سمعت من العلامة السيد أحمد مشهور الحداد -رحمه الله – قصة استغراب أحد المشايخ الأتراك في قديم الزمان من مضاهاة الماء البارد بالأهل والولد.
قال الحبيب الحداد إن الشيخ التركي كان يتعجب كيف نقل إلينا السلف الصالح دعاء: اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك ،وحب كل عمل يقربني إلى حبك، واجعل اللّهم حبك أحب إليّ من أهلي وولدي، ومن الناس أجمعين ،ومن الماء البارد على الظمأ في يوم حار.
يقول التركي: الأهل والولد معقول وكذلك التعلُّق بأي محبوب من الناس، لكن ما شأن الماء البارد في هذا السياق؟ فكلما دعا هذا الشيخ ربه بهذا الدعاء صوَّب نظره يمنةً ويسرةً متعجباً ، لكنه لم يقطع الدعاء أو ينقص منه.
ثم كتب الله لهذا الشيخ التركي أن يحج إلى بيت الله الحرام، ولما وصل إلى عرفات كان الطقس في ذلك العام حاراً جداً. وانعدم الماء وضاقت الحال بالناس. وبدأ الظمأ يعتلج في كبد الحاج التركي مثل غيره من الحجاج ، والجميع يطلبون الماء فلا يجدونه، والشمس من فوقهم ترسل حرارتها ، فيزداد صاحبنا التركي عطشاً ،وسيطرت اللهفة على روحه ووجدانه وأخذ يتلفت يميناً وشمالاً لعل من يحمل كوزاً من الماء يروي يه غليله ،وبعد أن بلغت نفسه من العطش ما الله به عليم ،سمع من بعيد منادياً: الماء.. الماء، ففرح وهبّ قائماً وتوجّه صوب مصدر الصوت، فإذا برجل يبيع الماء ،ولكن بدينار ذهب للشخص الواحد، فسارع الشيخ التركي وأخرج ديناراً من كمر كان يشدّ به وسطه ، وقال للرجل: خذ. وأخذ يشرب حتى ارتوى. وكان الماء الذي اشتراه بدينار الذهب بارداً، وبعد أن شرب وارتوى ، رفع رأسه إلى السماء وقال: الآن عرفت. فالّلهم ارزقني حبك ،وحب من يحبك ،وحب كل عمل يقربني إلى حبك ،واجعل اللهم حبك أحب إليّ من الأهل والولد ،ومن الناس أجمعين ،ومن الماء البارد على الظمأ في يوم حار.
إني لأذكر أن أحد الصالحين كان مسافراً ،وحضر مسجداً بإحدى المدن ،فطلب إليه قيّم المسجد أن يلقي كلمة ،فاعتذر فأصرّ القيّم عليه، فاستوى قائماً، ثم قال: هل أحد منكم يجهل أن الشرك بالله أكبر الموبقات؟ وأن الصلاة والزكاة والصيام والحج من فرائض الإسلام؟ هل تجهلون أن برّ الوالدين وصلة الأرحام من أقرب القُربات إلى الله؟ هل تجهلون أن الرشوة وقطع الطريق وأكل مال اليتيم والغيبة والنميمة حرام؟ هذه كلها معلومات ضرورية فلا حاجة لشقشقة الكلام. وجلس.
وعلى هذه الوتيرة، فإن الماء كما قالوا :(أرخص موجود وأغلى مفقود.).
هل يجهل أحد هذه الحقيقة؟
هل رأيت لهفتك عندما تنقطع المياه عن منزلك؟
إننا مسؤولون جميعاً أمام الله ،عن أي قطرة ماء تذهب هدراً.
هل وصلت الرسالة ياترى؟
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الماء البارد
إقرأ أيضاً:
انطلاق قافلة دعوية من مسجد سيدي عبدالوهاب بمطوبس في كفر الشيخ
انطلقت فعاليات القافلة الدعوية الكبرى من مسجد سيدي عبدالوهاب التابع لإدارة أوقاف مطوبس قبلي، بمحافظة كفر الشيخ، اليوم الجمعة، برعاية وتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، واللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ.
انطلاق قافلة دعوية كبرى من مسجد سيدي عبدالوهاب بمطوبسوشارك في هذه القافلة الدعوية، الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، والدكتور عبد القادر سليم، مدير عام الدعوة بالمديرية، والشيخ أحمد حنبل، مسؤل الإرشاد الديني، والشيخ سعد ضبش، مدير إدارة أوقاف مطوبس قبلي، وعدد من الأئمة والخطباء.
وألقى أعضاء القافلة الدعوية، خطبة الجمعة، التي جاءت تحت عنوان «الطفولة بناء وأمل»، الذي يعكس أهمية دور التنشئة السليمة في بناء إنسان معتمد على العلم، قادر على مواجهة تحديات الزمن بالإنجاز، وهو ما يؤكد التوافق مع محوري بناء الإنسان وصناعة الحضارة.
وقامت القافلة ببعض الأنشطة المهمة منها عقد لقاء الجمعة للأطفال، وعقد مقرأة القرآن الكريم للائمة، وعقد مقرأة القرآن الكريم للجمهور، وعقد محاضرة عن دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية السليمة، وعقد مجلس الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
التزام المساجد بالخطبة الموحدةوأكد الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، أنّ جميع المساجد التزمت بالخطبة الموحدة، وكذلك بالوقت المحدد على مستوى المحافظة، ولم يتم رصد أي مخالفات.