متى نكف عن الكذب على أنفسنا؟
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
آخر تحديث: 14 ماي 2024 - 9:32 صبقلم:فاروق يوسف ألم نخسر حرب غزة بعد؟ ولكن تلك الحرب لم تكن حربنا. ذلك ما يقوله البعض. لم تنته الحرب بعد. هل كانت حرب محترفين أم حرب هواة؟ لقد عذبنا الكثيرون بأمنياتهم الصادقة. ولكن كل ما حدث على الأرض يؤكد أن غزة وقعت مرة أخرى تحت الاحتلال. حاولت حركة حماس أن تفعل شيئا ولكن محاولتها هذه المرة لم تكن موفقة.
يفكر فلسطينيو حماس بنجاتهم كما لو أنها نصر لفلسطين. ذلك ليس صحيحا ولا حقيقيا. لقد خرج صدام حسين من حرب الكويت حيا ولكن العراق كان ميتا. معادلة كانت قضية فلسطين قد دفعت ثمنها. كل الحروب التي خسرها العرب وهبت إسرائيل أراضي جديدة، كانت بالنسبة إلى الصهاينة أشبه بالحلم. لا معنى لسؤال من نوع “ألم نخسر الحرب مرة أخرى؟”، ننأى بأنفسنا عن الخسارة فنقول “إنها ليست حربنا” وفي أعماقنا يقول الصوت “ولكن القتلى أهلنا”. مَن وضعهم هدفا لقتل باركته دول، وصل بأكبرها أن اعتبرته غير مخالف للمعايير الدولية. هناك دائما ما يُقال وما لا يُقال. وللأسف فإن الجزء الأكبر من الحقيقة يدخل بالنسبة إلينا في منطقة الـ“ما لا يُقال”. لو قلنا إن حماس ارتكبت خطأ فادحا حين أقدمت على مغامرة السابع من أكتوبر، لضربتنا اتهامات شنيعة تنال من كل ما نؤمن به من ثوابت وطنية وقومية. يفضل الكثيرون أن يصمتوا مخافة سوء الفهم. ولكن سوء الفهم الأكبر يقع حين نمضي عميانا وراء الكذبة التي تسعى إلى أن تحل محل الحقيقة وتلبس ثوبها. لقد ساءت أحوالنا. منذ قيام إسرائيل وهي تسوء مع الوقت. صحيح أننا لم نكف عن تأليف الهتافات والأناشيد. صحيح أن كل شيء في حياتنا قد ارتبط بـ“فلسطين”. وصحيح أيضا أننا كنا نقف عند خط الأفق نفسه الذي يقف عنده الفلسطينيون. غير أن ما حصدناه على مستوى الواقع هو أكبر مما توهمنا أننا قمنا بزراعته. لقد ضاعت فلسطين جزءا بعد آخر حتى انتهت مقاطعة السلطة الفلسطينية مجموعة من الجزر التي يمكن أن تُحكم عن طريق الإنترنت. في الطريق ضاعت دول، كان العرب قد وضعوا رأسمالهم النضالي كله فيها. كان من الممكن أن نستمر في أكذوبة “لا صوت يعلو على صوت المعركة” لولا أن دولا مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن انتقلت إلى فضاء افتراضي. “ألم نتعب من الأكاذيب؟”، يُراد لنا أن نستمر في الكذب على أنفسنا. يُقال “لقد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب”، ترى متى تكون لنا الجرأة لنعترف أمام أنفسنا وهو الأهم بأننا خسرنا الحرب. في الفضاء اللغوي ما معنى معركة وما معنى حرب؟ هناك لعب على اللغة صرنا ضحيته في الوقت الذي حاولنا فيه أن نستعمله لرفع المعنويات الهابطة. من السخرية أن يقع اللوم على أعدائنا وهم يمارسون شتى صنوف الهمجية من أجل إلحاق الأذى بنا. لا أعتقد أن إسرائيل بغض النظر عمّن يحكمها لا تلجأ إلى إبادة أكبر عدد من الفلسطينيين إذا ما أتيحت لها الفرصة. إسرائيل مثل إيران دولة حرب. لا تملك حلا سوى الحرب. أما إذا فرض الآخر عليها حربا فإنها تقيم عرسا للدم. تريد حركة حماس أن تخرج من المأزق الذي صنعته بغض النظر عما تعرض له أهل غزة من عمليات إبادة مزجت البشر بالحجر. يفهم بنيامين نتنياهو بخبثه أن حماس تفكر في انتصار معنوي. ولأنه يفكر بالطريقة نفسها فإن كل شيء سيمضي في طريقه، بمعنى أن حرب الإبادة ستستمر. ولكن حماس لن تُهزم حتى لو احتلت إسرائيل غزة كلها. لقد توقف الزمن عند يوم السابع من أكتوبر. انتصرت حماس يومها في حدث غير مسبوق أما ما نتج عن ذلك الحدث فيمكن التغافل عنه. يمكننا أن نضيف كذبة جديدة إلى سلسلة أكاذيبنا التي وهبتنا خلودا من نوع خاص.مكنتنا حرب غزة من رؤية الحقيقة مرة أخرى، بعد أن كنا قد رأينا في حرب تموز على الأراضي اللبنانية عام 2006 ما لم نكن نتوقعه بعد ما عشناه من أجواء احتفالية بتحرير الجنوب اللبناني عام 2000. مسرحيتان إيرانيتان سُحق فيهما العقل العربي الذي كانت الهزيمة من نصيبه. ما حدث وما يحدث الآن كان درسا لما يمكن أن يقع حين تكون الميليشيات هي سيدة القرار في الحرب. وهي ميليشيات تعلن الحرب غير أنها لا تملك القدرة على إنهائها.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
حماس تستبعد صفقة بشأن الأسرى قبل انتهاء الحرب على غزة
قال القائم بأعمال رئيس حركة حماس خليل الحية في قطاع غزة في مقابلة مع قناة الأقصى إنه لن تكون هناك صفقة تبادل أسرى وسجناء مع إسرائيل إلا بعد انتهاء الحرب في القطاع.
وأضاف "دون وقف الحرب، لا يوجد تبادل أسرى، فهي معادلة مترابطة. نحن نقول بكل وضوح: نريد أن يتوقف هذا العدوان، ويجب أن يتوقف أولاً لكي يتم أي تبادل للأسرى".
بعد الفيتو.. حماس تحمل واشنطن مسؤولية "الإبادة"https://t.co/xkVKZG5IOn
— 24.ae (@20fourMedia) November 20, 2024 وقف الحرب وعودة الأسرىومضى قائلاً: "إذا لم يقف العدوان، لماذا يجب على المقاومة، وحماس تحديداً، إعادة الأسرى؟ كيف يمكننا إعادة الأسرى الإسرائيليين الذين بين أيدينا إذا استمرت الحرب؟ من هو العاقل أو غير العاقل الذي يمتلك ورقة قوية ويرميها بينما الحرب مستمرة"؟.
وألقى الحية، الذي قاد فريق التفاوض التابع للحركة في محادثات مع وسطاء قطريين ومصريين، باللوم في عدم إحراز تقدم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي يحمّل من جانبه الحركة عن تعثر المحادثات.
وقال الحية: "هناك اتصالات جارية الآن مع بعض الدول والوسطاء لتحريك هذا الملف، نحن جاهزون ومبادرون للاستمرار في هذه الجهود، الأهم هو وجود إرادة حقيقية لدى الاحتلال لوقف العدوان".
وأضاف "الواقع يثبت أن المعطل هو نتانياهو، كما شهد القريب والبعيد".
وقال نتانياهو خلال زيارة لغزة، الثلاثاء، إن حماس لن تحكم القطاع الفلسطيني بعد انتهاء الحرب وإن إسرائيل دمرت القدرات العسكرية للحركة.
غالانت: على إسرائيل إيجاد بديل لحماس في غزة - موقع 24حث وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، الحكومة الإسرائيلية على إيجاد البدائل لمن يتسلم زمام الأمور في قطاع غزة بدلاً عن حركة حماس التي أنتهى حكمها العسكري في القطاع. حماس ترحب باقتراح مصريقال نتانياهو أيضاً إن إسرائيل لم تستسلم في محاولة العثور على الرهائن المتبقين وعددهم 101 الذين يعتقد أنهم ما زالوا في القطاع، وعرض مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل عودة كل واحد منهم.
وتريد حماس التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة وكذلك فلسطينيين مسجونين لدى إسرائيل، في حين تعهد نتانياهو بأن الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على حماس.
وقالت قطر، وهي وسيط رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار إلى جانب مصر، إنها أبلغت حماس وإسرائيل بأنها ستنسحب من جهود الوساطة إلى أن يبدي الطرفان المتحاربان "استعداداً صادقاً" للتوصل إلى اتفاق.
فلسطين: الفيتو الأمريكي تشجيع لإسرائيل على "الإبادة الجماعية" - موقع 24أدانت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع اتخاذ قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.وفي 19 نوفمبر(تشرين الثاني) قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن المكتب السياسي لحماس في الدوحة لم يُغلق بشكل دائم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نقل عن مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن طلبت من قطر طرد مكتب حركة حماس وإن الدوحة نقلت هذه الرسالة إلى حماس.
وأوضح الأنصاري أن مكتب حماس تم إنشاؤه لتسهيل جهود الوساطة لإنهاء حرب غزة.
وقال الحية إن حماس رحبت باقتراح مصري لتشكيل لجنة إدارية مع حركة فتح المنافسة، وهي حركة الرئيس محمود عباس، لإدارة قطاع غزة، وهي خطوة تعالج السؤال المعلق حول كيفية إدارة القطاع عندما يتوقف القتال.
إسرائيل تقدم وعداً لبايدن: لن نسعى لتهجير الفلسطينيين - موقع 24كشف موقع "أكسيوس" أن إسرائيل بعثت رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تؤكد فيها أنها لا تنوي تهجير الفلسطينيين قسراً من شمال غزة أو تجويع السكان المدنيين، وذلك رداً على القلق الأمريكي من الوضع الإنساني في القطاع.لكن الحية قال إن الاتفاق لم يتم الانتهاء منه بعد وترفض إسرائيل أي دور لحماس في حكم غزة بعد الحرب، ولا تثق في السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس لتولي إدارة القطاع.
وكان الهجوم على إسرائيل في عام 2023 والذي حطم صورة إسرائيل التي لا تقهر، هو اليوم الأكثر دموية منذ تأسيسها كدولة، حيث قُتل 1200 شخص واختطف أكثر من 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.
وردت إسرائيل بهجومها الأكثر تدميراً في غزة، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 44000 شخص وإصابة 104092 آخرين بحسب وزارة الصحة في القطاع، وتحويل الجيب إلى تلال من الحطام والأنقاض مع معاناة الملايين من نقص الغذاء والوقود والمياه والافتقار لمرافق الصرف الصحي.