زنقة 20. الرباط

تلتئم القمة العربية في دورتها العادية الثالثة والثلاثين بالمنامة بمملكة البحرين بعد غد الخميس في سياق إقليمي ودولي معقد، خصوصا بالنسبة للمنطقة العربية التي تسعى لأن يكون لها موطئ قدم في ترتيبات الساحة الدولية بالنسبة للمرحلة المقبلة .

كما أن هذه القمة تنعقد ومعظم الدول العربية تعيش ظروفا اجتماعية صعبة نتيجة الوضع الداخلي، حيث تستمر الأزمة بكل تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل من ليبيا ولبنان وسوريا واليمن والسودان والعراق والصومال ، مع ما لذلك من تبعات على دول الجوار والمنطقة برمتها.

وتبقى القضية الفلسطينية بمثابة القضية المحورية في العمل العربي المشترك، وتمر في الآونة الخطيرة بمنعطف خطير يستدعي موقفا عربيا موحدا يدافع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقا لمواثيق الشرعية الدولية.

وضمن هذه القضية التي تعد قضية العرب المركزية ، أضحى لزاما على القادة العرب خلال قمة المنامة ، تبني موقف موحد لوقف التصعيد بالاراضي الفلسطينية وإعادة تقييم مبادرات السلام التي لم تفلح حتى الآن في وقف عمليات الاستيطان الإسرائيلي ، ولا في إعادة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم ، بل ظلت عاجزة عن تحقيق هدفها الرئيسي في إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا الى جنب في أمن وأمان.

وإزاء كل هذه الأوضاع، فإن قمة البحرين تعتبر فرصة بالنسبة للدول العربية لبحث إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية وكذا بحث تعزيز التعاون والتنسيق وطرح مبادئ جديدة للتعاون الإقليمي والتحدث كقوة اقليمية منسجمة وموحدة تجعل بقية المجتمع الدولي يتعامل بنوع مع الجدية مع القضايا العربية.

وتتطلع شعوب المنطقة أيضا لأن يتمكن القادة العرب من صياغة رؤية جديدة لما ينبغي أن يكون عليه التضامن العربي والعمل العربي المشترك ، بما يتيح التصدي بحزم لكل ما من شأنه المساس بأمن واستقرار الدول العربية ، والتغلب على التحديات التي تواجهها ، والدفاع عن مصالحها العليا.

وفي هذا السياق يقول الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية ،نبيل نجم الدين، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء إن القمة العربية المقبلة تكتسب أهميتها من الظروف المحيطة بها إقليميا ودوليا ،مبرزا أن الوضع بالمنطقة العربية في حالة من التوتر السياسي وأيضا في حالة توقع انفجارات جديدة.

وذكر أن كل الجهود والمساعي التي بذلت حتى الآن بخصوص الملف الأساسي للقمة المتمثل في القضية الفلسطينية ، لم تسفر عن نتائج ومازالت الحرب على غزة مستمرة وتهدد بتوسعها إقليميا.

وتابع أن ثمة ملفات أخرى لا تقل أهمية من المنتظر أن تنكب عليها قمة البحرين، يتصدرها ملف أزمة الأمن في الممر الملاحي للبحر الأحمر والتي تؤثر سلبا على كل الدول العربية المطلة على البحر الاحمر وبحر العرب، وعلى إمدادات النفط العالمية.

ولفت إلى أن استمرار الهجمات التي تطال السفن التي تمر عبر هذا المجرى الملاحي مرتبط بشكل وثيق بالتدخلات الايرانية في شؤون الدول العربية.

وسجل أن العديد من الدول العربية أضحت ساحة لتدخلات اقليمية ودولية لا تساعد على الاطلاق في إعادة الاستقرار إليها وتؤثر على الامن العربي في مفهومه العام.

كما أبرز أهمية أن تنكب القمة على دراسة وتسوية الخلافات العربية العربية بما يساعد في تحقيق الامن الاستقرار ويحافظ على سيادة الدول ووحدتها الترابية.

وخلص الباحث نجم الدين إلى أن القادة العرب مطالبون بطرح تصورات جديدة تعيد النظر في العمل العربي المشترك وتتصدى بحزم لكل ما يحيط بالعالم العربي من مخاطر اقليمية ودولية كبيرة.

وفي الشق الاقتصادي فإن قمة البحرين ستبحث تحديث الأنظمة الاقتصادية العربية بما يسمح بالاستغلال المعقلن للقدرات الانتاجية لدول المنطقة وخيراتها بما يتوافق مع التقدم التكنولوجي ويسمح بالتالي بضمان الأمن الغذائي العربي.

وفي هذا الصدد سيبحث القادة العرب سبل إعطاء دفعة جديدة للتعاون الاقتصادي العربي الذي ما يزال دون التطلعات المرجوة حيث ما يزال حجم التجارة العربية البينية ضعيفا مقارنة مع تكتلات اقليمية اخرى.

فبحسب بيانات حديثة لاتحاد الغرف العربية، فإن حجم التجارة البينية العربية لا يشكل سوى 10 بالمائة من حجم مبادلات الدول العربية مع بقية العالم ويقدر بنحو 700 مليار دولار.

وسجل اتحاد الغرف العربية أن التجارة البينية العربية تحتاج إلى مزيد من النمو مع العمل على ضبط المواصفات والمعايير وإيجاد منظومة متكاملة للنقل واللوجستيات في المنطقة.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الدول العربیة القادة العرب

إقرأ أيضاً:

رفض عربي لـتهجير الفلسطينيين وهذه مخرجات الاجتماعي العربي السداسي

أكد الاجتماع السداسي العربي في القاهرة، اليوم السبت، رفض تهجير الفلسطينيين، ودعم تنفيذ اتفاق غزة بكل مراحله، مؤكداً أنه يتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق حل الدولتين.

اقرأ ايضاًترامب يؤكد التزامه تحرير الأسرى.. ونتنياهو متهم بمحاولة إفشال الصفقة


وأكد البيان العربي المشترك "استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوق المشروعة وفقا للقانون الدولي".


وجاء في البيان الصادر من القاهرة: "رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات".

 

وشدد الاجتماع على تأكيد دعم الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاثة لضمان تنفيذ الاتفاق بكامل مراحله وبنوده، وصولاً للتهدئة الكاملة، والتأكيد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار. بما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل.

 

كذلك أكد الاجتماع السداسي العربي رفض أي محاولة لتحجيم دور الأونروا، وأهمية تنفيذ عملية شاملة لإعمار غزة، ودعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتنفيذ حل الدولتين، ورفض أي محاولة لتقسيم قطاع غزة، والتأكيد على ضرورة انسحاب إسرائيل من غزة.

بدورها قالت الخارجية السعودية إن اجتماع القاهرة بحث إدامة وقف النار في غزة، كما ناقش تمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمهامها، وبحث عودة المهجرين في غزة لمنازلهم بشكل آمن، وإيصال مزيد من المساعدات لغزة.

 

وانطلق بالعاصمة المصرية القاهرة اجتماع السداسية العربية التشاوري بشأن فلسطين حيث تناول تطورات الأوضاع بالمنطقة، وتثبيت وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

 

ويأتي الاجتماع بعد أيام من طرح ترامب مقترحاً بنقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما لاقى رفضاً من هذين البلدين، وأطراف عربية ودولية أخرى.

كما يأتي بعد يومين من سريان قرار الحكومة الإسرائيلية حظر أنشطة الأونروا في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، اعتبارا من الخميس.

 

ويشارك في اجتماع القاهرة وزراء خارجية مصر بدر عبد العاطي، والأردن أيمن الصفدي، والسعودية فيصل بن فرحان، وقطر محمد بن عبد الرحمن، والإمارات عبد الله بن زايد.

اقرأ ايضاًهكذا سلمت حماس أسرى إسرائيل.. ماذا نعرف عن وحدة الظل؟

إضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

 

واستبق وزير الخارجية المصري الاجتماع العربي بمباحثات ثنائية مع نظيره الأردني.

Via SyndiGate.info


Copyright � 2022 An-Nahar Newspaper All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند رفض عربي لـ"تهجير الفلسطينيين" وهذه مخرجات الاجتماعي العربي السداسي ترامب يؤكد التزامه تحرير الأسرى.. ونتنياهو متهم بمحاولة إفشال الصفقة الولايات المتحدة الأميركية تنفذ ضربات جوية في الصومال نانسي عجرم تخطف الأنظار بإطلالة بيضاء في أحدث جلسة تصوير لها دعاء دخول شهر شعبان 2025 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • تفاصيل دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعي.. أبو الغيـط يطالب بوضع وثيقة.. ووزير الاتصالات: التطورات التكنولوجية فرضت تحديات جديدة
  • رفض عربي لـتهجير الفلسطينيين وهذه مخرجات الاجتماعي العربي السداسي
  • شرم الشيخ تحتضن الملتقى القمي لقادة الاتحادات الطلابية بالجامعات
  • وفد رفيع من الجامعة العربية يتابع استعدادات العراق لقمة القادة والزعماء العرب
  • الملك محمد السادس يعزي الرئيس الأمريكي في ضحايا الحادث الجوي بواشنطن
  • وفد رفيع من الامانة العامة يزور العراق للتباحث بشأن الاستعدادات للقمة العربية المقبلة
  • وفد رفيع من "جامعة الدول" يزور العراق ويلتقي رئيس الوزراء ووزير الخارجية
  • وفد من الامانة العامة للجامعة العربية يزور العراق للتباحث بشأن الاستعدادات لعقد القمة العربية المقبلة
  • السفير حسام زكي: العراق تستضيف القمة العربية في أواخر أبريل
  • الملك محمد السادس يعزي العاهل السعودي في وفاة الأمير محمد بن فهد