«أخي جاوز الظالمون المدى».. غنوا من أجل فلسطين وساندوا القضية
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أحمد السماحي : فلسطين جمعت حناجر كل المطربين المصريين والعرب
محمود فوزي: بعد أحداث غزة سادت حالة من الاكتئاب الفني الموضوع على النفس أكبر من الأغاني
محمد عبد الخالق: في ذكرى النكبة أول أغنية تتبادر لذهني عن القضية بلا منافس "زهرة المدائن"
مصطفى حمدي: مصر الدولة الوحيدة التي أنتجت مسلسلا يتناول القضية في وقت الحرب على غزة
٦٧ عاما على النكبة التي هاجر خلالها أكثر من ٧٠٠ ألف فلسطيني من أراضيهم حتى يستولى عليها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ذكرى يحيها الفلسطينيون والوطن العربي كل عام رمزا للصمود وتذكيرا بالنضال لاسترداد الحق المغتصب، أصوات الفلسطينيين تتعالى للحصول على حقوقهم وسط مجتمع دولي غير عادل، يأبى أن تقام دولة فلسطين من جديد، لم تنفصل كتابات شعراء العرب عن الألم الذى يعتصر القلوب على مدار الأعوام الماضية وصولا للأحداث المأساوية التي تعيشها غزة منذ أكتوبر الماضي، وقدم نجوم الغناء عددا كبيرا من الأعمال التي كانت بمثابة صرخة في وجه الظلم.
قال الناقد الموسيقى محمود فوزى في تصريحات ل"البوابة ":"القضية الفلسطينية شيء راسخ في وجدان الفن المصري، ومن أوائل الأغاني التي تتبادر لذهني في هذا الصدد، أخي جاوز الظالمون المدى، القصيدة التي كتبها على محمود طه".
وتابع محمود "أم كلثوم، وفيروز، أيضا قدموا للقضية عددا من الأغاني، ومن الأعمال البارزة أوبريت دكتور مدحت العدل " القدس هترجع لنا " كان من ألحان رياض الهمشري رحمة الله عليه، وتوزيع حميد الشاعري، من الأعمال المهمة والمؤثرة كثيرا من الفن المصري للقضية الفلسطينية، أيضا "القدس دى أرضنا" لعمرو دياب كانت وقت الانتفاضة التى حدثت عند استشهاد الطفل محمد الدرة".
وأضاف فوزي:"لا أجد تراجعا في تقديم الأغنية الوطنية لفلسطين ولكن الفترة الأخيرة بسبب ما تمر به غزة، قد تكون الأحداث أكبر من فكرة التعبير عنها بأغانٍ، فقد راح أكثر من ٣٤ ألف شهيد معظمهم من الأطفال، فالموقف كان أكبر من الاستيعاب، ورغم ذلك الفنان أمير عيد قدم أغنية رائعة بعنوان "تلك قضية"، الفنانون شعروا أن ليس هناك من كلمات تعبر عما يحدث، سادت حالة من الاكتئاب الفني بين المطربين، وكان الموضوع على النفس أكبر من الأغاني".
واستطرد محمود:" الأغنية الوطنية بشكل عام أرى أنها مؤرخ للأحداث عندما نتذكر معظم أحداثنا السياسية في مصر والوطن العربي نتذكرها بالأغاني الوطنية، لن ننسى أغاني عبد الحليم حافظ لثورة يونيو ١٩٥٢، وكل المطربين الذين غنوا للأحداث التي مررنا بها".
وأكد محمود فوزى أن القوى الناعمة لابد أن تعبر وتتحدث عن القضية الفلسطينية في الأغاني والسينما العربية، طوال الوقت، فالقضية من أهم اهتمامات مصر السياسية منذ بدايتها وحتى الآن، وعلى المستوى الاجتماعي كل الناس متعاطفة مع ما يحدث، وعلى مستوى الأغنية القضية لن تغيب، وجدنا في رمضان مسلسل "مليحة" الذى تناول القضية الفلسطينية وحقق نجاحا كبيرا في الوطن العربي، ستظل القوى الناعمة تشاور على القضية الفلسطينية وتدعمها".
وقال الناقد الفني أحمد السماحي في تصريحات ل"البوابة ":"فلسطين هي المدينة التي جمعت حناجر كل المطربين المصريين و العرب، فعندما حدثت مذبحة (دير ياسين) يوم ٩ أبريل عام ١٩٤٨، كتب الشاعر على محمود طه ولحن وغنى الموسيقار محمد عبدالوهاب رائعتهما (أخي جاوز الظالمون المدى)، ومع اشتعال حرب فلسطين في شهر مايو عام ١٩٤٨، اشتعلت ثورة غنائية موازية، وكانت أولى الأغنيات عن القضية الفلسطينية بدأها المطرب عبدالفتاح راشد الذى لحن وغنى يوم ٢٢ مايو عام ١٩٤٨، أغنية بعنوان (ألفين سلامة).
وتابع أحمد : "في الأول من يونيو عام ١٩٤٨ وبعد أيام من حرب فلسطين غنت (المجموعة) من كلمات محمود محمد صادق، وألحان محمد يوسف نشيد (العروبة) والذى يقولون في جزء منه:(أل صهيون خلدتم في الجحيم، يا وقود النار، يا حصد الهشيم)، ويوم ٥ يونيو غنى المطرب اللبناني محمد البكار أغنية (إحنا العرب) كلمات عثمان شحاتة، ألحان سيد مصطفى، كما قدم المطرب الكبير صالح عبدالحي يوم ١٠ يونيو الموافق ٢ شعبان أغنية متميزة للغاية بعنوان (تسلم أرضك يا فلسطين) كلمات الشاعر الكبير بيرم التونسي، وألحان مصطفى بك رضا".
وأضاف السماحي:"كما قدمت المطربة سعاد مكاوى مع زميلتها المطربة فاطمة على يوم ١٥ يونيو، أغنية بعنوان (كلنا فلسطين) كلمات إبراهيم كامل رفعت، وألحان أحمد صبره، وغنى المطرب كارم محمود أغنية بعنوان (نشيد فلسطين) كلمات محمود رشاد الدسوقى تقول كلماتها : (فلسطين يا حرة يا مهد العرب، صحى الشرق يمحى عبيد الدهب)".
واستطرد الناقد الفني:" بعد هذه الأغنيات الأولى التى قدمت عن فلسطين، ومع اشتعال ثورة الغضب العربى التى لم تخمد أبدا ــ فى الأراضى المحتلة من أجل استعادة (زهرة المدائن) اشتعلت ثورة موازية تأججت على أسنة القصائد وحناجر كبار فنانينا العرب من المحيط إلى الخليج، لتنطلق قنابل الأوتار تفجر براكين الثأر، وتمجد الشهداء وتفضح مذابح الأعداء البشعة، لتصبح استعادة الأرض السليبة هى المرادف الوحيد للحياة، فالمتابع للغناء المصرى أو العربى يجد إنه لا يوجد مطرب مصرى أو عربى صاحب قضية أو رسالة فى غنائه لم يتغن لفلسطين سواء فى الماضى أو الحاضر".
وأكد أحمد السماحي أن فلسطين وقضيتها وحدت كل المطربين المصريين والعرب بداية من الموسيقار محمد عبدالوهاب وليلى مراد، وفريد الأطرش، ومحمد فوزي، ومحمد قنديل، ومحمد رشدي، وعبدالحليم حافظ، ومحرم فؤاد، وشادية، ووردة، ونجاة، ونجاح سلام، ونور الهدى، وسفيرة النجوم المطربة اللبنانية فيروز، مرورا بـ (على الحجار، محمد منير، محمد الحلو، أنغام، لطيفة، ذكرى، عاصى الحلاني، مدحت صالح، طارق فؤاد، محمد ثروت، إيهاب توفيق، محمد فؤاد، عمرو دياب، راغب علامة، مارسيل خليفة، أحمد قعبور) وصولا للجيل الحالى من المطربين (محمد حماقي، وتامر حسني، وأحمد سعد، وفرقة اسكندريلا، والمطرب الفلسطينى محمد عساف".
من جهته قال الناقد الفني محمد عبد الخالق لـ"البوابة ":"في ذكرى النكبة أول أغنية تتبادر لذهني عن القضية بلا منافس أغنية "زهرة المدائن "فهي تمثل بالنسبة له خلاصة "النكبة" وضياع الأرض سياسيا وعسكريا واجتماعيا وإنسانيا، خاصة عندما تُعرض على مشاهد من فيلم "الناصر صلاح الدين"، أغانٍ كثيرة منذ ٤٨ سجلت مآسي الشعب الفلسطيني وخسارة العرب بعد النكسة، لكن أكثر الأغاني التي كان لها تأثير قوى وانتشرت شعبيا أغنية "الأقصى نادى" لمحمد فؤاد و"نحلم ايه" لأنغام وذكرى في انتفاضة الأقصى عام ٢٠٠٠، وقتها وصلت الأغاني لدرجة من "الانفجار" وصل إلى حد الندم الصريح وجلد الذات ولومها وتحميلها مسئولية ما يحدث".
وتابع محمد:"كثير من المطربين المصريين والعرب تغنوا لفلسطين، محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وفيروز، مرورا بجيل الوسط وحتى جيل الشباب في٢٠٢٤، القضية قائمة ومستمرة، وما يحدث يستفز مشاعر أي فنان، ومن أجمل ما قدم لفلسطين أغنية "القدس" لمحمد منير، وهى الأغنية التي أعتقد أنها أكثر الأغاني التي أحبطت العدو وأفقدته الأمل في أن تتجاوز الأجيال الجديدة قضية اغتصابه للأرض، حينما قال: "وأدبل أدبل أموت ... لو نسيت القدس".
وأضاف عبد الخالق: "الأحداث السياسية التي مر بها الوطن العربي آخر ٢٠ عاما، أثرت بقوة على فكرة تفاعل الدول العربية معا، وانغمست كل دولة في مشاكلها وتقوقعت على ذاتها، لكن عند الأزمات الكبرى نجد أنفسنا دون ترتيب أو اتفاق شعبا واحدا من المحيط للخليج يتألم ويسعى للمساعدة بأي شكل، وما يحدث فى فلسطين استفز العرب أجمع، ورغم اتخاذ مواقف فنية قوية وصلت إلى حد إلغاء مهرجانات كبرى وتأجيلها، أو تقديم عمل هنا أو آخر هناك، لكن لم تتبلور حتى الآن أعمال فنية ترقى إلى قوة الأزمة وفداحتها.
واستطرد محمد : "الأغنية تساعد على التغيير ولا تخلقه، تنشر الفكرة وتحميس الناس لها، وتشجعهم على تبينها، وتبسطها وتوصلها لجميع الطبقات بشكل ممتع يضمن أعلى درجات التأثير، والأغانى مثلها مثل باقى أشكال الفنون لها تأثير مباشر وفوري على الإنسان متمثل فى التفاعل اللحظي مع الموسيقى أو الكلمات، وما صيحات جمهور أم كلثوم أثناء حفلاتها، أو التمايل على لحن أغنية بشكل عفوي إلا أحد أشكال هذا التأثير، وهناك تأثير آخر أكثر عمقا، يوسع مدارك الوعي، ويجعل الروح والإحساس أكثر رهافة، ودور الفنون مهم جدا وثابت حاليا وسابقا وفى أى وقت، تأريخ للقضية ولأحداثها، ورصد لتجاوزات وجرائم العدو، وإعلان موقف ثابت لا يتغير ولا يفرط ولا ينسى".
بدوره قال الناقد الموسيقى مصطفى حمدى ل"البوابة ":"أغنية زهرة المدائن لفيروز من أبرز الأغانى المرتبطة بالقدس والقضية ومن الأغانى التى أجدها تعبر عن القدس وألمها، الأغانى الفلسطينية ليس لها تأثير كبير على المستوى العربي، هى أغلبها تراثى ومعنية بفلسطين بشكل محلى ومنتشرة هناك، منها أغنية "من سجن عكا طلعت جنازة" هى واحدة من الأغانى المهمة فى التراث الفلسطينى تناولت النكبة والقضية، هناك عدد كبير من الأغانى الفلسطينية ولكن لا أجد لها تأثيرا كبيرا على مستوى الوطن العربي".
وتابع مصطفى:"فيروز ومارسيل خليفة من أكثر المطربين الذين أثروا كثيرا عندما غنوا لفلسطين، مارسيل بالتحديد أكثر فنان غنى للقضية فله أرشيف كبير من الأغانى لفلسطين، أرى أن آخر الأغانى التى قدمت للقضية وحققت شهرة هما الحلم العربي، والقدس حترجع لنا والموضوع كان مرتبط بتوجه فنى ورسمى فى ذلك الوقت لكن مع التغيرات على مر الزمن لم يصبح هناك تأثير كبير للأغانى الوطنية الفلسطينية فلم يقدم منتجا حقيقيا وقويا من فنانين كبار لهم تأثير شعبي، وأغنية "تلك قضية" التى قدمها فريق كايروكى مؤخرا نجحت نجاحا كبيرا مع الشباب اعتمادا على جماهيرية الفريق".
واختتم مصطفى حمدي حديثه وقال:"مصر من البداية هى المحرك الأساسي لأى عمل يقدم عن القضية الفلسطينية آخرها مسلسل "مليحة" الذى عرض فى رمضان الماضي، مصر كانت الدولة الوحيدة التى أنتجت مسلسلا يتناول القضية فى وقت الحرب على غزة، مصر تهتم على كل المستويات بالقضية فنى وسياسي وشعبي بشكل مستمر".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فلسطين النكبة ذكرى غزة اغاني القضیة الفلسطینیة زهرة المدائن أحمد السماحی عبد الخالق من الأغانى عن القضیة لها تأثیر محمد عبد ما یحدث أکبر من
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: الاحتلال الإسرائيلي يريد تصفية القضية الفلسطينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور عبد المسيح الشامي أستاذ العلاقات الدولية، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يريد تصفية القضية الفلسطينية وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين وإنهاء وجودهم في أرض فلسطين التاريخية وتهجيرهم إلى الدول المجاورة، مشددًا، على أن هذا الأمر مرفوض.
وأضاف الشامي، في مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ هناك صمت دولى على مظالم الشعب الفلسطيني، فالحياة أصبحت أشبة بالجحيم داخل القطاع بلا غذاء بلا دواء بلا أي شئ وهذه قضية غير مسبوقة في تاريخ البشرية.
وتابع، أنه حتى في قوانين الحروب فمن المفترض أن تكون الصراعات تحكمها قوانين، وبخاصة الطرف المتحكم، الذي يجب عليه السماح بإرسال المساعدات الإنسانية، وافساح الفرصة لممراتها بالعمل.
وأوضح، أن الموقف المصري نبيل ومتقدم، إذ تبنت الدولة المصرية المواقف العربية وحاولت قدر المستطاع حماية ما تبقي من الحقوق الفلسطينية ولكن دولة الاحتلال خارج القانون لا تستجيب للدعوات فهي مصره على تصفية الفلسطينين.
ولفت، إلى أنّ قرار محكمة العدل الدولية بشأن التزامات الاحتلال الإسرائيلي بتسهيل المساعدات بشكل إلزامي، يجب أن يكون نافذا ومفعلا وأن يتم الالتزام بها، وبخاصة المساعدات الإنسانية يجب أن تخرج خارج الصناعات فلا يجوز أن تكون هي أصل الصراع.