ماذا يعني أن يكون صيف لبنان حارًّا؟ وماذا يعني استمرار الحرب غير المعلنة في الجنوب؟ وماذا يعني أن يبقى مصير لبنان مع كل مشاكله مربوطًا بمصير غزة؟ وماذا يعني أن يبقى لبنان معلّقًا على حسابات الآخرين؟ وماذا يعني أن يُترك هذا البلد الصغير بحجمه يقّلع أشواكه بيديه العاريتين؟ وماذا يعني أن تبقى الجمهورية من دون رئيس؟ وماذا يعني أن يبقى النازحون السوريون حيث هم من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلول ممكنة وعملية؟ وماذا يعني أن يتخانق اللبنانيون كلما دقّ الكوز بالجرّة؟ وماذا يعني ألا يتفقوا حتى على انقاذ بلدهم من الغرق؟ وماذا يعني لكل الأحزاب السياسية الارتطام الكبير؟ وماذا يعني أن يبقى الأفرقاء السياسيون يتناتشون ما تبقى من "خيرات" الدولة، ويتناوشون في غارات وهمية تُشّن ضد بعضهم البعض تحت عناوين ومسميّات خالية من المضامين المفيدة؟
فإذا أراد من لا يزال لديهم قدرة على التحليل المنطقي الإجابة عن كل هذه الأسئلة لأستلزم ذلك وقتًا طويلًا، مع العلم أن المهمة لن تكون سهلة.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر لا أنسى كلامًا سمعته قبل ما يقارب الأربعين سنة من أحد كبار السن، وهو يُعتبر في المقاييس العلمية عاملًا بسيطًا في محلّه، وهو من أبناء الجالية الأرمنية الكريمة، إذ صودف مرور شاب على دراجته النارية من أمام محل البارون غارو، حيث كنا واقفين، ومارس بطولاته البهلوانية على مسافة لا تتعدّى المتر الواحد بالقرب منا، وكاد يدهسنا بدراجته الضخمة. فما كان من البارون غارو إلا أن يرشقه بعبارات أرمنية لم أفهم منها شيئًا، لكن تعابير وجهه أوحت لي بأنه انهال عليه بوابل من المسبّات من العيار الثقيل، ثم التفت إلي، وقال لي بلهجته الأرمنية المحبّبة: "بابا شايف هيدا كلو دمار بكرا كلو بيتعمّر. بس هيدا جيل حرب كيف بدّك بيعمرو بابا؟
ويُضاف إلى كلام البارون غارو العميق والبسيط في آن كلام آخر قاله أحد المبعوثين البابويين إلى لبنان، حين قال في جلسة مغلقة وبعد جولة له على المسؤولين اللبنانيين، رسميين ورؤساء أحزاب، بما معناه: حاول أعداء لبنان أخذه على حين غرّة بزرع الشقاق بين أبنائه في حرب أُطلقت عليها تسميات كثيرة وطالت البشر والحجر فلم يستطيعوا أن يُركعوه أو أن يُخضعوه لإرادتهم. وعندما فشلوا بالمدفع حاولوا أخذه عن طريق الضغط على اللبنانيين بالاقتصاد وبمعيشتهم، ولكنهم فشلوا أيضًا. ولكنهم قد ينجحون عندما تبدأ حربهم الجديدة عن طريق بث الأفكار الغريبة عن العادات والتقاليد اللبنانية، وعندما يصلون إلى حدّ المسّ بالأخلاق، "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا". هذا ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي. وهذا ما يقوله من يخاف على مستقبل لبنان.
فما نشهده هذه الأيام مما يُشاع على مواقع التواصل الاجتماعي من تفلت أخلاقي لا حدود له يفوق بخطورته ما تعرّض له لبنان على مدى نصف قرن من الحروب والأزمات.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إبراهيم سعيد: لو جروس هيمشي بسبب شيكابالا يبقى كارثة
فتح إبراهيم سعيد، نجم نادي الأهلي السابق، النار على محمود عبدالرازق شيكابالا، قائد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك.
وقال إبراهيم سعيد، في تصريحات فضائية عبر شاشة النهار: "شيكابالا، مش عايز جروس يستمر في تدريب الزمالك، وأي مدير فني مش هيلعبه هيمشيه، لو جروس، هيمشي بسبب شيكابالا، يبقى ده كارثة".
وأضاف: "لو مجلس الزمالك قرر رحيل جروس بسبب شيكابالا، يبقى مجلس ضعيف، مفيش لاعب مهما كان اسمه يتحكم في نادي انت فيالأول والآخر لاعب".
وتابع: "أنا عايز أفهم رؤية مجلس إدارة الزمالك لشيكابالا، هل لو استمر الزمالك هياخد دوري أبطال أفريقيا؟ هل الزمالك هيلعب كأسالعالم للأندية؟ الغريبة أن مجلس الإدارة خايف".
وأتم: "مفيش لاعب مهما كان اسمه يتحكم في منظومة كاملة، انت بتبوظ أوضة اللبس".