ملّوخلاخ وختسوف بالعربي
بلسان: نزار ما مات المواطن الفلسطيني في #وطن_الشتات
د. #جودت_سرسك
يمتطي منصّة الإعلام ويخاطب خلّه قائلا: أريد أن أثني على زميلي وصديقي الرئيس لما قدّمه لشعبنا ودولتنا من تضحيات وخدمات.
مقالات ذات صلة لماذا تطيل (إسرائيل) الحرب؟ 2024/05/14 ونحن نريد أن نُثني على من أثنيتَ عليهم بسبب حصارهم لغزة، ونودّ أنْ نذكّرهم بأنه لو كان ثمن الحصار والدماء الغزاوية المباركة أن تقلّ العشوائيات في وطنكم وحالات الموت السرطاني والكبد الوبائي، فلا مشكلة لدينا فنحن شعب يحبّ العطاء.
ونودّ أن نذكّرهم بأنّه لو كان حصارهم لغزة تخفيفاً لعوزهم وتقليلاً لعربات الفول في الشوارع فلا ضير، وأذكّرهم أنهم يوماً ما قد أرسلوا جيوشهم لحرب العراق برفقة المستعمر الأمريكي الغاشم وتحت رايته طلبا للسبّوبة وتجاوزا للمباديء العربية، فماذا كان الثمن؟
زادت العشوائيات وزاد الفقر وزادت البطون المنتفخة و الكروش الفارهة وزاد رجال الأعمال وسطوة المؤسسة العسكرية على رقابهم، شكراً ياعروبيّون.
يبرّر النظام الحصري العربيّ إصرارَه على خنق غزة وعزلها عن أمّتها بوجود حركة حماس المنقلبة الخارجة على الشرعية المصرية والإسرائيلية فيعتدي على الأطفال الذين قفزوا إلى حاجزهم المقام بحثا عن كسرة خبز ورشفة كرامة لدى إخوتهم ويصوّب بنادقه النائمة نحو البحارةَ مِن على قواربهم الخشبية المتهالكة بحثا عن صيد سمكة تلفّحت بعَلم مصر وبحرِه وأهازيجه فيضرب أحشاءهم بالمليان.
يستطرد الشهيد نزار ما مات ويذكرهم أنّ مبرّر العمالة ليس انقلاب حماس على الشرعية بل هو ديدنهم ودينهم، ويقول: ألم تحاربوا حركة فتح الفلسطينية النضالية بنفس الخطاب وكذا حاربتم الجبهة الشعبية الفلسطينية وكل الفصائل الثورية لتطويعها وصهرها في ماكينة كامب ديفيد.
وأودّ أن أُذكّرهم أن ياسر عرفات شريكهم وصانع أوسلو تمّ اغتياله بالسّم حين رفض كامب ديفيد واعتبرها فخّاً تمّ اصطياده بها وبدأوا بالبحث عن قيادة فلسطينية بديلة وظلّ تحت الحصار إلى أن قضى.
تشعرون بالعجز أمام أبطال غزة وحركات التحرّر الفلسطيني لأنهم لم يفرطوا بدماء شهدائهم ويبيعوا نياشينهم ورصاصهم وعطر دمائهم كما فعلتم في وثيقة كامب ديفيد العار.
أيها العسْكر، أيقنّا تماما أنكم لا تستطيعون حكم وطنكم إلا حين تختلقون المشاكل والأزمات لإلهاء شعوبكم.
تختلقون أزمة السودان وتفتعلون أزمة ليبيا وتبيحون حمى الجزائر من أجل كرة القدم وتهدّدون وتلوّحون عاليا وترفعون رايات الحرب ليس ثأرا لانتهاك معبر رفح ومربّع فيلادلفيا وإنما غيرة على هزيمة ماتش كرة القدم.
تختلقون أزمة في فلسطين وتتذرعون بحماس، فما أشبهكم بفارس طواحين الهوى السيد دونكيشوت، فحُجتكم اليوم غزة وتدّعون أنّ مشكلتكم ليست مع فلسطين وإنما مع حماس، وما هي والله إلا مع كلّ فلسطين وكلّ الأحرار الذين يسعون لتحرير أرضهم.
ما أبعد عسكركم عن عسكر فلسطين الذين صنعوا صواريخ المقاومة من عظام شهدائهم وطائرات استطلاع بعقولهم وامكانياتهم البسيطة التي أرعبت عدوّهم فراحوا يتخيلون أنّ كلّ فقاعة صابون وبالون طفلٍ ما هو إلا طائرة استطلاعٍ ملغومة.
ما أصغر عسكركم أمام عِظم غزة، أفلا تخجلون! وتُبرقعون وجوهكم كالنساء حين تقولون إنّ حماس تتدخّل بجيشكم العظيم! ألستم صُنّاع رأفت الهجّان وجهاز مخابرات صلاح نصر الجنسي؟، ألا تستحون حين تقولون إن حركة حماس الناشئة العزلاء تقضّ مضاجع أمنكم.
لماذا تُصرّون على بيع فلسطين كما باعها رئيس عسكركم الجنرال في كامب ديفيد؟
إن إعلامكم يشكّل حالة رأي عام تضع الجمهور في مناخ أزمات الدولة، حيث يمثل توفيق عكاشة وإخوته شكل التأزم الإعلامي في جمهورية القطن والبرسيم، و ليس بظاهرة استثنائية، فكلّ الكورال يعزف على ألحانه الشجية التي تطرب مسامع البلهاء فتتمايل نساؤهم رقصا على لحنها في الطرقات.
أمّا عن نخبة الأكاديميين ودكترة الجامعات ونخب تزوير التاريخ والجغرافيا الذين يبيعون إرثهم وطورَها بثمن بخس فلا ينتهون من الخداع ولا يرعوون عن صياغة الدساتير بحبر هولاكو وشامير.
إن ظاهرة العكشنة الإعلامية تعمل ضمن منظومة موتورة تريد لشعبها أن يخدر عقله وضميره وعواطفه أمام ذبح الفلسطيني وأن يستمتع بدوره الخائن وما الخيانة إلا لدولته وحكومته وعسكره.
يقول نزار ما مات: استمر يا سامريَّ مصر وعكاشتُها، فأنت كدا ويرفع إبهامه.
هل تعلم يا جند عكاشة أنّ تقاليد فلسطين وتراثها وموروثها تحكم أبناءها في تفاصيل حياتهم، فحين يحلّ موسم الزيت تشمّر القرية كلّها عن سواعد أبنائها وبناتها طلبا لقطاف الزيتون وعصره، وحين يشيّعون شهداءهم تصدح حناجرهم وأغصان برتقالهم بكلمات يتوارثونها جيلا بعد جيل مطلعها وسْم قصيدة شعبية تفوح كرامة وتعبق حروفها بالكبرياء: من سجن عكا طلعت جنازة.
يعوّذون منازلهم ويحصّنونها عند شرائها ويجعلون لها حِرزا لدفع العين فيعلّقون عليها فردة حذاء قديم، وما أنتم يا عكاشة الأمة وإعلاميوها سوى جِزَم قديمة تشبهها فاستمروا ولا تتوقفوا خوفا من أن تحسدوا، يقول نزار ما مات.
شكرا أيها العسكر الذين أنتجتم لأمّتكم ترسانة بحجم الضابط عبدالعاطي الذي عالج الإيدز بأصبع الكفتة، وما يزال يحدونا ويحدوكم الأمل لعلاج ظاهرة العكشنة الإعلامية بشظايا المهلبية محلّية الصنع في مدينة المعكرونة الحربية.
يصدح نزار ما مات بحرقة ويغرّد: الشعب الفلسطيني لا يرى جواره العربي في عكاشة ولا في رئيس عسكره ولا جنوده وإنما يراهم في عظمائهم: جون جمّال الشهيد السوري وفي عيون سليمان خاطر وفي الفدائي السوري سليمان الحلبي الذي أردى كليبر قتيلا برصاص عروبته، يراهم في القائد العظيم سعد الدين الشاذلي وعبد المنعم رياض الذي قضى نحبه مدافعا عن تراب وطنه الكبير من المحيط إلى الخليج وسال دمه في قواعد الفدائيين.
إن شعب غزة وفلسطين لا يرون الزبد الذي يطفو على السطح فما هو إلا عكَرُ التاريخ ونتنه.
أيها العابرون بين عروبتكم وصهيونيتهم لا تبيعوا غزة وفلسطين وتديروا ظهوركم وأعقابكم بحجة أنكم قدّمتم الشهداء، فكل الشعوب التي نالت حريتها وسَعتْ إليها قدّمتْ أرواحها رخيصة في سبيل مجدها وحريتها.
إن شهداءكم أيها العسكر قد سقطوا بسبب غباء قيادتكم، ونجزم لكم أنّ الشعب الفلسطيني في عام النكبة لم يطلب منكم أن تحاربوا بصفقة أسلحة فاسدة، ولم تكن فلسطين في النكسة التالية مسؤولة عن أخطاء مشيركم العسكري الذين كان ثملا ساعة التضحية والفداء، ولا نريد أن نفتح دفتر التاريخ لأنكم أغلقتموه وحولتموه إلى دفتر شيكات وأوراق سمسرة وبورصة.
أما نحن فما تزال رائحة اللحم المحروق وأصوات جنودكم الذين دفنوا أحياءا في سيناء تلهب عقولنا، ونحن أهل فلسطين سنأخذ بحق الشهداء ونثأر لدمهم، وستثأر غزة لشهداء مدرسة بحر البقر، أمّا أنتم فقد أصابتكم لوثة الحشيش.
رحم الله شهيد الكلمات التي أقضّت مضجعهم وأيقظت كابوسهم فقضوا عليها ضربا بأعقاب البنادق، نزار بنات ثورة وكتاب مقدّس وأيقونة ما زالت تنبض بالحرية والوطنية وهو في قبره، نزار بنات لم يمت فنزار ما مات.
تكلّم نزار حين قصفت غزة بلغة شعبه وأمّته ولم يتكلم بلسان صهيوني أفصح من لسانهم، وسيظل نزار بنات بارودا عليهم ومدفعا وطائرة مسيرة وراية ثورة وسيظل قاتلوه ملّوخلاخ وختسوف.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: کامب دیفید
إقرأ أيضاً:
شاهد بالفيديو.. القائد الميداني للدعم السريع “جلحة” يعود لتصريحاته المثيرة: نرفض السلام ونحن القوم الذين يأتون في آخر الزمان وقال فيهم الله عز وجل: (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد)
عاد القائد الميداني لقوات الدعم السريع “جلحة”, لإثارة الجدل وذلك بعد ظهوره في مقطع فيديو وهو يتوسط جنوده.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد أكد “جلحة”, أنهم يرفضون السلام تماماً وأن كلمتهم واحدة عند قائدهم “حميدتي”, بعكس “الفلول”, الذين لهم أكثر من قائد.
كما وصف القائد الميداني للدعم السريع بأنهم القوم الذين يأتون في آخر الزمان كما في القرآن الكريم.
وتابع بحسب ما نقل عنه محرر موقع النيلين, نحن الذين قال فيهم الله عز وجل: (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد).
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب