يقوم الطلاب الأميركيون حتى داخل المجتمع اليهودي بالتعبئة بشكل جماعي لم يسمع أحد بمثله منذ السبعينيات رغم الاتهامات بمعاداة السامية والقمع، وهم يطالبون بوقف تمويل جامعاتهم من قبل تجار الأسلحة التي تستخدم في قتل الفلسطينيين، في احتجاجات ضخمة إلى درجة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اضطر لتهديد تل أبيب بتعليق بعض شحنات الأسلحة.

بهذه المقدمة افتتح موقع أوريان 21 -مقالا بقلم سيلفان سيبيل- انطلق فيه من تساؤل الصحفي الإسرائيلي شاني ليتمان القلق "أين الطلاب الإسرائيليون المحتجون ضد الحرب في غزة؟"، مشيرا إلى أن المظاهرة الوحيدة في الحرم الجامعي جاءت للمطالبة بطرد الأساتذة الذين لا يتفقون مع توجهات الحركة الاستيطانية التي نظمتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ستراتفور: لماذا عين بوتين خبيرا اقتصاديا مكان وزير الدفاع؟ستراتفور: لماذا عين بوتين ...list 2 of 2فورين بوليسي: هل إغلاق نتنياهو لقناة الجزيرة هدفه أمني أم سياسي؟فورين بوليسي: هل إغلاق نتنياهو ...end of list

وفي الوقت الذي تشتعل النيران في الجامعات الأميركية، ويشعر الأساتذة الإسرائيليون بالقلق من خطر المقاطعة المتزايد، ويعتقد ليتمان أنه سيكون من الأفضل للإسرائيليين القلق بشأن ما يحدث في غزة والتعبئة "كما هو الحال في كولومبيا وييل"، وإلا "ستظل الأكاديمية مرتبطة بالحكومة الإسرائيلية وسياساتها التدميرية".

الصناعات الأميركية الكبرى

وأوضح الكاتب أن التعبئة ضد إسرائيل في الجامعات الأميركية لم يسبق لها مثيل منذ تلك التي كانت ضد حرب فيتنام في السبعينيات، مع وجود فرق واضح، وهو أن التعبئة في ذلك الوقت كانت ضد خطر سقوط الشباب الأميركي في ساحة الحرب، أما اليوم فهي على خلفية سياسية بحتة، حيث تبدو إسرائيل للمتظاهرين الطلاب "مفارقة تاريخية"، دولة من زمن آخر تقوم على العرقية والاستعمار، فهم لذلك يتمردون على ما يحدث في غزة.

ويطالب المتظاهرون "بإدارة أخلاقية" لأصول الجامعة، وخاصة الجامعات الثرية مثل كولومبيا التي يصل الوقف المتاح لديها عام 2023 إلى 13.64 مليار دولار، ويتم استثمار جزء كبير من هذه الأموال في الشركات المصنعة للأسلحة وغيرها من الإمدادات التي تشارك في الاستيطان الإسرائيلي.

وتعد المجموعات الكبيرة في "القطاع الصناعي العسكري"، مثل بوينغ وأخواتها من بين الجهات المانحة الرئيسية للجامعات، وهي توفر الوظائف لمختبراتها، وبالتالي فإن المؤسسات الأكاديمية مهتمة بشكل مباشر باستمرار تسليم الأسلحة مجانا إلى إسرائيل، مقابل 4.2 مليارات دولار سنويا.

ولذلك ركزت إحدى المسيرات الطلابية الأولى الداعمة للقضية الفلسطينية في جامعة نيويورك، على مطلبين، قطع علاقة الجامعة المالية مع الشركات المصنعة للأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في غزة، وإغلاق حرمها الجامعي المفتوح في تل أبيب، بسبب صلاتها باستعمار الأراضي الفلسطينية.

أميركيون يهود دون ارتباط بإسرائيل

ومن الشعارات المرجعية التي يستخدمها الطلاب في أغلب الأحيان موضوع التمييز العنصري في الولايات المتحدة الذي ألغي في عام 1965، وحرب فيتنام التي خسرتها أميركا عام 1975، والفصل العنصري في جنوب أفريقيا الذي ألغي في عام 1990، ومثل ذلك من المواقف التي هزم فيها التحالف الاستعماري والتفوق العنصري، وتبدو لهم دولة إسرائيل تجسيدا متخلفا وغير مقبول للتفوق العرقي المغروس في الاستعمار البدائي.

ويرى الكاتب أن هذه الاحتجاجات تأتي ضمن حراك يهدف لإبعاد الشباب عن هذا البلد، بدأت في العقد الأول من القرن الـ21، ولعب فيها الشباب اليهودي دورا مهما، حيث نما هذا التباعد في خطين، أولهما سياسي معادٍ بشكل جذري للطابع الاستعماري للدولة الإسرائيلية، أما الآخر الأكثر طائفية، فيؤكد على الرغبة في العيش "كأميركيين يهود"، دون تدخل من إسرائيل أو خضوع لها.

وكلا هذين الخطين -حسب الكاتب- بدا لقادة تل أبيب بمثابة تهديد للصهيونية التي تطمح دائما إلى أن تكون الممثل الوحيد لجميع يهود العالم، خاصة أن المنظمات المناهضة للصهيونية شهدت زيادة هائلة بين الشباب اليهود الأميركيين، ولا أدل على ذلك من حالة مجلة التيارات اليهودية التي يديرها بيتر بينارت، الأكاديمي ذو الخلفية الصهيونية الذي انفصل علنا عن هذه الأيديولوجية عام 2020، إذ كان لديها 34 ألف مشترك في الخريف الماضي، وفي 7 أشهر ارتفع عددهم إلى 300 ألف.

وكتب بينارت مقالا في 28 أبريل/نيسان الماضي دفاعا عن الطلاب الأميركيين، اختار له عنوان "الاحتجاجات في الحرم الجامعي ليست مثالية، ولكننا في حاجة ماسة إليها"، لأن جوهر الحركة المستمرة هو المطالبة بإنهاء تواطؤ الجامعة والحكومة الأميركية مع نظام القمع الإسرائيلي، الذي يبلغ ذروته اليوم في المذبحة المروعة لشعب غزة.

وسائل الإعلام تتطور

وأشار سيلفان سيبيل إلى تحول جميع وسائل الإعلام الأميركية الكبرى تقريبا إلى الخطاب المؤيد للحرب في المرحلة التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، موضحا أنها تطورت على مدار الجرائم الأكثر فظاعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، وعندما انطلقت حركة الدفاع عن الفلسطينيين في الحرم الجامعي، كان رد فعل وسائل الإعلام مرة أخرى، عدائيا للغاية بشكل عام.

وكانت الفكرة التي روج لها أنصار تل أبيب بشكل منهجي لمواجهة احتجاجات الطلبة هي معاداة السامية، وقد تم تداولها على نطاق واسع، ولكنها مع مرور الوقت، تفككت ببطء، وقد نددت مؤخرا المجلة الموقرة "ذا نيو ريبابليك" "بالتغطية الإعلامية المخزية للاحتجاجات المناهضة للحرب في الجامعات".

ونحن نشهد الآن -كما يقول الكاتب- تراجعا واضحا في قدرة أنصار إسرائيل على إسكات أي نقاش حول مصير غزة، لأن الحجة التي تساوي الدفاع عن القضية الفلسطينية بمعاداة السامية أصبحت غير فعالة على نحو متزايد، وينظر إليها على أنها ورقة توت بائسة تهدف إلى إخفاء الجرائم الإسرائيلية الهائلة الجارية.

نحن نشهد الآن تراجعا واضحا في قدرة أنصار إسرائيل على إسكات أي نقاش حول مصير غزة، لأن الحجة التي تساوي الدفاع عن القضية الفلسطينية بمعاداة السامية أصبحت غير فعالة على نحو متزايد، وينظر إليها على أنها ورقة توت بائسة تهدف إلى إخفاء الجرائم الإسرائيلية الهائلة الجارية

وذكر الكاتب بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنشأ وزارة للشؤون الإستراتيجية بموارد مالية كبيرة، هدفها الوحيد تقريبا هو مكافحة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي إس) في الجامعات الأميركية، لتقود المعركة بمساعدة جمعيات محلية مرتبطة غالبا بدوائر الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، ولكن الأمر انتهى بكارثة، وبدلا من أن تختفي حركة المقاطعة، أصبحت اليوم أقوى.

واليوم تزايد ثقل ووزن عدد كبير من الجمعيات الطلابية المناهضة للاستيطان، بما فيها جمعيات الطلاب اليهود الذين يزعمون أنهم مناهضون للصهيونية بشكل مذهل، سواء من حيث عدد الأعضاء أو عدد الجامعات المتضررة، وزيادة في 10 سنوات من بضع عشرات إلى عدة مئات حاليا.

وتسهم الحرب على غزة في ابتعاد الأوساط الأكاديمية عن إسرائيل، وأحدث مثال على ذلك -حسب الكاتب- مطالبة معسكر العلماء ضد الإبادة الجماعية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بوضع حد لاستثمار وزارة الدفاع الإسرائيلية في "أبحاثهم المتعلقة بالحرب"، بحجة أن المعهد "لا يتلقى تمويلا من أي جيش أجنبي آخر"، وبحجة إنهائه تعاونه الأكاديمي مع معهد تكنولوجي روسي بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الجامعات الأمیرکیة فی الجامعات تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة

الثورة نت / أحمد كنفاني

زار فريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، اليوم، مواقع الآليات والمعدات التشغيلية بميناء الحديدة، التي استهدفها طيران العدوان الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، بعدد من الغارات.

واطلع الفريق الاممي وضابط الارتباط بلجنة دعم اتفاق الحديدة، ومعهم وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، وعضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية زيد أحمد الوشلي، ووكيل محافظة الحديدة لشؤون الثقافة والإعلام علي أحمد قشر، على الكرين العائم والكرينات الجسرية واللنشات البحرية الخاصة بقطر السفن، التي طالها القصف الإجرامي وتعرض البعض منها للخروج عن الخدمة، والغرق في البحر.

واستمع الفريق الأممي من المختصين في الميناء، إلى شرح مجمل حول كارثة هذه الجريمة وتبعاتها على الوضع التشغيلي بالميناء، ومدى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة والإجراءات المتعلقة بخلو الموانئ من أي مظاهر عسكرية، خصوصا وأنها تخضع لرقابة من قبل بعثة الأمم المتحدة، وثلاثة دوريات ميدانية متواصلة.

وقال وزير النقل “ما وقع ويقع في اليمن يحصل اليوم في فلسطين ولبنان وسوريا، والمجرم واحد”.. موضحًا أن القوانين والتشريعات الدولية في هذا الجانب واضحة في تجريمها لكل الأفعال التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية.

وطالب بعثة الأمم المتحدة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها وفق قرار ومهام تشكيل هذه البعثة، وإدانة تكرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ورفع تقرير للقيادات العليا في البعثة عن حجم الأضرار والانتهاك السافر، الذي تعرضت له هذه المنشآت الحيوية.

وأكد الوزير قحيم، أن على الأمم المتحدة أن تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم القيام بدورها المنشود تجاه هذه التداعيات الكارثية، والأضرار التي تمس مصالح الشعب اليمني، كون هذه المرافق الحيوية منشآت مدنية تقدم خدماتها لملايين اليمنيين.

وأشار إلى أن الكيان الصهيوني المتغطرس الغاصب المحتل، لم يراعِ أي معاهدة او قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بعدوانه على شعوب المنطقة.. مؤكدا أن رسالتنا للمجتمع الدولي والامم المتحدة هي الثبات والصمود والاستمرار في موقفنا المبدئي الإيماني في نصرة فلسطين حتى وقف العدوان على غزة.

رافقهم خلال الزيارة، نائب رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر نصر عبدالله النصيري، ومدير فرع شركة النفط عدنان محمد الجرموزي.

مقالات مشابهة

  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • جامعة عين شمس تبرز مواهبها في برنامج عباقرة الجامعات
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • الرئيس السيسي: الدولة ضاعفت عدد الجامعات
  • بعثة الأمم المتحدة تزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
  • وزير التعليم العالي يوجه بعدم فتح القبول للمؤسسات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان
  • حصاد أداء الجامعات الأهلية في 2024.. تعليم متطور لتلبية متطلبات سوق العمل
  • كشف إنجازات الجامعات الأهلية في 2024
  • إعلام عبري: اليمنيون هم الجهة التي تجد إسرائيل صعوبة في ردعها