع الكبير، حيث كان هتاف التكبير يصدح في أرجاء المدينة، بالإضافة إلى إضراب الكرامة الذي دعت إليه جمعية العلماء من داخل الجامع الكبير.

كما شرح الكاتب في روايته سبب اعتصام الساعة الذي كان بعد تشييع الشهداء في مقبرة الكتيب، حيث ارتفعت أصوات المتظاهرين منادين: “إلى الساعة لنبدأ الاعتصام حتى سقوط النظام”.

حضر الحفل نخبة من الشعراء والمثقفين وجمهور كبير، حيث ألقى عدد من الشعراء قصائد تناولت مناسبة اعتصام الساعة، وأحداث الثورة في حمص، مؤكدين أهمية توثيق هذه المرحلة عبر الأدب.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • هل أصبحت “سلطة رام الله” عبئاً على القضية الفلسطينية؟
  • تجسد محطات من ذاكرة الثورة السورية… توقيع رواية “بين ساعتين” في مديرية الثقافة بحمص
  • خيسوس كاساس يودع العراق: “أحمل ذكريات لا تُنسى… ولا أخفي خيبة أملي”
  • 20 % زيادة.. شروط الحصول على تعويضات نزع الملكية بعد إعلان الحكومة
  • في اتصال مع عباس... ماكرون يدعو لإصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حماس
  • الرئيس الفرنسي يدعو الرئيس الفلسطيني لـ «إبعاد» حركة حماس وإصلاح السلطة
  • الرئيس الفلسطيني و نظيره الفرنسي يبحثان هاتفيا آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية
  • عروسان مصريان بعمر الـ 80.. “نادية” و”يوسف” يتحديان الزمن
  • محمود عباس يوجه دعوة لأعضاء منظمة التحرير الفلسطينية لاختيار نائب الرئيس
  • نهاية كابوس في شوارع إسطنبول… القبض على “آلة الجريمة” البالغ من العمر 17 عامًا والمطلوب في 160 جريمة