لم يكد العالم يلتقط أنفاسه من سلاسل الكوارث التي تضرب مناطق كثير في مختلف أرجائه، حتى لاحت في الأفق بوادر كارثة جديدة، تدعى «الشتاء الديموغرافي»، أشارت إليها الصحف العالمية، وتتمثل في انخفاض عدد سكان العالم بشكل تدريجي، حتى يصل إلى أقل من المستوى اللازم للحفاظ على عدد السكان، فما تفاصيل تلك الظاهرة، وكيف تهدد بانقراض البشرية في المستقبل؟

ما هو «الشتاء الديموغرافي»؟

بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، يمكن تعريف مصطلح «الشتاء الديموغرافي» بأنه انخفاض طبيعي لمعدلات الولادة، نتيجة انخفاض معدل الخصوبة، ولا يعتبر مجرد مصطلح علمي، لكن له نتائج كارثية، لأنه يؤدي إلى انقراض البشرية في نهاية المطاف.

الصحيفة أشارت في تقريرها، إلى أن معدل الخصوبة العالمي بالنسبة للنساء، سينخفض لأقل من المستوى اللازم للحفاظ عدد سكان ثابت، ما يؤدي إلى انخفاض معدلات المواليد، وينعكس على نمو الاقتصاد وترتيب القوى العظمى في العالم، وهذا ما يحدث بشكل مخيف في شرق آسيا وأوروبا، ومؤخرًا يهدد أمريكا.

ركود كبير في عدد المواليد

تشير الدراسات عن الشتاء الديموغرافي، إلى أن عدد الأطفال الذين تنجبهم كل امرأة، أقل من معدل الإحلال «التكاثر» العالمي، في الدول ذات الدخل المرتفع أو المنخفض، حيث تتباطئ معدلات الخصوبة إلى أقل من المعدل الآمن، وهو «2.2» الذي وضعته منظمة الصحة العالمية لتنظيم النسل.

نتيجة الأزمة السابقة يتجه العالم إلى ركود كبير في المواليد، حتى في الدول التي تميزت بأنها الأكثر اكتظاظا بالسكان، مثل الهند والصين، إذ أن معدل الخصوبة فيها أصبح الآن أقل من مستوى الإحلال 2.2.

زيادة عدد المسنين في العالم

الخبير الاقتصادي المتخصص في التركيبة السكانية بجامعة بنسلفانيا، خيسوس فرنانديز فيلافيردي، قال إن زيادة عدد المسنين قنبلة موقوتة، تعني إنفاق الأموال على فئة عمرية غير منتجة تصبح عبئا على ميزانيات الدول فيما بعد، فيما يعتقد علماء الديموغرافيا أن عدد سكان العالم قد يبدأ في الانكماش في غضون 4 عقود من الآن، وهو حدث نادر في التاريخ، ويشير المؤرخون إلى انخفاض الخصوبة الذي بدأ بالقرن الثامن عشر في البلدان الصناعية بالتحول الديموغرافي. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الخصوبة انخفاض المواليد أقل من

إقرأ أيضاً:

عندما يأتي الشتاء

بقلم : هادي جلو مرعي ..

الغيمات في السماء حيث أنظر لهن بيض ورمادية، وبعضها يتكتل فيبدو كالجبال البعيدة التي أرغب بالوصول إليها هربا من البشر الذي أكرههم، وربما نظرت الى تلكم الغيمات أملا في أن يحالفني الحظ لأكون فوقها، أو مختلطا بها في حلم مخاطبا حبيبة ما
هل ترين الغيمات؟
قالت: نعم
فقلت: سأكون معها بعد قليل هربا من الحياة
فإذا ذابت في السماء ذبت معها، وكنت حلما منسيا، هل تذكرين آذار شهر الغيمات البيض، والسحر المنتشي؟
كل شيء تغير، وكل شيء يكاد يكون سيئا كأنها لحظات أخيرة من لعبة خاسرة يجب أن نعيشها ونتحملها. فالنهايات ليست بأيدينا، وهي قدر ننتظره وينتظرنا لنتعانق في مكان ما في القيامة، أو في مكان يراه الله مناسبا لذلك العناق.
حتى الشتاء لم يعد يأتي يالطريقة التي نرجوها، ولم تعد لياليه طويلة مؤنسة كما يراها البعض ومفيدة. فالحياة أصبحت أكثر ديناميكية ومملة للغاية، والناس لاتعرف ماتريد بالضبط، قد نكابر ونعلن إننا نعرف مانريد، وإننا فلاسفة هذا العصر، وبأيدينا يكمن حل المعضلات، وتلافي الأخطاء، وإصلاح ماخربته أيادي العابثين، ويبدو الكذب على وجوهنا مثل مساحيق تجميل مغشوشة على وجه بنت للتو لم تتعود إستخدام أحمر الشفاه، ولا الكحل، ولا الألوان التي تصبغ الخدين وتجملهما.
لاأدري لم أصبحت موقنا بفساد الطرفين. القاتل والمفتول، المفتري والمفترى عليه، الظالم والمظلوم؟ ها نعم عرفت لأن البيئة الإنسانية هي بيئة عصابة بشرية من أشخاص كثر إشتركوا في سرقة مال، أو بضاعة، وحين تقاسموها دب الخلاف بينهم، وصاروا يقتتلون عليها، فمات من مات، وغنم من غنم، وذهب القتلى بنوايا السوء، وعلق بالقاتلين ذنب قتلهم أشباهههم الذين شاركوهم الذنب الكبير، ولكنهم لم يقاسموهم المغنم الحقير.
الناس هنا تمسكوا بالدنيا بوصفها البدء والنهاية، وبوصفها كل شيء، وليس بعدها شيء، وإنهم حين يرحلون فإنهم لن يلاقوا شيئا من الحساب والعقاب، فكل ذلك لا يعنيهم، فمنهم من يسرق، ومنهم من يقتل ويتجبر ويطغى، ويشارك الآخرين أرزاقهم بالباطل. الفساد صار حالة عامة لم يعد يتورع عنها الناس، ولذلك لم يعد هناك الكثير ممن يتورعون عن السرقة والإحتيال والنفاق والنصب والميل الى الدس والنميمة، والبحث عن المغانم حتى لو بغدر وبطعنة نجلاء في الظهر.
عندما يأتي الشتاء كانت الأحلام بالسعادة تتوالى، والليالي الجميلة تصدح بالغناء
أيها العصفور غني
فالغنا سر الوجود
صرنا مجرد أشباح في زمن العولمة، لاقيمة لنا سوى إننا نتصارع على مكاسب زائلة، وكل الفصول ميداننا الذي نتصارع فيه.

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • ظاهرة جوية تضرب البلاد بعد الموجة القاسية.. ماذا يحدث في طقس الغد؟
  • انخفاض لافت بمعدل التضخم في سوريا
  • المركزي: انخفاض معدل التضخم في سوريا إلى 46.7 بالمئة خلال عام
  • الطلب على الشوكولا يهدد حشرة مميزة
  • عندما يأتي الشتاء
  • دستور عدالة المحاكم.. ماذا تعرف عن قرار الضبط والإحضار؟
  • خطوة مفاجئة من الفيفا تغير مجرى تاريخ كأس العالم.. ماذا حدث؟
  • ماذا حدث في الشمال السوري؟ تعرف على التفاصيل
  • “الروبوت الأكثر تقدما” يثير القلق بإجابته حول مستقبل وظائف البشر!
  • الاتحاد الأوروبي سجل في 2023 أقل نسبة مواليد