شبكة اخبار العراق:
2024-10-03@09:15:59 GMT

متى نكف عن الكذب على أنفسنا؟

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

متى نكف عن الكذب على أنفسنا؟

آخر تحديث: 14 ماي 2024 - 9:32 صبقلم:فاروق يوسف ألم نخسر حرب غزة بعد؟ ولكن تلك الحرب لم تكن حربنا. ذلك ما يقوله البعض. لم تنته الحرب بعد. هل كانت حرب محترفين أم حرب هواة؟ لقد عذبنا الكثيرون بأمنياتهم الصادقة. ولكن كل ما حدث على الأرض يؤكد أن غزة وقعت مرة أخرى تحت الاحتلال. حاولت حركة حماس أن تفعل شيئا ولكن محاولتها هذه المرة لم تكن موفقة.

يفكر فلسطينيو حماس بنجاتهم كما لو أنها نصر لفلسطين. ذلك ليس صحيحا ولا حقيقيا. لقد خرج صدام حسين من حرب الكويت حيا ولكن العراق كان ميتا. معادلة كانت قضية فلسطين قد دفعت ثمنها. كل الحروب التي خسرها العرب وهبت إسرائيل أراضي جديدة، كانت بالنسبة إلى الصهاينة أشبه بالحلم. لا معنى لسؤال من نوع “ألم نخسر الحرب مرة أخرى؟”، ننأى بأنفسنا عن الخسارة فنقول “إنها ليست حربنا” وفي أعماقنا يقول الصوت “ولكن القتلى أهلنا”. مَن وضعهم هدفا لقتل باركته دول، وصل بأكبرها أن اعتبرته غير مخالف للمعايير الدولية. هناك دائما ما يُقال وما لا يُقال. وللأسف فإن الجزء الأكبر من الحقيقة يدخل بالنسبة إلينا في منطقة الـ“ما لا يُقال”. لو قلنا إن حماس ارتكبت خطأ فادحا حين أقدمت على مغامرة السابع من أكتوبر، لضربتنا اتهامات شنيعة تنال من كل ما نؤمن به من ثوابت وطنية وقومية. يفضل الكثيرون أن يصمتوا مخافة سوء الفهم. ولكن سوء الفهم الأكبر يقع حين نمضي عميانا وراء الكذبة التي تسعى إلى أن تحل محل الحقيقة وتلبس ثوبها. لقد ساءت أحوالنا. منذ قيام إسرائيل وهي تسوء مع الوقت. صحيح أننا لم نكف عن تأليف الهتافات والأناشيد. صحيح أن كل شيء في حياتنا قد ارتبط بـ“فلسطين”. وصحيح أيضا أننا كنا نقف عند خط الأفق نفسه الذي يقف عنده الفلسطينيون. غير أن ما حصدناه على مستوى الواقع هو أكبر مما توهمنا أننا قمنا بزراعته. لقد ضاعت فلسطين جزءا بعد آخر حتى انتهت مقاطعة السلطة الفلسطينية مجموعة من الجزر التي يمكن أن تُحكم عن طريق الإنترنت. في الطريق ضاعت دول، كان العرب قد وضعوا رأسمالهم النضالي كله فيها. كان من الممكن أن نستمر في أكذوبة “لا صوت يعلو على صوت المعركة” لولا أن دولا مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن انتقلت إلى فضاء افتراضي. “ألم نتعب من الأكاذيب؟”، يُراد لنا أن نستمر في الكذب على أنفسنا. يُقال “لقد خسرنا معركة ولم نخسر الحرب”، ترى متى تكون لنا الجرأة لنعترف أمام أنفسنا وهو الأهم بأننا خسرنا الحرب. في الفضاء اللغوي ما معنى معركة وما معنى حرب؟ هناك لعب على اللغة صرنا ضحيته في الوقت الذي حاولنا فيه أن نستعمله لرفع المعنويات الهابطة. من السخرية أن يقع اللوم على أعدائنا وهم يمارسون شتى صنوف الهمجية من أجل إلحاق الأذى بنا. لا أعتقد أن إسرائيل بغض النظر عمّن يحكمها لا تلجأ إلى إبادة أكبر عدد من الفلسطينيين إذا ما أتيحت لها الفرصة. إسرائيل مثل إيران دولة حرب. لا تملك حلا سوى الحرب. أما إذا فرض الآخر عليها حربا فإنها تقيم عرسا للدم. تريد حركة حماس أن تخرج من المأزق الذي صنعته بغض النظر عما تعرض له أهل غزة من عمليات إبادة مزجت البشر بالحجر. يفهم بنيامين نتنياهو بخبثه أن حماس تفكر في انتصار معنوي. ولأنه يفكر بالطريقة نفسها فإن كل شيء سيمضي في طريقه، بمعنى أن حرب الإبادة ستستمر. ولكن حماس لن تُهزم حتى لو احتلت إسرائيل غزة كلها. لقد توقف الزمن عند يوم السابع من أكتوبر. انتصرت حماس يومها في حدث غير مسبوق أما ما نتج عن ذلك الحدث فيمكن التغافل عنه. يمكننا أن نضيف كذبة جديدة إلى سلسلة أكاذيبنا التي وهبتنا خلودا من نوع خاص.مكنتنا حرب غزة من رؤية الحقيقة مرة أخرى، بعد أن كنا قد رأينا في حرب تموز على الأراضي اللبنانية عام 2006 ما لم نكن نتوقعه بعد ما عشناه من أجواء احتفالية بتحرير الجنوب اللبناني عام 2000. مسرحيتان إيرانيتان سُحق فيهما العقل العربي الذي كانت الهزيمة من نصيبه. ما حدث وما يحدث الآن كان درسا لما يمكن أن يقع حين تكون الميليشيات هي سيدة القرار في الحرب. وهي ميليشيات تعلن الحرب غير أنها لا تملك القدرة على إنهائها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

لماذا استهدفت إسرائيل قادة المقاومة في لبنان؟

بيروت– في تطور يشير إلى تحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي على لبنان، توسعت دائرة الاستهداف لتشمل مسؤولين في فصائل المقاومة الفلسطينية داخل المخيمات للمرة الأولى ومناطق مكتظة بالسكان في بيروت، في إطار المواجهة المتواصلة منذ فتح جبهة الجنوب كإسناد لقطاع غزة.

وأقدمت إسرائيل على اغتيال قائد حركة حماس في لبنان وعضو قيادتها في الخارج، فتح شريف "أبو الأمين" في منزله داخل مخيم البص في منطقة صور، وهي المرة الأولى التي تقصف فيها مخيما فلسطينيا بشكل مباشر منذ بدء عملية طوفان الأقصى، حيث استشهد مع زوجته وابنيه، علما أن إسرائيل اغتالت عددا من مسؤولي الحركة في لبنان وأبرزهم السياسي الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقد نعت الحركة شريف، وأكدت في بيان "أن القائد أبو الأمين مضى شهيدا في معركة "طوفان الأقصى" المباركة على طريق القدس والقادة والشهداء، بعد مسيرة حافلة بالعمل خدمة للشعب الفلسطيني ونضاله المشروع وقضيته العادلة. وأضافت "لقد تميّزت في عملك في سلك التعليم، حيث كنت معلّما ناجحا، ومديرا متميزا".

وفتح شريف، من مواليد عام 1969 في مخيم البص، حاصل على شهادة في تخصص الكيمياء من جامعة بيروت العربية. عمل مدرسا لمادة الكيمياء في مدارس الأونروا في منطقة صور.

وقاد شريف العديد من المعارك النقابية ضد إدارة الأونروا، وتمكن من تحقيق العديد من الحقوق لصالح العاملين.

انتخب لدورتين قائدا لحركة حماس في لبنان. وكان من المقرر أن يشارك في لقاء مع الشيخ صالح العاروري ليلة استشهاده، لكن الظروف حالت دون وصوله إلى الاجتماع. ورغم طلب حركة حماس منه مغادرة منطقة صور، فإنه رفض ذلك، قائلا "الرائد لا يكذب أهله".

البناء الذي استهدفت إسرائيل بداخله قياديي الجبهة الشعبية في منطقة الكولا ببيروت (الفرنسية) خريطة المعركة

ويقول مسؤول العلاقات الوطنية لحركة حماس في لبنان الدكتور أيمن شناعة للجزيرة نت إن استشهاد القائد الكبير فتح شريف "أبو الأمين"، قائد حركة حماس في لبنان، يرسم معالم على مدى حجم المعركة مع العدو، ويوضح لنا خارطة الطريق نحو المستقبل، باتجاه تحرير فلسطين.

ويضيف "نعاهد شعبنا وأمتنا، وحركة حماس، بأن نقتص لدماء الشهيد فتح شريف، وأن نمضي على خطاه".

وأكد شناعة "لشعبنا الفلسطيني في غزة، وفي الضفة الغربية، وللمقاومة في لبنان، إن الدم واحد، والهدف واحد، والطريق واحد. هذه الدماء التي سالت من أجل فلسطين ستثمر نصرا قريبا بإذن الله". وأشار إلى أن "العدو الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء وكل معاني الإنسانية، حيث يستهدف المدنيين الآمنين في منازلهم، والقادة داخل المخيمات الفلسطينية المكتظة بالسكان، مما يعد انتهاكا صارخا لكل الشرائع والقوانين الدولية".

وختم شناعة "نحن لا ننتظر شيئا من الأمم المتحدة أو المؤسسات الدولية، ولكن نقول إن العدو قد تجاوز كل الحدود، وعليه أن يتحمل تبعات الرد من المقاومة، سواء في لبنان أو في فلسطين".

اغتيال المسؤولين

وأقدمت إسرائيل على اغتيال مسؤولين عسكريين وأمنيين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في منطقة الكولا في بيروت، وهي المرة الأولى، رغم أن الجبهة لم تعلن عن تنفيذ أي عملية عسكرية من الجنوب اللبناني ضد إسرائيل، فإنها تعتبر ثالث فصيل مقاوم في غزة بعد حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومؤيدة سياسيا لهما في لبنان.

ونعت الجبهة الشعبية شهيديها القائدين محمد عبد العال (أبو غازي) عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية، وعماد عودة (أبو زياد) عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، بالإضافة إلى الشهيد عبد الرحمن عبد العال.

وقالت الجبهة في بيان "إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تودع قادتها الشهداء الأبطال، فإنها تعاهدهم وتعاهد كل شهداء شعبنا وأمتنا، بأنها ستواصل درب الكفاح والمقاومة حتى كنس الاحتلال مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات. كفاحنا مستمر ورايتنا ستبقى خفاقة تعانق الشمس".

استمرار المسيرة

ومن جانبه، وصف عضو قيادة الجبهة الشعبية في لبنان، فتحي أبو علي للجزيرة نت، استهداف قياديي الجبهة في مبنى سكني وفي قلب منطقة مكتظة بأنها "جريمة جبانة"، معتبرا أن "إسرائيل تؤكد كل يوم بجرائمها هذه على حربها المجنونة والمسعورة ضد المقاومة في لبنان وغزة والضفة الغربية وضد الشعب الفلسطيني واللبناني، ولكنها لن تكسر إرادتنا وسوف نواصل مسيرة المقاومة مهما غلت التضحيات".

ورأى أن استهداف المدنيين في الضاحية الجنوبية ومختلف المناطق اللبنانية وحتى المخيمات يؤكد مدى إجرام العدو الإسرائيلي كما كان يفعل تماما في غزة، وهو تصعيد خطير يأخذ المنطقة إلى المجهول، تحت الأطماع الإسرائيلية التوسعية.

وقال أبو علي "إننا إذ نودع شهداءنا نعاهد شعبنا الفلسطيني العظيم وكافة شهداء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم بأننا سنبقى على العهد والوعد نواصل مسيرتهم، والدرب الذي انطلقت من أجله الجبهة الشعبية وهو تحرير فلسطين".

وشدد على أن "الاعتداءات الصهيونية لن تثني الجبهة الشعبية وكل قوى المقاومة عن استمرار مسيرتها في مقارعة المحتل الصهيوني الذي عاجلا أم آجلا سيزول وسيغادر أرضنا مذلولا مقهورا صاغرا أمام ضربات المقاومة، على أمل أن نحقق أحلام شعبنا في العودة والحرية والاستقلال".

مقالات مشابهة

  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها
  • فلسطيني من غزة.. القتيل الوحيد بالهجوم الإيراني على إسرائيل يوارى الثرى
  • قاليباف: أعددنا أنفسنا لجنون النظام الصهيوني المحتمل
  • عطيّة: وضعنا أنفسنا في التصرّف لتحريك الملف الرئاسيّ
  • "حماس" تعلق على استهداف إسرائيل بالصواريخ الإيرانية
  • "حماس" تعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل
  • "حماس" تصدر بيانا بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل
  • حرب شاملة ولكن بالقطعة! كيف تدير أمريكا هذه الحرب؟
  • لماذا استهدفت إسرائيل قادة المقاومة في لبنان؟
  • لماذا نجحت إسرائيل أمام حزب الله وفشلت في غزة؟