سودانايل:
2025-02-11@22:50:37 GMT

لماذا يريدون اطالة الحرب؟

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

د. أحمد جمعة صديق

الآن هناك من يطالب بوقف الحرب وهو أمر طبيعي والأمر غير الطبيعي – ولم اسمع به في كل تاريخ الحروب - أن هناك من يطالب باستمرار الحرب وهو – للأسف - لا يملك مقومات الانتصار كما ثبت بالدليل العملي... اذ زعموا أن الامر لا يعدوا ان يكون ساعات فقط للحسم، ثم أسابيع فقط، ثم شهور، فاذا بالكارثة تدخل عامها الثاني ولا بارقة أمل تلوح في الافق.

عجبي، عجبي!!
فأما القطاع الذي يريد ايقاف الحرب فهو القطاع المدني في السودان وقليل ربما من العسكريين الذين يدركون ملآلات الحرب ويعرفون نتائجها على المدى القريب والبعيد. والمطالبة بوقف الاحتراب أمر طبيعي لاسيما اذا جنح أحد الأطراف الى السلم، فالأمر أن تجنح لها والآية القرآنية صريحة في قوله تعالى: في سورة الأنفال ﴿ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ الأنفال، الآية (61). وهذه ترجمة جيدة لها باللغة الانجليزية فربما أحد المتحاربين لا يجيد العربية: But if they incline to peace, you also incline to it, and (put your) trust in Allah. Verily, He is the All-Hearer, the All-Knower.
• لا للحرب،
هو شعار الشعب، فالمدنيون هم الآن الحريصون على وقف الاحتراب لانهم هم الحلقة الأقوى والاضعف في آن واحد ولا مصلحة لهم مباشرة في استمرار الاحتراب، بل مصلحتهم وهي مصلحة الوطن في ايقاف هذا النزيف الدموي القاتل. هم الأقوى لأنهم هم الغالبية وهم ال 99.999% من سكان هذه المساحة من اليابس المعروفة باسم السودان. وهم الذين أطاحوا بالديكتاتور واسقطوا حكم الاستبداد وخرجوا في مليونيات تغطي عين الشمس يهتفون وينادون بالدولة المدنية وحكم القانون تحت شعارات الحرية والسلام والعدالة وهي شعارات لا لبس فيها ان طبقت على أرض الواقع. فالمدنية هي سمة أساسية لهذا العصر على مستوى الفرد وعلى مستوى انظمة الحكم. والمدنية،فهي تشرع للمساواة في الحقوق والواجبات من غير اعتبارات للجنس أو اللون أو اللغة أو الثقافة أو الدين أو اي شكل آخر من اشكال القيّم لانسانية المعروفة. المدنية تقوم على أمر واحد فقط، وهو المواطنة. الشعب نادى برحيل العسكر الى الثنكات وطالب بحل الجنجويد لانها مليشيا ليس لها عقيدة في القتال. وعملياً انتهى دورها كما هو حال الفئات الاخرى من القوات التي كات تحمل السلاح. انتهى دورها بسقوط النظام الذي أنشاها لحمايته، فقد كان دورها حماية البشير ونظامه المهتريء وذهب البشير ونظامه. لذا كانت المطالبة برحيل الجنجويد أمر طبيعي. ولكنهم كانوا من الذكاء بمكان حينما وقعوا على الاتفاق الاطاري ليضمن لهم الانتقال السلس من الفوضى الى القانون والاندماج على اسس قوية بالجيش الوطني، تحفظ لهم ارواحهم ومكتسباتهم بالعدل.
اذن المدنيون يطلبون ايقاف الحرب لانهم الأقوى وهم الأقوى لأنهم الشعب السوداني كله الا شرذمة قليلون. وهم أيضاً القادرون على ايقاف الحرب ان أحسنوا تنظيم الصفوف والكتوف. أما انهم الاضعف فلأنهم بداهة لا يحملون آلات الفتك والدمار على أكتافهم مع العلم انهم يمتلكون هذه الآلات وهم يعرفووووووون ذلك جيداً. أن أراد الشعب السوداني أن يحمل السلاح فلا أحد سيوقف هذا التيار الغاضب ولكن بدأت الثورة سلمية واستمرت سلمية وستنتصر بهذه السلمية فهي (السنابل التي ستهزم أسراب الجراد) لان السلمية هي عقيدة الشعب.
• نعم للحرب:
وهو شعار الكيزان واخوان الشيطان ومن لف لفهم من أصحاب المصالح الآنية من العسكريين والاعلاميين بائعي الذمم ومن فصيلة السياسين الفاشلين من امثال (الفاضي) وهجو واردول ومن اراذل الناس الذين اغشيت قلوبهم بالظلمة. فما المصلحة في مواصلة الاحتراب والفصيل الآخر ينجح للسلم والآية كما أوضحنا صريحة وجلية:
• الكيزان: لماذا لا يريدون إيقاف الحرب، وهم من بدأوها؟
- للانتقام من الشعب السوداني الذي سدد رمية قوية وصائبة هدت اركان دولتهم الظالمة الى الابد ... لقد انفضح فسادهم المالي والاخلاقي والاداري وهُددت مصالحهم المادية بازالة التمكين واثبِت فشلُ برنامجهم المبني على الخداع والمتاجرة بالدين في السر والعلن. وكانت المليونيات التي سيرها الشعب بلا انقطاع، بلاغ لا شك في وضوحه، أن دابر هؤلاء القوم مقطوع والى الأبد. والحرب الدائرة الآن هي تصفية حسابات مع هذا الشعب - ليس الا- الذي رفضهم تماما، ولكنهم - وللاسف الشديد – فهم يديرونها بالوكالة وعلى حساب هؤلاء المستنفرين من الشباب. أما اصحاب الوجعة الحقيقيون فهم بعيدون عن الحرب وآثارها، هم وعائلاتهم واموالهم التي هربوها الى الخارج هرباً من الموت لكن الموت الذي منه تفرون يطالكم ولو كنتم في اسطنبول!! اوقفوا الحرب.

- خوفاً على اعناقهم من حبال المشنقة: وذلك أمر حتمي ولوطال الزمن. كثير من الكوادر الاسلامية متورطة باجرامها في حق الشعب السوداني منذ خدعة الانقلاب في 1989 مروراً بالجسام من الاحداث وبيوت الاشباح والدولة البوليسية التي انتهكت الحرمات وقتلت، ودفنت الضباط أحياء في رمضان، الى فصل الجنوب وتدمير البنية الاساسية وتجنيب اموال البترول، وجرائم أخرى لاتعد ولا تحصى، حسابها الاعدام وأقلها السجن المؤبد. انهم يرون ذلك بأم أعينهم وان هذا الأمر لواقع وما له من دافع, وأن القصاص وارد ولو كنتم في بروج مشيدة... يطيلون من عمر الحرب ليبعدوا حبال المشنقة ولكن لكل بداية نهاية وسيقفون امام قضاء عادل يقتص لهذا الشعب لكل صغيرة وكبيرة.

- طمعاً في المصالحة: انهم يطيلون الحرب – وهم يحاربون بالوكالة كما أشرنا سابقاً- حتي يصيب الجميع الانهاك والتعب ليضعوا السلاح في النهاية ويسعوا الى تسويات بالمصالحة الوطنية، تحت شعار(عفا الله عما سلف)... ولاشك ان العفو مطلوب. وهم يضربون على وتر الطبيعة المتسامحة لشعب السودان، ولكن ظني أن هذا الأمر قد فات أوانه وهو ليس خيار الشعب بأي حال من الأحوال الآن، فالشعب يرفع شعار المحاسبة والدعوة الى (عدم الافلات من العقاب)، كما نصت عليه وثيقة الاتفاق الاطاري – التي انقلبوا عليها - ويعيش الكثير من المجرمين على أمل الافلات من العقاب بطول المدة أو النسيان..ولكن هذا الشعب قد تجرع من الغصص المرة، في أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وانتعشت لديهم (ذاكرة السمك) لتتحول الى (ذاكرة البعير)، اذ لن ينسى الشعب هذه المرة ولن يعفو عمن أساء اليه عمداً وأذله عمداً، طوال الثلاثين عاماً، تلك العجاف، فلابد من القصاص.

- حماية قياداتهم التاريخية من المساءلة على المستوى الداخلي والاممي... فقوائم مخكمة الجنايات الدولية طالت نفراً عديداً منهم في جرائم ضد الانسانية ارتكبت في حق الشعب السوداني من تصفيات عرقية اثنية الى قتل خارج القانون واغتصابات وتهجير قسري, وتطول القائمة. وبعضهم مطلوب بحوافز دولارية ك (أحمد هارون) - لمن يدل على مكانه ومن لف لفه... ولابد من القصاص وهذه الجرائم لا تسقط بتقادم الزمن. انهم يطالبون باستمرار الحرب... اليس فيكم رجل رشيد؟

عجبي لمن يطالب باستمرار الحرب وهو لايملك مقومات الانتصار!!!


aahmedgumaa@yahoo.com
//////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يُعلن استعادة السيطرة على مدينة المسعودية

أعلن الجيش السوداني، مساء اليوم الأحد، بأنه تم استعادة السيطرة على مدينة المسعودية شمال ولاية الجزيرة، وفقًا لما أوردته قناة العربية.

السودان سيشكل حكومة جديدة بعد استعادة الخرطوم السودان يُطلق خارطة الطريق للمصالحة الوطنية


وفي وقت سابق، قالت مصادر عسكرية،  اليوم الأحد، إن من المتوقع أن يتم تشكيل حكومة سودانية جديدة بعد اكتمال استعادة الخرطوم بعد يوم من إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أنه سيشكل حكومة تكنوقراط في زمن الحرب.
وقد استعاد الجيش السوداني الذي كان طويلا في حربه مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية في الأسابيع الأخيرة مكانًا في العاصمة الخرطوم على عدة محاور واقترب من القصر الرئاسي الرمزي على طول نهر النيل.

وتراجعت قوات الدعم السريع، التي قالت إنها ستدعم تشكيل إدارة مدنية منافسة، وتغلبت عليها القدرات الجوية الموسعة للجيش والصفوف البرية التي تضخمتها الميليشيات المتحالفة.

وقال البرهان في اجتماع للسياسيين المتحالفين مع الجيش في بورتسودان معقل الجيش يوم السبت "يمكننا أن نسميها حكومة تصريف أعمال ، حكومة زمن الحرب ، إنها حكومة ستساعدنا على إكمال ما تبقى من أهدافنا العسكرية ، وهي تحرير السودان من هؤلاء المتمردين".

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب البلاد، وهي منخرطة في حملة مكثفة لتعزيز سيطرتها على إقليم دارفور من خلال الاستيلاء على مدينة الفاشر. واستبعد البرهان وقف إطلاق النار في رمضان ما لم توقف قوات الدعم السريع تلك الحملة.

اندلعت الحرب في أبريل 2023، بسبب خلافات حول اندماج القوتين بعد أن عملتا معا للإطاحة بالمدنيين الذين تقاسموا السلطة معهم بعد الانتفاضة التي أطاحت بالمستبد عمر البشير.
وعلى صعيد آخر، أدانت حركة حماس بأشد العبارات ورفضت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية.
وذكرت حماس في بيان لها، اليوم الأحد: "تصريحات نتنياهو عدائية بحق السعودية وشعبنا الفلسطيني وتعكس نهجًا استعلائيًا، ونثني على الموقف السعودي الرافض لهذه التصريحات غير المسؤولة التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الأعراف الدبلوماسية".
وأضافت الحركة: "نؤكد تقديرنا لموقف السعودية الثابت ضد أي مخططات تهدف إلى تهجير شعبنا الفلسطيني.

وتسبب النزاع في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص ونصف السكان الذين يواجهون الجوع.

وقال البرهان إنه ستكون هناك تغييرات على الدستور المؤقت للبلاد ، والتي قالت مصادر عسكرية إنها ستزيل كل الإشارات إلى الشراكة مع المدنيين أو قوات الدعم السريع ، مما يضع السلطة فقط للجيش الذي سيعين رئيس وزراء تكنوقراط سيعين بعد ذلك مجلس وزراء.

مقالات مشابهة

  • هل يُقدم تحالف صمود جديدا في المشهد السوداني؟
  • الاتحاد النسائي السوداني يحذر من مخاطر تقسيم السودان وسط تصاعد التوترات السياسية
  • الجيش السوداني يحقق تقدمًا ملحوظًا في الخرطوم
  • حزب المؤتمر السوداني: إنهاء الحرب يجب أن يتم عبر حل سياسي شامل
  • «المؤتمر السوداني» يعلق على فك الارتباط داخل «تقدم»
  • وجوه لم تشارك الشعب السوداني على الإطلاق في مواقفه المصيرية
  • الجيش السوداني يُعلن استعادة السيطرة على مدينة المسعودية
  • الجيش السوداني يقترب من السيطرة على العاصمة الخرطوم
  • لماذا أثار خطاب البرهان الأخير الجدل بين السودانيين؟
  • أما آن للجيش السوداني أن يتعلم من التجارب السابقة ويعترف بأخطاء الماضي؟ (1- 2)