تقرير بريطاني: محاولات الانتحار أودت بحياة 11 ألف امرأة في كردستان منذ 1991
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
السومرية نيوز – محليات
سلط تقرير لصحيفة "تليغراف" البريطانية على ارتفاع معدلات محاولات الانتحار حرقا بين النساء في إقليم كردستان العراق، مشيرا عبر رصد عدد من الحالات التي تتلقى العلاج إلى أن الألم الناجم عن الحروق يوازيه ألما داخليا يغذيه شعور العجز والعنف المنزلي.
وظهرت سيدة تدعى سروة (29 عاما) وهي أم لطفلين، بشفاه متقرحة للغاية مع ضمادات تغطي جسدها من الرأس إلى القدمين، وبحسب التقرير، فإنها حينما وصلت مصابة إلى المستشفى كانت رائحة الكيروسين تفوح من جسدها.
ونقلت الصحيفة عن ممرضات أن سروة تعتبر أحدث ضحايا تفشي ظاهرة الانتحار في إقليم كردستان والتي حصدت أرواح الآلاف من النساء خلال السنوات الأخيرة، في "اتجاه مرعب" يعتبر خبراء أنه دافعه هو الشعور بالعجز والعنف المنزلي.
وقالت رئيسة الممرضات بمستشفى الحروق في السليمانية، نيجار مارف (52 عاما)، إن حالات كثيرة تصل "مع حروق من الرأس إلى القدمين"، مضيفة أن الأسر خوفا من "العار" تقول إن الواقعة عبارة عن حادثة خلال طهي الطعام.
وعملت مارف لأكثر من 20 عاما في المستشفى الواقع شمالي العراق، وقالت إن "سروة" وصلت في سيارة إسعاف وتفوح منها رائحة الكيروسين، موضحة: "عادة ما تغمر النساء ملابسهن بالوقود المستخدم للتدفئة والطهي، ويشعلن النار في أنفسهن".
وتابعت: "هذه محاولة انتحار بالتأكيد، نقعت جسدها في الكيروسين، وكانت الحروق أعمق بكثير من أن تكون ناجمة عن انفجار". "مأساة" مألوفة
استمر صحفيو "تليغراف" في المستشفى بالسليمانية على مدار أسبوع تقريبا، وأوضح تقريرهم أن العاملين هناك يرون أن "مأساة سروة مألوفة للغاية".
خلال هذا الأسبوع، وصلت 3 حالات لنساء مصابات بحروق متوسطة، وفي بعض الأحيان، وفق ممرضات، لا تعيش الأغلبية لأكثر من بضع ساعات بعد حوادث كهذه.
وأشارت "تليغراف" إلى أن التقديرات تشير إلى أن محاولات الانتحار أودت بحياة أكثر من 11 ألف امرأة منذ حصول إقليم كردستان على الحكم الذاتي عام 1991، وذلك رغم عدم وجود بيانات موثوقة؛ لأن بعض الضحايا لم يصلن إلى المستشفى.
وتتفاقم تلك الظاهرة في محافظة السليمانية بشكل خاص، التي تمتلك وحدة حروق متخصصة هي الوحيدة من نوعها في جميع أنحاء العراق، وفق التقرير، الذي لفت إلى أنه في كثير من الحالات تظل النساء عالقات وسط أسر مسيئة بلا مكان يلجأن إليه لطلب الدعم.
ووصفت "تليغراف" هذا الواقع بالقول: "هذا مجتمع محافظ يبقى فيه العنف المنزلي خلف أبواب مغلقة". كما أشار التقرير إلى أن النساء يتزوجن في سن مبكرة عبر زيجات مدبرة وغالبا في قرى جبلية نائية، ولا يحصلن إلا على القدر القليل من التعليم والصحة.
وتشير أرقام صادرة عن الأمم المتحدة، إلى أن النساء في العراق يواجهن مستويات عنف منزلي متصاعدة، حيث ارتفع معدل العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة 125 بالمئة بين عامي 2020 و2021، ليصل إلى أكثر من 22 ألف حالة.
"رسالة"
وأشار خبراء وفق التقرير، إلى أن معظم حالات الانتحار تكون بلا تخطيط، وأوضح أستاذ علم السموم بجامعة إدنبره، مايكل إدلستون، "أعتقد أن هؤلاء الأشخاص وصلوا إلى مرحلة لا يمكنهم فيها إيجاد مخرج آخر. يتعلق الأمر بطريقة توضح فيها للناس مدى انزعاجك وضعفك".
وتابع: "الحروق التي تصيب الشخص هي بمثابة رسالة".
كانت هذه رسالة جونا (35 عاما)، وهي ناجية وافقت على الحديث عن واقعة إضرام النار في نفسها، في موقف نادر، حيث قالت إنها أقدمت على ذلك في يونيو 2023.
وقالت الأم لولدين عمرهما 16 و12 عاما، إن "زوجي كان ينعتني بكلمات سيئة للغاية ... لم يدرك ما كان يفعله بي، وأردت أن أجعله يفهم ذلك ويتصرف بشكل أفضل في المستقبل"، مضيفة: "لم أفكر بطريقة عقلانية".
وفي دراسة للمجلة الدولية للطب النفسي عام 2012، قال أكثر من ثلثي النساء المشاركات في الاستطلاع وعددهن 54 تم التواصل معهن خلال تلقيهن العلاج في مستشفى السليمانية، إن المشاكل العائلية والزوجية كانت السبب وراء ذلك.
وكشفت بيانات مستشفى السليمانية أن نحو ثلث النساء البالغ عددهن 4935 سيدة دخلن المستشفى بإصابات حروق منذ عام 2007، توفين متأثرات بجروحهن. وتتراوح أعمار النسبة الأكبر منهن (88 بالمئة) ما بين 15 و45 عاما.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير رسمي: ضبط نحو 5200 جريمة جنائية في حضرموت الساحل خلال 2024
أعلنت شرطة محافظة حضرموت الساحل ضبطها 5185 جريمة جنائية خلال العام الماضي من إجمالي الجرائم البالغ عددها 7082 جريمة.
وقالت الشرطة في تقرير نشره مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية إن الإجراءات لا تزال جارية في ملاحقة مرتكبي 935 جريمة، مدورة 865 جريمة العام الجاري باعتبارها جرائم مجهولة تخضع لإجراءات البحث والتحري والمتابعة لكشف ملابساتها وضبطها ومرتكبيها، منوهة أنها أحالت 4527 جريمة للنيابة.
وتوزعت الجرائم المسجلة خلال العام الماضي بين المديريات على النحو التالي: المكلا 4098جريمة تليها مديرية الشحر 658 جريمة، وغيل باوزير 138 جريمة، والريدة وقصيعر 103 جريمة والديس الشرقية 72 جريمة، و بروم ميفع 31 جريمة،و غيل بن يمين 29 جريمة، وحجر الجول 18 جريمة، وصيف 17 جريمة، والضليعة 14 جريمة، ويبعث 7 جرائم.
وأشارت أجهزة شرطة محافظة حضرموت الساحل في تقاريرها السنوية أنها ضبطت العام الماضي 3696 متهما، فيما تتابع جهود ملاحقة الفارين من وجه العدالة البالغ عددهم 935 متهما، مشيرة أن عملية اعادة التأهيل جارية ل 710 شخص في فرع مصلحة الإصلاح والتأهيل من ضمنهم 15 من الإناث و 14 من الأحداث، وجميعهم موزعين بين 310 محكومين، و 344 رهن المحاكمة،و 49 رهن التحقيق، و 7 في إطار التحفظ.
وكانت الخسائر البشرية الناجمة عن جرائم العام الماضي في محافظة حضرموت الساحل قد بلغت 15 حالة وفاة، و680 إصابة منهم 32 من الإناث، وزادت الخسائر المادية عن 8 مليار و563 مليون و379 ألف ب361 ريال.
ورصدت أجهزة الشرطة في محافظة حضرموت الساحل 135 حادثة غير جنائية موزعة بين: 39 حادثة حريق غير عمدي و34 التماس كهربائي و18 حادثة غرق، و11 حادثة انتحار، و10 حوادث سقوط من منزل، و 5 حوادث عثور على جثة و3 حوادث عبث بالسلاح، و حادثتي شروع بالانتحار، وحادثة فقدان شخص و كارثة طبيعية واحدة، بالإضافة إلى 5 حوادث غير جنائية أخرى، بالإضافة إلى 10 حالات اتضح أنها وفاة طبيعية.
وبلغت فاتورتها البشرية 56 حالة وفاة وإصابة 16 أخرين، و1.427.625.000ريال خسائرها المادية.
وسجلت شرطة السير في محافظة حضرموت الساحل 417 حادثة مرورية، توزعت بين 148 حادثة صدام دراجات نارية و129 دهس مشاة، و64 حادثة انقلاب و 56 صدام سيارات و 11 اصطدام بجسم ثابت و7 حوادث سقوط من على سيارة وحادثتي صدام حيوان، أسفرت عن وفاة 37 شخصا وإصابة 454 آخرين، وبلغت خسائرها المادية 3.569.380.000ريال، تورطت في ارتكابها وشاركت في حدوثها 279 سيارة 201 دراجة نارية.