سودانايل:
2025-03-12@03:27:45 GMT

الإنسانية المعذبة

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

محمود عثمان رزق

10/13/2024

بسبب حَملٍ خالف قواعد العلم الطبيعي، وخالف قواعد الحمل والإنجاب في العرف الإجتماعي الإنساني، قالت سيدتنا مريم العذراء عليها السلام عندما حملت بالمسيح عليه الصلاة والسلام : ﴿ یَـٰلَیۡتَنِی مِتُّ قَبۡلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسۡیࣰا مَّنسِیࣰّا ﴾، وفي الحقيقة إن الإنسانية في هذا القرن والذي سبقه أحق من أمنا مريم بهذا القول وتلك الأمنية.

كيف لا! وهذه الإنسانية تصحو على الدماء، وتفطر بالدماء، وتتغدى وتتعشى بالدماء، مخالفة بذلك قوانين الطبيعة المنذرة بالفناء، وقوانين العقل والدين والمرءة والإخاء والوطنية التي توجب حقن الدماء. إنسانية شهدت مقتل خمسة عشر ألف طفل في خلال سبعة شهور ولم تحرك ساكناً! حروب أين ما اتجهتَ، دمارٌ أين ما رأيتَ، نساءٌ معذبات يقع جل هذا الظلم عليهن لأنهن أمهات لا يهربن ويتركن أولادهن للأذى. يا الله.. ما أعظم الأم! وما أعظم المرأة!.

أطفال في وسط هذه المعارك حيارى لا يدرون ماذا يدور من حولهم، لا يفهمون لماذا وكيف وأين وحيث. فقر مدقع ودمار كأن الواقعة قد وقعت وبُعث من في القبور. كراهية وحنق وضغائن وتنازع لا يستطيع علم ولا تاريخ ولا منطق أن يبررها، ولكن "آه لو أه تفيد مجروح" إنّه الإنسان ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾. نزوح بالملايين من مدن وقرى كان يأتيها رزقها وهي آمنة فأصبحت كانها لم تغن بالأمس. ضربت لشعوبها وعودٌ وأحلامٌ وردية ظاهرها فيه الرحمة، ومن باطنها يأتينا العذاب المبين. إنسانية تتعلم وتصنع ما يضرها ولا ينفعها وقد تعوّذ المصطفى الرحمة المهداة للعالمين من "علم لا ينفع" البشرية في دنياها وآخرتها وهو دعاء عظيم لو كنتم تعلمون.

أيهما أنفع للبشرية الحمقاء القنبلة النووية أم المحراث؟ وأيهما هو صاحب العلم النافع مخترع المحراث الذكي أم مخترع القنبلة النووية الغبية؟ إلا يدل هذا الدعاء من المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أن الدين خير للبشرية وأنه نبي للعالمين؟ إن هذه الإنسانية للأسف فقدت العقل والدين والعدل والمنطق، وبالتالي فقدت الرحمة والإنسانية والإخاء والمحبة والمصداقية، وهي الآن تذوق وبال أمرها مما تعلمته من هاروت وماروت، ولا تلوموني ولوموا أنفسكم، هذه بضاعتكم ردت إليكم بما كسبت أيديكم! ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولن تجد لسنة الله تحويلا. إننا أمام واقع مر قد جعل الحليم حيرانا، من ياترى ستساعد؟! وكيف تساعد؟ ومن تدفن؟ ولمن تدعو؟ ومن تأوى ومن تترك؟ وعلى من تصلي....الخ وتكاثرت الظباء على خراش ولا يدري خراش ما يصيب..... وشتان بين الظباء الحسان والمصائب اللعان.

إن هذان القرنان لملعونان، فقد شهدت فيهما الإنسانية ما لم تشهده في تاريخها العريض، مئات الملايين من القتلى، وخراب ودمار تعجز عن وصفه كلمات من يستنطق الصخر العصيا، وتضيق عن حصره صفحات السجل العراض، وكأني بكل من عاصر هذين القرنين يردد مع العذراء قولها: ﴿ یَـٰلَیۡتَنِی مِتُّ قَبۡلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسۡیࣰا مَّنسِیࣰّا ﴾

morizig@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تطالب باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

طالب منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة مهند هادي، استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرا إلى أنه جرى وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة تسعة أيام متتالية.

وأضاف هادي في تصريح صحفي اليوم الاثنين، تُعد المساعدات الإنسانية في غزة شريان الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع لا يمكن تصورها منذ أشهر، مضيفا أن الإمداد المستمر بالمساعدات أمر لا غنى عنه لبقائهم على قيد الحياة.

وأكد أن القانون الإنساني الدولي واضح: يجب تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين، بما في ذلك السماح غير المقيد بدخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • "قافلة الواعظات".. لمسة رحمة ومواساة في دور الرعاية الاجتماعية
  • "فك كربة".. نافذة أمل في شهر الرحمة
  • البنك الأهلي يتبنى مبادرات خيرية في رمضان بالتعاون مع "جمعية الرحمة"
  • اعتقال رئيس الفلبين السابق بتهمة جرائم ضد الإنسانية ارتكبها بحق تجار المخدرات
  • الأنبا بشارة يترأس القداس الإلهي بكنيسة أم الرحمة بمنهري
  • راجين الرحمة والثواب والرضوان.. الجامع الأزهر كامل العدد في ختام الثلث الأول من رمضان
  • الأمم المتحدة تطالب باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • أيمن أبو عمر: الرحمة بالحيوان طريق للجنة
  • جرح في ضمير الإنسانية.. أول تعليق إيراني على أحداث الساحل السوري
  • رسالة شكر من سماحة المفتي إلى اليمن.. ويناشد ذوي الضمائر الإنسانية حول العالم