الصرخة عنوان لمرحلة جديدة في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في ذروة الهجمة الأمريكية الصهيونية التي تستهدف الأمة وشعوب العالم العربي والإسلامي بذريعة مكافحة الإرهاب، خاصة بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر 2001م، وُلد المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وانطلقت الصرخة في وجه المستكبرين.
في الرابع من شهر ذي القعدة 1422هـ، أعلن الشهيد القائد الصرخة في وجه المستكبرين وهتاف البراءة، ليكون شعاراً للمشروع القرآني في التصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية على الأمة الإسلامية، مضافاً إليها التثقيف القرآني والمقاطعة للبضائع الأمريكية الإسرائيلية.
الهجمة الأمريكية التي تحركت بتحالفات واسعة ودول وأنظمة متعددة، وفي إطار التدريب والتخطيط للوبي اليهودي الصهيوني، كانت شاملة وفي مختلف المجالات ضمن مخطط، هدفه إحكام السيطرة التامة والمباشرة على الأمة “بشرياً، وموقعها الجغرافي، ونهب ثرواتها”، نتيجتها خسارة الأمة حريتها وكرامتها واستقلالها وخيراتها وتحولها إلى مغنم لقوى الهيمنة والطغيان والشر الأمريكي الصهيوني.
آنذاك كان الموقف الرسمي لمعظم الحكومات والأنظمة وزعمائها لا يشكل حماية للشعوب، فالحكومات إما متواطئة وانضمت وتحالفت مع الأعداء بذريعة الحرب على الإرهاب، أو ضعيفة لا تستطيع بمفردها التصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية والوقوف في وجهها.
وفي خضم تلك الأحداث المتوالية، تحرك الشهيد القائد بدافع إيماني بلا إمكانات وفي بيئة مستضعفة غير مستند لقدرات عسكرية ولا مادية ولا مؤسسات يمكنها أن تمثل رافعة للمشروع القرآني، لكنه استعان بالله وتوكل عليه عز وجل، ببصيرة ووعي وثقة بنصره تعالى، في ظل ما ساد الساحة العربية والإسلامية من ركود وجمود ويأس وهزيمة نفسية واستسلام وصمت والتوجه نحو استرضاء الأعداء والتودد للأمريكي.
تعزّز موقف المشروع القرآني وتقوّى بعناية الله ورعايته، وبفضل التفاف جماهيري، مساند له وداعم لاستمراره وتوسعه، فكانت النتائج إيجابية أثمرت في مواجهة مباشرة مع العدو الأمريكي وعملائه والتصدي لمؤامراته ومشاريعه التدميرية التي أرادت أمريكا من خلال أدواتها في المنطقة إجهاض أي مشروع تحرري رافض للهيمنة الأمريكية والصهيونية.
ارتكز المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، على ثلاثة عناوين أساسية تتمثل في “الصرخة، والتثقيف القرآني، والمقاطعة للمنتجات والبضائع الأمريكية الصهيونية”، كوسائل ناجعة لمواجهة الأعداء من قوى الطغيان العالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني.
شعار الصرخة وهتاف البراءة، أطلقه الشهيد القائد في محاضرة له في مدرسة الإمام الهادي عليه السلام في مران بمديرية حيدان محافظة صعدة ليكون هذا عنواناً لمرحلة جديدة في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني ومواكباً للمستجدات في إطار الصراع مع الأعداء.
التثقيف القرآني، هدف من خلاله الشهيد القائد، إلى ربط الأمة بالقرآن الكريم، ليكون موقفها متعززاً برفع مستوى وعيها بقضايا الأمة ومواجهتها عن بصيرة وفي مقدمتها قضية الأمة المركزية والأولى “فلسطين”، التي تمثل الصرخة مشروعاً متكاملاً يعالج مشاكل الأمة ويبنيها في كل المجالات.
كما أن التثقيف القرآني كمسار ثانٍ للمشروع القرآني، يُحيي الشعور لدى أبناء الأمة ويعزز قدرتهم على تحمل المسؤولية ليكونوا في مستوى مواجهة التحديات الراهنة، فضلاً عن أنه رسم الخطوات العملية الصحيحة والحكيمة والبنّاءة التي تنقذ الأمة من واقعها وتخلّصها من حالة الخنوع والذل واليأس.
ولم يُغفل الشهيد القائد أهمية الجانب الاقتصادي في المشروع القرآني، بل خصص العنوان الثالث من عناوينه للحديث عن أهمية المقاطعة الاقتصادية للبضائع والمنتجات الأمريكية الإسرائيلية، كأحد أهم العناوين والخطوات العملية لمواجهة أعداء الأمة من قوى الاستكبار والهيمنة، وباعتبارها خطوة عملية سهلة وميسرة وفاعلة ومؤثرة، تعمل على إيقاف دعم العدو بالمال الذي يستفيد مما تقدّمه الأمة من أموال طائلة إلى أرصدته.
كشف شعار الصرخة حقيقة أمريكا وطغيانها وإجرامها وجبروتها وأسلوبها الخادع للشعوب والدجل والتضليل الذي تمارسه مع قوى الاستكبار والأنظمة العميلة بعناوين جذابة ومخادعة “الحرية، الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
ومن دلالات الصرخة أنها حققت نقلة نفسية ومعنوية وعملية ومثلت بداية مدروسة للانتقال من واقع الصمت والاستسلام والخضوع وحالة اللا موقف إلى الموقف والتحرك والمسؤولية، وفي الوقت ذاته تعبر عن حالة سخط يجب أن تسود الأمة، وتحل محل حالة الرضا، لأن حالة الرضا تمهد للقبول بهيمنة قوى الاستكبار واحتلالها للبلدان ونهب خيراتها والسيطرة على مقدراتها.
ويبقى شعار الصرخة عنواناً لمشروع توعوي نهضوي، خاصة في ظل اتساع حضوره على المستويين الإقليمي والدولي، وإيجابياته في مساندة الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة بشكل مميز وموقف متكامل، ومواكباً للهجمة الأمريكية الصهيونية الشرسة على الأمة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي يتعرض حالياً لحرب إبادة شاملة في غزة، واستمرار تخاذل وتواطؤ المجتمع الدولي والعربي والإسلامي.
سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمریکیة الصهیونیة المشروع القرآنی الشهید القائد
إقرأ أيضاً:
الطائرات المسيّرة الصينية.. الحلول الفعالة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي
في عالم تتداخل فيه التكنولوجيا مع تفاصيل الحياة اليومية، أصبحت الطائرات المسيّرة الصينية جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأمريكيين. من الزراعة إلى الإنقاذ، تتجاوز استخداماتها الفعّالة مجرد أدوات طائرة، لكنها تواجه الآن تحديات تشريعية تهدد وجودها في الأسواق الأمريكية.
اعلانوتمثل الطائرات المسيّرة الصينية مثالًا حيًا على الابتكار التقني الذي غيّر قواعد اللعبة في العديد من المجالات، مثل الزراعة وخدمات الطوارئ. ففي ولاية كارولاينا الشمالية، يعتمد المزارع راسل هيدريك على هذه الطائرات لرش الأسمدة على حقوله بكفاءة وبتكلفة أقل بكثير من المعدات التقليدية. ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد الكبير يثير قلقًا لدى صناع القرار الأمريكيين الذين يرون فيه خطرًا على الأمن القومي والتنافسية الاقتصادية.
راسل هيدريك يشغل طائرة مسيرة في مزرعته.Allison Joyceومع تصاعد المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، تسعى الحكومة الأمريكية إلى تقليص الاعتماد على المنتجات الصينية.
ويأتي هذا التوجه في سياق قيود سابقة فرضتها واشنطن على شركات الاتصالات الصينية والسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى توجهات مماثلة في مجالات أخرى كأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
ولم تكن القوانين الجديدة بعيدة عن هذه المواجهة؛ إذ تضمن قانون الدفاع الذي أقرّه الكونغرس مؤخراً بنوداً تمنع شركتين صينيتين من بيع طائرات مسيّرة جديدة في الولايات المتحدة، إذا تبيّن أنها تشكل خطرًا "غير مقبول" على الأمن القومي الأمريكي. وقد سبق أن مُنعت بعض الوكالات الفيدرالية من شراء هذه الطائرات، مع استثناءات محدودة، بينما فرضت ولايات عدة قيودًا على استخدامها في برامج مدعومة حكوميًا.
ورغم المخاوف الأمنية، هناك أصوات تنتقد هذه الإجراءات، مشيرة إلى تأثيرها السلبي على قطاعات حيوية. ومن بين هذه الأصوات، المزارع هيدريك الذي يؤكد أن الطائرات الأمريكية لا تزال بعيدة عن منافسة نظيراتها الصينية من حيث الأداء والسعر. ويشارك هذا الرأي العديد من الخبراء الذين يرون أن البدائل الأمريكية ليست جاهزة بعد لسد الفجوة، مما قد يضعف قدرات المستخدمين المحليين على تنفيذ مهامهم اليومية بكفاءة.
طائرة مسيرة من طراز DJI التابعة لراسل هيدريك تنشر غطاء المحاصيل في مزرعته.Allison Joyceوتحتل شركة "DJI" الصينية موقع الصدارة في سوق الطائرات المسيّرة، حيث تُعرف منتجاتها بأسعارها التنافسية وأدائها العالي. تُستخدم هذه الطائرات في تطبيقات متعددة، بدءًا من البحث عن ضحايا الكوارث الطبيعية وصولًا إلى تصوير الأفلام. ورغم ذلك، فإن وجودها المهيمن أثار مخاوف متزايدة، حيث أدرجتها الحكومة الأمريكية في قوائم سوداء بسبب مزاعم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وعلاقات مع الجيش الصيني.
Relatedتايوان قلقة من تهديد جديد.. وتؤكد أن "الصين ترسل إلى المنطقة أكبر أسطول بحري منذ عقود"قبل عودة ترامب.. بايدن يدفع لوضع استراتيجيات جديدة للتعامل مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصيندعوات غير مسبوقة: ترامب يدعو زعماء من العالم بينهم الرئيس الصيني لحضور حفل التنصيبلكن القوانين الجديدة لم تأت دون تحديات؛ فقد تسببت في تعطيل العديد من البرامج الحكومية والخاصة التي تعتمد على الطائرات المسيّرة، مما دفع بعض الولايات مثل فلوريدا إلى تخصيص ميزانيات ضخمة لمساعدة الوكالات المحلية على الانتقال إلى بدائل جديدة. ومع ذلك، وصف خبراء هذه المرحلة بأنها "فوضى عارمة"، حيث واجه المستخدمون صعوبات تتعلق بتعلم أنظمة تشغيل جديدة وإعادة ضبط الشبكات والتطبيقات المستخدمة.
وفي ظل هذا الواقع، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الصناعة الأمريكية سد الفجوة وابتكار بدائل قادرة على منافسة المنتجات الصينية؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يهدد أوروبا بعقوبات ورسوم جمركية ويطالب بزيادة إنفاق الناتو إلى 5% ميتا تواجه غرامات تفوق 251 مليون يورو بعد تسريب بيانات المستخدمين في 2018 دعوات غير مسبوقة: ترامب يدعو زعماء من العالم بينهم الرئيس الصيني لحضور حفل التنصيب ضرائبالصينالولايات المتحدة الأمريكيةالسياسة الصينيةالوارداتزراعةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إصابة أكثر من 25 إسرائيليًا إثر صاروخ يمني والكنيست يمدد حالة الطوارئ لعام إضافي يعرض الآن Next ترامب والصحة العالمية كلاكيت ثاني مرة.. الرئيس المقبل ينوي الانسحاب من المنظمة فهل يفعلها مجددا؟ يعرض الآن Next طلاق أسماء الأسد.. رحل بشار عن سوريا فهل ترحل عنه زوجته؟ يعرض الآن Next عاجل. وول مارت تبيع قمصانا عليها صورة السنوار وإسرائيل تستشيط غضبا يعرض الآن Next عاجل. 12 قتيلًا على الأقل بإنفجار في مصنع للمتفجرات شمال غرب تركيا اعلانالاكثر قراءة بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادبشار الأسددونالد ترامبإسرائيلشرطةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروباسورياضحاياأبو محمد الجولاني ماغدبورغنيويوركالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024