لبنان ٢٤:
2024-12-22@22:46:40 GMT

ليست الحرب...هذا ما سيدمّر لبنان

تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT

ليست الحرب...هذا ما سيدمّر لبنان

ماذا يعني أن يكون صيف لبنان حارًّا؟ وماذا يعني استمرار الحرب غير المعلنة في الجنوب؟ وماذا يعني أن يبقى مصير لبنان مع كل مشاكله مربوطًا بمصير غزة؟ وماذا يعني أن يبقى لبنان معلّقًا على حسابات الآخرين؟ وماذا يعني أن يُترك هذا البلد الصغير بحجمه يقّلع أشواكه بيديه العاريتين؟ وماذا يعني أن تبقى الجمهورية من دون رئيس؟ وماذا يعني أن يبقى النازحون السوريون حيث هم من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلول ممكنة وعملية؟ وماذا يعني أن يتخانق اللبنانيون كلما دقّ الكوز بالجرّة؟ وماذا يعني ألا يتفقوا حتى على انقاذ بلدهم من الغرق؟ وماذا يعني لكل الأحزاب السياسية الارتطام الكبير؟ وماذا يعني أن يبقى الأفرقاء السياسيون يتناتشون ما تبقى من "خيرات" الدولة، ويتناوشون في غارات وهمية تُشّن ضد بعضهم البعض تحت عناوين ومسميّات خالية من المضامين المفيدة؟
فإذا أراد من لا يزال لديهم قدرة على التحليل المنطقي الإجابة عن كل هذه الأسئلة لأستلزم ذلك وقتًا طويلًا، مع العلم أن المهمة لن تكون سهلة.

والصعوبة تكمّن في أنه حتى ولو تمكّن أولياء الأمر من ايجاد الإجابة المناسبة عن كل هذه الأسئلة يبقى المهم إيجاد آليات تطبيقية لما نسبته عشرة في المئة كحدّ أقصى يمكن الوصول إليه في حال توافرت الإرادة الصلبة لتحقيق ما لم يتحقّق حتى الآن. وهذه النسبة على ضاءلتها تبقى أفضل من لا شيء، وتبقى مجرد بداية لمسيرة إصلاحية لن تكون مجدية إن لم تلحظ ما يعانيه لبنان أخلاقيًا قبل أي أمر آخر.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر لا أنسى كلامًا سمعته قبل ما يقارب الأربعين سنة من أحد كبار السن، وهو يُعتبر في المقاييس العلمية عاملًا بسيطًا في محلّه، وهو من أبناء الجالية الأرمنية الكريمة، إذ صودف مرور شاب على دراجته النارية من أمام محل البارون غارو، حيث كنا واقفين، ومارس بطولاته البهلوانية على مسافة لا تتعدّى المتر الواحد بالقرب منا، وكاد يدهسنا بدراجته الضخمة. فما كان من البارون غارو إلا أن يرشقه بعبارات أرمنية لم أفهم منها شيئًا، لكن تعابير وجهه أوحت لي بأنه انهال عليه بوابل من المسبّات من العيار الثقيل، ثم التفت إلي، وقال لي بلهجته الأرمنية المحبّبة: "بابا شايف هيدا كلو دمار بكرا كلو بيتعمّر. بس هيدا جيل حرب كيف بدّك بيعمرو بابا؟
ويُضاف إلى كلام البارون غارو العميق والبسيط في آن كلام آخر قاله أحد المبعوثين البابويين إلى لبنان، حين قال في جلسة مغلقة وبعد جولة له على المسؤولين اللبنانيين، رسميين ورؤساء أحزاب، بما معناه: حاول أعداء لبنان أخذه على حين غرّة بزرع الشقاق بين أبنائه في حرب أُطلقت عليها تسميات كثيرة وطالت البشر والحجر فلم يستطيعوا أن يُركعوه أو أن يُخضعوه لإرادتهم. وعندما فشلوا بالمدفع حاولوا أخذه عن طريق الضغط على اللبنانيين بالاقتصاد وبمعيشتهم، ولكنهم فشلوا أيضًا. ولكنهم قد ينجحون عندما تبدأ حربهم الجديدة عن طريق بث الأفكار الغريبة عن العادات والتقاليد اللبنانية، وعندما يصلون إلى حدّ المسّ بالأخلاق، "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا". هذا ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي. وهذا ما يقوله من يخاف على مستقبل لبنان.
فما نشهده هذه الأيام مما يُشاع على مواقع التواصل الاجتماعي من تفلت أخلاقي لا حدود له يفوق بخطورته ما تعرّض له لبنان على مدى نصف قرن من الحروب والأزمات.
   

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن الدولي: قوة حفظ السلام يجب أن تبقى على الحدود الإسرائيلية السورية

يمن مونيتور/أ ب

وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يمدد عمل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود السورية الإسرائيلية ويؤكد على ضرورة عدم وجود أنشطة عسكرية في المنطقة العازلة منزوعة السلاح.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال يوم الثلاثاء الماضي إن القوات الإسرائيلية ستحتل المنطقة العازلة في المستقبل المنظور. واستولت إسرائيل على المنطقة العازلة بعد وقت قصير من انهيار حكومة رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وبموجب القرار الذي تم تبنيه يوم الجمعة يتعين على الدولتين الالتزام “باحترام اتفاقية فض الاشتباك بين القوات لعام 1974 بدقة وبشكل كامل” والتي أنهت حرب عام 1973 بين سوريا وإسرائيل وأنشأت المنطقة العازلة. وشاركت الولايات المتحدة وروسيا في رعاية القرار.

وقرر مجلس الأمن تمديد تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تراقب منطقة الحدود، والمعروفة باسم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، حتى 30 يونيو/ حزيران 2025، ودعا المجلس إلى وقف جميع العمليات العسكرية في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • صمود المقاومة الأسطوري ونصرها الاستراتيجي
  • إسرائيل تسلّم لبنانيين اعتقلتهم بعد وقف الحرب
  • خريس: لتعزيز التماسك الداخلي من أجل الخروج من أزمتنا
  • لسه فاكر كلام اهلك السلبي عنك؟.. تعرف على آثار الأذى النفسي للأطفال
  • ..وسقطت العراق ولبنان وسوريا.. وماذا بعد؟!!
  • مجلس الأمن الدولي: قوة حفظ السلام يجب أن تبقى على الحدود الإسرائيلية السورية
  • هذا ما يفعله حزب الله الآن.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف
  • لبنان يدعو الدول الغربية لإعادة ما دمرته الحرب
  • كيف سيؤثر سقوط الأسد وهدنة لبنان على حرب غزة؟
  • موعد عودة مدحت شلبي إلى الشاشة بعد الوعكة الصحية.. 10 أيام بدون كلام نهائيا