د.حماد عبدالله يكتب: إستدعاء " القوة الكامنة" لشعب مصر !!
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
يتميز شعب المحروسة "بقدرات كامنة" نراها ونرصدها منذ عصور سحيقة فى التاريخ المصرى القديم حينما كان يقف المصريون أمام هجوم الطبيعة على الأراضى الزراعية والمبانى الطينية على ضفاف نهر النيل فى مواسم الفيضان حيث يهب المصريون جميعًا لسد مداخل فيضان النهر على الضفاف، ورأينا ذلك فى وقت التحاريق حينما ينكمش النيل ويقوم الفلاحون بتوزيع تصافى الترع والمصارف فيما بينهم حتى لا يموت الزرع وتنفق الماشية، ورأينا ذلك فى أفلام الأبيض والأسود على سبيل المثال "فؤادة وعتريس" للفنانة العظيمة شادية والراحل محمود مرسى، ورأيناه فى الألوان سكوب فى فيلم الأرض للراحل "محمود المليجى" وغيرها من قصص تروى وقوف المصريين أمام النكبات الطبيعية، وكان ومازال شعب مصر تحركه "قدراته الكامنة " فى صد الهجوم فى الحروب منذ الهكسوس والتتاروالصليبيين والفرنسيين والإنجليز وحتى اليهود فى العصر الحديث، وكان شعب مصر فى أخر الحروب التى خاضتها البلاد (حرب أكتوبر 73) لم يسجل فى أى قسم بوليس حادثة سرقة أو شجار أو أى نوع من الخلافات بين أفراد الشعب أثناء دخول الجيش المصرى حربه المقدسة لتحرير الأرض فى واقعة أكتوبر المجيدة.
والمتابع لتاريخ قدرات الشعب المصرى نجد أن ولاية "محمد على باشا" لشعب مصر منذ 1805 قد قاد حملة تحديث مصر ومنذ عام 1815 وحتى عام 1825 أصبح لمصر جيش قوى يهابه كل دول العالم المحيطة وهدد "محمد على" بالجيش المصرى شمال أوربا وجنوبًا حتى جنوب الجزيرة العربية، وأصبحت قوة مصر الحديثة مقترنة بتقدم عمرانى وزراعى وصناعى وفنى ضاهت به أعظم دول العالم فى هذه الحقبة الزمنية، وتلى ذلك شق قناة السويس وبناء مصر المعاصرة بغض النظر عن تطور الأداء الإقتصادى إلى الأسوأ مما أدخل مصر تحت سلطان دول دائنة، وأنشيىء (بيت للدين) وسط عاصمة المحروسة إنتهى هذا العصر بإحتلال مصر سنة 1882 من الإنجليز، وظهرت فى مصر حركات تحريرية ضد الإحتلال ومع بداية القرن التاسع عشر تحركت "القوى الكامنة "للشعب المصرى وإتسعت بنوابغ المصريين مثقفين وكتاب وقادة فكر وفن حتى قيام ثورة 1919 وظهور حياة نيابية مدعمة بدستور للبلاد دستور 1923وحتى قيام يوليو ثورة 1952وتحركت "قوى الشعب الكامنة" منذ عام 1957 وحتى عام 1967 قفزت مصر بأبنائها وبقيادة "جمال عبد الناصر" تحت راية القومية العربية لكى تحرر أشقائها العرب فى الغرب وفى الشرق وفى الجنوب وإزدهرت الصناعة الوطنية وكانت "قوى الشعب الكامنة" هى لغة الأغنية المصرية والدراما المصرية وحتى إنكسار الأمة كلها فى حرب 1967 !!وهنا بعدما كانت "القوى الكامنة" تعمل فى الإزدهار والتنمية تحولت "القوى الكامنة لشعب مصر" تعمل وتستنفر وكان أهم مظاهر الإستنفار فى الشارع المصرى سواء فى الجامعات أو وسط النقابات المهنية أو محيط العمال أو فى مؤسسات الدولة كلها تعمل على إستعادة "كرامة الوطن" وإستطاعت القوى الكامنة أن تنفجر بقرار شجاع للراحل "أنور السادات" وكانت لحظة العبور لإسترجاع الضفة الشرقية لقناة السويس هى قدرة "القوى الكامنة" لشعب مصر متمثلة فى أبنائنا على جبهات القتال وخلفه حائط ضخم من مشاعر وحب وصمود المصريين.
وإستطاعت "القوة الكامنة" للشعب المصرى أن تستشعر الخطر على الهوية الوطنية بعد أن إستطاعت (الجماعة) خطف البلاد فى موقعة أسموها هم (موقعة الصناديق) سرعان ما إستدعت القوة الكامنة فى يونيو 2013 لكى تستنفر مع القوات المسلحة المصرية وتسترد الوطن بجسارة وتعيده إلى ( مصريته) وهبت "القوة الكامنة" فى شعب مصر تتحمل كل الإصلاحات الإقتصادية الصعبة بغية إنهاء "عصر من التسول" والإعتماد على الهبات والمعونات !!، وما زلنا كشعب مصر نتحمل تبعات إعادة بناء الوطن من جديد.
إن ا "لقوى الكامنة لشعب مصر" مثل طاقة جبارة تكمن حتى إستدعاؤها، لوقت يحس فيه الوطن أنه بحاجة لحماية أو لإزدهار، ونحن فى أشد الحاجة لظهور "قوى الشعب الكامنة " لكى تتقدم فى العلوم وفى الحرص على وحدة الأمة ونبذ الحقد وضرب الفساد والعمل على قلب رجل واحد فمصر باقية وشعب مصر متوارث لجيناته
والله حارس لهذا الوطن الحبيب " مصر" !!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
«حماة الوطن»: دعم مصر للقضية الفلسطينية نموذج للالتزام العربي بالقيم الإنسانية
أكد المهندس أحمد تيسير، رئيس اللجنة الاستشارية للأزمات والكوارث بحزب حماة الوطن، أن الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية يعكس التزامًا وطنيًا وإنسانيًا تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، مشيرا إلى أن الجهود المصرية المستمرة في دعم القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة، هي جزء من مسؤولية تاريخية تتبناها الدولة المصرية لحماية الشعب الفلسطيني من مخططات الاحتلال الإسرائيلي.
مصر في مواجهة مخططات التهجير القسريأوضح في حديثه لـ"الوطن" أن مصر رفضت بشكل قاطع أي محاولات لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين، ونجحت عبر تحركاتها الدبلوماسية والإنسانية في التصدي لهذه المخططات، مؤكدًا أن التمسك بحدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن مصر تبذل جهودًا استثنائية عبر التنسيق مع القوى الدولية والإقليمية، لضمان إعادة إعمار غزة، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، مشددًا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في وقف العدوان الإسرائيلي وحماية حقوق الفلسطينيين.
تسوية عادلة للقضيةوشدد تيسير على أهمية الدور العربي والدولي في تحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، مطالبًا المجتمع الدولي بـ تفعيل قرارات الشرعية الدولية والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء سياساته الاستيطانية والعدوانية.
ونوه بأن تنفيذ حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية المعتمدة هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة خطوة محورية يجب دعمها لإنقاذ القطاع من تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر.
واختتم رئيس اللجنة الاستشارية للأزمات والكوارث بحزب حماة الوطن تصريحه بالتأكيد على أن مصر ستظل داعمًا أساسيًا للقضية الفلسطينية، وستواصل العمل على جميع المستويات السياسية والإنسانية لإعادة حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف أي محاولات لتغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي في الأراضي المحتلة.