في حادثة غريبة من نوعها كشفت وسائل إعلام تركية اعتقال أمين بالمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي وخبير عناكب وذلك أثناء محاولته تهريب عينات من العناكب والعقارب.

 

واحتجزت الشرطة لورينزو برينديني، خبير العناكب في المتحف الذي يقع مقره في نيويورك، في مطار إسطنبول أثناء محاولته تهريب حوالي 1500 عينة خارج البلاد.

 

وأوردت وكالة أنباء الأناضول أن برينديني اعتقل بتهمة محاولته تهريب أنواع موجودة في تركيا.

وفي تعليقات عبر البريد الإلكتروني لوكالة الأسوشيتد برس، قال برينديني إنه مثل أمام القاضي وتم إطلاق سراحه دون توجيه اتهامات إليه.

وأظهر مقطع مصور نشرته وكالة أنباء "ديميرورين"، الضباط وهم يفتشون حقائب اليد ويزيلون الأكياس البلاستيكية التي يبدو أنها مليئة بالعناكب والعقارب الميتة.

وقال برينديني إن الشرطة تجاهلت التصاريح التي حصل عليها من الحكومة التركية لإجراء أبحاثه بالتعاون مع علماء أتراك.

وأضاف: "تجاهلت الشرطة ذلك تماما واعتمدت على شهادة (خبير) لديه تضارب في المصالح مع المتعاونين معي، وأبحاثه العلمية موضع شك كبير".

وتابع: "لقد انتهكت الشرطة الإجراءات القانونية الواجبة تماما ويبدو أنهم يرغبون في إدانتي في محكمة الرأي العام".

المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي

المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي متحف يقع في مانهاتن،نيويورك، تحديداً في سنترال بارك، يعتبر من أكبر المتاحف في العالم، هو عبارة عن 72 مبنى متصل، يعرض به ما يزيد عن 32 مليون عينة من الإنسان، الحيوان، النباتات، الأحافير والصخور، مساحته 150,000م2 ويعمل به 225 عالم.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العناكب العقارب نيويورك إسطنبول تركيا مانهاتن

إقرأ أيضاً:

زيارة جديدة للتاريخ

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

نحتاج جميعًا بين زمن وآخر القيام بزيارة ولو خاطفة للتاريخ؛ فالتاريخ كما يُقال يعيد نفسه، على اعتبار أن الإنسان هو الإنسان والظروف هي الظروف، لهذا تصدق مقولة من يقرأ التاريخ يقرأ المُستقبل.

وبما أن أكثر الناس في زماننا لا يقرأون؛ حيث سادت ثقافة السمع كثيرًا بين أهل زماننا، بما تحمله من غثٍّ وسمين، ولكن تبقى المادة التاريخية من أركان التحليل وعلوم الاستراتيجيات واستشراف المستقبل؛ فالربط التاريخي يجعل من التحليل والتنبؤ بالمستقبل من واقع تراكم الماضي والحاضر بمثابة معادلات رياضية لا تقبل الخطأ أو القسمة أو التجزئة.

الواقع العربي اليوم- على مرارته- لا يمكن فصله عن أحداث ووقائع تاريخية بعيدة وقريبة عاشتها الأمة، وكانت أغلب تلك الأحداث والوقائع لمن عايشها وكأنها القاضية التي لا خلاص منها ولا نهوض بعدها، ولكن مشيئة الله دائمًا وقوة السماء تحضر حينما تُستهلك طاقة قوة الأرض.

ولا حاجة لنا هنا في زيارات للتاريخ الموغل في القدم، كغزوات المغول ونابليون والحملات الصليبية الغربية؛ بل سننطلق من الاحتلال العثماني للوطن العربي تحت شعار الخلافة، وتسليمه ومباركته لأقطار عربية تحت حمايته وحكمه للاحتلالات الغربية (إنجلترا وفرنسا) تباعًا؛ حيث رحَّب بعض العرب حينها بـ"المُستعمِر الغربي" كـ"مُنقِذ" لهم من الاحتلال العثماني، متوهمين استفادتهم من رُقي الغرب، وكون الغرب مُستعمِرًا غير مُجرَّب حينها؛ حيث أبدى للعرب وجهه الحضاري المُراعي لحقوق الانسان، والمُحترِم للحضارات وتواريخ الأمم ومطامح شعوبها.

سرعان ما كشف الغرب الاستعماري عن وجهه الحقيقي عبر "وعد بلفور" واتفاقية "سايكس وبيكو" لتقاسم الوطن العربي والعبث بمكوناته الجغرافية وتقطيعها الى أوصال صغيرة تسمى أقطارًا؛ حيث انبرى الأحرار والشرفاء للدفاع عن أوطانهم حتى تحقق لهم نيل الاستقلال تباعًا. وبدأ الفصل الثاني من الاستعمار عبر تكريس التبعية، تلك التبعية التي دسَّها المُستعمِر في بنود اتفاقيات الاستقلال؛ ليعود من النافذة بعد أن طُرد من الباب، ويتسلل عبر العقول بعد أن طُرد من الحقول.

فكان حلف بغداد عام 1955، والذي رعته انجلترا وتشكَّل حينها من جغرافيات نفوذها والمتمثلة في تركيا والعراق الملكي وإيران الشاه وباكستان، وكانت مهمته الرئيسة تكمن في مقاومة المد القومي العربي والنفوذ الناصري بزعامة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.

تشتت الحلف بعد ثلاثة أعوام على نشأته بقيام ثورة 14 تموز (يوليو) في العراق، ثم توالت نكساته بقيام الوحدة المصرية السورية عام 1958، ثم انسحاب باكستان بعد خذلان الحلف لها في قضية كشمير مع الهند؛ وصولًا الى نجاح الثورة في إيران عام 1979، وإعلان بريطانية إلغاء الحلف بصمتٍ دون طقوس أو مراسم.

عاشت الأمة فصولًا من الهزائم التكتيكية والتي لم تبلغ مراتب الهزائم الاستراتيجية؛ الأمر الذي سهل عليها استعادة السبق مُجددًا بعد كل انتكاسة، واستعادة مناعتها والتسلح بقيمها وخزينها الحضاري لمواجهة مخططات العدو.

المُتابع لتلك الاحداث الجِسام التي عاشتها الأمة، يتيقَّن بأن الأمة عصيّة في ضعفها وعصيّة في قوتها، وأنها قادرة على المواجهة وإفشال مُخطَّطات العدو رغم الوهن والشتات الظاهريْن؛ الأمر الذي لا يمكن تفسيره سوى بتأييد قوة السماء حين نفاذ قوة الأرض لتبقى هذه الأمة وكما وعدها الله وميزها "خير أمَّة أخرجت للناس".

ما تعيشه الأمة اليوم رغم مراراته، لا يمكن سلخه أو الحديث عنه بمعزل عن التاريخ القريب لتلك الأحداث؛ فمناعة الأمة ما زالت قادرة على فرز الغث والسمين وعلى إنهاك العدو واستنزافه، ومنعه من تحقيق أهدافه الاستراتيجية؛ فالأمة العربية حضارة، والعدو مدنية، والمدنيات لم تتغلب على حضارة في تاريخها.

الفخر التراكمي للنضال العربي ما زال ساريًا، وثقافة المقاومة اليوم في أوجها. والله غالب على أمره.

قبل اللقاء.. يقول المفكر والعالم الاجتماعي العربي العراقي الدكتور علي الوردي: "ما يشدنا للماضي ليس جماله؛ بل بشاعة الحاضر".

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اعتقال شخص حاول إغراق طنجة بالقرقوبي
  • زيارة جديدة للتاريخ
  • تنكيل وتعذيب.. تفاصيل جديدة عن ظروف اعتقال الدكتور أبو صفية
  • عمليات سرقة ونهب لبيوت المواطنيين في المناطق التي حررها الجيش
  • بين خيال المهربين ويقظة الأمن.. الشرطة تحبط تهريب الممنوعات عبر مطار القاهرة
  • سننتصر أو نموت..اعتقال فلسطينية في القدس دونت شعارات على سيارت الشرطة الإسرائيلية
  • تركيا: اعتقال 200 ناشطة في يوم المرأة العالمي
  • اعتداء جماعي على إمرأة إسرائيلية في الهند .. تفاصيل
  • توتر إسرائيلي أمريكي بعد المحادثات المباشرة مع حماس.. كشف تفاصيل مكالمة صعبة
  • البروفيسور هاني نجم يروي تفاصيل العملية الجراحية النادرة التي أجراها لطفل داخل بطن أمه.. فيديو