شارك الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الثلاثاء، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الخامس لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بجامعة الأزهر بالقاهرة: "دور مشايخ الأزهر في خدمة العلوم الشرعية والعربية"، بقاعة الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر.

وزير الأوقاف: سيسجل التاريخ أننا بحقبة فريدة في بناء شخصية الأئمة والواعظات

يأتي المؤتمر برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبحضور الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد الشربيني نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب والتعليم، والدكتور رمضان الصاوي نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، والدكتور محمد عبد المالك نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، والدكتور محمد فكري نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، والدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور رمضان محمد محمود حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقاهرة.

لا ينكر مكانة سنة نبينا صلى الله عليه وسلم من التشريع إلا جاحد أو معاند

وفي كلمته أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أنه لا ينكر مكانة سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) من التشريع إلا جاحد أو معاند، حيث يقول سبحانه: "مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا"، وقد أنبأنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن بعض ما سيكون وما هو كائن وما حدث في القرون والعقود الماضية من محاولات بائسة للنيل من سنته (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): "يوشِكُ أنْ يقعُدَ الرجلُ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ ، يُحَدَّثُ بحديثٍ مِنْ حديثي ، فيقولُ : بينَنَا وبينَكُمْ كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه مِنْ حلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ ، وما وجدَنا فيه مِنْ حرامٍ حرَّمْناهُ ، ألَا وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ مثل ما حرَّمَ اللهُ"، ويقول الحق سبحانه: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا"، ويقول (عز وجل): "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".

مؤكدًا أن للأزهر عبر تاريخه الطويل جهودًا عظيمة في خدمة كتاب الله (عز وجل) وخدمة السنة النبوية المشرفة وخدمة اللغة العربية، وكما قال أهل العلم: إن فهم الكتاب والسنة فرض واجب، ولا يتم إلا بتعلم اللغة العربية - وهو شرط أصيل في المجتهد والمفسر - وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب، ويأتي عنوان هذا المؤتمر ليلقي الضوء على جانب يسير، من جهود علماء الأزهر الشريف في هذا المجال، مذكرًا بقول أحمد شوقي (رحمه الله):
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا
وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاِجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ
في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّماً
لِمَساجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
وَاِخشَع مَلِيّاً وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ
طَلَعوا بِهِ زُهراً وَماجوا أَبحُرا
زَمَنُ المَخاوِفِ كانَ فيهِ جَنابُهُم
حَرَمَ الأَمانِ وَكانَ ظِلُّهُمُ الذَرا
ويقول هاشم الرفاعي في أفضل أبيات يمكن أن تتحدث عن علماء الأزهر:
ما قامروا بالدين في سبل الهوى
كلا ولا اتَخِذوا الشريعة متجرا
عاشوا أئمة دينهم وحماته
لا يسمحون بأن يباع ويشترى
وإذا كان شيوخنا العظام قد أدوا رسالتهم ولقوا ربهم كما يقول هاشم الرفاعي:
ثم انطوت تلك الشموس وإنها
لأشد إيماناً وأطهر مئزرا
فإننا نتحمل تلك الأمانة على العهد أوفياء لديننا ولوطننا وأزهرنا الشريف، نواجه كل وسائل الهدم بمزيد من العمل، ومزيد من الجهد، ومزيد من البناء، فهذا أوان مضاعفة الجهد والعمل، وقد سُئل أحدهم ما حال فلان؟ قال: إذا قيل له إن القيامة غدًا ما وجد مزيد عمل يعمله، هذا أوان العمل لنواجه كل عوامل الهدم بمزيد من الجهد ومزيد من العمل ومزيد من البناء.

وأكد أن الأزهر الشريف انتهج عبر تاريخه الطويل المنهج الوسطي دون إفراط أو تفريط، فكما نواجه كل ألوان الإفراط والتشدد فإننا نواجه بهذه العزيمة ومنتهى القوة والحزم كل عوامل التفريط والتسيب والخروج عن جادة الطريق.
وإذا كنا حريصين على العمل من أجل استعادة خطابنا الديني ممن حاول أن يختطفه يمنة أو يسرة، تشددًا وإفراطًا، أو تسيبًا وتفريطًا، فعلينا أن نبذل طاقتنا أيضا بألا يختطف أزهرنا الشريف، وأن يكون كل منا في كليته أو مؤسسته أو جامعته أمينًا على المنهج الوسطي لا نسمح لأحد أن يختطفه أو أن يجور عليه تشددًا أو تسيبًا، لنقف صفًا وسطيًا حقيقيًا في مواجهة أي محاولة اختطاف أو اختراق لمنهجه الوسطي.
مختتمًا كلمته بأبيات للأستاذ الدكتور إبراهيم علي أبو خشب:  
الأزهر المعمور شيخ يا أخي لبس العمامة
ومشى بها على أرض القداسة والطهارة والكرامة
وأشاع هذا النور وهو موقر لم يحني هامة
أنا ما عرفت سواه يبذل دون شح أو سآمة
تاريخنا هذا وفيه الأزهر المعمور شامة
مؤكدًا أن كلمة الأزهر في اللغة تعني: الأبيض النقي الصافي المشرق اللامع، والأزهران الشمس والقمر، وسيظل الأزهر بإذن الله صافيا نقيا مشرقا في خدمة الدين وخدمة اللغة، حفظ الله مصر حفظ الله الأزهر، مشيدًا بالمؤتمر وموضوعه.
وخلال المؤتمر أهدى كل من أ.د/ محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر وأ.د/ سلامة داود رئيس جامعة الأزهر وأ.د/ رمضان محمد محمود حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر درع كلية الدراسات الإسلامية والعربية للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تقديرًا لجهوده في نشر الفكر الوسطي المستنير وخدمة اللغة العربية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأوقاف وزير الأوقاف مختار جمعة جامعة الأزهر مشايخ الأزهر خدمة العلوم الشرعية الدراسات الإسلامیة والعربیة صلى الله علیه وسلم نائب رئیس الجامعة وزیر الأوقاف ومزید من

إقرأ أيضاً:

انطلاق قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والأزهر والإفتاء لشمال سيناء

تستعد قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية للانطلاق إلى محافظة شمال سيناء يومي الخميس والجمعة القادمين، وذلك ضمن إطار التعاون والتنسيق المستمر بين هذه المؤسسات الدينية وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومعالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وفضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية.

تأتي القافلة لتعزيز الوعي الديني وترسيخ القيم الإسلامية من خلال مشاركة مجموعة من كبار العلماء والدعاة، ويشارك في هذه القافلة سبعة من علماء الأزهر الشريف وعشرة من علماء وزارة الأوقاف وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ويواصل هؤلاء العلماء، من مواقعهم المختلفة، تقديم دروس ومحاضرات ودروس وعظية في عدد من المساجد بمختلف مناطق شمال سيناء.

وتنطلق البرامج الدعوية في مسجد الجورة بالشيخ زويد، حيث يتولى الشيخ الدكتور محمد الصغير إسماعيل، مدير إدارة شئون المقارئ، إلقاء دروسه هناك، كما يتولى الشيخ محمد مجدي غنيم عوض، عضو إدارة الفتوى وبحوث الدعوة، مهمة الإرشاد الديني في مسجد عباد الرحمن في البرث برفح.

وينتشر علماء الأزهر والأوقاف في مساجد متعددة، إذ يتولى الشيخ عمر أحمد يوسف مدني، عضو مكتب الاتصال السياسي، التوجيه الدعوي في مسجد الرحمن بالحسينات برفح، بينما يؤدي الشيخ حسن عبد الكريم عسران، عضو مكتب القطاع الديني، في مسجد السلام بالشيخ زويد، ويشارك أيضًا في هذه القافلة الشيخ عبد الرحمن محمد عبد الرحمن حسانين، إمام وخطيب بمديرية أوقاف القليوبية، الذي سيلقي دروسه في مسجد الأطرش بشبانه في رفح، والشيخ أحمد سمير عطية عبدالمطلب، واعظ بالأزهر الشريف، الذي سيقدم دروسه في مسجد الوسيم في الشيخ زويد.

وتستكمل القافلة أنشطتها الدعوية على مدار يومي الخميس والجمعة في مساجد متعددة، مثل مسجد التيسير ومسجد العوايضة ومسجد الفاروق وغيرها، وتحرص هذه القافلة على تغطية أكبر عدد من المناطق السيناوية، لنشر التوجيهات الدينية الصحيحة وتعزيز الوعي الديني في أرجاء المحافظة.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف ينعى شقيقة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف
  • وزير الأوقاف السابق ينعي وفاة شقيقة شيخ الأزهر
  • انطلاق قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والأزهر والإفتاء لشمال سيناء
  • إطلاق قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء إلى شمال سيناء
  • الأزهر و«الأوقاف» يطلقان قافلتين دعويتين إلى المنوفية والدقهلية الجمعة
  • انطلاق قافلتين دعويتين مشتركتين بين الأزهر والأوقاف إلى الدقهلية والمنوفية
  • وزير الإسكان يصدر قرارين بتكليف مساعدين لنواب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة
  • رئيس حزب إسرائيلي: «حزب الله» أقوى بكثير من «حماس» ولم نقض عليه
  • رئيس جامعة الأزهر: كلمة رئيس وزراء ماليزيا دليل على مكانة الأزهر في العالم
  • وزير الإسكان يُكلف مساعدين لنواب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية