من مدينة مصدر .. شركة “إنسيليكو ميديسين” تحرز تقدما في تجاربها السريرية لدواء علاج مرض التليف الرئوي
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
نجحت شركة “إنسيليكو ميديسين”، وهي شركة متخصّصة في مجال التكنولوجيا الحيوية بادرت إلى تطوير منصّة قائمة على الذكاء الاصطناعي لابتكار الأدوية، في إدارة عملية تصنيع الدواء الأول في العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي بالكامل والذي بات اليوم في مرحلة التجارب السريرية المتقدّمة، وذلك من مقرّها في “مدينة مصدر” المجمع الحضري المستدام الرائد في أبوظبي والمركز العالمي للأعمال والتكنولوجيا.
وبالرغم من أنّ تقنيات الذكاء الاصطناعي قد لعبت لغاية اليوم دوراً بارزاً في تصنيع العديد من المستحضرات الصيدلانية، يُعدّ الدواء الجديد من إنتاج شركة “إنسيليكو ميديسين”، والذي سيسهم في علاج مرض التليّف الرئوي المميت مجهول الأسباب، الدواء الأول على الإطلاق الذي يجري تصنيعه بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، بدءاً من المناطق التي يستهدفها العلاج وصولاً إلى تركيبته الطبية الفريدة.
وقال الدكتور أليكس زافورونكوف، الرئيس التنفيذي لشركة “إنسيليكو ميديسين” والخبير في طبّ إطالة العمر، إن ابتكار هذا الدواء المصنّع بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي يعد إنجازاً بارزاً بالنسبة للشركة وللقطاع الطبي بشكل عام، حيث بات بإمكاننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتصنيع أدوية لمعالجة الأمراض المستجدّة التي قد تؤدي إلى الوفاة، وذلك عبر استخدام طرق وأساليب لم يجرِ تطبيقها من قبل وأكثر من ذلك بكثير بسرعة عالية وكفاءة ملحوظة.
وأضاف أن الشركة اليوم في صدد النظر أيضاً في إمكانية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى كالتغير المناخي على سبيل المثال، مبديا تطلع الشركة للاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي التوليفي، لإطالة عمر الإنسان وضمان استمرارية الجنس البشري.
تجدر الإشارة إلى أنّ التليّف الرئوي المميت مجهول الأسباب، والمعروف باختصار “آي بي إف”، هو مرض نادر يؤدي إلى ظهور تدريجي لندبات واضحة في الرئتين، علماً أنّه لم يتمّ التوصّل بعد إلى علاجٍ شافٍ له بالكامل بالرغم من وجود عدد محدود من العلاجات اليوم، وتشير التقديرات إلى أنّ ما يصل إلى 60 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط معرّضون لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك التليّف الرئوي.
وبادر علماء “إنسيليكو ميديسين” إلى استخدام منصّة الذكاء الاصطناعي الخاصّة بالشركة لتحديد هدف بيولوجي جديد أو بروتين يمكن منع ظهوره باستخدام دواء محدّد، لوقف تطوّر مرض التليف الرئوي المميت مجهول الأسباب أو القضاء عليه بالكامل.
ويشير البحث الذي نشره علماء الشركة مؤخراً في المجلة العلمية “نيتشر بيوتيكنولوجي” إلى كيفية تركيز منصّة “إنسيليكو ميديسين” للذكاء الاصطناعي على دراسة الصلة القائمة بين التليف الرئوي والشيخوخة والتي قد ساهمت في التوصّل إلى هذا الاكتشاف الرائد.
ويتمّ اليوم إجراء تجربتين سريريتين في المرحلة الثانية “أ” للدواء المصنّع بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة الأميركية والصين، لتقييم ما إذا كان هذا الدواء آمناً وفعّالاً في تحسين وظيفة الرئتين.
وتعمل شركة “إنسيليكو ميديسين” حالياً على تطوير أكثر من 30 دواءً باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك سبعة أدوية في مرحلة الاختبارات السريرية، علماً أنّ عدداً من هذه الأدوية قد حصل على الترخيص من شركات أدوية رائدة بما فيها “سانوفي” و”ميناريني” و”إكسيليكسيس”.
ويعمل فريق “إنسيليكو ميديسين” القائم في مدينة مصدر في دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم على إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير منصّة الشركة القائمة على الذكاء الاصطناعي والمعروفة بـ “فارما.إيه آي”، بما في ذلك دمج نماذج معالجة اللغات الضخمة والحوسبة الكمية.
وقال ستيف سيفيرانس مدير إدارة النمو في مدينة “مصدر”: تُعدّ “إنسيليكو ميديسين” واحدة من العديد من شركات علوم الحياة القائمة في مدينة “مصدر”، والتي تسعى إلى تحقيق رؤيتها المتمثلة في بناء مستقبل مستدام قائم على أعلى معايير الصحة، وهو بالتحديد الهدف الذي نطمح إلى تحقيقه من خلال منظومتنا المتكاملة في مدينة “مصدر”، لدفع عجلة النمو قدماً وتعزيز سُبُل التعاون وابتكار الحلول الرائدة التي من شأنها أن تضمن مستقبلاً مستداماً للجميع.
وأشار في هذا الصدد إلى شركة “سيكوند سيل بايو” التي تستفيد من هندسة الخلايا لتعزيز قدرتها على ابتكار الأدوية الجديدة على نطاق واسع، وذلك من مقرّها على بُعد أمتار قليلة من مختبر شركة “إنسيليكو ميديسين” في مدينة “مصدر”.
وكانت مدينة “مصدر” قد وقّعت سابقاً خلال هذا العام مذكرة تفاهم مع دائرة الصحة في أبوظبي وشركتين متخصّصتين في مجال التكنولوجيا الحيوية، وهما “إكس لايف ساينسس” و”ثيرمو فيشر ساينتيفيك”، في إطار استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق النمو والتحفيز على الابتكار ضمن قطاع علوم الحياة في إمارة أبوظبي.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: باستخدام الذکاء الاصطناعی فی مدینة بما فی
إقرأ أيضاً:
شركة ذكاء اصطناعي إماراتية تحصل على استثمار من “فينتشرويف كابيتال” الأيرلندية
حصلت “AIREV”، الشركة الإماراتية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، على استثمار بصيغة تمويل من شركة “فينتشرويف كابيتال” الأيرلندية للاستثمار الخاص.
وسيتم استخدام هذا التمويل لدعم مسار النمو السريع لشركة “AIREV” في إطار سعيها للتوسّع في نظام “عند الطلب”، وهو واحد من أوائل أنظمة تشغيل الذكاء الاصطناعي في العالم.
ومن شأن هذه الصفقة مع “فينتشرويف كابيتال”، التي تعمل في فئات أصول متنوعة في أوروبا والولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، أن تسمح لنظام “عند الطلب” بالوصول إلى فرص جديدة، وتحديدًا التوسع في أسواق جديدة في الإمارات العربية المتحدة وأيرلندا.
ومع استقطابها لأكثر من 4 ملايين مستخدم عالمي للذكاء الاصطناعي، وبدعم من شركة “كور 42” التابعة لـ “G42″، تواصل “AIREV” تطوير نظام تشغيل الذكاء الاصطناعي “عند الطلب”.
ويهدف هذا النظام إلى دعم التحول الاقتصادي في مرحلة ما بعد الذكاء الاصطناعي العام/الذكاء الاصطناعي الفائق، ويتيح للمستخدمين بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم من خلال الجمع بين نماذج اللغات الكبيرة الرائدة عالميًا ومئات الوكلاء وأدوات الذكاء الاصطناعي.
كما تُتيح المنصة نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ما يُبسط تجربة المستخدم ويمكّن الابتكار السريع في منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقد أبرمت “AIREV” بالفعل اتفاقيات نشر تجارية مع شركة “Panchea”، مورّد أنظمة ومكونات الحاسوب، وشركة “AIdeology”، مورّد أنظمة وحلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتُجري حاليًا مناقشات تجارية وبحثية وتطويرية مع شركات أشباه الموصلات المدرجة ضمن قائمة “Fortune 500”.
وقام أكثر من 60 ألف مستخدم باعتماد المنصة الجديدة، التي تتيح الوصول إلى إمكانيات الاستدلال عبر نماذج رائدة، مثل نماذج “OpenAI وGemini” و”Llama”، ونموذج اللغة العربية “Jais” الذي طورته شركة “Inception” التابعة لـ”G42″.
وتعمل منصة “عند الطلب” على جميع أنظمة الأجهزة، ما يسمح لمزودي الأجهزة بتحقيق الدخل من استخدام بنيتهم التحتية عبر ربط النشاط الحسابي للمستخدمين بالإيرادات المُحققة.
وشهد توقيع اتفاقية التمويل معالي الدكتور ثاني الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي نيام سميث، وزيرة الترويج التجاري والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في أيرلندا.
وقالت معالي نيام سميث: إن استثمار “فينتشرويف كابيتال” في “AIREV” يؤكد على دور أيرلندا كحلقة وصل في مجال الابتكار التكنولوجي العالمي. كما أن عمل AIREV في مجال الذكاء الاصطناعي – ابتداء من التعليم إلى الرعاية الصحية – يجسّد قدرة التكنولوجيا على تجاوز الأسواق.
من جانبه، قال محمد خالد، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “AIREV” إن منصة “عند الطلب” تتيح للشركات ابتكار الذكاء الاصطناعي المناسب لها بسرعة وسهولة وبتكلفة معقولة، إذ يمكن تشبيهها بمتجر تطبيقات للذكاء الاصطناعي، ولكن بمستويات غير مسبوقة من التحسين والتخصيص.
وتلتزم “AIREV” بالتوسع العالمي انطلاقاً من دولة الإمارات بالشراكة مع أيرلندا، فيما يعمل فريقها المتميز على تطوير تقنيات لا تقتصر على توسيع الإمكانات البشرية فحسب، بل تعالج أيضًا تحديات العالم الحقيقي في قطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية والطاقة.وام