يتميز شعب المحروسة "بقدرات كامنة" نراها ونرصدها منذ عصور سحيقة فى التاريخ المصرى القديم حينما كان يقف المصريون أمام هجوم الطبيعة على الأراضى الزراعية والمبانى الطينية على ضفاف نهر النيل فى مواسم الفيضان حيث يهب المصريون جميعًا لسد مداخل فيضان النهر على الضفاف، ورأينا ذلك فى وقت التحاريق حينما ينكمش النيل ويقوم الفلاحون بتوزيع تصافى الترع والمصارف فيما بينهم حتى لا يموت الزرع وتنفق الماشية، ورأينا ذلك فى أفلام الأبيض والأسود على سبيل المثال "فؤادة وعتريس" للفنانة العظيمة شادية والراحل محمود مرسى، ورأيناه فى الألوان سكوب فى فيلم الأرض للراحل "محمود المليجى" وغيرها من قصص تروى وقوف المصريين أمام النكبات الطبيعية، وكان ومازال شعب مصر تحركه "قدراته الكامنة " فى صد الهجوم فى الحروب منذ الهكسوس والتتاروالصليبيين والفرنسيين والإنجليز وحتى اليهود فى العصر الحديث، وكان شعب مصر فى أخر الحروب التى خاضتها البلاد (حرب أكتوبر 73) لم يسجل فى أى قسم بوليس حادثة سرقة أو شجار أو أى نوع من الخلافات بين أفراد الشعب أثناء دخول الجيش المصرى حربه المقدسة لتحرير الأرض فى واقعة أكتوبر المجيدة.

والمتابع لتاريخ قدرات الشعب المصرى نجد أن ولاية "محمد على باشا" لشعب مصر منذ 1805 قد قاد حملة تحديث مصر ومنذ عام 1815 وحتى عام 1825 أصبح لمصر جيش قوى يهابه كل دول العالم المحيطة وهدد "محمد على" بالجيش المصرى شمال أوربا وجنوبًا حتى جنوب الجزيرة العربية، وأصبحت قوة مصر الحديثة مقترنة بتقدم عمرانى وزراعى وصناعى  وفنى ضاهت به أعظم دول العالم فى هذه الحقبة الزمنية، وتلى ذلك شق قناة السويس وبناء مصر المعاصرة بغض النظر عن تطور الأداء الإقتصادى إلى الأسوأ مما أدخل مصر تحت سلطان دول دائنة، وأنشيىء (بيت للدين) وسط عاصمة المحروسة إنتهى هذا العصر بإحتلال مصر سنة 1882 من الإنجليز، وظهرت فى مصر حركات تحريرية ضد الإحتلال ومع بداية القرن التاسع عشر تحركت "القوى الكامنة "للشعب المصرى وإتسعت بنوابغ المصريين مثقفين وكتاب وقادة فكر وفن حتى قيام ثورة 1919 وظهور حياة نيابية مدعمة بدستور للبلاد دستور 1923وحتى قيام يوليو ثورة 1952وتحركت "قوى الشعب الكامنة" منذ عام 1957 وحتى عام 1967 قفزت مصر بأبنائها وبقيادة "جمال عبد الناصر" تحت راية القومية العربية لكى تحرر أشقائها العرب فى الغرب وفى الشرق وفى الجنوب وإزدهرت الصناعة الوطنية وكانت "قوى الشعب الكامنة" هى لغة الأغنية المصرية والدراما المصرية وحتى إنكسار الأمة كلها فى حرب 1967 !!وهنا بعدما كانت "القوى الكامنة" تعمل فى الإزدهار والتنمية تحولت "القوى الكامنة لشعب مصر" تعمل وتستنفر وكان أهم مظاهر الإستنفار فى الشارع المصرى سواء فى الجامعات أو وسط النقابات المهنية أو محيط العمال أو فى مؤسسات الدولة كلها تعمل على إستعادة "كرامة الوطن" وإستطاعت القوى الكامنة أن تنفجر بقرار شجاع للراحل "أنور السادات" وكانت لحظة العبور لإسترجاع الضفة الشرقية لقناة السويس هى قدرة "القوى الكامنة" لشعب مصر متمثلة فى أبنائنا على جبهات القتال وخلفه حائط ضخم من مشاعر وحب وصمود المصريين.
وإستطاعت "القوة الكامنة" للشعب المصرى أن تستشعر الخطر على الهوية الوطنية بعد أن إستطاعت (الجماعة) خطف البلاد فى موقعة أسموها هم (موقعة الصناديق) سرعان ما إستدعت القوة الكامنة فى يونيو 2013 لكى تستنفر مع القوات المسلحة المصرية وتسترد الوطن بجسارة وتعيده إلى ( مصريته) وهبت "القوة الكامنة" فى شعب مصر تتحمل كل الإصلاحات الإقتصادية الصعبة بغية إنهاء "عصر من التسول" والإعتماد على الهبات والمعونات !!، وما زلنا كشعب مصر نتحمل تبعات إعادة بناء الوطن من جديد.
إن ا "لقوى الكامنة لشعب مصر" مثل طاقة جبارة تكمن حتى إستدعاؤها، لوقت يحس فيه الوطن أنه بحاجة لحماية أو لإزدهار، ونحن فى أشد الحاجة لظهور "قوى الشعب الكامنة " لكى تتقدم فى العلوم وفى الحرص على وحدة الأمة ونبذ الحقد وضرب الفساد والعمل على قلب رجل واحد فمصر باقية وشعب مصر متوارث لجيناته 
والله حارس لهذا الوطن الحبيب " مصر" !!
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)

1 واهمٌ من يظن أن الحرب ستنتهي بتحرير الخرطوم أو دارفور. هذه الحرب قرر الذين أشعلوها ألَّا تنتهي أبدًا إلا بتحقيق أهدافهم، وهيهات. وبسبب هذه “الهيهات”، يسعون إلى استدامة الحرب، لأنهم يعلمون أن هزيمة الشعب السوداني مستحيلة، كما أنهم لن يستسلموا ، فغايتهم ليست تقسيم السودان، بل الاستيلاء عليه بالكامل، ليصبح نهبًا لأطماع الإمبراطورية الإماراتية.
2
الحرب الجارية الآن ليست حرب الجنجويد، فقد انتهت قوتهم وتبددت، لكن الذين استخدموهم لا يزالون في الميدان، يغيرون خططهم وتكتيكاتهم باستمرار، متنقلين من خطة فاشلة إلى اخرى افشلمنها ، حتى انتهوا الان إلى خطة “التطويق الشامل” طويلة الأمد وستشفل باذن الله..
3
ما هي خطة التطويق الشاملة ؟ وكيف جاءت؟
تقضي الخطة بتطويق السودان ووضعه داخل دائرة عداء مع كل دول الجوار والدول القريبة منها، واستخدام تلك الدول وحدودها ومطاراتها وقواعدها لدعم حرب الإمارات. بدأت الإمارات تنفيذ خطة التطويق عبر الإغراء، والشراء، والاستثمار. وبما أن الرشاوى لا تظهر إلى العلن، ظهر الاستثمار، وهو في جوهره استثمار في تجنيد دول الطوق (تشاد، جمهورية إفريقيا الوسطى، جنوب السودان، إثيوبيا، ، ليبيا “حفتر”، أوغندا، كينيا) لصالح أجندة المشروع الإماراتي في السودان، الهادف إلى ابتلاع موارده بالكامل.
4
متى بدأ التحول إلى خطة التطويق؟
عندما فشلت خطة الانقلاب في 15 أبريل 2023، تحوَّلوا إلى الحرب. وعندما فشلت الحرب في تحقيق أهدافهم، لجأوا إلى نشر الفوضى، ولم يتركوا مرتزقًا إلا استعانوا به، من كولومبيا إلى تشاد! ثم، بعد أن تكسرت قواتهم وتبعثرت، انتقلوا إلى حرب الطائرات المسيّرة التي تُدار من داخل السودان وخارجه. لكن هذا النمط من الحرب لم يحقق أهدافهم، بينما تمكنت الحكومة من إحراز تقدم ملحوظ في التصدي له، عبر تطوير أساليب مكافحته، وإسقاط الطائرات، وتأمين الأهداف الحيوية. ولا تزال الجهود مستمرة للحصول على أنظمة وقاية تحمي جميع المناطق الاستراتيجية في البلاد.
5
الفخاخ الإنسانية والسياسة كأداة مساندة
عندما فشلت خطط الانقلاب ثم الحرب، لجأوا إلى نصب الفخاخ عبر القضايا الإنسانية كمدخل لوقف الحرب والدخول في متاهات تقاسم السلطة، كما جرى في جنيف. وتزامن ذلك مع تحركات دبلوماسية مكثفة للإمارات في دول الطوق، ثم الاستدارة نحو السياسة عبر مؤتمر “تأسيس” في نيروبي، في محاولة لإسناد المجهود العسكري للمليشيا وإنقاذ وضعها المتدهور، بعدما فقدت أغلب الأراضي التي كانت تسيطر عليها في وسط السودان، ولم يتبقَّ لها سوى جيوب محدودة، وهي في طريقها للخروج التام من العاصمة.
ظن كفيل المليشيا أن التحول إلى السياسة، إلى جانب دعمه للميدان العسكري، سيسهم في إبعاد الأنظار عن الإمدادات المستمرة للمليشيا التي لا تزال ترتكب جرائمها. لذلك، تم حشد مجموعة من الفصائل تحت ما عُرف بـ”تحالف تأسيس” في كينيا، حيث صيغ البيان الأساسي، ثم جرى التوقيع على دستور علماني على هوى “الحلو”. وتبقى الخطوة الأخيرة، وهي إعلان حكومة الجنجويد وحليفهم الحلو.
لكن، قبل اتخاذ هذه الخطوة، فوجئوا برفض إقليمي ودولي قاطع لأي حكومة موازية في السودان، بدءا من الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، مرورًا بالعالم العربي، وصولًا إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة. وهكذا، تعطلت خطة الحكومة الموازية، وأصبح إعلانها يُؤجَّل يومًا بعد يوم إلى أجل غير مسمى.
6
ما هي خطة التطويق؟ وماذا فعلت الإمارات مع دول الطوق؟كيف جرى استقطاب دول الطوق الإفريقية؟
تُظهر الاستثمارات الإماراتية في إفريقيا نموًا ملحوظًا، حيث أصبحت الإمارات أكبر مستثمر في القارة بين عامي 2019 و2023، بإجمالي استثمارات بلغ 110 مليارات دولار، بحسب صحيفة “الغارديان”. غير أن هذه الاستثمارات، التي تهدف إلى بناء إمبراطورية إماراتية في إفريقيا، أُعيد توجيهها لخدمة أهداف الحرب في السودان.
7
بدأت الإمارات ببناء “طوق” في دول جوار السودان، عبر الاستثمار والشراء المباشر للمتنفذين عبر الرشاوى ، مستغلة ضعف هذه الدول وحاجتها إلى الدعم المالي، فماذا فعلت لبناء ذلك الطوق؟.نواصل

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بلال قنديل يكتب: الناس بالناس
  • نهى زكريا تكتب: مو صلاح ومحمد رمضان والاستثمار الأجنبي
  • السيد القائد مخاطباً الشعب اليمني: نتوجه إليكم بالشكر والإشادة ونسأل الله أن يكتب أجركم وأن يبيض وجوهكم (إنفوجرافيك)
  • راشد عبد الرحيم يكتب: خطاب الهزيمة
  • كلنا مدعوون لنصرة اليمن في وجه العدوان الصهيو – أمريكي
  • بالصور: القدس - 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • تحديد موعد اختبار التوظيف للوظائف التعليمية والمساندة
  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • أورمان الشرقية توزع كراتين رمضان على المستحقين بأبو حماد
  • أحمد علي عبدالله صالح يُعزِّي في وفاة الدكتور فضل أبو غانم