شبكة اخبار العراق:
2025-02-05@09:13:43 GMT

متى نكف عن الكذب على أنفسنا؟

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

متى نكف عن الكذب على أنفسنا؟

آخر تحديث: 14 ماي 2024 - 9:32 صبقلم:فاروق يوسف ألم نخسر حرب غزة بعد؟ ولكن تلك الحرب لم تكن حربنا. ذلك ما يقوله البعض. لم تنته الحرب بعد. هل كانت حرب محترفين أم حرب هواة؟ لقد عذبنا الكثيرون بأمنياتهم الصادقة. ولكن كل ما حدث على الأرض يؤكد أن غزة وقعت مرة أخرى تحت الاحتلال. حاولت حركة حماس أن تفعل شيئا ولكن محاولتها هذه المرة لم تكن موفقة.

يفكر فلسطينيو حماس بنجاتهم كما لو أنها نصر لفلسطين. ذلك ليس صحيحا ولا حقيقيا. لقد خرج صدام حسين من حرب الكويت حيا ولكن العراق كان ميتا. معادلة كانت قضية فلسطين قد دفعت ثمنها. كل الحروب التي خسرها العرب وهبت إسرائيل أراضي جديدة، كانت بالنسبة إلى الصهاينة أشبه بالحلم. لا معنى لسؤال من نوع “ألم نخسر الحرب مرة أخرى؟”، ننأى بأنفسنا عن الخسارة فنقول “إنها ليست حربنا” وفي أعماقنا يقول الصوت “ولكن القتلى أهلنا”. مَن وضعهم هدفا لقتل باركته دول، وصل بأكبرها أن اعتبرته غير مخالف للمعايير الدولية. هناك دائما ما يُقال وما لا يُقال. وللأسف فإن الجزء الأكبر من الحقيقة يدخل بالنسبة إلينا في منطقة الـ“ما لا يُقال”. لو قلنا إن حماس ارتكبت خطأ فادحا حين أقدمت على مغامرة السابع من أكتوبر، لضربتنا اتهامات شنيعة تنال من كل ما نؤمن به من ثوابت وطنية وقومية. يفضل الكثيرون أن يصمتوا مخافة سوء الفهم. ولكن سوء الفهم الأكبر يقع حين نمضي عميانا وراء الكذبة التي تسعى إلى أن تحل محل الحقيقة وتلبس ثوبها. لقد ساءت أحوالنا. منذ قيام إسرائيل وهي تسوء مع الوقت. صحيح أننا لم نكف عن تأليف الهتافات والأناشيد. صحيح أن كل شيء في حياتنا قد ارتبط بـ“فلسطين”. وصحيح أيضا أننا كنا نقف عند خط الأفق نفسه الذي يقف عنده الفلسطينيون. غير أن ما حصدناه على مستوى الواقع هو أكبر مما توهمنا أننا قمنا بزراعته. لقد ضاعت فلسطين جزءا بعد آخر حتى انتهت مقاطعة السلطة الفلسطينية مجموعة من الجزر التي يمكن أن تُحكم عن طريق الإنترنت. في الطريق ضاعت دول، كان العرب قد وضعوا رأسمالهم النضالي كله فيها. كان من الممكن أن نستمر في أكذوبة “لا صوت يعلو على صوت المعركة” لولا أن دولا مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن انتقلت إلى فضاء افتراضي. “ألم نتعب من الأكاذيب؟”، يُراد لنا أن نستمر في الكذب على أنفسنا. يُقال “لقد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب”، ترى متى تكون لنا الجرأة لنعترف أمام أنفسنا وهو الأهم بأننا خسرنا الحرب. في الفضاء اللغوي ما معنى معركة وما معنى حرب؟ هناك لعب على اللغة صرنا ضحيته في الوقت الذي حاولنا فيه أن نستعمله لرفع المعنويات الهابطة. من السخرية أن يقع اللوم على أعدائنا وهم يمارسون شتى صنوف الهمجية من أجل إلحاق الأذى بنا. لا أعتقد أن إسرائيل بغض النظر عمّن يحكمها لا تلجأ إلى إبادة أكبر عدد من الفلسطينيين إذا ما أتيحت لها الفرصة. إسرائيل مثل إيران دولة حرب. لا تملك حلا سوى الحرب. أما إذا فرض الآخر عليها حربا فإنها تقيم عرسا للدم. تريد حركة حماس أن تخرج من المأزق الذي صنعته بغض النظر عما تعرض له أهل غزة من عمليات إبادة مزجت البشر بالحجر. يفهم بنيامين نتنياهو بخبثه أن حماس تفكر في انتصار معنوي. ولأنه يفكر بالطريقة نفسها فإن كل شيء سيمضي في طريقه، بمعنى أن حرب الإبادة ستستمر. ولكن حماس لن تُهزم حتى لو احتلت إسرائيل غزة كلها. لقد توقف الزمن عند يوم السابع من أكتوبر. انتصرت حماس يومها في حدث غير مسبوق أما ما نتج عن ذلك الحدث فيمكن التغافل عنه. يمكننا أن نضيف كذبة جديدة إلى سلسلة أكاذيبنا التي وهبتنا خلودا من نوع خاص.مكنتنا حرب غزة من رؤية الحقيقة مرة أخرى، بعد أن كنا قد رأينا في حرب تموز على الأراضي اللبنانية عام 2006 ما لم نكن نتوقعه بعد ما عشناه من أجواء احتفالية بتحرير الجنوب اللبناني عام 2000. مسرحيتان إيرانيتان سُحق فيهما العقل العربي الذي كانت الهزيمة من نصيبه. ما حدث وما يحدث الآن كان درسا لما يمكن أن يقع حين تكون الميليشيات هي سيدة القرار في الحرب. وهي ميليشيات تعلن الحرب غير أنها لا تملك القدرة على إنهائها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟

يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض هذا الأسبوع، في أول زيارة لزعيم أجنبي إلى واشنطن في ولاية ترامب الثانية، وفي أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة.

وتقول مجلة "تايم" الأمريكية إن من غير المرجح أن يصمد وقف إطلاق النار إذا اعتقد نتانياهو أنه قادر على استئناف الحرب بدعم من الولايات المتحدة، ولهذا على ترامب أن يبذل قصارى جهده لإنهاء الحرب بشكل دائم، وأن يوضح لضيفه أنه إذا انهار وقف إطلاق النار واستؤنفت الحرب، فلن تتدخل الولايات المتحدة.
وترى المجلة أن الفرصة المتاحة أمام ترامب لهذا التضيق بالفعل. وهناك أدلة تشير إلى أن نتانياهو وشركاءه في الائتلاف لا يريدون انتهاء الحرب. فقد استقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير بالفعل بسبب وقف إطلاق النار، وهدد وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب بعد المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما من الاتفاق، وإذا رفض نتنياهو إعادة احتلال غزة.

Column: How Trump can be a Middle East peacemakerhttps://t.co/ljNnAuBLO9

— TIME (@TIME) February 1, 2025

وفي الأسابيع الأخيرة، كان نتانياهو يطمئن أعضاء ائتلافه المتطرفين على أن الحرب ستستأنف بدعم من الولايات المتحدة، إذا فشلت مفاوضات المرحلة الثانية  لإنهاء الحرب بشكل دائم. لكن العودة إلى القتال في غزة ستصبح عبئًا ثقيلًا على ترامب، تمامًا كما كانت على جو بايدن، وستتعارض بشكل أساسي مع المصالح الأمريكية.

الغايات المعلنة

والسبب الأول في ذلك حسب "تايم" هو أن هناك القليل من الأدلة على أن الحرب ستحقق الغايات المعلنة لنتانياهو، بما فيها تدمير حكم حماس في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن. لم يفض تدمير غزة وقتل الكثير من قادة حماس حتى الآن أيًا من الهدفين. وتظل حماس القوة السياسية والعسكرية المهيمنة داخل القطاع.
وقال وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن أخيراً إن حماس جندت عدداً من المقاتلين يقارب عدد الذين خسرتهم في 15 شهراً من الحرب.
وذكرت صحيفة "جيروزالم بوست" أن الجهاد وحماس مجتمعتان تضمان أكثر من 20 ألف مقاتل. أما الرهائن، فقد أنقذ جنود إسرائيليون 8 منهم، لكن حماس أطلقت سراح أكثر من 100، بفضل الجهود الدبلوماسية.

How Trump Can Be a Middle East Peacemaker https://t.co/Ia8V4CBl0d

— #TuckFrump (@realTuckFrumper) February 1, 2025

إلى ذلك، من شأن تجدد القتال أن يصرف انتباه إدارة ترامب عن التركيز على الصين، أكبر تهديد جيوسياسي للولايات المتحدة. كما يمكن أن يساعد الصراع في غزة في جر الولايات المتحدة إلى حرب ضد إيران، والتي أوضح نتانياهو أنه يريدها، والتي ستكون خطأ استراتيجياً للمنطقة وتستنزف الأكسجين من جهاز السياسة الخارجية الأمريكية. وأخيراً، فإن الحروب في أوكرانيا وإسرائيل فرضت بالفعل ضغوطا على مخزونات الأسلحة الأمريكية الحيوية، واستخدامها قد يؤدي إلى تآكل الردع والاستعداد في مسارح أخرى.

مثل أي رئيس أمريكي

وتلفت المجلة إلى أن لترامب، مثله مثل أي رئيس أمريكي، نفوذ إذا كان على استعداد لاستخدامه. لقد رأت إدارة ترامب بالفعل فائدة النفوذ الأمريكي، حيث تشير التقارير إلى أنه وفريقه لعبا دوراً حاسماً في الضغط على نتانياهو لقبول صفقة كانت على الطاولة منذ أشهر. ولا تريد الولايات المتحدة أن تتخلى عن دعمها للحرب في الشرق الأوسط. بل عليها أن تشير بوضوح إلى نتانياهو أن الدعم الأميركي لهذه الحرب قد انتهى؛ وإذا قرر نتانياهو أن الحرب حيوية رغم ذلك، فعلى الولايات المتحدة أن تتوقف عن دفع ثمنها.
ولا شك أن صقور نتانياهو سيصورون هذا على أنه خيانة. ولكن ترامب، وأمريكا، ليس لديهما مصلحة كبيرة في العودة إلى حملة إسرائيلية مكلفة سياسياً ومشكوك فيها عسكرياً.

إن وقف إطلاق النار يحظى بشعبية هائلة بين الأمريكيين، ولا يسبب يذكر للاعتقاد أن إسرائيل اكتشفت الصيغة السرية لهزيمة حماس في النهاية، ولتحرير الرهائن.
لفترة طويلة، أغرقت الولايات المتحدة الشرق الأوسط بالأموال والبنادق، وحلت القليل من المشاكل بينما خلقت مشاكل جديدة. ولم تكن الأشهر الخمسة عشر الماضية مختلفة. ولدى ترامب الفرصة لتغيير هذا. وكما قال في خطاب تنصيبه: "سنقيس نجاحنا ليس فقط بالمعارك التي نفوز بها، بل وأيضا بالحروب التي ننهيها، وربما الأهم من ذلك، الحروب التي لا ندخل فيها أبداً. وسيكون إرثي الأكثر فخراً هو إرث صانع السلام والموحد".
وقد ينهار كل ذلك لم يوضح ترامب الآن أن الولايات المتحدة لن تدعم تجديد هذه الحرب المدمرة.

مقالات مشابهة

  • الكذب ونظرية الحصان الميت!؟ (Dead Horse Theory)
  • حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب على غزة
  • غزة في مرحلة ما بعد الحرب: نيويورك تايمز تكشف عن 4 خيارات للحكم
  • حل إنهاء الحرب في غزة.. إسرائيل تقترح تكرار "نموذج تونس"
  • 4 نماذج محتملة لحكم غزة بعد الحرب
  • للبقاء في أرضهم..سكان غزة يطالبون بدعمهم للصمود
  • إسرائيل تعيد شحنة مساعدات من «معبر رفح» وتستعد لسيناريو استئناف الحرب
  • كلنا نعيش بستر الله
  • تعارض أهداف حماس وإسرائيل مشكلة لدى ترامب
  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟