أوريان 21: الطلاب يهزون تواطؤ الجامعات الأميركية مع إسرائيل
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
يقوم الطلاب الأميركيون حتى داخل المجتمع اليهودي بالتعبئة بشكل جماعي لم يسمع أحد بمثله منذ السبعينيات رغم الاتهامات بمعاداة السامية والقمع، وهم يطالبون بوقف تمويل جامعاتهم من قبل تجار الأسلحة التي تستخدم في قتل الفلسطينيين، في احتجاجات ضخمة إلى درجة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اضطر لتهديد تل أبيب بتعليق بعض شحنات الأسلحة.
بهذه المقدمة افتتح موقع أوريان 21 -مقالا بقلم سيلفان سيبيل- انطلق فيه من تساؤل الصحفي الإسرائيلي شاني ليتمان القلق "أين الطلاب الإسرائيليون المحتجون ضد الحرب في غزة؟"، مشيرا إلى أن المظاهرة الوحيدة في الحرم الجامعي جاءت للمطالبة بطرد الأساتذة الذين لا يتفقون مع توجهات الحركة الاستيطانية التي نظمتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ستراتفور: لماذا عين بوتين خبيرا اقتصاديا مكان وزير الدفاع؟ستراتفور: لماذا عين بوتين ...list 2 of 2فورين بوليسي: هل إغلاق نتنياهو لقناة الجزيرة هدفه أمني أم سياسي؟فورين بوليسي: هل إغلاق نتنياهو ...end of listوفي الوقت الذي تشتعل النيران في الجامعات الأميركية، ويشعر الأساتذة الإسرائيليون بالقلق من خطر المقاطعة المتزايد، ويعتقد ليتمان أنه سيكون من الأفضل للإسرائيليين القلق بشأن ما يحدث في غزة والتعبئة "كما هو الحال في كولومبيا وييل"، وإلا "ستظل الأكاديمية مرتبطة بالحكومة الإسرائيلية وسياساتها التدميرية".
الصناعات الأميركية الكبرى
وأوضح الكاتب أن التعبئة ضد إسرائيل في الجامعات الأميركية لم يسبق لها مثيل منذ تلك التي كانت ضد حرب فيتنام في السبعينيات، مع وجود فرق واضح، وهو أن التعبئة في ذلك الوقت كانت ضد خطر سقوط الشباب الأميركي في ساحة الحرب، أما اليوم فهي على خلفية سياسية بحتة، حيث تبدو إسرائيل للمتظاهرين الطلاب "مفارقة تاريخية"، دولة من زمن آخر تقوم على العرقية والاستعمار، فهم لذلك يتمردون على ما يحدث في غزة.
ويطالب المتظاهرون "بإدارة أخلاقية" لأصول الجامعة، وخاصة الجامعات الثرية مثل كولومبيا التي يصل الوقف المتاح لديها عام 2023 إلى 13.64 مليار دولار، ويتم استثمار جزء كبير من هذه الأموال في الشركات المصنعة للأسلحة وغيرها من الإمدادات التي تشارك في الاستيطان الإسرائيلي.
وتعد المجموعات الكبيرة في "القطاع الصناعي العسكري"، مثل بوينغ وأخواتها من بين الجهات المانحة الرئيسية للجامعات، وهي توفر الوظائف لمختبراتها، وبالتالي فإن المؤسسات الأكاديمية مهتمة بشكل مباشر باستمرار تسليم الأسلحة مجانا إلى إسرائيل، مقابل 4.2 مليارات دولار سنويا.
ولذلك ركزت إحدى المسيرات الطلابية الأولى الداعمة للقضية الفلسطينية في جامعة نيويورك، على مطلبين، قطع علاقة الجامعة المالية مع الشركات المصنعة للأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في غزة، وإغلاق حرمها الجامعي المفتوح في تل أبيب، بسبب صلاتها باستعمار الأراضي الفلسطينية.
أميركيون يهود دون ارتباط بإسرائيل
ومن الشعارات المرجعية التي يستخدمها الطلاب في أغلب الأحيان موضوع التمييز العنصري في الولايات المتحدة الذي ألغي في عام 1965، وحرب فيتنام التي خسرتها أميركا عام 1975، والفصل العنصري في جنوب أفريقيا الذي ألغي في عام 1990، ومثل ذلك من المواقف التي هزم فيها التحالف الاستعماري والتفوق العنصري، وتبدو لهم دولة إسرائيل تجسيدا متخلفا وغير مقبول للتفوق العرقي المغروس في الاستعمار البدائي.
ويرى الكاتب أن هذه الاحتجاجات تأتي ضمن حراك يهدف لإبعاد الشباب عن هذا البلد، بدأت في العقد الأول من القرن الـ21، ولعب فيها الشباب اليهودي دورا مهما، حيث نما هذا التباعد في خطين، أولهما سياسي معادٍ بشكل جذري للطابع الاستعماري للدولة الإسرائيلية، أما الآخر الأكثر طائفية، فيؤكد على الرغبة في العيش "كأميركيين يهود"، دون تدخل من إسرائيل أو خضوع لها.
وكلا هذين الخطين -حسب الكاتب- بدا لقادة تل أبيب بمثابة تهديد للصهيونية التي تطمح دائما إلى أن تكون الممثل الوحيد لجميع يهود العالم، خاصة أن المنظمات المناهضة للصهيونية شهدت زيادة هائلة بين الشباب اليهود الأميركيين، ولا أدل على ذلك من حالة مجلة التيارات اليهودية التي يديرها بيتر بينارت، الأكاديمي ذو الخلفية الصهيونية الذي انفصل علنا عن هذه الأيديولوجية عام 2020، إذ كان لديها 34 ألف مشترك في الخريف الماضي، وفي 7 أشهر ارتفع عددهم إلى 300 ألف.
وكتب بينارت مقالا في 28 أبريل/نيسان الماضي دفاعا عن الطلاب الأميركيين، اختار له عنوان "الاحتجاجات في الحرم الجامعي ليست مثالية، ولكننا في حاجة ماسة إليها"، لأن جوهر الحركة المستمرة هو المطالبة بإنهاء تواطؤ الجامعة والحكومة الأميركية مع نظام القمع الإسرائيلي، الذي يبلغ ذروته اليوم في المذبحة المروعة لشعب غزة.
وسائل الإعلام تتطور
وأشار سيلفان سيبيل إلى تحول جميع وسائل الإعلام الأميركية الكبرى تقريبا إلى الخطاب المؤيد للحرب في المرحلة التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، موضحا أنها تطورت على مدار الجرائم الأكثر فظاعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، وعندما انطلقت حركة الدفاع عن الفلسطينيين في الحرم الجامعي، كان رد فعل وسائل الإعلام مرة أخرى، عدائيا للغاية بشكل عام.
وكانت الفكرة التي روج لها أنصار تل أبيب بشكل منهجي لمواجهة احتجاجات الطلبة هي معاداة السامية، وقد تم تداولها على نطاق واسع، ولكنها مع مرور الوقت، تفككت ببطء، وقد نددت مؤخرا المجلة الموقرة "ذا نيو ريبابليك" "بالتغطية الإعلامية المخزية للاحتجاجات المناهضة للحرب في الجامعات".
ونحن نشهد الآن -كما يقول الكاتب- تراجعا واضحا في قدرة أنصار إسرائيل على إسكات أي نقاش حول مصير غزة، لأن الحجة التي تساوي الدفاع عن القضية الفلسطينية بمعاداة السامية أصبحت غير فعالة على نحو متزايد، وينظر إليها على أنها ورقة توت بائسة تهدف إلى إخفاء الجرائم الإسرائيلية الهائلة الجارية.
نحن نشهد الآن تراجعا واضحا في قدرة أنصار إسرائيل على إسكات أي نقاش حول مصير غزة، لأن الحجة التي تساوي الدفاع عن القضية الفلسطينية بمعاداة السامية أصبحت غير فعالة على نحو متزايد، وينظر إليها على أنها ورقة توت بائسة تهدف إلى إخفاء الجرائم الإسرائيلية الهائلة الجارية
وذكر الكاتب بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنشأ وزارة للشؤون الإستراتيجية بموارد مالية كبيرة، هدفها الوحيد تقريبا هو مكافحة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي إس) في الجامعات الأميركية، لتقود المعركة بمساعدة جمعيات محلية مرتبطة غالبا بدوائر الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، ولكن الأمر انتهى بكارثة، وبدلا من أن تختفي حركة المقاطعة، أصبحت اليوم أقوى.
واليوم تزايد ثقل ووزن عدد كبير من الجمعيات الطلابية المناهضة للاستيطان، بما فيها جمعيات الطلاب اليهود الذين يزعمون أنهم مناهضون للصهيونية بشكل مذهل، سواء من حيث عدد الأعضاء أو عدد الجامعات المتضررة، وزيادة في 10 سنوات من بضع عشرات إلى عدة مئات حاليا.
وتسهم الحرب على غزة في ابتعاد الأوساط الأكاديمية عن إسرائيل، وأحدث مثال على ذلك -حسب الكاتب- مطالبة معسكر العلماء ضد الإبادة الجماعية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بوضع حد لاستثمار وزارة الدفاع الإسرائيلية في "أبحاثهم المتعلقة بالحرب"، بحجة أن المعهد "لا يتلقى تمويلا من أي جيش أجنبي آخر"، وبحجة إنهائه تعاونه الأكاديمي مع معهد تكنولوجي روسي بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات الجامعات الأمیرکیة فی الجامعات تل أبیب فی غزة
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بيت العيلة
#بيت_العيلة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 29 / 12 / 2015
ليس من باب الصدفة او الترف أن تستخدم كلمة «بيت» للدلالة على «الغرفة» في ذاكرتنا الشعبية ..فنقول البيت الشرقي والبيت الغربي والبيت الوسطاني عند وصفنا لغرف الدار…فالبيوت القديمة كانت مكوّنة بالأصل من غرفة واحدة يضاف اليها غرفة أخرى اذا ما تيسّر من الحجر والطين ما يكفي لبناء بيت جديد ملاصق واذا تحسّن الحال يختتم الحلم العائلي بغرفة ثالثة ملاصقة لمن سبقتها ليصبح صاحب الدار يملك «3 بيوت صفّ»..وكانت عبارة «ثلاث بيوت صف بوجهن لمشرّق»…و»ثلاث بيوت صف بوجهن لمغرب» …الخ…مدعاة للتفاخر عندما يريد ان يصف الرجل بيته لشخص ما…
**
كان «بيت العيلة»..يشبه قلوب أصحابه ، واسعاً دافئا، فوضوياً لكن ودود ..فيه «صوبة بواري» تنبض بالدفء وتؤنس الأولاد ، تنكة عامرة بالفاصولياء تغلي فوق رأس الصوبة المتوهج..كتب مفتوحة على عين الامتحانات ، حرامات ولحف ثقيلة تغطي الأكتاف الساهرة ،فراش احتياطي يطلّ بكرشه فوق مطوى الخشب ،يشبه احتياطيات الجيوش العربية التي لم ولن يستدعى في يوم ما… «نيون» طويل نصف مضاء عند نهايتيه «سواد» يشي بقرب انعطابه ، وثمة «مطّاطة» تشدّ من أزره ليبقى صامداً في وجه العتمة لحين انقضاء منخفض الامتحانات…نملية في قاعها مونة الزيت، وقطرميزات المقدوس ،وأكياس الورق التي حوت في أسبوع ما اكعاب الهريسة الحمراء حيث يأتي الاحتفاظ بها من باب الوفاء ..وقرب الخابية معجن متخم بعجين الصباح يختمر على مهل تحت دفء فروة قديمة وسجادة صلاة ، وقرب العتبة خلف الباب إبريق كاز ومحقان حديد، ومكنسة ما زالت بذور القشّ عالقة بها، تكسو رأسها «شريطة» مخيّطة جهة المقبض..وفي صدر البيت طفل نام على ركبة أمه..وآخر أطبق دفاتره على خطوط الرصاص ووضع يده تحت رأسه ونام…وثالث يحاول تقشير برتقالة بشكل لولبي دون ان تنقطع القشرة الطويلة ..ورابع يخربش على ورق»الماعون» مسائل معقدة فيها سين وصاد…
«بيت العيلة» هذه الأيام..كصالة انتظار في مطار..الكل يدير ظهره للآخر بسبب انشغاله بهاتفه النقال ، جرس تنبيه رسائل الواتساب هو الناطق الوحيد في بيوتنا الصامتة ..لا أحد يسأل الآخر او يحاوره الا في الحدود الدنيا ثم يغرق السائل والمجيب في أيقونات التطبيق من جديد…
**
«بيت العيلة» شئنا ام أبينا هو مرآة قلوبنا … في السابق كان فوضوياً وفقيراً لكن عواطفه مرتبة…صار الآن مرتّباً وغنياً لكن عواطفه مبعثرة…
حتى الحب صار يقوى ويضعف مع شبكة الواي فاي…
احمد حسن الزعبي
مقالات ذات صلة الدكتور عاطف نايف زريقات يكتب .. غطيني يا كرمة العلي 2024/11/22ahmedalzoubi@hotmail.com
#144يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي