لبنان ٢٤:
2025-03-18@12:36:35 GMT

ليست الحرب...هذا ما سيدمّر لبنان

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

ليست الحرب...هذا ما سيدمّر لبنان

ماذا يعني أن يكون صيف لبنان حارًّا؟ وماذا يعني استمرار الحرب غير المعلنة في الجنوب؟ وماذا يعني أن يبقى مصير لبنان مع كل مشاكله مربوطًا بمصير غزة؟ وماذا يعني أن يبقى لبنان معلّقًا على حسابات الآخرين؟ وماذا يعني أن يُترك هذا البلد الصغير بحجمه يقّلع أشواكه بيديه العاريتين؟ وماذا يعني أن تبقى الجمهورية من دون رئيس؟ وماذا يعني أن يبقى النازحون السوريون حيث هم من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلول ممكنة وعملية؟ وماذا يعني أن يتخانق اللبنانيون كلما دقّ الكوز بالجرّة؟ وماذا يعني ألا يتفقوا حتى على انقاذ بلدهم من الغرق؟ وماذا يعني لكل الأحزاب السياسية الارتطام الكبير؟ وماذا يعني أن يبقى الأفرقاء السياسيون يتناتشون ما تبقى من "خيرات" الدولة، ويتناوشون في غارات وهمية تُشّن ضد بعضهم البعض تحت عناوين ومسميّات خالية من المضامين المفيدة؟
فإذا أراد من لا يزال لديهم قدرة على التحليل المنطقي الإجابة عن كل هذه الأسئلة لأستلزم ذلك وقتًا طويلًا، مع العلم أن المهمة لن تكون سهلة.

والصعوبة تكمّن في أنه حتى ولو تمكّن أولياء الأمر من ايجاد الإجابة المناسبة عن كل هذه الأسئلة يبقى المهم إيجاد آليات تطبيقية لما نسبته عشرة في المئة كحدّ أقصى يمكن الوصول إليه في حال توافرت الإرادة الصلبة لتحقيق ما لم يتحقّق حتى الآن. وهذه النسبة على ضاءلتها تبقى أفضل من لا شيء، وتبقى مجرد بداية لمسيرة إصلاحية لن تكون مجدية إن لم تلحظ ما يعانيه لبنان أخلاقيًا قبل أي أمر آخر.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر لا أنسى كلامًا سمعته قبل ما يقارب الأربعين سنة من أحد كبار السن، وهو يُعتبر في المقاييس العلمية عاملًا بسيطًا في محلّه، وهو من أبناء الجالية الأرمنية الكريمة، إذ صودف مرور شاب على دراجته النارية من أمام محل البارون غارو، حيث كنا واقفين، ومارس بطولاته البهلوانية على مسافة لا تتعدّى المتر الواحد بالقرب منا، وكاد يدهسنا بدراجته الضخمة. فما كان من البارون غارو إلا أن يرشقه بعبارات أرمنية لم أفهم منها شيئًا، لكن تعابير وجهه أوحت لي بأنه انهال عليه بوابل من المسبّات من العيار الثقيل، ثم التفت إلي، وقال لي بلهجته الأرمنية المحبّبة: "بابا شايف هيدا كلو دمار بكرا كلو بيتعمّر. بس هيدا جيل حرب كيف بدّك بيعمرو بابا؟
ويُضاف إلى كلام البارون غارو العميق والبسيط في آن كلام آخر قاله أحد المبعوثين البابويين إلى لبنان، حين قال في جلسة مغلقة وبعد جولة له على المسؤولين اللبنانيين، رسميين ورؤساء أحزاب، بما معناه: حاول أعداء لبنان أخذه على حين غرّة بزرع الشقاق بين أبنائه في حرب أُطلقت عليها تسميات كثيرة وطالت البشر والحجر فلم يستطيعوا أن يُركعوه أو أن يُخضعوه لإرادتهم. وعندما فشلوا بالمدفع حاولوا أخذه عن طريق الضغط على اللبنانيين بالاقتصاد وبمعيشتهم، ولكنهم فشلوا أيضًا. ولكنهم قد ينجحون عندما تبدأ حربهم الجديدة عن طريق بث الأفكار الغريبة عن العادات والتقاليد اللبنانية، وعندما يصلون إلى حدّ المسّ بالأخلاق، "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا". هذا ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي. وهذا ما يقوله من يخاف على مستقبل لبنان.
فما نشهده هذه الأيام مما يُشاع على مواقع التواصل الاجتماعي من تفلت أخلاقي لا حدود له يفوق بخطورته ما تعرّض له لبنان على مدى نصف قرن من الحروب والأزمات.
   

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يجبر ما تبقى من سكان في مخيم طولكرم على إخلاء منازلهم بالقوة

أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت 15 مارس 2025، من تبقى من سكان حارة مربعة حنون في مخيم طولكرم، على إخلاء منازلهم بالقوة، وسط تهديدات ووعيد باعتقال أي شخص يتواجد في المكان.

وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال داهمت المنازل في حارة مربعة حنون وأجبرت سكانها على المغادرة تحت التهديد، وأمهلتهم خمس دقائق فقط للمغادرة، مشيرين إلى أن أحد الجنود أخبرهم بأنه سيتم إدخال الجرافات والدبابات إلى المنطقة.

وفي سياق متصل، انتشرت فرق المشاة بشكل مكثف داخل أزقة المخيم ومحيطه، وقامت بملاحقة المواطنين أثناء محاولتهم مغادرة منازلهم وأخذ احتياجاتهم الأساسية.

وعملت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على مساعدة النازحين أثناء إخلائهم للمخيم، خاصة المرضى وكبار السن، وسط أوضاع إنسانية صعبة خلفها العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها.

كما داهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل في مختلف حارات المخيم ومنها قاقون وأبو الفول، وخلعت أبوابها، وألحقت بها أضرارا جسيمة، في حين واصلت إطلاق القنابل الصوتية لترويع السكان، واستولت قوات الاحتلال على المزيد من المنازل داخل المخيم، وحولتها إلى ثكنات عسكرية ومواقع لتمركز القناصة.

ويشهد مخيم طولكرم منذ 48 يوما عدوانا متواصلا أدى إلى نزوح واسع النطاق، حيث اضطر نحو 12 ألف مواطن، بينهم النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، إلى مغادرة المخيم قسرا واللجوء إلى مراكز إيواء أو منازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وريفها.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأونروا: افتتحنا 130 مقرا مؤقتا بغزة لتعليم نحو 47 ألف طفل شاهد: 9 شهداء بينهم صحفيان باستهداف إسرائيلي في بيت لاهيا القاهرة: وفد حماس يتابع مع المسؤولين المصريين مستجدات المفاوضات الأكثر قراءة سبب وفاة معز محمد شريف الناشط بالعمل الإنساني في السودان بلدية رفح تحذّر من كارثة إنسانية وشيكة جنوب لبنان: الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر في حزب الله حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية جريمة حصار غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الخدعة فی الحرب ليست بالحادثة المستحيلة !
  • اللي هيجاوب يبقى شاطر..حمادة هلال يسخر من مسابقات المسلسلات والبرامج
  • أجمل كلام عن ليلة القدر
  • شذى حسون: أنا مقهورة على حسام حبيب.. وكفاياه كلام عن شيرين
  • رجي من بروكسيل: عودة اللاجئين السوريين ليست ممكنة فحسب بل واجبة
  • شذى حسون: أحلام قالت عني كلام يودي ورا الشمس.. واتصالحنا بس في حاجة انكسرت بيننا
  • معدل التضخم يبقى عند 2% بسبب ارتفاع الإيجارات
  • مسعود بارزاني: تبقى جريمة قصف حلبجة محفورة في الذاكرة الكوردستانية
  • عاجل: رواية أمريكية حول الغارات الجوية على صنعاء قبل قليل وماذا استهدفت؟
  • الاحتلال يجبر ما تبقى من سكان في مخيم طولكرم على إخلاء منازلهم بالقوة