وزيرة الهجرة تشهد حلقة نقاشية بعنوان "اللغة العربية: مصدر الإلهام والإبداع" بالتعاون مع اليونسكو
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
في إطار تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، نظمت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج بالتعاون مع منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو"، حلقة نقاشية بعنوان "اللغة العربية: مصدر الإلهام والإبداع"، قصر الأمير محمد علي بالمنيل، شهدتها السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، والدكتورة نوريا سانز، المدير الإقليمي لمكتب منظمة اليونسكو بالقاهرة، والدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار.
كما شهدها أيضا عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتور وسيم السيسي عالم المصريات الكبير، والموسيقار الكبير هاني شنودة، ومجموعة من كبار الكُتاب والأدباء والمفكرين والشخصيات العامة، والإعلاميين والصحفيين.
أدارت الحلقة النقاشية أ. أريج عطالله أخصائية برامج في قطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية في مكتب اليونسكو بالقاهرة، وشارك فيها كل من: د. أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأ. أمينة همشري، المستشار الإقليمي لقطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية في مكتب اليونسكو بالدوحة، ود. سماح أبو بكر عزت، الكاتبة وسفيرة شؤون الطفل في المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وأ. إسراء صالح، المؤسس والمدير التنفيذي لمبادرة "سوبر أبلة"، وأ. محمود جودة، كاتب وأديب فلسطيني.
في مستهل الحلقة النقاشية، أعربت أريج عطالله عن أن اللغة العربية ركن من أركان الإبداع، مشيرة إلى أن الحضور في الفعالية يؤكد أن اللغة ماتزال ثرية ويمكن الاستفادة من هذا الشغف بشكل أكبر.
فيما أشاد د. أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، بجهود وزارة الهجرة لاستعادة رونق اللغة العربية في هكذا احتفالية، والجهود المتميزة لدعم دور اللغة العربية في مختلف الفنون والمعارف، مضيفا أن اللغة العربية احتوت في ثوبها لغات شتى، وباتت لغة طيعة تنشر السماحة الروحية، فنطرب لسماع اللغة العربية البسيطة، لما تنشره من فنون الإبداع شعرا ونثرا، ومشيرا إلى سيمفونية اللغة العربية التي لم تكن أبدا في معزل، ولكنها اشتبكت والتحمت وتزاوجت مع غيرها، حيث أثرت في الإسبانية مثلا بنحو 18 ألف كلمة، بل ومختلف اللغات.
وتابع بهي الدين أن اللغة العربية لغة يسيرة نمتلكها كما امتلكها القدماء، على حد وصف عميد الأدب العربي طه حسين، مضيفا أن اللغة العربية الممصرة كانت سببا من أسباب انتشار النقلة الروحية للغة العربية، ومن بينها قصائد على غرار البردة ونهج البردة وغير ذلك من بدائع الشعر العربي، ما يجعلنا نحكي عنها بفخر، لتشكل نسقا من أنساق ثقافتنا، التي يجب علينا الحديث عنها بفخر لأبنائنا في الداخل والخارج.
وبدورها، أشادت د. سماح أبو بكر عزت، الكاتبة وسفيرة شؤون الطفل في المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، بما تقدمه المبادرة في القرى والصعيد، لزرع القيم والمثل العليا في أطفالهم، مضيفة أنها طافت مئات القرى حول الجمهورية تتحدث إلى أصحاب المستقبل من أطفالنا، متابعة أنها عضو في جمعية حماية اللغة العربية، وتحرص على غرسها في نفوس الأطفال، عن طريق سلاسل قصصية للأطفال.
وحرصت د. سماح أبو بكر عزت على اصطحاب دميتها "ريهام" والتي تستخدمها لتعليم الطفل اللغة العربية، ومن بينها قصة "العام الدراسي الجديد" والتي توضح معاني بعض الكلمات باللغة العربية للأطفال بصورة ميسرة، وكذلك قصة "لكل مقام مقال" وتحكي عددا من الأمثال والعبارات الشائعة ومواضع استخدامها.
ووجهت د. سماح خالص التحية للسفيرة سها جندي على جهودها في مبادرة "اتكلم عربي" لتعزيز الهوية وصون اللغة التي تراها في سلاسة الحرير وقوة الحديد، وأنها لغة المشاعر والعلم والتقدم إن حافظنا عليها، متابعة: إن زرعنا اللغة العربية في نفوس أبنائنا حصدنا وعيا وثقافة وعلما.
من جانبها، قالت أمينة همشري، المستشار الإقليمي لقطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية في مكتب اليونسكو بالدوحة، إن منظمة اليونسكو تقوم بدور بارز لخدمة اللغة العربية، ضمن جهود المنظمة لدعم التنوع الثقافي، وذلك منذ نشأة اليونسكو عام 1945، لتعزيز حوار الثقافات تحت مظلة الإنسانية، مضيفة أن اللغات وعاء الثقافات وتعكس حضارات أصحابها، وكذلك النهضة في مختلف المجالات، بجانب ما تمثله من تراث ثقافي ينبغي صونه، بما تضمه اللغة من تراكيب وأمثال ومرادفات وغيرها.
وذكرت همشري أن اليونسكو أطلقت 2022 مبادرة "الثقافة العربية اللاتينية" ArabLations، والتي تضم أكثر من 20 دولة عربية في المنطقة، بجانب دول من أمريكا اللاتينية، منها شيلي والبرازيل وغيرهم، لتلقي الضوء على القواسم المشتركة على الثقافتين العربية واللاتينية، واللتان يتحدث بهما الملايين سواء من البلدان الناطقة بهما أو الأشخاص في المهجر، في مختلف دول العالم، مشيرة إلى دور اللغة العربية في الأدب والثقافة والعلوم المختلفة، على مدار مئات السنين.
وفي سياق متصل، أوضحت إسراء صالح، المؤسس والمدير التنفيذي لمبادرة "سوبر أبلة"، أننا بحاجة لزيادة الاهتمام لأبنائنا بالخارج، حيث جرت إحصائية على 120 طالب في المرحلة الابتدائية، من بينهم طلاب في 9 دول عربية، فوجد نحو 60% منهم لا يجيدون القراءة والكتابة، مشيرة إلى مبادرتها تستهدف الأطفال من 2.5-8 سنوات بطريقة مبسطة، مضيفة: "أنا من جيل بوجي وطمطم وبكار وأبلة فضيلة وقصص الأنبياء ولذلك فهذا المزيج حرصت على توظيفه في محتوى مناسب للأطفال، لأنني لمست بنفسي حاجة أطفالنا لذلك، وبشكل خاص مع انشغال الأسر المصرية بالخارج، وهدفي أن نساعد الأسر ليستمر عشق العربية".
فيما أوضح الكاتب والأديب الفلسطيني محمود جودة، أن اللغة العربية حفظت الثقافة والتراث العربي، فباتت هذه اللغة التي يتحدث بها نحو 400 مليون شخص، مشيرا إلى أن ثقافة العرب كانت تتفاخر بالشعراء منذ القدم، ولذلك تستمر اللغة حية، حتى الآن، رغم اندثار نحو 300 لغة حول العالم، حتى الآن.
وأضاف جودة أن هناك شعراء فلسطينيين كانوا سببا في صون الهوية الفلسطينية والحفاظ على تراثها، ومن ذلك ما أبدعه محمود درويش، فدوى طوقان، وكتابات إدوارد سعيد، وغيرهم من أدباء فلسطين الذين أسهموا بكتاباتهم في ربط النشء بالأرض ومعرفة تاريخهم، مؤكدا أن مجرد وجود لوحات المركبات والمحال والمنشآت باللغة العربية فخر أن يكون في مصر الغالية، وهو ما نفتقده في فلسطين، والتي لا تكاد ترى إلا العبرية أو الإنجليزية.
وفي نهاية الحلقة النقاشية، قدمت وزيرة الهجرة السفيرة سها جندي لهم الشكر على مداخلاتهم الثرية، وأعربت سيادتها عن امتنانها لكل من شارك في هذه الليلة بجهد ومحبة، لتظهر بشكل متميز، مضيفة أن لدينا مَهمة سنحرص عليها لزيادة الوصول بشكل سلس ومبسط لأطفالنا حول العالم، لتعلم اللغة العربية باستخدام التقنيات الحديثة، حيث وجهت سؤال للمشاركين في المنصة الحوارية، حول الطرق والاساليب التي يمكن أن تساعد في ذلك، وبدورهم أوضحوا أن علينا الصبر على أسئلة الأطفال واستخدام المفردات الأكثر استخداما وبساطة في الحياة اليومية، وبشكل خاص الأمهات وعدم المزج بين اللغات، وأن يكون للطفل وجبة قراءة يومية.
وأضافوا أن الدراما لها دور مهم في دعم تعليم اللغة للأطفال، وكذلك الأغاني والمسرح ويمكن عمل ذلك باستخدام المقاطع القصيرة Reels، نتيجة لضيق الوقت، وعمل المسابقات الإلكترونية بين الأطفال، بجانب تنوع المحتوى بين العلمي المبسط والترفيهي والثقافي وغيرها من المحتويات.
واختتمت فعالية "اللغة العربية: مصدر الإلهام والإبداع" بفقرة موسيقية شيقة لعدد من أمهر العازفين المصريين، حيث أمتعوا الحضور بعزف أغان وألحان من الزمن الجميل لمطربين وموسيقيين كبار مثل: عبد الحليم حافظ، محمد قنديل، فيروز، داليدا، عمر خيرت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزيرة الهجرة اتكلم عربي سها جندي قصر محمد علي بالمنيل المبادرة الرئاسية
إقرأ أيضاً:
عُمان في «أوساكا».. عبور ناعم إلى الوجدان الإنساني
لا تبحث سلطنة عُمان عن حضور شكلي أو إداري حينما تبدأ مشاركتها في «إكسبو أوساكا 2025» الشهر القادم في اليابان، ولكنها تسعى بجهد كبير إلى ترسيخ صوتها الحضاري عبر استدعاء المنجز الإنساني الثقافي الذي أفرزته التجربة العمانية طوال القرون الماضية.. لتقول بصوت مسموع إن لديها من المنجزات ما يمكن أن يكون جسرا للتواصل بين الأمم والشعوب وما يمكن أن يكون أداة للترابط الحضاري والتبادل المعرفي.
لكن الصوت العماني الذي سيتردد في أوساكا بلغة عريقة محاطة بتاريخ طويل يملك أدوات العصر المعرفية والتكنولوجية ما يعني القدرة على التواصل بين مختلف الأجيال دون الحاجة للتفريط في الهُوية الثقافية أو في المبادئ والقيم.
وتكثف سلطنة عُمان جهودها قبل انطلاق المعرض العالمي الضخم الذي تستضيف اليابان نسخته الجديدة من أجل تقديم تجربة متكاملة تمزج بين التراث العريق والرؤية المستقبلية، مستفيدة من منصة المعرض التي يجتمع فيها العالم حول قيم الحوار والابتكار والإنسانية.
وتتميز التجربة العمانية في المعرض والتي كشف اليوم عن تفاصيلها بأنها تنحاز للطابع الثقافي الذي، يكاد، يحكم الرؤية العامة للجناح العماني، حيث رأت عُمان فتح نوافذ على العالم من خلال الفن، والإبداع، والتقنية المتقدمة، لتقدم للعالم سردية حضارية تليق بتاريخها ومكانتها، والتي من المنتظر أن تجد صدى واسعا لدى العالم التواق لسماع ورؤية تجارب الدول التي تنطلق من عراقتها ومن مبادئها وقيمها في لحظة تاريخية تبدو فيها هذه المفردات ضائعة وسط التحولات الكبرى والانكسارات المفجعة.
ويتضمن جناح السلطنة معارض بصرية وسمعية، ومسرحا افتراضيا، ومنصات للابتكار والتقنية، وكلها موجهة لتروي حكاية عُمان في مفردات يفهمها الجميع: حكاية الإنسان، والمكان، والإبداع. كما يشكل الحضور الإنساني للمبدع العماني بعدا مهما ينقل صورة عُمان كأرض تتنفس الفن وتحتضن الفكر وتحتفي بالإنسان.
ولعل المنصة الرقمية المصاحبة للجناح تمثل قفزة نوعية في كيفية تفاعل الدول مع العالم، إذ تتيح لسلطنة عُمان أن تواصل حضورها حتى بعد إسدال الستار على المعرض، وأن تحافظ على تواصلها مع الزوار عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الممتد. وهكذا تتحول المشاركة من حدث مؤقت إلى حوار دائم، ومن عرض لحظي إلى جسر معرفي طويل الأمد.
ومن يتأمل تفاصيل مشاركة سلطنة عمان في المعرض وما يتضمنه جوهر المشاركة يدرك أنها نوع من الدبلوماسية الثقافية الراقية التي لا تفرض نفسها بالقوة ولكنها تتسلل إلى الوجدان العالمي بلغة الجمال والإبداع.. إنها بهذا المعنى رسالة سلام وفكر وهُوية، تؤكد مكانة سلطنة عمان في العالم والتي لا يشكلها الموقع الجغرافي بقدر ما تشكلها قدرتها على إلهام الآخرين وإبهارهم بثقافتها وبفكرها وقدرتها على بناء الثنائية التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة، والتراث والتكنولوجيا والذهاب نحو المستقبل ولكن بمبادئ وروح القيم التاريخية التي أنتجها الفكر الإنساني عبر قرونه الطويلة.
وإذا كان العالم جادا في البحث عما يجمعه في هذه اللحظة الصعبة من تاريخه فسيجد في مشاركة سلطنة عُمان وما تحمله تلك المشاركة من مفردات صوت إنساني قوي يقول إن الثقافة هي الأرض التي يمكن أن يلتف حولها الجميع.. وأن المستقبل يصنعه من يمتلك الإرادة والرؤية... والروح.