خلال خطابه يوم أمس، وصفَ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قائد حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار بـ"القائد الكبير الشجاع"، مشيراً إلى أن علامات اليأس والإحباط والغضب ظهرت على مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة حينما بادر إلى رفع صورة السنوار أمام الكاميرات في وقتٍ سابق.
الكلام الذي تحدّث به نصرالله عن السنوار يأتي في سياق دعم "حزب الله" لحركة "حماس" وقادتها، في حين أنّ قيادي الحركة البارز بات رمزاً بالنسبة للحزب وتحديداً لدى نصرالله، خصوصاً أن السنوار فتح معركة كبرى ضد إسرائيل من شأنها أن تُغير وجه المنطقة برمته.


كلام نصرالله عن السنوار هذا الإطار، يحمل إشارات عديدة لا يمكن إغفالها، وتقولُ مصادر معنية بالشؤون العسكريّة إن "حزب الله" لن يتنازل عن حماية السنوار حتى لو كلّف الأمرُ نقله وإجلاءه بعيداً عن غزة، فيما الأهم هو عدم وصول الإسرائيليين إليه.
لا تستبعد المصادر أن يُبادر "حزب الله" لتنفيذ تلك الخطوة، علماً أن لديه قدرات تمكنهُ من ذلك وقد سبق أن استخدمها خلال العام 2021 وتحديداً خلال معركة "سيف القدس" في غزة. حينها، تمكّن الحزب من إخراج قادة ميدانيين فلسطينيين من غزة ونقلهم إلى بيروت، وذلك بالتنسيق مع الحرس الثوريّ الإيرانيّ الذي كان أقام مع الحزب وحركة "حماس" غرفة عمليات مُشتركة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
بالنسبة للمصادر، فإنّ الحفاظ على السنوار هو مطلبٌ مهم بالنسبة لنصرالله شخصياً، خصوصاً أن بقاءه سيعني إستمرار نهج "حماس" ومقاومتها، أما في حال وصول الإسرائيليين إليه تحت الأنفاق في غزة، عندها سيكون المشهدُ مؤلماً لكافة قادة محور المقاومة.
لا تغفل المصادر عن التذكير بسيناريو إعتقال الزعيم العراقي الراحل صدام حسين في أواخر العام 2003، حينما عثرت القوات الأميركية التي غزت العراق على مخبأ لحسين تحت الأرض بمزرعة قرب تكريت شمال بغداد في العراق.
هنا، تقول المصادر إن الإسرائيليين ينوون إعادة تطبيق هذا المشهد مع السنوار عبر السعي لإعتقاله، وتضيف: "آخر التقارير الأميركية باتت تتحدث عن مكان السنوار استناداً لمعلومات استخباراتية وقد حدّدت مكانه في منطقة خان يونس وليس في رفح. الأمرُ هذا يشكل منعطفاً جديداً على صعيد المعركة، فالمرة هذه تختلف عن سابقاتها بشأن تحديد مكان السنوار، وعندما يتم الحديث عن نقطة معينة ومعلومات إستخباراتية تفيد بالمكان، عندها فإن هناك إشارة واضحة حول سعي إسرائيل للوصول إلى السنوار والحفاظ عليه حياً مثلما حصل مع صدام حسين حينما اعتقله الأميركيون".
فعلياً، وإثر المعركة المندلعة في غزة منذ 8 أشهر ووسط الإشتباكات العنيفة في جنوب لبنان، قد لا يكون وارداً أبداً بالنسبة لـ"حزب الله" تسليم السنوار بسهولةٍ مُطلقة، فمثلما احتضنَ القيادي الراحل صالح العاروري، من الممكن تماماً أن يبادر لإحتضان السنوار وحده في حال أخرجه من غزة.
الأمرُ هذا – في حال حصوله – قد يُشكل مفاجأة مُدوية، لكن ارتداداته لن تكون عادية. فبالنسبة لإسرائيل، يُعد خروج السنوار من غزة بمثابة سيناريو إنكسار إضافي لإسرائيل أمنياً واستخباراتياً وعنواناً لفشل لوجستي ومعلوماتي. المسألة هذه واردة جداً، كما تقول المصادر، وتعتبرُ أنه بإمكان "حماس" إعتماد التضليل في المعلومات لقاء تسهيل إبعاد السنوار عن غزة، بالتنسيق مع "حزب الله" والإيرانيين.
إنطلاقاً من ذلك، قد يكون مُمكناً عدم وجود السنوار في خان يونس كما يقول الأميركيون، وفي حال تمكن من الذهاب بعيداً عن غزة، فعندها لن يكون ملاذه الآمن متوافراً سوى في لبنان، كما تقول المصادر.
أمام هذه المشهديات، يُعدُّ السنوار مماثلاً لنصرالله من حيث الأهمية لدى محور المقاومة، وإن بقيَ في غزة حتى بعد إنتهاء الحرب، فإن مسألة وجوده وحمايته هناك تتطلبُ كادراً أمنياً مشدداً ومكاناً معزولاً عن العامة وجهاز استخباراتٍ متينا يمنع وصول أي أحد إليه، وذلك في استنساخٍ لتجربة "حزب الله" مع أمن نصرالله.
التفكير بهذا السيناريو يبدو بعيداً نوعاً ما في الوقت الراهن، وتعتبرُ المصادر أنه من المبكر الحديث عن هذه الخطوة ما لم يتوضح مصير "حماس" بالكامل، خصوصاً على صعيد الجناحين العسكري والسياسي.
استناداً إلى كل ذلك، يتبين بشكلٍ قاطع أن "حزب الله" مهتمّ بكل "شاردة وواردة" بالنسبة لـ"حماس"، فهو يعنيه الجانب العسكري منها، فيما من الممكن أن تكون سوريا مقصداً جديداً لإحتضان قادتها، بما فيهم السنوار، إن لم يكن لبنان كذلك.
الأمرُ هذا قد يمهد له الحزب بشكل واضح، والدليل غير المباشر على ذلك هو في قول نصرالله أمس: "سوريا التي ما زالت تحتضن فصائل مقاومة فلسطينية ما زال موقفها راسخًا وثابتًا، ما زالت تُشكّل ‏ساحة الدعم والإسناد بتواصل حركات المقاومة كلّ في موقعه ومن خلال ظروفه وإمكانات هذه المعركة".
في خلاصة القول، ما يبقى مُنتظراً هو تبلور مصير السنوار مع "حماس" في غزة وسط المساعي المستمرة لوقف الحرب هناك.. وفي حال تحقق سيناريو السلم.. كيف سيكون "اليوم التالي" للسنوار؟ أين سيكون؟ وهل سيكون "حزب الله" شريكاً في صناعته؟ حتماً فلننتظر..

 


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی غزة فی حال

إقرأ أيضاً:

تباين في صفوف السياديين: إخراج حزب الله او إحتواؤه

كتبت بولا مراد في" الديار": يشدد نواب "القوات" و "الكتائب" والتغييريين على وجوب اسقاط توصيف نواب المعارضة. فبعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة باتوا يعتبرون انفسهم "أم الصبي" لا بل السلطة الجديدة في البلد. وهم وكما يقول احد نواب "القوات" يطمحون ليُصبح "التيار الوطني الحر" و "الثنائي الشيعي" في صفوف المعارضة ويستلمون هم السلطة وحدهم.

لكن الرؤية القواتية لا تتوافق مع رؤية باقي القوى التي ساهمت في ايصال عون وسلام. اذ تشير المصادر الى "وجود تباين بين هذه القوى بين من يعتبر انه وبعد ما يسميه "هزيمة الثنائي" في كل الاستحقاقات الماضية يفترض استثمار الانتصار حتى النهاية ودفعه الى صفوف المعارضة السياسية، وبين من يشدد على وجوب عدم اعتماد منطق الاستبعاد والإقصاء لان من شأن ذلك ان يولّد حالة جماعية داخل الطائفة الشيعية من الشعور بالغبن ما قد يؤدي الى انفجار لا احد يمكن ان يحدد شكله وتوقيته".

ويتركز النقاش راهنا داخل هذه القوى حول ما اذا يجب الرضوخ لطلب "الثنائي" الواضح بالحصول على وزارة المال. وتشير المصادر الى ان "القسم الاكبر من هذه القوى بات مقتنعا بأن لا يمكن تجاوز هذا الطلب وبأن ما سكت عنه حزب الله و "أمل" سواء في الانتخابات الرئاسية او بعملية تكليف رئيس للحكومة لن يسكتا عنه في حال تقرر اللجوء الى مبدأ المداورة بالحقائب لاعتبارهما ان هذا المبدأ يستهدف الطائفة الشيعية من خلال حرمانها من التوقيع الثالث".

ويُطرح اكثر من سيناريو للتعاطي مع موضوع وزارة المال، ففيما يقول السيناريو الاول بتركها لـ "الثنائي" مع ترجيح ان تُسلّم لحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري نظرا لعلاقته الجيدة بالاميركيين، يتم التداول بسيناريو ثان يتطابق مع الاول حيث يقول بتفاهم سلام مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على شخصية شيعية غير حزبية (اي منصوري)، فيكون بذلك "الثنائي" حقق مطلبه بالابقاء على الوزارة من حصة الشيعة وفي الوقت نفسه لم تُسلّم لشخصية حزبية ما سيستفز القوى السياسية الاخرى.

وتعتبر المصادر ان "النقاش الحقيقي الحاصل داخل الغرف المغلقة ابعد من وزارة المال وهو مرتبط بوجود نهجين في البيئة المعارضة لحزب الله. النهج الاول يقول باستثمار كل ما حصل لمحاولة كسره وعزله، والنهج الثاني يقول باستيعابه واحتوائه وعدم اخراجه من المعادلة السياسية لان ذلك سيؤدي الى ردات فعل غير محسوبة. ويبدو ان الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام من دعاة اعتماد النهج الثاني لعلمهما بأن خطوات غير محسوبة ستؤدي الى افشال العهد وتكبيل الحكومة هذا اذا نجح المعنيون في تشكيلها".
 

مقالات مشابهة

  • تباين في صفوف السياديين: إخراج حزب الله او إحتواؤه
  • الاستعدادات لتشييع السيد نصرالله اكتملت
  • كشف مفاجأة مذهلة: ما الذي دفع إسرائيل وحماس للتوافق؟
  • قرار حاسم من حزب الله
  • نتانياهو يحسم مصير اتفاق غزة
  • ثلاث رسائل رئيسية في زيارة ماكرون للبنان
  • بعد إعلان اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.. ما هو مصير جثمان السنوار؟
  • أبرز الأحداث خلال الحرب في قطاع غزة
  • إسرائيل تخشى سيناريو 2006... هذا ما قد يقوم به حزب الله
  • إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006