يواصل الجيش الإسرائيلي اجتياحه البري لمدينة رفح منذ نحو أسبوع، ورغم التحذيرات الكثيرة من الكارثة الإنسانية التي ستنجم عن استهداف المدينة المكتظة بمئات آلاف النازحين.

وقال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل حشدت ما يكفي من القوات لشن عملية واسعة في رفح، ووثقت وسائل الإعلام تحرك الدبابات الإسرائيلية من منطقة معبر رفح إلى وسط المدينة، تزامنا مع توغل وعمليات تجريف في حي الزيتون، واستهدافات متواصلة للنازحين.

وفي اليوم الـ221 من الحرب في غزة، قصفت القوات الإسرائيلية منازل المدنيين في مخيم النصيرات الجديد،  وخان يونس ورفح،  وبيت لاهيا ومخيم جباليا والأحياء الغربية والشرقية لمدينة غزة، ما خلف عشرات القتلى والجرحى من الفلسطينيين.

وفي ردها على القصف الإسرائيلي، استهدفت كتائب القسام دبابة وناقلة جند إسرائيلية بعبوتي “شواظ” شرق رفح، وقصفت بالهاون القوات المتمركز حول  معبر رفح، في وقت تخوض فيه الفصائل اشتباكات ضارية في رفح وحي الزيتون بغزة ومخيم جباليا.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قطاع غزة لا يوجد فيه مكان آمن يذهب إليه الناس، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لمنع وقوع مزيد من الفظائع.

من جهته أعلن الدفاع المدني بغزة أن القصف يطال طواقم الإسعاف، وحتى الآن وثق مقتل 69 فردا وإصابة أكثر من 250 من العاملين بالإسعاف.

وأدان الدفاع المدني صمت الأمم المتحدة إزاء عدم إلزام إسرائيل بإيصال إمدادات الوقود، والسماح بإدخال المعدات الثقيلة لإنقاذ حياة العالقين تحت الأنقاض وانتشال الجثامين، مبينا أن هناك 10 آلاف مفقود لا يزالون تحت الأنقاض.

وقال متحدث باسم مستشفى “شهداء الأقصى” إن غارة جوية إسرائيلية على مبنى سكني في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 13 نازحا فلسطينيا، ودفن عائلات تحت الأنقاض.

وقال الدفاع المدني في غزة في بيان، الثلاثاء، إن الغارة أصابت مبنى سكنيا يتكون من أربعة طوابق تابعا لعائلة خراجة، ويؤوي ما لا يقل عن 100 شخص نزحوا بسبب الحرب.

وتم نقل أشلاء الأطفال إلى مستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح وسط قطاع غزة.

وقال مراسل شبكة CNN الذي كان يصور آثار الحادث، إنه تحدث إلى أربعة أشخاص قالوا إن ستة من أفراد عائلاتهم على الأقل، مفقودون تحت الأنقاض. ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.

في هذا الوقت قالت قناة “الأقصى” إن الجيش الإسرائيلي يحاصر مئات المواطنين في بيوتهم وداخل مراكز الإيواء شرق مخيم جباليا، وسط قصف مدفعي متواصل.

وفي الداخل الإسرائيلي، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن محتجين أغلقوا طريقا في الجليل الأعلى، احتجاجا على انهيار الأمن وغياب خطة حكومية للشمال.

قول معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، إن إسرائيل أخلت 43 مستوطنة قريبة من الحدود اللبنانية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، مشيرا إلى أن عدد الذين ما زالوا نازحين عن منازلهم في هذه المستوطنات يبلغ 61 ألفا و76 إسرائيليا، بينما لم تحدد الحكومة موعدا لعودتهم.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن الشرطة الإسرائيلية أغلقت بابي العامود والأسباط في القدس ومنعت المصلين من دخول المسجد الأقصى.

وحذرت منظمات حقوقية وأممية من تفاقم الوضع الإنساني في  قطاع غزة، بسبب إغلاق المعابر، ونقص الوقود والإمدادات الطبية والغذاء في مختلف أنحاء القطاع خاصة في مدينة رفح جنوبي غزة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قطاع غزة لا يوجد فيه مكان آمن يذهب إليه الناس، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لمنع وقوع مزيد من الفظائع.

بدورها، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن الوضع في مدينة رفح حرج والإمدادات الحيوية تنخفض بشكل خطير خاصة الإمدادات الطبية التي أصبحت على وشك النفاد.

كما جددت الأمم المتحدة إدانتها للهجمات التي تستهدف موظفيها في غزة، ودعت إلى إجراء تحقيق كامل في مقتل سائق يعمل في منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة -أمس الاثنين- وإصابة موظفة أردنية تعمل في المنظمة، في استهداف الجيش الإسرائيلي سيارة تابعة للمنظمة شرق مدينة رفح.

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حزنه البالغ إثر استهداف الموظفين الأمميين، وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، إن الأمين العام شعر بحزن عميق عندما علم بمقتل أحد موظفي إدارة شؤون السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة وإصابة موظفة أخرى إثر استهداف إسرائيلي لسيارتهما التابعة للأمم المتحدة.

وفي السياق نفسه، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن العائلات في رفح انتقلت صباح اليوم إلى أقصى الغرب قدر الإمكان، ووصلت إلى شاطئ البحر المتوسط.

وأكدت المنظمة أن المناطق الداخلية في رفح تحولت الآن إلى مدينة أشباح، وقالت إنه يصعب التصديق أن أكثر من مليون شخص كانوا في المدينة.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبرنحو 114 ألفا بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين.

في هذا الوقت كشف رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن مفاوضات وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن بين إسرائيل و”حماس” في “حالة جمود تقريبا” بعد ما حدث في رفح.

وأعاد رئيس الوزراء القطري التأكيد على أن بلاده لا ترغب بأن “يُستغل” دور الوساطة الذي تلعبه في هذه المفاوضات.

وقال رئيس وزراء قطر خلال مشاركته في “منتدى قطر الاقتصادي” عن المفاوضات: “كانت العملية طويلة وخصوصا خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ شهدنا بعض الزخم، لكن لسوء الحظ لم تسر الأمور بالاتجاه المناسب. حاليا نحن في حالة جمود تقريبا ما حدث في رفح بالتأكيد أخرنا”.

وبشأن دور الوساطة الذي تلعبه الدوحة في المفاوضات، قال رئيس الوزراء  القطري: “لم نتوقف… واجهنا بعض التحديات في الأسابيع القليلة الماضية، وأجرينا إعادة تقييم للسلوك أيضا، لأننا لم نكن نريد أن يتم استغلالنا، وأوضحنا للجميع أن دورنا يقتصر على الوساطة”، حسب قوله.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الحرب في غزة جباليا عملية برية في رفح مخيم النصيرات هيومان رايتس ووتش الأمم المتحدة للأمم المتحدة تحت الأنقاض مدینة رفح قطاع غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

مستوطن سابق يشرح أسباب رفضه الخدمة في الجيش الإسرائيلي

كتب مستوطن إسرائيلي أميركي سابق مقالا في صحيفة هآرتس بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرفضه أداء الخدمة العسكرية في سلاح الجو الإسرائيلي، والتي تتزامن مع إحياء دولة الاحتلال، ذكرى قتلاها في المعارك في الرابع من مايو/أيار من كل عام.

وقال المستوطن السابق أهارون دارديك إنه رفض أداء الخدمة العسكرية بوازع من ضميره، وقبل شن إسرائيل مباشرة عملية عسكرية على قطاع غزة في مايو/أيار عام 2021 تحت اسم "حارس الأسوار".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: روسيا تتفوق على الغرب بالمعركة الإعلامية في أفريقياlist 2 of 2مجلة أميركية: جنوب السودان على شفا حرب أهليةend of list

وذكر أن قادته العسكريين لم يصدقوه عندما أخبرهم بأنه يرفض الاستمرار في الخدمة العسكرية لشعوره بتأنيب الضمير، وهو الذي انخرط في الجندية مباشرة بمجرد بلوغه الـ20 من عمره وبعد تخرجه في مدرسة ثانوية دينية متطرفة.

وهم الجيش الأخلاقي

وقال: "عندما التحقت بالجندية، رغم استنكافي للعنف والحرب، كنت ما زلت أعتقد أن إسرائيل لديها الجيش الأكثر أخلاقية في العالم".

وأضاف: "في ذلك الوقت لم أكن أعرف الشيء الكثير عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا عن الجيش والمجتمع الإسرائيليين. كنت متعلقا بالسرديات اليمينية عن إسرائيل وعن تطلعات الفلسطينيين".

ولكن عندما لم يكن أمامه سوى الاختيار بين أن ينخرط في أعمال العنف التي يشنها الجيش وبين تأنيب الضمير، شعر دارديك بأنه إذا شارك في القتال فسوف يكون مسؤولا عن قتل الأبرياء، على حد تعبيره.

إعلان

وأضاف أنه إذا اعترض فلن يُقتل، "يمكن أن أُسجن، مؤقتا، لكنني سأبقى على قيد الحياة". ومضى إلى القول إنه بعد اعتراضه على الاستمرار في الخدمة العسكرية، شعر براحة نفسية، وإن الخطوة التي اتخذها لم تشل قدرته على التصرف.

حماس باقية

وأبدى كاتب المقال، الذي انتقلت عائلته من الولايات المتحدة إلى مستوطنة في الضفة الغربية، تعاطفه مع الفلسطينيين، ناقلا عن تقارير إعلامية أن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع اجتثاث حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال إن كثيرا من الفلسطينيين تعرضوا لتطهير عرقي ومجازر على يد إسرائيل، وأُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على الخروج من ديارهم ومُنعوا من العودة، وإن (حماس) لا تزال تحتفظ بنفس عدد مقاتليها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وزاد قائلا إن الوضع الراهن -لا سيما خلال هذا الأسبوع الذي قتلت فيه إسرائيل ما لا يقل عن 400 فلسطيني- نكأ جراحا تاريخية عميقة أشد إيلاما.

ووصف الحرب الحالية وما تخلفه من آلام وأحزان، بأنها "إرث قديم يكشف عجزنا عن بلوغ مسار سلمي وعادل يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش معا على هذه الأرض".

ليس عملا نزيها

وانتقد منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرا أن ذلك ليس عملا نزيها تحت أي ظرف من الظروف.

ونصح المجندين في صفوف الجيش الإسرائيلي -سواء كانوا جنودا محترفين أو احتياطيين أو على وشك التجنيد- بأن هذا هو الوقت المناسب للاعتراض على أداء الخدمة العسكرية بوازع من ضمائرهم.

وخاطبهم قائلا إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تستخدمكم وتستغل قوتكم لإيذاء أبناء شعبكم، خاصة ما تبقى من أسرى لدى حماس، وإلحاق الأذى بدرجة أكبر بالفلسطينيين.

نحن من يقرر

وخلص إلى أنهم كشباب يهودي، لديهم القدرة على صياغة مستقبلهم، وأنهم هم من سيقررون ما إذا كان سيُسمح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأمثاله أن يقودوهم إلى الدمار.

إعلان

وقال: "نحن من سيقرر ما إذا كان هؤلاء سيضحون بجميع الأسرى المتبقين وأعداد لا حصر لها من الفلسطينيين الأبرياء من أجل مآربهم الشخصية".

ومع ذلك، يبدو أن أهارون دارديك لم يفقد الأمل بعد؛ إذ قال إنه ما يزال يأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع "يسمح لليهود بالعيش باحترام وأمان ومساواة وبصورة مشروعة إلى جانب الفلسطينيين من النهر إلى البحر".

مقالات مشابهة

  • مستوطن سابق يشرح أسباب رفضه الخدمة في الجيش الإسرائيلي
  • فرنسا تندد بإلغاء إسرائيل تصريح دخول وفدين فرنسيين
  • الأونروا تتهم إسرائيل بالتنكيل بموظفيها في غزة واستخدامهم دروعا بشرية
  • الحريديم يشتبكون مع الشرطة الإسرائيلية رفضا للتجنيد
  • عبدالجليل يناقش مع البعثة الإنسانية للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الوضع الصحي في الكفرة
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: إسرائيل تريد إلحاق أكبر قدر من الدمار بقطاع غزة
  • ممثلة فلسطين أمام محكمة العدل: “إسرائيل” حولت غزة إلى “جهنم” ودمرت حياة الفلسطينيين
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية لن تعود للعمل في إسرائيل وتغلق خطها الجوي إلى تل أبيب
  • عاجل - محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين
  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة