آخر تحديث: 14 ماي 2024 - 9:28 صبقلم:سمير داود حنوش المراقب لردود الأفعال المجتمعية للعراقيين حول حوادث كبُرت أو صغرت، سياسية كانت أم اجتماعية أم حتى اقتصادية، يرصد حالة واضحة من عدم المبالاة، بل اعتبار تلك الحوادث من الهوامش التي لا تستفز المجتمع أو تدق في مخيلته أي ناقوس لخطر قادم.استقبل العراقيون في الأيام القليلة الماضية حادثتين؛ كانت الأولى إلقاء القبض على أم مدمنة حاولت بيع رضيعتها مقابل حفنة من المخدرات، حيث لم يأخذ هذا الخبر حيزا من تفكير العراقيين بالرغم من أنه يحمل معنى كبيرا في الانهيار المجتمعي والتفكك الأسري الذي وصل إليه العراق في ظل حكومات الإسلام السياسي وتفشي ثقافة الإدمان على المخدرات في بلد كان مجرد النطق بهذه الكلمة يعاقب ناطقها بأشد العقوبات، بعد أن تحول العراق من معبر للمخدرات إلى مُستهلك في العقدين الأخيرين.
أما الحادثة الثانية التي اشتعلت بها مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام في قضاء شط العرب بالبصرة جنوب العراق فتمثلت في “إعدام جماعي” قام به أب لعائلته البالغ عدد أفرادها 12 شخصا من ضمنهم رضيعة، ومن ثم الإقدام على الانتحار بواسطة الكلاشنكوف التي قتل بها أسرته، في صور بشعة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي لجثث مرمية على الأرض تغطيها الدماء، ويقال إن الإعدام كان بسبب خسائر مادية تعرض لها رب العائلة. وما بين تلك الجرائم كان الحدث الذي لا ينتهي الجدال حوله عن إزالة تمثال الخليفة أبي جعفر المنصور الجاثم في إحدى ساحات منطقة المنصور في العاصمة بغداد، ومطالبات بين داعم للإزالة وبين من يرى في ذلك عزفًا على أوتار الطائفية التي يلجأ إليها البعض حين تعصف بالطبقة الحاكمة أزمة سياسية.مواقف وجرائم تتباين في أعدادها وتتركز في مناسبات تخفي في الظاهر الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الجرائم، لكن في العمق المختفي تكمن حقائق وأمور قد تغيب عن أذهان البسطاء من العامة، حتى راح المؤكد من الرأي إلى القول إنها أفعال يُراد منها إشغال الشارع العراقي عما يجري في دهاليز السياسة ومخططات يُراد تمريرها بسلاسة وسهولة دون أي معوقات من رفض أو استنكار شعبي لتلك القرارات. ولأن خلف تلك الكواليس أسرارًا قد تؤثر في القرار الأمني والسياسي ستظل تلك الجرائم تقيد ضد مجهول.وبالرغم من محاولات حكومة محمد شياع السوداني رسم صورة وردية من الاستقرار والطمأنينة لترويج الاستثمار الأجنبي وجلبه إلى العراق، إلا أن تلك الجرائم ربما تصنع ثقوباً سوداء في رداء بيئة الاستثمار العراقية، وتجعل من الشركات العاملة في العراق تتخوف من مستقبلها المجهول في هذا البلد، وربما تفرز فرضية تقول إن هناك من يريد التشويش على هذه الحكومة وجرها إلى منزلق الفوضى والإرباك لخلق حالة من عدم الاستقرار وتفويت الفرصة على السوداني للترشّح إلى ولاية ثانية، وتمثل إحراجاً لحكومته في دفع البلاد نحو الانفتاح والتنمية وتعزيز السلم الأهلي الضروري للبدء بحركة البناء والإعمار. كل هذه المراحل من جرائم القتل وقصص المخدرات والاغتيالات السياسية لا تحتاج سوى محترفين في نبش الملفات واختيار اللحظات المناسبة، وما عليهم سوى تعلم تكتيكات الفعل وردّة الفعل في الوقت المناسب.ما يحدث في العراق اليوم محزن ومقلق لبلد كان يتمتع بتماسك الروابط الأسرية وينبذ الطائفية حين كانت الطوائف تنصهر فيما بينها بالتزاوج والعلاقات العائلية والجيرة، لكنه التخريب الذي طال الشخصية العراقية وصل إلى الذات، ولهذا دائما ما يردد الحكماء مقولة “إن التخريب إذا طال الأبنية والمعدات من الممكن إصلاحها أو ترميمها، لكن من يُصلح الإنسان إذا أصابه الخراب”، وذلك ما يحدث في العراق.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
ماذا يحدث في سوريا؟.. ضربات إسرائيلية على المعابر وإصابة 18 شخصا
بعد لحظات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنّ وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح أمس، لوقف الأعمال القتالية بين حزب الله وإسرائيل، شهدت المعابر الحدودية الثلاث بين شمال لبنان وسوريا ضربات إسرائيلية للمرة الأولى، بحسب ما جاء في «القاهرة الإخبارية».
ماذا حدث في سوريا؟منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، تحدّثت عن الوضع داخل سوريا، موضحة أنّ متطوعًا قُتل وأصيب آخرون بسبب العدوان الذي استهدف معبري الدبوسية والعريضة في ريفي حمص وطرطوس أثناء تأدية واجبهم الإنساني في إسعاف الجرحى فجر الأربعاء، مضيفة أنّ الهجوم أسفر عن تضرر عدد من سيارات الإسعاف ونقاط عملها.
وفي الوقت ذاته، أكد التليفزيون السوري الرسمي إصابة 18 شخصًا بعضهم في حالة حرجة، بسبب غارة إسرائيلية على معبر العريضة الحدودي، ونُقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة، في حين وردت أنباء عن إصابات في غارة إسرائيلية منفصلة على معبر الدبوسية الحدودي مع لبنان.
الوضع في معابر سورياومن جانبه، قال علي حمية وزير النقل اللبناني فجر أمس، إنّ ضربات إسرائيلية استهدفت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، المعابر الحدودية الثلاثة بين شمال لبنان وسوريا للمرة الأولى، ولم يتضح إذا كانت الطرق قد قطعت نتيجة للضربات.
وفي سياق متصل، ذكرت القيادة المركزية الأمريكية أنّها قصفت منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لجماعة مسلحة موالية لإيران في سوريا، ردًا على هجوم استهدف القوات الأمريكية في البلاد يوم الاثنين.
وأدت الغارات الإسرائيلية على المعابر الشرقية للبنان في الأسابيع القليلة الماضية، لإغلاق تلك الطرق المؤدية إلى سوريا.