بوتين يلتقي شي في بكين في وقت يهتز فيه العالم بالصراعات
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
هونغ كونغ (CNN)-- من المقرر أن يرحب الزعيم الصيني، شي جينبينغ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الصين، الخميس، في الزيارة الثانية للرئيس الروسي خلال أقل من عام- في أحدث إشارة على تزايد اصطفافهما وسط تزايد خطوط التصدع العالمية، حيث يدمر الصراع غزة وأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين خلال مؤتمر صحفي دوري في بكين، الثلاثاء: "سيتبادل الرئيس شي والرئيس بوتين وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
ومن المقرر أن يصل بوتن إلى الصين بعد أكثر قليلا من أسبوع منذ دخوله فترة ولاية جديدة في منصبه، وهو ما من شأنه أن يمدد حكمه الاستبدادي حتى عام 2030، نتيجة انتخابات بلا أي معارضة حقيقية.
وتأتي زيارته، التي من المقرر أن تتم في الفترة من 16 إلى 17 مايو/أيار الجاري، بحسب وسائل الإعلام الرسمية الصينية، ردا على زيارة الدولة التي قام بها شي إلى موسكو قبل ما يزيد عن عام بقليل، حيث كان بمثابة بداية محطمة للمعايير لولاية جديدة كرئيس، مثل بوتين، بعد إعادة وضع القواعد حول المدة التي يمكن للقادة أن يظلوا خلالها في الحكم.
وهذه المرة، يأتي اجتماعهما قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفي الوقت الذي تواجه فيه واشنطن رد فعل دوليا متصاعدا بسبب دعمها للحرب الإسرائيلية في غزة. ومن المقرر أن يوفر الاجتماع منصة للزعيمين لمناقشة كيف يمكن لكل هذا أن يعزز طموحهما المشترك في تدهور للقوة الأمريكية وتقديم بديل لها.
كما تأتي الزيارة أيضا في الوقت الذي يعمل فيه الزعيمان ضمن ما يقول المراقبون إنه تنسيق فضفاض ولكنه متزايد للمصالح بين الدولتين المناهضتين لأمريكا، إيران وكوريا الشمالية. وتعتقد الحكومات الغربية أن بيونغ يانغ - التي يعتمد اقتصادها بشكل شبه كامل على الصين، تساعد روسيا بإمدادات الحرب، وكذلك لطهران، التي تدعمها روسيا والصين اقتصاديا، وهي لاعب قوي في صراع الشرق الأوسط.
وسيصل بوتين في زيارة دولة تستغرق يومين وشجعه بقاء اقتصاده في زمن الحرب ووسط هجوم جديد كبير على طول النقاط الرئيسية لخط المواجهة في أوكرانيا. وبالنسبة لشي، الذي عاد لتوه من جولة أوروبية، تمثل الزيارة فرصة لإظهار أن ولاءه لبوتين لم يكسر قدرته على التعامل مع الغرب.
وتتزايد الضغوط من واشنطن على بكين بسبب مزاعم بدعمها لصناعة الدفاع الروسية. وفي أوروبا، كان على شي أن يتخطى التوترات الحادة في فرنسا، وتم الترحيب به فقط وسط ضجة في صربيا والمجر، بينما لا تزال روسيا شريك الصين الرئيسي، معزولة على الساحة العالمية.
وكثف شي دعواته لأوروبا والدول الأخرى لمساعدة العالم على تجنب "الحرب الباردة"، مشيرا إلى أنهم يقاومون ما تعتبره بكين جهودا أمريكية لاحتواء الصين.
لكنه يُنظر إلى الزعيم الصيني نفسه- بما في ذلك استضافته لبوتين هذا الأسبوع - على أنه يعمل على إحكام العلاقات للتأكيد على الانقسام العالمي المتزايد الذي يمكن أن يعمق الانقسامات مع الغرب، والذي يقول الخبراء إن الصين بحاجة إلى تقنيته واستثماراته.
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ الشهر الماضي من أن روسيا تتلقى الدعم في حربها العدوانية من الصين وإيران وكوريا الشمالية. وقال: "نحن نعيش في عالم أكثر خطورة، حيث تتحالف القوى الاستبدادية بشكل متزايد".
وأضاف: "هذا يذكرنا بأن الأمن ليس إقليميا، بل الأمن عالمي. وعلينا أن نعمل مع شركائنا ممن لديهم تفكير مماثل في جميع أنحاء العالم لحماية والحفاظ على الأمن عبر الأطلسي".
الاستراتيجية الكبرى:
وتلوح في الأفق خلال اجتماع شي مع بوتين، هذا الأسبوع، تهديدات غربية باتخاذ مزيد من الإجراءات الشاملة ضد بلاده، إذا واصلت إرسال سلع معينة إلى روسيا. وتقول الحكومة الأمريكية إن الصادرات ذات الاستخدام المزدوج تمكن روسيا من بناء صناعتها الدفاعية.
وقال لي مينغ جيانغ، الأستاذ المساعد للعلاقات الدولية في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة: "يمكن القول إن الضغوط أكبر مما كانت عليه في العامين الماضيين"، مشيرا إلى مجموعة جديدة من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر تستهدف الشركات الصينية، وإمكانية فرض المزيد، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الصين إنها تراقب عن كثب صادرات السلع ذات الاستخدام المزدوج، ونفت أن تكون تجارتها مع روسيا خارج نطاق التبادل الثنائي الطبيعي.
كما أن المراقبين المقربين من عملية صنع القرار الغامضة لشي منقسمون حول ما إذا كان هذا يعني أن الزعيم الصيني سيسعى إلى استغلال وقته مع بوتين هذا الأسبوع للدعوة قريبا إلى تسوية الصراع.
لكن بيانات التجارة الرسمية للصين في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان تظهر انخفاضا في الصادرات إلى روسيا، مقارنة بنفس الفترات من العام السابق، مما يشير إلى أن بكين قد تتخذ خطوات للحماية من العقوبات الغربية التي تضرب قطاعتها التجارية والمالية بشكل أعمق.
ومع ذلك، من غير المرجح أن تؤدي أي إعادة ضبط العلاقات هناك إلى وقف تعميق التعاون عبر مجموعة من المجالات بين البلدين، اللتين تجريان تدريبات عسكرية منتظمة وتبادلات دبلوماسية. ويقول محللون إنه من غير المرجح أن تغير مكاسب بكين عندما يتعلق الأمر بالحرب الروسية.
وقال مانوج كيوالراماني، الذي يرأس دراسات المحيطين الهندي والهادئ في مركز أبحاث معهد تاكشاشيلا في بنغالور: "روسيا أساسية لاستراتيجية الصين الكبرى". وفي حين أن بكين لا تريد التصعيد، فإن "هناك اهتمام عميق بالتأكد من أن روسيا لن تخسر الحرب".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الحكومة الصينية غزة فلاديمير بوتين من المقرر أن
إقرأ أيضاً:
مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
كشفت مراسلة الجزيرة في موسكو رانيا دريدي عن الفندق الذي أقام فيه الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وأفراد أسرته، في الأيام الأولى لهروبه من سوريا، مؤكدة أن لا أحد يعرف مكانه حاليا.
ومن أمام فندق "فور سيزن/ الفصول الأربعة" الواقع قرب الساحة الحمراء في موسكو، قالت رانيا إن الأسد وعائلته كانوا قد نزلوا بهذا الفندق في الأيام الأولى من هروبهم، وإن أحد أبناء الجالية السورية التقى صدفة في بهو الفندق بزوجة بشار، أسماء وابنها وابنتها، وكانوا تحت حماية أمنية مشددة.
وحسب مراسلة الجزيرة، فإنه بعد أن ترك الأسد وأسرته الفندق، فإن مكان إقامتهم الحالي ما زال مجهولا، مشيرة -أي المراسلة- إلى أن معلومات تداولتها العديد من الصحف والمواقع الروسية تؤكد أن الرئيس المخلوع اقتنى مع عائلته عددا من العقارات في موسكو وفي المراكز الإستراتيجية المهمة، من بينها المركز التجاري والسكني "موسكو سيتي"، مشيرة إلى أن هذه العقارات تقدر بملايين الدولارات.
وحول موضوع الأموال التي بحوزة الرئيس المخلوع، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن تحليل سجلات مصرفية أن نظام الأسد نقل حوالي 250 مليون دولار نقدا إلى موسكو بين عامي 2018 و2019، بينما كانت عائلته تشتري سرا أصولا في روسيا.
إعلانوقالت فايننشال تايمز إن الأموال المنقولة إلى موسكو تم تسليمها إلى البنك الروسي للمؤسسة المالية، وإن كبار مساعدي الأسد واصلوا نقل الأصول إلى روسيا رغم العقوبات الغربية.
وفي سياق متصل، قالت رانيا دريدي إن مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين رفض التعليق على موضوع الحماية الروسية للرئيس السوري المخلوع وأفراد أسرته، بعد هروبهم من سوريا.
ولم يقدم المسؤول الروسي أي معلومات حول ما إذا كانت السلطات الروسية قد وفرت أم لم توفر الحماية للأسد وعائلته.
وأقرت السلطات الروسية على لسان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي -خلال مقابلة سابقة أجرتها معه شبكة "إن بي سي" الأميركية- بأن بشار بضيافة روسيا، في أول تأكيد حكومي روسي لذلك.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد منح اللجوء لبشار بعد وصوله إلى موسكو هاربا من سوريا، وقال إنه فعل ذلك لدواع إنسانية، وتقول مراسلة الجزيرة إنه بالنسبة لبوتين فقد أصبح الأسد خارج المعادلة السياسية، ولذلك لم يمنحه اللجوء السياسي.
إجلاء ومباحثاتومن جهة أخرى، أشارت المراسلة إلى شح المعلومات بشأن عملية إجلاء موظفي البعثات الخارجية الروسية لدى دمشق، وقالت إنه تم الإعلان عن إجلاء عدد من هؤلاء، بالإضافة إلى إجلاء موظفي البعثات الدبلوماسية التابعة لبيلاروسيا وكوريا الشمالية وأبخازيا من سوريا.
وكانت السلطات الروسية قد أكدت أن سفارتها في دمشق تواصل عملها بشكل طبيعي، وتزامن ذلك مع تصريحات لميخائيل بغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط بشأن تعويل موسكو على استمرار عقد اجتماعات مع تركيا وإيران لبحث تطورات الملف السوري، واصفا الاجتماعات بالمهمة وأن موسكو مهتمة بها.
وفي وقت سابق أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو تقوم حاليا بعقد مشاورات وحوارات ومفاوضات مع ممثلي السلطات الجديدة في سوريا، بشأن مستقبل العلاقات الروسية السورية، ووجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا.
إعلان"وهي مسألة مهمة وحساسة بالنسبة لموسكو"، كما تقول مراسلة الجزيرة، والتي أكدت أن موسكو "تسعى للحفاظ على القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس".