أعلنت مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد” عن شراكة جديدة مع شركة “إينرايد” لنقل البضائع، لتحويل عمليات تدفق الحاويات بين المحطات لتعمل بالطاقة الكهربائية داخل ميناء جبل علي عاشر أكثر الموانئ ازدحاماً في العالم، ما سيعزز الكفاءة والاستدامة. وسيشمل التعاون نشر أكبر أسطول من حلول النقل ذاتية القيادة والتي تعمل بالكهرباء في الشرق الأوسط على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، ما سيعيد بدوره تشكيل مشهد نقل البضائع في المنطقة.

من المقرر أن تبدأ شركة “إينرايد” في تقديم خدماتها في نهاية عام 2024، وتهدف الشراكة إلى توسيع نطاق العمليات لدعم حوالي 1600 حركة مناولة يوميًا باستخدام اسطول مكون من 100 شاحنة كهربائية متصلة، والتي سيتم إدارتها من خلال نظام “إينرايد ساغا” وهو نظام تشغيل رقمي تابع لـشركة “إينرايد” حيث تم تصميم النظام لتحليل وتحسين كفاءة عمليات النقل الذاتي التي تعمل بالطاقة الكهربائية. ومن المقرر أيضًا نشر مخطط تجريبي ذاتي القيادة في عام 2025.

وعند الوصول إلى القدرة التشغيلية الكاملة، ستسهم هذه الخدمة، من خلال مهامها اليومية، بالحد من الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 14,600 طن سنوياً من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون وحوالي 158 طنًا سنوياً من أكاسيد النيتروجين الأكثر صلة بتلوث الهواء.

وفي هذا السياق قال عبداللّه بن دميثان، المدير التنفيذي والمدير العام، دي بي ورلد، دول مجلس التعاون الخليجي: “تؤكد “دي بي ورلد” من خلال شراكتها مع “إينرايد” على التزامها في تعزيز وتطوير التجارة لتكون أكثر ذكاءً وسرعةً واستدامة”.

وأضاف بن دميثان: “لقد أحرزنا تقدمًا ملحوظًا في تطوير وتحديث محطاتنا في ميناء جبل علي لتعمل على الطاقة الكهربائية، ومن خلال الاستفادة من تقنيات وخدمات “إينرايد” المتطورة، يمكننا الارتقاء بمحطاتنا لمستويات أعلى. وستسهم هذه الشراكة في تحقيق كفاءة تشغيلية أكبر، هذا إلى جانب آثارها الإيجابية في المساهمة بالحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات المحطات بشكل أكبر، وبالتالي تعزيز ريادة الممارسات المستدامة لقطاع الخدمات اللوجستية”.

وقال روبرت فالك الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة إينرايد: “نعمل من خلال هذه الشراكة مع مجموعة موانئ دبي العالمية “دي بي ورلد” على قيادة التحول في قطاع نقل البضائع في الشرق الأوسط، ونؤكد تعاوننا والتزامنا المشترك بتعزيز الاستدامة والابتكار، ودمج خبراتنا في مجال النقل باستخدام التكنولوجيا الرقمية والكهربائية والقيادة الذاتية مع الريادة العالمية لـ”دي بي ورلد” في الخدمات اللوجستية”.

وأضاف “نهدف من خلال إعادة رسم ملامح قطاع نقل الحاويات في ميناء جبل علي، إلى وضع معيار جديد للممارسات اللوجستية المستدامة، والحد بشكل كبير من الانبعاثات الكربونية. حيث يعمل هذا التعاون على دمج القيم والرؤية المستقبلية مع العمل الجاد، ما يمهد الطريق أمام المستقبل مستدام وخالي من الانبعاثات الكربونية”.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الشراكة تعد جزءاً من تعاون “إينرايد” مع حكومة الإمارات العربية المتحدة، لتسريع التحول في المنطقة نحو الشحن المستدام، حيث سيتم نشر منظومة عمل “أينرايد”، بما في ذلك المركبات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة، والبنية التحتية للشحن والتكنولوجيا التحويلية ضمن شبكة “فالكون رايز”، ما يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة في الشحن.

صُنف ميناء جبل علي مؤخرًا في المرتبة العاشرة كأكثر موانئ الحاويات ازدحامًا في العالم من قبل شركة Alphaliner، حيث تعد مصدر رائد للبيانات والتحليلات والرؤى حول صناعة الشحن البحري العالمية، وذلك استنادًا إلى إجمالي عدد الحاويات المتداولة في عام 2023.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من الانبعاثات الکربونیة میناء جبل علی نقل البضائع دی بی ورلد من خلال

إقرأ أيضاً:

“معركة بدر” نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي ودروس خالدة في القيادة والتخطيط

المناطق_واس

تعدّ “معركة بدر الكبرى” التي وقعت في اليوم الـ 17 من شهر رمضان من السنة الثانية بعد الهجرة (الموافق 13 مارس 624 م) أول انتصار عسكري كبير للمسلمين، أظهرت قوة الإيمان والوحدة بين المسلمين في مواجهة الصعاب، وشكّلت نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي، ومسار الدعوة إلى دين الله تعالى.

ورصدت عدسة وكالة الأنباء السعودية مشاهد من موقع المعركة التي خلّدها التاريخ الإسلامي، وجرت أحدثها بين المسلمين بقيادة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وجيش المشركين في منطقة بدر 150 كلم – جنوب غرب المدينة المنورة – وما تحويه من معالم طبيعية من كثبان رملية، وساحة وميدان المعركة، ومقبرة شهداء بدر، ومسجد العريش الذي بُني في مقر قيادة النبي – صلى الله عليه وسلم – لجيش المسلمين، خلال المعركة التي عزّزت موقف المسلمين، ودعمت وحدتهم وقوتهم في مواجهة الأعداء المتربصين، وساهمت في توطيد أمنهم، وثبات إيمانهم رغم قلة عددهم وعتادهم، وإيمانهم الراسخ بأن الله ينصر عباده الموحدين.

وتعود خلفية نشوب المعركة التاريخية حين علم المسلمون في المدينة المنورة أن قافلة تجارية كبيرة لقريش بقيادة أبو سفيان، كانت عائدة من الشام محملة بالبضائع، فقرر المسلمون اعتراض القافلة، لاستعادة بعض ما فقدوه من أموال بعد هجرتهم من مكة، لكن أبو سفيان تمكّن من تغيير مسار القافلة، وطلب النجدة من قريش، فخرج جيش من مكة يزيد عن 950 مقاتلاً، مزودين بعتاد، ويضم 100 خيل، فيما كان عدد جيش المسلمين 313 رجلاً بينهم فرسان قليلون، ويتضمن 70 جملاً و2 من الخيل.

وبدأت المعركة بمبارزات فردية، انتصر فيها المسلمون، ثم تطورت إلى قتال عام، حقق خلاله المسلمون نصرا حاسما على الرغم من التفوق العددي لقريش، وذلك بفضل الله تعالى ثم التخطيط الجيد، والروح المعنوية العالية، كما شهدت المعركة نزول الملائكة بأمر الله سبحانه لنصرة المسلمين، كما جاء في القرآن الكريم “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ.

وتجسّد معركة بدر التاريخية أهمية التفاصيل الاستراتيجية، وحنكة المسلمين في ثبات وتعزيز موقفهم قبل وأثناء المعركة، حيث سارع المسلمون إلى السيطرة على آبار الماء في منطقة بدر قبل وصول جيش قريش، وهي نقطة حيوية في منطقة تحيط بها الكثبان الرملية، فبادروا إلى تأمين الآبار الرئيسية، وردم بعض الآبار الأخرى، لمنع عدوهم من الوصول إلى الماء بسهولة، ما أضعف معنويات العدو وجعلهم في وضع غير مريح.

وتضمنت التفاصيل المهمة لمعركة بدر اختيار الموقع الاستراتيجي، إذ اختار النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – موقعا مرتفعا نسبيا قرب الآبار مع وجود الكثبان الرملية خلف المسلمين لتوفر لهم حماية طبيعية، بينما كان أمامهم أرض منبسطة تناسب القتال، وتعيق تقدم العدو المتفوق عدداً، إضافة إلى الاستفادة من اتجاه الشمس التي كانت في ظهر المسلمين وأمام أعين قريش، ما أعطى المسلمين ميزة بصرية، إلى جانب الاستفادة من الظروف الطبيعية مثل هطول المطر في الليلة التي سبقت المعركة ما جعل الأرض أمامهم صلبة وسهلة الحركة، بينما كان المطر في جانب قريش أثقل، ما جعل الأرض طينية، أعاقت تحركاتهم، كما قال تعالى ” إذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ”.

وساهم اختيار الموقع المناسب، واستغلال الظروف الطبيعية، والتنظيم الجيد، والتركيز على الروح المعنوية في انتصار المسلمين يوم بدر، رغم تفوق قريش في العدد والعتاد، فلم تكن استراتيجية القيادة التي فرضها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – مجرد خطة عسكرية، بل كان يدعمها إيمان قوي، وحسابات دقيقة، ما جعلها نموذجا يدرّس في العلوم العسكرية حتى اليوم.

وكانت المعركة الخالدة، شاهدا على حسن التخطيط والقيادة، حيث ركّز النبي – صلى الله عليه وسلم – على الانضباط وتوزيع الأدوار، وتقسيم الجيش الصغير إلى وحدات منظمة، وتعيين قادة لكل مجموعة، كما وضع الرماة في الخلف لتوفير الدعم، بينما كان المشاة في المقدمة لمواجهة الهجوم المباشر، كما شجّع النبي – صلى الله عليه وسلم – الجيش على الوحدة والتضامن، فكان هذا العامل حاسما في تعزيز عزيمة المسلمين وتكاتفهم، وداعماً رئيسيا لنشر الدين والدعوة الإسلامية في مهدها.

وبلغت خسائر المسلمين في معركة بدر الكبرى 14 شهيدا، (ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار) فيما قُتل من قريش 70 رجلا، بينهم قادة بارزون، مثل أبو جهل، كما أُسر المسلمون 70 آخرين، فيما عزّزت المعركة مكانة المسلمين في المدينة المنورة، وساهمت في نشر الإسلام، وتوطيد دولتهم الناشئة آنذاك.

مقالات مشابهة

  • مجموعة stc ثالث أقوى سمة تجارية في قطاع الاتصالات على مستوى العالم بحسب “براند فاينانس”
  • لربط المملكة بموانئ شرق آسيا.. إضافة خدمة الشحن “clanga” إلى ميناء الجبيل التجاري
  • وصول 62 ألف طن قمح أوكراني إلى ميناء سفاجا
  • “معركة بدر” نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي ودروس خالدة في القيادة والتخطيط
  • العدوان الأمريكي يستهدف بغارتين برج القيادة في السفينة الإسرائيلية المحتجزة “غلاكسي ليدر”
  • طيران العدوان الأمريكي يستهدف بغارتين برج القيادة في السفينة الإسرائيلية المحتجزة “غلاكسي ليدر”
  • مليار دولار.. القصة الكاملة للعقل المدبر وراء أضخم عملية سطو إلكتروني
  • شركة التوفيق للإبداعات Eltawfiq.. حيث تتحول الأفكار إلى تصاميم إبداعية تخطف الأنظار
  • مجموعة عراقية تعلن عن تشكيل قوات “درع العباس”
  • “أبشر” تتيح تجديد رخصة القيادة إلكترونياً